أمريكا.. وزارة العدل تجري تحقيقًا في احتجاجات حرب غزة بجامعة كولومبيا
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
أعلن تود بلانش، نائب وزير العدل الأمريكي، الجمعة، أن وزارة العدل تجري تحقيقًا حول الاحتجاجات الطلابية التي شهدتها جامعة كولومبيا بسبب الحرب في غزة، وذلك للنظر في ما إذا كانت هذه التظاهرات تنتهك القوانين الاتحادية الخاصة بالإرهاب.
وأوضح بلانش أن التحقيق يشمل أيضًا الانتهاكات المحتملة للحقوق المدنية المرتبطة بالمظاهرات التي هزّت حرم الجامعة في نيويورك العام الماضي، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تولي اهتمامًا خاصًا بهذه القضية في إطار سعيها إلى "القضاء على معاداة السامية في البلاد".
وأضاف بلانش أن التحقيق يشمل مراجعة تعامل إدارة جامعة كولومبيا مع الاحتجاجات السابقة، لتحديد ما إذا كانت قد انتهكت قوانين الحقوق المدنية أو ارتكبت جرائم إرهابية، مشددًا على أن "هذا التحقيق تأخر كثيرًا". وفي خطوة موازية، نفذت جهات إنفاذ القانون الاتحادية، الخميس، مذكرة تفتيش ضمن تحقيق منفصل حول ما إذا كانت الجامعة تؤوي مهاجرين غير شرعيين داخل حرمها الجامعي.
وتصاعدت التوترات في مدينة نيويورك بعد قيام السلطات باعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، الذي يدرس في جامعة كولومبيا، حيث تم توقيفه أولًا في نيويورك يوم السبت الماضي، قبل أن تحتجزه سلطات الهجرة في ولاية لويزيانا تمهيدًا لترحيله. وأثار اعتقاله موجة انتقادات واسعة من قبل نواب الحزب الديمقراطي، إضافة إلى المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب منظمات حقوقية ونشطاء مدافعين عن الحريات المدنية.
وردًا على ذلك، احتشد عشرات النشطاء، الخميس، داخل قاعة الاستقبال في برج ترامب بمدينة نيويورك، احتجاجًا على اعتقال خليل، مطالبين الإدارة الأمريكية بالإفراج عنه ووقف خطط ترحيله، في ظل اتهامات بأن ترحيله يأتي بسبب دعمه للقضية الفلسطينية. ووفقًا لشرطة نيويورك، بلغ عدد المعتقلين من المتظاهرين خلال هذا الاحتجاج 98 شخصًا.
ونظّمت هذه التظاهرة مجموعة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، وهي منظمة يهودية تقدمية تعلن مناهضتها للصهيونية، حيث أصدرت بيانًا قالت فيه إن هدف الاحتجاج هو "التعبير عن رفضنا الجماعي للقمع المتزايد ضد النشطاء"، مؤكدة رفضها لما وصفته بـ"تجريم الفلسطينيين وكل من يطالب بوقف الإبادة الجماعية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بتمويل أمريكي".
ووفقًا لتقديرات شرطة نيويورك، وصل عدد المحتجين داخل البرج إلى أكثر من 150 شخصًا، فيما انتشرت عبر المنصات الرقمية صور لمتظاهرين يحملون لافتات كتب عليها عبارات مثل "حاربوا النازيين لا الطلاب" و"الحرية لمحمود.. الحرية لفلسطين". كما أظهرت مقاطع فيديو أفراد الشرطة وهم يعتقلون بعض المتظاهرين، في حين أكدت السلطات المحلية أن عملية إخلاء المحتجين من المبنى تمت دون وقوع إصابات.
ويعد برج ترامب، الواقع في شارع فيفث أفينيو بمانهاتن، مقرًا لمؤسسة ترامب، كما يضم شقة الرئيس الأمريكي وزوجته، ويقيم فيه نجله بارون ترامب منذ بداية عامه الدراسي في جامعة نيويورك خلال خريف العام الماضي. ورغم الضجة التي أثيرت حول الاحتجاجات، لم تصدر مؤسسة ترامب أي تعليق رسمي بشأن الواقعة حتى الآن.
ويبدو أن اعتقال خليل يشير إلى بدء إدارة الرئيس ترامب في تنفيذ وعودها الانتخابية بترحيل النشطاء المولودين في الخارج الذين شاركوا في موجة الاحتجاجات التي شهدتها الجامعات الأمريكية خلال العام الماضي. ومن المتوقع أن يثير هذا الملف المزيد من الجدل في الأوساط السياسية والحقوقية، خاصة في ظل تصاعد التوتر حول السياسات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حماس ترامب حركة حماس كولومبيا عزة جامعة كولومبيا المزيد جامعة کولومبیا إعمار غزة
إقرأ أيضاً:
من فيلادلفيا إلى سان أنطونيو.. احتجاجات واسعة تندد بسياسات ترامب وتطالب بعزله فوراً
شهدت مدن أمريكية عدة موجة احتجاجات واسعة ومتنوعة، رفضًا لسياسات الرئيس دونالد ترامب وسط تصاعد الغضب الشعبي والانقسام السياسي والاجتماعي، حيث انطلقت التظاهرات في لوس أنجلوس، واشنطن، نيويورك، فيلادلفيا، سان أنطونيو، ألكسندريا، وسولت ليك سيتي، وتخللتها مواجهات أمنية وأحداث متعددة الأوجه.
ففي لوس أنجلوس، بدأ اليوم الأحد بمواجهات بين مئات المحتجين وقوات الشرطة التي استخدمت الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين تحدوا حظر التجول، وأغلق المتظاهرون الطرقات وجابوا شوارع المدينة بمسيرات احتجاجية، ما دفع الشرطة إلى التدخل وقطع مساراتهم، مع اعتقالات وتوترات متصاعدة إثر تقارير عن حملات ضد المهاجرين غير النظاميين، وكانت التظاهرات أمام مبنى البلدية الأكبر في الولاية منذ بداية الأسبوع، حيث تجمع الآلاف ورفضوا مغادرة المكان رغم فرض حظر التجول.
وفي فيلادلفيا، شارك نحو 14 ألف شخص في مسيرة ضخمة جابت شوارع المدينة، رافعين شعارات مثل “هكذا تبدو الديمقراطية” و”ترامب ارحل”، وشبه بعض المتظاهرين الوضع الحالي في الولايات المتحدة بألمانيا النازية، في حين وصفوا ترامب بـ”المسيح الدجال”. كانت التظاهرة سلمية رغم كثافتها.
وشهدت واشنطن تجمعات أمام مقر قناة “فوكس 5” في الضواحي، حيث رفع المتظاهرون لافتات مثل “لا للملوك” و”العزل فوراً”، واحتشد المئات في مسيرات باتجاه البيت الأبيض وسط حراسة أمنية مشددة، ورفع المحتجون شعارات حادة ضد ترامب مطالبين باستقالته، واحتشدوا قرب مقر إقامته في ساحة لافاييت. جاءت هذه التظاهرات بالتزامن مع عيد ميلاد ترامب وعرض عسكري نظمته العاصمة.
وشهدت نيويورك وقفة احتجاجية لحوالي 500 شخص على طول الجادة الخامسة في مانهاتن، ما تسبب بازدحام مروري، ورفع المحتجون لافتات ترفض الديكتاتورية وانتقدوا الاحتفال الرسمي بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي الذي أُقيم في واشنطن.
وفي ألكسندريا (فيرجينيا)، خرجت تظاهرة كان من المتوقع أن يلقي فيها النائب الديمقراطي دون باير كلمة، بمشاركة أعضاء من مجلس الشيوخ المحلي، تعبيرًا عن رفض سياسات ترامب.
وشهدت سان أنطونيو مسيرة سلمية ضخمة وسط المدينة، قابلتها الشرطة بإغلاق الشوارع الرئيسية، مع تفرق تدريجي للحشود.
وشهدت في سولت ليك سيتي (يوتا)، التظاهرات حادثة إطلاق نار أدت لإصابة شخص بجروح خطيرة، وتم القبض على المشتبه به لاحقًا، فيما جاء الاحتجاج في إطار الاعتراض على سياسات ترامب وإدارته.
هذه الموجة الاحتجاجية اتسمت بتنوع مواقف المتظاهرين، بين السلمية والمواجهات المحدودة، ورافقتها شعارات تطالب برحيل ترامب، وتصفه بـ”الملك” و”المسيح الدجال”، مع استخدام لغة حادة ضد سياساته التي تعتبرها المعارضة استبدادية.
آخر تحديث: 15 يونيو 2025 - 15:35