الجزيرة:
2025-06-11@00:08:57 GMT

التحديات والفرص.. مؤشرات الحكم والحريات بأفريقيا

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

التحديات والفرص.. مؤشرات الحكم والحريات بأفريقيا

مع تزايد الاهتمام العالمي بمؤشرات الحوكمة، أصبحت أفريقيا جنوب الصحراء محورًا للتحليل والتقييم من قبل المنظمات الدولية.

فبينما تحقق بعض الدول تقدمًا ملموسًا في مجالات الديمقراطية، والشفافية، وسيادة القانون، لا تزال دول أخرى تعاني من الفساد، والقمع السياسي، والاضطرابات الأمنية، مما يؤدي إلى تراجع تصنيفاتها في التقارير الدولية.

ووفقًا لتقرير "أفريقيا في المؤشرات والتقارير الدولية 2024″، فإن الأداء العام للحكم في القارة يواجه تفاوتًا كبيرًا بين الدول، إذ يبرز البعض كنماذج للتحسن، بينما تعاني دول أخرى من تدهور مستمر في الحريات الأساسية.

مؤشرات الحكم

يُعدّ مؤشر إبراهيم للحكم الرشيد لعام 2022 من أبرز الأدوات التي تقيس أداء الدول الأفريقية في الحوكمة. ويتضمن المؤشر أبعادا متعددة، منها الأمن وسيادة القانون، والمشاركة الديمقراطية، والشفافية المؤسسية.

أبرز نتائج المؤشر لعام 2024: تحسن بعض الدول مثل سيشيل، والرأس الأخضر، وبتسوانا، حيث أظهرت هذه الدول تقدمًا في مكافحة الفساد وتعزيز الكفاءة الحكومية.

تراجع مستمر في دول النزاع مثل السودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأفريقيا الوسطى، حيث أثرت الصراعات المسلحة والأزمات السياسية سلبًا على استقرار المؤسسات. ضعف سيادة القانون في العديد من الدول، إذ تعاني بعض الحكومات من عدم استقلال القضاء، وانتشار الفساد الإداري، وتراجع ثقة المواطنين بالمؤسسات العامة. إعلان

وتُظهر البيانات أن الدول التي استثمرت في بناء مؤسسات قوية تتمتع بقدرة أكبر على تحقيق التنمية الاقتصادية وحماية الحقوق المدنية، بينما تعاني الدول ذات الحكومات غير المستقرة من تراجع في مستويات المعيشة وتزايد معدلات الهجرة واللجوء.

قيود على الصحافة والمجتمع المدني

يُظهر مؤشر حرية الصحافة لعام 2024 أن أفريقيا لا تزال من أكثر المناطق تحديًا لحرية الإعلام، إذ تتعرض الصحافة في بعض الدول لرقابة حكومية صارمة، ومضايقات أمنية، واعتقالات تعسفية.

وهناك دول مثل ناميبيا، وغانا، وجنوب أفريقيا تأتي في مقدمة الدول الأفريقية التي تتمتع بحرية صحافة نسبية.

في المقابل، تعاني إريتريا والسودان من قيود شديدة، حيث يواجه الصحفيون الاعتقالات والقمع وإغلاق المؤسسات الإعلامية المستقلة.

 

فحملات التضييق على وسائل الإعلام الرقمية تتزايد، مع فرض قيود على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في بعض الدول.

أما في ما يخص المجتمع المدني، فإن بعض الدول الأفريقية تتبنّى سياسات تقييدية تجاه الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، إذ تفرض قوانين صارمة على التمويل الخارجي وتمنع بعض الأنشطة السياسية والحقوقية، مما يحدّ من قدرة المجتمع المدني على القيام بدوره في تعزيز الحريات العامة والمساءلة الحكومية.

القوة الناعمة وأفريقيا

في ظل التغيرات العالمية، تسعى بعض الدول الأفريقية إلى تعزيز نفوذها عبر الدبلوماسية الثقافية والاقتصادية، وهو ما يعكسه المؤشر العالمي للقوة الناعمة لعام 2024.

فدول مثل جنوب أفريقيا وكينيا ونيجيريا من بين الدول التي تستثمر في التعليم والثقافة والاقتصاد الرقمي لتعزيز مكانتها عالميا.

وأصبحت الرياضة والفنون والتكنولوجيا أدوات فعالة لرفع التأثير الإقليمي والدولي لبعض الدول الأفريقية.

ولكن لا تزال هناك فجوة كبيرة بين إمكانات أفريقيا وتأثيرها العالمي، إذ تعاني العديد من الدول من ضعف البنية التحتية ونقص الاستثمارات في التكنولوجيا والبحث العلمي.

إعلان إفلات الفاسدين من العقاب

تشير البيانات إلى أن العديد من الدول الأفريقية تعاني من ضعف في أنظمة العدالة، حيث يتفشى الإفلات من العقاب في قضايا الفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان، والجرائم المالية.

كذلك فإن غياب المساءلة يؤدي إلى فقدان الثقة بالحكومات، مما يعيق جهود الإصلاح.

وفي بعض الدول، يستخدم القضاء أداة سياسية ضد المعارضين، مما يقوّض نزاهة النظام القضائي. فممارسات الفساد في الأجهزة الأمنية والقضائية تؤدي إلى تعثر مسار الإصلاحات الديمقراطية.
وتُعد سيادة القانون من أهم الركائز التي تضمن استقرار المجتمعات، إلا أن ضعفها في بعض الدول الأفريقية يعزز حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.

بين التحديات والفرص

رغم التحديات المستمرة، لا تزال أفريقيا تمتلك فرصًا كبيرة للتحول الديمقراطي وتحسين الحكم الرشيد، ويمكن تحقيق ذلك عبر:

تعزيز استقلالية القضاء للقضاء على الفساد وضمان العدالة للجميع. تمكين المجتمع المدني ودعم الحريات الإعلامية لخلق بيئة سياسية شفافة.

الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا لتحسين الاقتصاد وتعزيز القوة الناعمة. تحقيق شراكات دولية فعالة لدعم إصلاحات الحوكمة ومكافحة الفساد.

ويبقى التحدي الأكبر هو مدى التزام الحكومات بالإصلاحات الفعلية، وليس فقط الإصلاحات الشكلية.

فالمؤشرات وحدها لا تكفي، بل يجب أن تقترن بإرادة سياسية قوية وإجراءات عملية لتحقيق تقدم ملموس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان بعض الدول الأفریقیة فی بعض الدول لا تزال

إقرأ أيضاً:

“الديمقراطية لتحرير فلسطين” تندد باعتقال العدو الإسرائيلي لرواد سفينة “مادلين”

الثورة نت/..

قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الاثنين، إن الكيان الإسرائيلي انتقل من من جرائم الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة إلى القرصنة على غزة، وذلك بأسر السفينة “مادلين”، إحدى سفن “اسطول الحرية”، الذي شكلته مجموعة من النشطاء، بهدف كسر الحصار الصهيوني المفروض على القطاع.

وأكدت الجبهة، في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن الحصار الصهيوني على قطاع غزة هدفه تجويع سكانه، والدفع بهم نحو الهجرة هرباً من الموت بآلة الحرب الأمريكية، وحصار التجويع الصهيوني.

ونددت الجبهة باعتقال رواد السفينة “مادلين”، داعيةً إلى اطلاق سراحهم فوراً، واطلاق سراح السفينة، والسماح لهم بكسر الحصار ومواصلة مهمتهم لتقديم ما حملته السفينة من مساعدات طارئة لأطفال القطاع الذين يهددهم الموت جوعاً وعطشاً، بعد أن مزقت ذخائر الولايات المتحدة وطائراتها المقاتلة حوالي 70 بالمئة من أطفال ونساء القطاع، من أصل أكثر من 55 ألف شهيد، وحوالي اكثر من 15 ألف مفقود تحت الأنقاض.
ودعت الجبهة الديمقراطية، العالم، خصوصاً احراره، والمدافعين عن حق الشعوب، ومنها الشعب الفلسطيني، إلى إدانة العمل الصهيوني المشين، والمطالبة بإطلاق سراح أبطال سفينة الحرية “مادلين”.

كما دعت نشطاء “اسطول الحرية” إلى الرد على العمل الصهيوني العدائي، بتنظيم المزيد من سفن الحرية إلى أن ينكسر الحصار على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • الجزائر من الدول الإفريقية القليلة التي لا تعاني من ضغوط المديونية الخارجية
  • لوس أنجلوس.. حكاية مدينة خدشت هيبة الديمقراطية الأمريكية
  • وزارة الخارجية والهجرة تعد دراسة شاملة حول خارطة الاستثمار في أفريقيا
  • انقضى عيد الأضحى .. وغزة لا تزال تعاني الجوع والمجازر
  • ديمقراطيات العالم تعاني من التدخل الخارجي والتضليل
  • الانحدار الثقافي في الولايات المتحدة يهدد مستقبل الديمقراطية
  • “الديمقراطية لتحرير فلسطين” تندد باعتقال العدو الإسرائيلي لرواد سفينة “مادلين”
  • انسحاب رواندا من إيكاس يكشف هشاشة التكتلات الإقليمية بأفريقيا
  • مكتب أطباء السودان: الخرطوم و6 ولايات أخرى تعاني من تفشي وباء الكوليرا
  • بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة