نيويورك تايمز: الكونجرس يتنازل عن سلطته لترامب
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
واشنطن
لا يكتفي الكونجرس الذي يقوده الجمهوريون بمشاهدة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهي تلتهم سلطاته الدستورية، بل يقوم بحماس بنقلها إلى البيت الأبيض.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تحليل: “يقوم المشرعون الجمهوريون بذلك هذا الأسبوع من خلال تبني مشروع قانون إنفاق مؤقت يمنح الإدارة حرية واسعة في تحديد كيفية توزيع الأموال الفيدرالية، مما يعني فعلياً تسليم سلطة الإنفاق الخاصة بالسلطة التشريعية إلى الرئيس ترامب”.
وأكدت الصحيفة أن هذا ليس سوى مثال واحد على كيف أن الكونغرس، تحت السيطرة الجمهورية الموحدة، يتخلى طوعاً عن بعض سلطاته الأساسية والحيوية في الإشراف والقضايا الاقتصادية وغيرها.
وأثناء تمهيد الطريق لتمرير إجراء الإنفاق يوم الثلاثاء، تنازل قادة الجمهوريين في مجلس النواب بهدوء عن قدرة مجلسهم على إلغاء تعريفات ترامب الجمركية على المكسيك وكندا والصين، في محاولة لحماية أعضائهم من الاضطرار إلى التصويت على قضية سياسية صعبة.
وقد أدى ذلك إلى تعطيل السبيل التشريعي الوحيد الذي كان لدى الكونغرس للطعن في التعريفات الجمركية التي من شبه المؤكد أن يكون لها تأثير كبير على ناخبيهم.
وفي هذا الصدد، قال النائب مايكل كلاود، الجمهوري عن ولاية تكساس، هذا الأسبوع: “هذا يعني، بطريقة ما، أننا نعطي الرئيس المفاتيح لمواصلة العمل العظيم الذي يقومون به”.
وأضاف كلاود، الذي نادراً ما يصوت لصالح مشاريع قوانين الإنفاق، أنه يدعم مشروع القانون المؤقت الذي أقره مجلس النواب هذا الأسبوع وينتظر تصويت مجلس الشيوخ عليه.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: البيت الأبيض الجمهوريين الكونجرس دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
من وسوس لـ ترامب لشن الحرب علي إيران؟
جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية نتيجة ضغوط مكثفة ومتباينة داخل دائرته المقربة، بين مؤيدين للحرب ومعارضين لها، بحسب ما جاء في تقرير شامل لصحيفة هآرتس العبرية.
ويمثل هذا القرار ذروة جهود استمرت لعقد كامل لدفع ترامب نحو استخدام القوة ضد إيران، رغم تردده الطويل وميوله الانعزالية.
أقطاب صنع القرار:الثلاثي المحيط بترامب خلال إعلان الضربة: نائب الرئيس جاي دي فانس، وزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخارجية (والمستشار الأمني المؤقت) ماركو روبيو.
رغم دعمهم للدبلوماسية مؤخرًا، فإن ظهورهم مع ترامب أراد أن يُظهر وحدة الموقف داخل البيت الأبيض.
فانس قاد التيار الداعي للدبلوماسية مع إيران، محذرًا من أن الصراع مع إيران قد يقود إلى حرب عالمية ثالثة، لكنه أعلن لاحقًا دعمه لترامب أيًا كان قراره.هيجسيث، رغم دعمه لإسرائيل، عارض الانجرار إلى "حرب أبدية" جديدة، وطُرد بعض مستشاريه بسبب تحذيراتهم من عواقب الحرب.روبيو، المعروف بتشدده تجاه إيران، أصبح أكثر ليونة داخل الإدارة، ولعب دور "الواجهة" التي تنفي مشاركة أميركية في الضربات الإسرائيلية الأولى، مما أتاح لترامب مساحة مناورة.الدبلوماسي الخفي:ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، لعب دورًا دبلوماسيًا مهمًا عبر اتصالات مباشرة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في محاولة أخيرة لتجنب الحرب. لكن جهوده الدبلوماسية أصبحت غطاءً للتحضير العسكري الأمريكي.سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، قادت فريق ترامب في لحظة تنفيذ الضربات، وتتمتع بثقته الكاملة منذ إنقاذها لحملته بعد اقتحام الكونجرس عام 2021. تعرضت لمحاولات اختراق إلكتروني من إيران.تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، عارضت بشدة ضرب إيران، وأكدت أن إيران لا تسعى حاليًا لتطوير سلاح نووي، لكن ترامب رفض تقييماتها ووصفها بأنها "خاطئة".جون راتكليف، مدير الـ سي آي آيه، كان من أبرز المحذرين من الطموحات النووية الإيرانية، ويعد من أكثر الداعمين للحملة العسكرية.الجنرال مايكل كوريلا (قائد القيادة المركزية – سنتكوم)، والجنرال دان كاين (رئيس هيئة الأركان المشتركة)، لعبا دورًا تنسيقيًا مباشرًا مع إسرائيل، وقدّما خططًا عسكرية جاهزة.مارك ليفين وشون هانيتي من فوكس نيوز، كانا من أبرز الأصوات الإعلامية التي دفعت ترامب نحو الحرب. هانيتي أعلن عن الضربات حتى قبل بيان ترامب، بعد مكالمة شخصية معه.روبرت مردوخ، مالك فوكس نيوز ونيويورك بوست، لعب دورًا مباشرًا في الضغط على ترامب، وهاجم محاولات ويتكوف الدبلوماسية.آيك بيرلماتر (رئيس مارفل سابقًا ومتبرع كبير لترامب)، ذو خلفية إسرائيلية عسكرية، دفع بقوة نحو الحرب رغم صداقته مع ويتكوف.مريم أديلسون (أرملة شيلدون أديلسون)، الداعمة الكبرى لترامب، كانت من أبرز المحرضين على ضرب إيران منذ سنوات.مايك هاكابي، السفير الأمريكي في إسرائيل، صور الضربة كأمر "مقدس" يشبه قرار ترومان بإسقاط القنبلة النووية على اليابان.القس فرانكلين جراهام، اعتبر أن إسرائيل بحاجة للحماية الإلهية، ودعا لضرب إيران باسم "الحق والرب".المنشقون داخل المعسكر:تاكر كارلسون، الإعلامي البارز، قاد جبهة الانتقاد للحرب، واتهم نتنياهو بدفع أميركا لخوض حرب نيابة عن إسرائيل.ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، حذر من أن تفكك قاعدة ماجا بسبب إيران قد يؤدي إلى نهاية الحركة.مارجوري تايلور جرين، النائبة الجمهورية المتشددة، وصفت مؤيدي الحرب بأنهم "ليسوا من أمريكا أولًا"، وهاجمت نتنياهو بشدة بعد انتقاداته للسياسة الأمريكية الانعزالية.وعليه، قرار ترامب بضرب إيران لم يكن وليد لحظة، بل نتيجة شد وجذب بين دعاة الحرب، والمتحمسين للدبلوماسية، والمصالح الإعلامية والمالية والدينية. ورغم الضغوط المتنوعة، يبدو أن ترامب قرر لعب ورقة التصعيد العسكري وسط حملة إعادة انتخابه، مدفوعًا بخليط من الولاءات، الهواجس، ونصائح من مستشاريه – وحتى أعدائه.