لجريدة عمان:
2025-06-16@13:48:46 GMT

حكايات يرويها الحرفيون

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

سلام الشكيلي: مبالغ زهيدة نحصل عليها من السعفيات لكنها كانت كافية للعيش

خميس أمبوسعيدي:نصف ريال قيمة خياطة الدشداشة أوائل السبعينيات والقناعة سر الثبات والبقاء

مسعود الكندي: صناعة الدّعون شاقّة ومرهقة لكن تمسّكنا بها لظروف الحياة

مرّت على بلادنا عمان عبر الأزمنة المتتالية الكثير من التغيرات والعقبات والصعوبات أسوة بباقي الدول، حيث لم تخلُ دولة من هذه التغيرات ولعل ما يتذكّره العمانيون من كبار السن هو ضنك العيش وصعوبة الحياة وندرة الأعمال خلال فترة نهاية الستينيات من القرن الماضي وتحديدًا قبل 23 يوليو 1970 الذي يعد يومًا فاصلًا بين زمنين، حيث تغيّرت الحياة كثيرا، وبدأ العمانيون في شق طريقهم مع تغيرات جذرية في مختلف مناحي الحياة.

وبرغم توفر عدة فرص للأعمال الحكومية والحرّة بعد نهضة 1970، إلا أن الكثير من العمانيين حافظوا وما زالوا على المهن التقليدية أو البسيطة التي مارسوها خلال حقبة فائتة من السنين، حيث نستعرض خلال هذه السطور تجارب عديدة لكبار السن لا يزالون حريصين على امتهان حرف تقليدية قد تندثر في قادم الأيام؛ نستمع منهم لتجاربهم وحكاياتهم وكيف استطاعوا شقّ طريقهم والتغلّب على ظروف الحياة ومرارة الأيام.

البداية مع الوالد خميس بن سعيد أمبوسعيدي الذي يمتهن خياطة الملابس الرجالية منذ ما يزيد على 55 عامًا، حيث روى قصة افتتاحه للمحل بسوق نزوى بعد أن عمل خيّاطًا في الجيش زمن السلطان سعيد بن تيمور، ونظرًا لظروف الحياة والتنقلات بين الكتائب يقول خميس أمبوسعيدي: توظّفت كخيّاط في الجيش بداية عام 1970 براتب 25 ريالًا في ذلك الوقت وكان من المفترض أن يكون مقر العمل في نزوى ولكن تم نقلي بعد مرور 20 يومًا إلى عبري ثم مرة أخرى إلى الجبل الأخضر ومنها إلى صلالة وكل ذلك خلال عام واحد من بداية 1970 إلى بداية عام 1971 لذلك آثرت الاستقالة، حيث أتقنت مهنة الخياطة وقررت بدء العمل الخاص بي مع رفيق دربي في المهنة محمد بن خميس النعماني -رحمه الله- من خلال افتتاح محل صغير كون الناس بدأت تُقبل على ارتداء الدشاديش العمانية؛ وتابع القول: قمت بشراء ماكينة خياطة يابانية بقيمة 45 ريالًا وكانت من النوع الأصلي الراقي في ذلك الوقت -وما زلت أعمل عليها حتى الآن- إذ أقوم بصيانتها وتنظيفها بنفسي، وقال: كانت قيمة خياطة الدشداشة الواحدة نصف ريال، حيث يقوم الزبون بإحضار القماش بنفسه، فالقناعة في ذلك الوقت كانت موجودة ولله الحمد ونستطيع خياطة ما لا يقل عن أربع دشاديش في اليوم تكفي لمستلزمات الحياة، حيث إن الحياة كانت بسيطة والمستلزمات قليلة ولله الحمد وبمرور الوقت ارتفعت الأجرة قليلاً ولكن لا نزال محافظين على المهنة رغم منافسة الوافدين الذين حاولوا مرارا إبعادنا عن المهنة.

صناعة الدعون

وننتقل مع مسعود بن ساعد الكندي الذي يمتهن صناعة الدعون منذ ما يقرب من 35 عاما، حيث يقول: تكمن فكرتها في جمع زور النخيل بعد تنظيفها من الخوص وربطها بالحبال لتشكيل قطعة متماسكة مختلفة الطول تصل إلى متر ونصف المتر أو أكثر تبعا للغرض الذي يتم استخدام الدعن والذي عادة يكون لتجفيف تمور النخيل، كما لها استخدامات أخرى كسقوف للمساجد والبيوت سابقا وحاليا تستخدم كمساكن كالعريش والخيمة ومظلات واقية من الحرارة؛ وبرغم أن معظم ممن عملوا في هذه الحرفة من الأجداد والآباء رحلوا عنها، إلا أنها بقيت قائمة تواجه تحديات الاندثار والنسيان؛ وقال: في السابق كان يمتهنها الكثير وكانت تقوم بالتعاون بين الجميع لذلك فهي مصدر رزق ولله الحمد، حيث يكثر الطلب عليها خاصة خلال فصل الصيف والحمد لله استطعنا من خلال هذه المهنة تسيير معيشتنا وأرزاقنا رغم التحديات الكثيرة؛ وعن سر اهتمامه وعشقه لهذه الحرفة قال: هي في المقام الأول إرث قديم يجب المحافظة عليه، فهي مهنة تقاوم الاندثار كما أن عائدها الاقتصادي مُجز وأن الإقبال على الدعون مستمر وقد يكون الطلب عليه حاليا أكثر سواء لأغراض البناء مثل الخيام والعرشان والاستراحات السياحية والفندقية والتخييم وغيرها، مُضيفًا أن أي عمل لا بد أن يكون فيه بعض الصعوبات، ولكن ما دام هناك رغبة وهمّة واجتهاد لإنجاز العمل، فإن الصعوبات تتلاشى وتبقى متعة العمل عالقة».

صناعة السعفيات

ننتقل مع سلام بن عديم الشكيلي الذي يمتهن صناعة السعفيات منذ قرابة 30 عامًا، حيث يقول بدأتها كهواية للتسلية وقضاء الوقت بسبب فقدان بصري، حيث استهوتني فكرة صناعة الحبال من خوص النخيل وكذلك صناعة السعفيات كالخصاصيف التي تستخدم للشواء وكذلك جراب التمر وبدأت في بيع بعض المنتجات وما لبثت أن تعلقت بها، حيث كانت ترد عليّ مبلغا من المال يساعدني في قضاء بعض احتياجاتي؛ وقال لم تكن قيمة الخصفة في ذلك الوقت كثيرة، إذ لم تتجاوز ريالا واحدا فقط وكنت أقوم بصنعة أعداد كبيرة قبيل الأعياد لبيعها لمن يطلبها. مضيفًا: إنه لا يعرض منتجاته وإنما له زبائنه المعروفون الذين يتعاملون معه بصورة دائمة وقال: إن هذه الحرفة ساعدته كثيرًا على تحسين وضعه رغم ظروفه وبرغم صعوبتها كانت عاملًا مساعدًا في الجانب المادي، وقد ارتفع سعرها خلال هذه الفترات، حيث تصل الكبيرة منها إلى خمسة ريالات للواحدة.

ختامًا، يقول سلام الشكيلي: «أنصح الشباب بتعلم هذه الحرفة للحفاظ عليها من الاندثار، كونها حرفة قديمة وتناقص عدد ممارسيها في الوقت الحاضر، كما يمكن خياطة بعض الأعمال السعفية للزينة وحفظ الأطعمة، ويمكن استخدامها في عدة أشياء كما كانت تُستعمل سابقًا. على سبيل المثال، تقوم بعض مصانع الحلوى بوضع الحلوى في أوان سعفية صغيرة تُسمى «قزقوزة»، وهي طريقة كانت منتشرة قديمًا لبيع الحلوى. كما أن صناعة هذه الأواني قد تتيح للشباب مورد رزق، ولو بسيطًا، يساعدهم ماديًا».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی ذلک الوقت هذه الحرفة

إقرأ أيضاً:

علمتني الحياة

علمتني الحياة أنه كلما زاد العمر أيقنت أن تلك الحياة لا تستحق أن نضيعها في تسجيل الأخطاء التي ارتكبها غيرنا في حقنا، وفى نشر روح العداء بين البشر، ولا تستحق كل ذلك التأثر، ترحل مصاعب تأتى غيرها، تموت ضحكات تولد أخرى، يذهب البعض يأتي آخرون، إنها مجرد حياة، بمرور الزمن وكثرة الخبرات نتعلم من الحياة، ولكن الحياة لا تعطى دروساً مجانية لأحد، فحين نقول علمتني الحياة تأكدوا أنني دفعت الثمن، وكان غاليا جداً.

يولد ابن آدم قابضاً كفيه حريصاً على الدنيا، ويموت وهو باسطها لم ينل منها شيئاً، هذه الكلمات الحكيمة تعلمنا أن الدنيا كلها لا تساوى عند الله جناح بعوضة وعلينا أن نعيشها ونسعد بها بأخلاقنا التي ولدت معنا بالفطرة، عليك ألا تترك الظروف أو الشخصيات السلبية تغير من طباعك الجميلة، ولا تسمح لأسلوبهم السيء أن يمحى تربيتك الحسنة، لذلك إذا أردت أن تعيش سعيداً انزع الكراهية والحقد من قلبك، حب الحياة، فالحياة تحب من يحبها، فالحياة كالبيانو هناك أصابع بيضاء وهى السعادة، وهناك أصابع سوداء وهى الحزن، ولكن تأكد أنك ستعزف الاثنين لكى تعطى للحياة لحناً.

لا تندم على أي إحساس صادق بذلته، أو عمل خير أنجزته، ولم تجد التقدير المناسب، صحيح انه إحساس مؤلم أن تكون مبدعاً في إسعاد الآخرين ولا تجد من يسعدك أو تكون عاجز عن إسعاد نفسك، حيث إننا دائماً نحتفظ بالحزن في أعمق مكان في القلب والسعادة نجعلها سطحية، وكن صادقاً في حياتك قولا وفعلا ولا تكن متناقض بين قول جميل وفعل يناقضه، جمال الحياة أن يتوافق كلامك مع فعلك.

أنا وأنت وهو وهى نمتلك نفس العينان ولكن هل الجميع يمتلك نفس النظرة للأشياء، قد نرى نفس الأشياء من الخارج ولكن بداخلنا مختلفة مشاعرنا، طبيعتنا، أخلاقنا، وبناءً عليه تختلف نظرتنا، إن موقفك من الحياة هو ما يحدد مدى سعادتك أو تعاستك، ليس بمقدورك تغيير ما يحدث لك، لكن بإمكانك أن تغير الطريقة التي تستجيب وتتعامل بها مع ما يحدث لك.

علينا أن نعيش الحياة كما هي فالحياة مثل الكتاب، وأيامنا صفحات، في كل صفحة توجد أحداث وأحاديث، هناك صفحات مكتظة، وهناك صفحات عبارة عن قصاصات صغيرة ما يوجد بها ليس له أهمية ليتم تدوينه، فهي أيام صامتة، فأهتموا بصفحات حياتكم اجعلوها مليئة بالابتسامات والأحداث ولا تجعلوها بيضاء خاوية، فجميل أن يكون لدينا مخزون من الإنجازات والأحداث لنتصفحه إذا احتجنا لأى دعم.

ابتسم للحياة فالابتسامة مرض معدى، فعندما تبتسم تلقائياً ستجد الطرف الآخر يبتسم فيا لها من عدوى رقيقة، رائعة، جميلة أتمني أن يصاب بها العالم بأسره، فالابتسامة أقدم وأسرع طريقة للمواصلات عرفها الانسان واللغة الوحيدة التي تفهمها جميع الشعوب بلا ترجمان، ولكي تبتسم دائماً أفعل ما يسعدك واجعل النية الطيبة ملازمة لك، لأن النية الطيبة لا تجر معها الا المفاجآت الجميلة، فلا تغيروا أسلوبكم فقط غيروا نياتكم، فعلى نياتكم ترزقون.

وعلينا بحسن الظن بالآخرين، فقد أجد اللذة والمتعة عندما أبحث عن عذر أو مبرر لمن أساء لي - أنا لا أفعل ذلك نبلاً مني - وإنما أفعله أنانية فأنا أخدم نفسي عندما أنظف قلبي من البغضاء والحسد والكراهية.

أعرف أن هذا الكلام صعب تنفيذه على الكثير من النفوس البشرية، ولكن هذا يرجع إلى طبعك وأخلاقك ومدى تحملك وعليك أن تتذكر أن الأشياء العظيمة دائماً تبدأ من داخلك ومن مدى مقاومتك للشيطان حتي تكون نفسك مطمئنة راقية سامية، أخلاقياتك هي رصيدك عند الناس، فأحسن عملك وخلقك تكن أغنى الأغنياء.

علمتني الحياة أن أبكى في زاوية لا يراني فيها أحد ثم أمسح دموعي وأخرج للناس مبتسماً (وليم شكسبير)، وأن أشكى همى لربي وأنا ساجدة حتي أزداد حباً لله وتقرباً منه والشعور بعظمته.

ودموع تجرى علي خدى

ولا أحد يشعر بي ولا يدرى

هل السبب أفعالي أم قدري

أقترب من الله وليس البعدي

أحسن الظن وعظم الثقة بربي

علمتني الحياة أنه اذا لم يجد الانسان شيئاً في الحياة يموت من أجله، فإن أغلب الظن لن يجد شيئاً في الحياة يعيش من أجله، وأن الصخور والصعاب تسد الطريق أمام الضعفاء بينما يرتكز عليها الأقوياء للوصول للقمة.

كن متفائلا دائماً مهما أسودت الدنيا وأظلمت فستجد بقعة ضوء صغيرة فأتجه نحوها، وعندما تواجهك مشكلة تذكر ثلاثة: أنها مؤقتة، أنها مقدرة، أنها سوف تهديك أجراً إن صبرت، ولا تحزن اذا شعرت بكثرة الضغوط من حولك، وأعلم أن الله سيخرج أجمل ما فيك في هذه اللحظات الصعبة، وقل الحمد لله دائماً، عش كل لحظة كأنها أخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل عش بالحب، عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة.

مقالات مشابهة

  • السجن مدى الحياة لطبيب سوري شارك بتعذيب معتقلين
  • فن صناعة الأزمات
  • أحمد موسى: لولا أمريكا كانت إسرائيل خلصت من زمان
  • مختص لـ"اليوم": الاختبارات حالة طوارئ طبيعية.. وإدارة الوقت يحقق النجاح/عاجل
  • بدء حجز شقق حكايات التجمع في القاهرة الجديدة.. الأسعار وطريقة السداد
  • «المقدم 100 ألف».. موعد الحجز في شقق حكايات التجمع والمساحات المعروضة
  • سكن لكل المصريين سابقا .. كل ما تريد معرفته عن شقق حكايات التجمع
  • شاكيرا:أبنائي سبب بقائي على قيد الحياة
  • علمتني الحياة
  • التنين يعود إلى الحياة: توقعات بتحقيق 75 مليون دولار في افتتاح النسخة الحية من "How to Train Your Dragon"