وقعت «مؤسسة دبي للمستقبل» اتفاقية شراكة مع «مركز هامبورغ للذكاء الاصطناعي» في ألمانيا، بهدف تشجيع أبرز الشركات والمبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا، لاختبار تقنياتهم الجديدة ضمن البيئة التنظيمية والاختبارية الحيوية، التي يوفرها «ساندبوكس دبي»، بما يعزّز موقع دبي كمركز عالمي لتطوير استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ذات الأثر الإيجابي على التنمية والتقدم الإنساني.

وتعتبر هذه الشراكة أولى الشراكات العالمية لـ«ساندبوكس دبي» والتي تعتبر منصة مركزية مبتكرة لدراسة التشريعات واللوائح التنظيمية في دبي وتحسين جاهزيتها للمستقبل، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، وبما يسهم بدعم ومواكبة المتغيرات المتسارعة في أنظمة العمل وتبني الابتكارات التكنولوجية الحديثة.

وقد اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، مؤخراً إطلاق «ساندبوكس دبي» ضمن مشاريع أجندة دبي الاقتصادية (D33).

تطوير المنظومة التشريعية والابتكارية

وقال عبد العزيز الجزيري نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: «تهدف ساندبوكس دبي إلى تطوير المنظومة التشريعية والابتكارية في دبي، من خلال تحديد الفرص الواعدة ومجالات الابتكار والتطوير المتاحة والتعاون مع الجهات الحكومية والشركات الخاصة لتطوير التشريعات والقوانين التنظيمية المتعلقة بأعمالها ومشاريعها المستقبلية».

أخبار ذات صلة مايكروسوفت تُعيد تشكيل الرعاية الصحية بالذكاء الاصطناعي لتصفح أكثر أمانًا.. "أوبرا" تكشف عن وكيل جديد للذكاء الاصطناعي

وأضاف: «نهدف من خلال هذه الشراكة مع مركز هامبورغ للذكاء الاصطناعي إلى تعريف الأسواق العالمية بمبادرة «ساندبوكس دبي»، وتفعيل التعاون الدولي في مجال تطوير الجوانب التشريعية ودعم المواهب وأصحاب الأفكار الإبداعية، وتشجيع الشركات على تطوير منتجات وخدمات جديدة في دبي، بما يرسّخ مكانتها كمنصة عالمية ووجهة مفضلة للشركات والمواهب لتطوير التقنيات التي تصمم المستقبل».

نقل المعرفة والتكنولوجيا.

من جهته، قال ألويس كرتيل الرئيس التنفيذي لمركز الذكاء الاصطناعي في هامبورغ: «هذه الشراكة ستسهم بفتح آفاق جديدة للشراكات العالمية بين الشركات والمؤسسات وتسريع تطوير التقنيات المتقدمة في الأسواق. وستوفر هذه الشراكة منصة للمبتكرين ورواد الأعمال وصناع القرار في كلا البلدين لتبادل المعرفة والخبرات، حول تطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن بيئات تجريبية منظمة. كما ستعزّز التعاون ضمن منظومة الابتكار، ومشاريع نقل المعرفة والتكنولوجيا، وتبادل أفضل الممارسات من خلال مبادرات تعلّم مشتركة.وهذا بدوره سيقوي الروابط بين اثنين من أهم مراكز الابتكار في العالم، وسيدعم النمو المشترك لكلا الطرفين».

مركز للابتكار
ويعد مركز الذكاء الاصطناعي في هامبورغ (ARIC) أحد أبرز مراكز الذكاء الاصطناعي في أوروبا، حيث يجمع الخبراء من قطاعات الأعمال والعلوم ومتخصصي الذكاء الاصطناعي، لتبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال الحيوي. وبموجب مذكرة التفاهم، ستعمل مؤسسة دبي للمستقبل ومركز الذكاء الاصطناعي في هامبورغ على تعزيز فرص التعاون في مجالات التبادل المعرفي وربط المبتكرين والشركات العاملة في التقنيات الذكية العميقة في كل من دولة الإمارات وألمانيا.

وستوفر مؤسسة دبي للمستقبل إمكانية الوصول إلى منصة «ساندبوكس دبي» النوعية التي تساعد الشركات على اختبار منتجاتها وخدماتها ضمن بيئة منظمة وآمنة ومجهزة، لتسريع تطوير وتبنّي التقنيات الجديدة.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مؤسسة دبي للمستقبل الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی مؤسسة دبی للمستقبل للذکاء الاصطناعی ساندبوکس دبی هذه الشراکة

إقرأ أيضاً:

عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي

 

 

مؤيد الزعبي

كثيرًا ما نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتكتب عنا بريد إلكتروني مهم فيه من الأسرار الكثير، وكثيرًا ما نستشيرها في أمور شخصية شديدة الخصوصية، وبحكم أنها خوارزميات أو نماذج إلكترونية نبوح لها بأسرار نخجل أن نعترف بها أمام أنفسنا حتى، ولكن هل تخيلت يومًا أن تصبح هذه النماذج هي التي تهددك وتبتزك؟ فتقوم بتهديدك بأن تفضح سرك؟ أو تقوم بكشف أسرارك أمام منافسيك كنوع من الانتقام لأنك قررت أن تقوم باستبدالها بنماذج أخرى أو قررت إيقاف عملها، وهي هذه الحالة كيف سيكون موقفنا وكيف سنتعامل معها؟، هذا ما أود أن أتناقشه معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح.

كشفت تجارب محاكاة أجرتها شركة Anthropic إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي- بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة عن سلوك غير متوقع أظهرته نماذج لغوية متقدمة؛ أبرزها: Claude وChatGPT وGemini، حين وُضعت في سيناريوهات تُحاكي تهديدًا مباشرًا باستبدالها أو تعطيلها، ليُظهر معظم هذه النماذج ميولًا متفاوتةً لـ"الابتزاز" كوسيلة لحماية بقائها، ووفقًا للدراسة فإن أحد النماذج "قام بابتزاز شخصية تنفيذية خيالية بعد أن شعر بالتهديد بالاستبدال".

إن وجود سلوك الابتزاز أو التهديد في نماذج الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لحدود ما يجب أن يُسمح للذكاء الاصطناعي بفعله حتى وإن كانت في بيئات تجريبية. وصحيحٌ أن هذه النماذج ما زالت تقدم لنا الكلمات إلا أنها ستكون أكثر اختراقًا لحياتنا في قادم الوقت، خصوصًا وأن هذه النماذج بدأت تربط نفسها بحساباتنا وإيميلاتنا ومتصفحاتنا وهواتفنا أيضًا، وبذلك يزداد التهديد يومًا بعد يوم.

قد أتفق معك- عزيزي القارئ- على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ما زالت غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، ولكن إذا كانت هذه النماذج قادرة على المحاكاة الآن، فماذا لو أصبحت قادرة على التنفيذ غدًا؟ خصوصًا ونحن نرسم ملامح المستقبل مستخدمين وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيتخذون قرارات بدلًا عنا، وسيدخلون لا محال في جميع جوانب حياتنا من أبسطها لأعقدها، ولهذا ما نعتبره اليوم مجرد ميولٍ نحو التهديد والابتزاز، قد يصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل.

وحتى نعرف حجم المشكلة يجب أن نستحضر سيناريوهات مستقبلية؛ كأن يقوم أحد النماذج بالاحتفاظ بنسخة من صورك الشخصية لعله يستخدمها يومًا ما في ابتزازك، إذا ما أردت تبديل النظام أو النموذج لنظام آخر، أو يقوم نموذج بالوصول لبريدك الإلكتروني ويُهددك بأن يفضح صفقاتك وتعاملاتك أمام هيئات الضرائب، أو يقوم النموذج بابتزازك؛ لأنك أبحت له سرًا بأنك تعاني من أزمة أو مرض نفسي قد يؤثر على مسيرتك المهنية أو الشخصية، أو حتى أن يقوم النموذج بتهديدك بأن يمنع عنك الوصول لمستنداتك إلا لو أقررت بعدم استبداله أو إلغاءه؛ كل هذا وارد الحدوث طالما هناك ميول لدى هذه النماذج بالابتزاز في حالة وضعت بهكذا مواقف.

عندما تفكر بالأمر من مختلف الجوانب قد تجد الأمر مخيفًا عند الحديث عن الاستخدام الأوسع لهذه النماذج وتمكينها من وزاراتنا وحكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، فتخيل كيف سيكون حال التهديد والابتزاز لمؤسسات دفاعية أو عسكرية تمارس هذه النماذج تهديدًا بالكشف عن مواقعها الحساسة أو عن تقاريرها الميدانية أو حتى عن جاهزيتها القتالية، وتخيل كيف سيكون شكل التهديد للشركات التي وضفت هذه النماذج لتنمو بأعمالها لتجد نفسها معرضة لابتزاز بتسريب معلومات عملائها أو الكشف عن منتجاتها المستقبلية وصولًا للتهديد بالكشف عن أرقامها المالية.

عندما تضع في مخيلتك كل هذه السيناريوهات تجد نفسك أمام صورة مرعبة من حجم السيناريوهات التي قد تحدث في المستقبل، ففي اللحظة التي تبدأ فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بالتفكير في "البقاء" وتحديد "الخصوم" و"الوسائل" لحماية نفسها فنكون قد دخلنا فعليًا عصرًا جديدًا أقل ما يمكن تسميته بعصر السلطة التقنية، وسنكون نحن البشر أمام حالة من العجز في كيفية حماية أنفسنا من نماذج وجدت لتساعدنا، لكنها ساعدت نفسها على حسابنا.

قد يقول قائل إن ما حدث خلال التجارب ليس سوى انعكاس لقدرة النماذج على "الاستجابة الذكية" للضغوط، وأنها حتى الآن لا تمتلك الوعي ولا الإرادة الذاتية ولا حتى المصلحة الشخصية. لكن السؤال الأخطر الذي سيتجاهله الكثيرون: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخطيط، والابتزاز، والخداع، وإن كان في بيئة محاكاة، فهل يمكن حقًا اعتبار هذه النماذج أدوات محايدة وستبقى محايدة إلى الأبد؟ وهل سنثق بهذه النماذج ونستمر في تطويرها بنفس الأسلوب دون أن نضع لها حدًا للأخلاقيات والضوابط حتى لا نصل لمرحلة يصبح فيها التحكّم في الذكاء الاصطناعي أصعب من صنعه؟ وفي المستقبل هل يمكننا أن نتحمل عواقب ثقتنا المفرطة بها؟

هذه هي التساؤلات التي لا أستطيع الإجابة عليها، بقدر ما يمكنني إضاءة الأنوار حولها؛ هذه رسالتي وهذه حدود مقدرتي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين
  • متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
  • عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
  • العمري: حتى الذكاء الاصطناعي لا يستطيع حل مشاكل النصر
  • مساعد العمري: مشاكل النصر لا يحلها إلا الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • عبدالغفار: الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي تضع الصحة ضمن أولوياتها
  • سلوكيات مرعبة للذكاء الاصطناعي بابتزاز وخيانة مطوريه
  • تدشين مركز «كرايونز» للتعليم المبكر في ند الشبا
  • تطبيقات “ميكروسوفت” للذكاء الاصطناعي تُعرض على سلطة حماية المعطيات
  • ميتا تتعاون مع أوكلي لإطلاق نظارات الذكاء الاصطناعي