إفطارهم في الجنة.. هشام شتاء شهيد الواجب الذي لم تذبل ذكراه
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
في قلب الجيزة، وتحديدًا في أروقة قسم الشرطة الذي شهد يومًا من أيام مصر الصعبة، هناك حكاية تُروى عن بطلٍ لم يعرف الخوف، لم يطلب من أحد أن يذكر اسمه، لكنه أبى إلا أن يكون في طليعة من يواجهون التحديات. هشام شتا، ذلك الشاب الذي كان يشعّ من داخله الإيمان بحماية وطنه، لم يكن يعرف أن الساعات الأخيرة في حياته ستكون هي الدرس الأبلغ في التضحية.
كان هشام شتاء ضابطًا في قسم شرطة كرداسة، في أحد أكثر الأقسام تحديًا، على الرغم من الصعوبات التي كانت تحيط بالقسم، إلا أن هشام ظلّ مثالاً للثبات والإخلاص في عمله.
كان يُعَدُّ من أبرز رجال الشرطة الذين عملوا في كرداسة بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 2013، وكان يعرف جيدًا حجم التحديات التي قد تواجهه. لكن الإرادة التي كانت تتقد في قلبه لم تكن لتتراجع أمام أي خطر.
في ذلك اليوم المشؤوم، عندما اقتحمت مجموعات مسلحة قسم الشرطة في كرداسة، كان هشام شتاء في واجهتهم، كان يواجه المجهول بعينيه التي لا تخاف، ويداه التي تحمل السلاح للدفاع عن الحق، لكنه، في لحظة، وجد نفسه محاطًا بكثير من المخاطر، ورغم كل ذلك لم يتراجع، كانت آخر كلماتٍ سمعها زملاؤه في الميدان "هشام استمر"، ثم وقع في أيدي الأعداء، واستشهد، لم يكن استشهاده مجرد خسارةٍ إنسانية، بل كان سقوطًا لفارسٍ ضحى بحياته من أجل وطنه.
والدته، عاشت أوقاتًا صعبة بعد فراق ابنها، "كان هشام ضوء البيت، نجمٌ ساطع، وفجأة أصبح ذكراه بين يدي. لا أستطيع أن أنسى تلك الأيام التي كان فيها يجلس بجانبي، يحدثني عن أمنياته، عن مستقبله، وعن الوطن الذي كان يراه غاليًا"، كلمات الأم تُخَفِّف عن نفسها الألم، ولكنها تعلم أن ابنها قد أدَّى رسالته بكل شرف، وأنه لن يُنسى أبدًا، "هو ليس مجرد شهيد، هو جزء من روحنا، جزء من وطننا الذي نحب".
هشام شتاء لم يكن مجرد ضابط شرطة عادي، هو بطلٌ بأسمى معاني الرجولة، استشهد في لحظة كان فيها يمسك بمصير وطنه بين يديه، وفي تلك اللحظة، سطر اسمه في سجل الشرف، "لم نكن نعلم أنه في آخر لحظة من عمره، كان يسطر فصلًا جديدًا في معركة الشرف"، هكذا يقول أحد زملائه في العمل.
ورغم أن جسده غادر، إلا أن روح هشام ستظل ترفرف في قلوب الجميع، هو الذي لم يخشَ الموت أبدًا، وكان يعرف أنه في كل مرة يقف فيها لحماية هذا الوطن، كان يقترب من أعلى مراتب الشرف.
ستظل ذكرى هشام شتا عالقة في أذهان المصريين، ليس فقط لشجاعته، ولكن لما مثلته تضحياته من أسمى قيم في حب الوطن، وفي كل عيد، في كل ذكرى، سيبقى اسمه حيًا في قلوب أسرته، وفي عيون زملائه، وفي قلوب كل من يؤمنون أن الشهداء لا يموتون، بل يتجددون في كل لحظة يحيا فيها الوطن.
في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.
هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.
في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: شهداء شهداء الشرطة شهداء الوطن الداخلية اخبار الداخلية وزارة الداخلية افطارهم في رمضان قصص الشهداء اسر الشهداء حوادث اخبار الحوادث هشام شتاء فی قلوب
إقرأ أيضاً:
5 معلومات يجمعها ChatGPT عنك.. ماذا يعرف وكيف تحذفها؟
يحتفظ روبوت الدردشة الذكي شات جي بي تي ChatGPT بمعلومات شخصية عنك مثل الوظيفة والموقع الجغرافي والاهتمامات بهدف تقديم إجابات أكثر دقة وتخصيصا.
لحسن الحظ، يمكنك دائما عرض هذه البيانات أو تعديلها أو حذفها بالكامل، كما ينصح باستخدام محادثات شات جي بي تي ChatGPT المؤقتة لمزيد من الخصوصية، وتفعيل المصادقة الثنائية لحماية حسابك.
عندما تستخدم شات جي بي تي ChatGPT أثناء تسجيل الدخول، يقوم بتخزين معلومات من محادثاتك السابقة لتقديم إجابات أكثر تخصيصا.
هذه الذاكرة قد تشمل بياناتك الخاصة مثل وظيفتك، المدينة التي تعيش فيها، خططك المستقبلية وحتى مخاوفك الصحية
يظهر إشعار صغير عند حفظ معلومة جديدة، لكن كثيرا من المستخدمين لا يلاحظونه، وإذا كنت تتحدث مع الروبوت منذ شهور، فقد تكون القائمة طويلة.
كيف ترى أو تحذف ما يعرفه شات جي بي تي ChatGPT عنك؟لمراجعة المعلومات التي يحتفظ بها:
الخطوة الأولى: سجل الدخول واسأله مباشرة: "ماذا تعرف عني؟"، وسيعرض لك قائمة بكل ما تم حفظه.
الخطوة الثانية: سترى في نهاية القائمة، اقتراحا عليك تعديل أو حذف أي بند، على سبيل المثال: قل له "لم أعد أعيش في دلهي"، وسيقوم بالتحديث فورا.
الخطوة الثالثة: لإجراء مراجعة شاملة اضغط على صورتك الشخصية
الخطوة الرابعة: اختر الإعدادات> ثم التخصيص > ثم إدارة الذكريات Manage memories.
الخطوة الخامسة: اضغط على أيقونة سلة المهملات لحذف بند محدد، أو اختر "حذف الكل".
كيف تمنع تخزين بيانات جديدة على شات جي بي تي ChatGPT؟إذا كنت لا ترغب بأن يحتفظ شات جي بي تي ChatGPT بأي معلومات مستقبلا، اتبع الخطوات التالية:
1. من نفس قائمة "التخصيص"، قم بإيقاف خيار "الرجوع إلى الذكريات المحفوظة" Reference saved memories
2. من الآن فصاعدا، لن يخزن شات جي بي تي ChatGPT أي معلومات جديدة عنك.
ولمزيد من الخصوصية:
- استخدم الدردشة المؤقتة عبر أيقونة فقاعة الحديث المتقطعة بجانب صورتك الشخصية.
- أي محادثة تبدأ بهذه الطريقة لا تحفظ في السجل أو الذاكرة عند إغلاق النافذة.
حماية حسابكلأن كل البيانات المحفوظة داخل حسابك في OpenAI، من المهم تأمينه:
1. فعل المصادقة الثنائية (2FA) من خلال الذهاب إلى الإعدادات ثم> الأمان
2. امسح رمز QR باستخدام تطبيق مثل Authy
3. أدخل الرمز المكون من 6 أرقام عند تسجيل الدخول من جهاز جديد
4. هذا الإجراء يمنع محاولات الاختراق، حتى لو تم تسريب كلمة مرورك.
معلومات يجمعها شات جي بي تي ChatGPT1. يحتفظ شات جي بي تي ChatGPT ببيانات شخصية لتخصيص الردود
2. اسأله مباشرة أو راجع الإعدادات لرؤية البيانات
3. يمكنك حذف بنود فردية أو كل البيانات دفعة واحدة
4. استخدم الدردشة المؤقتة للمواضيع الحساسة
5. فعل التحقق الثنائي لتأمين الحساب