ابنتها عادت من الموت.. قصة ملهمة للأم المثالية على مستوى الجمهورية
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
لم تكن تعلم تلك الفتاة ذات التسعة عشر عامًا، عندما عقدت قرانها عام 1983، أن حياتها ستتحول إلى ملحمة من الصبر والتحدي، بعد أن كانت تعيش حياة أسرية هادئة، وزوجها يعمل خارج المدينة، وهي تتحمل مسؤولية تربية أبنائها الأربعة بحب وتفانٍ، لكن القدر كان يخبئ لها اختبارًا قاسيًا، ليكشف معدنها الأصيل وقوتها التي لا تلين.
ففي لحظة فارقة، انقلبت حياة الهام نور ابراهيم محمد رأسًا على عقب، حين تعرض زوجها لحادث مروع أدى إلى كسر في العمود الفقري، تركه مشلولًا كليًا.
ولم تكن تلك المصيبة الوحيدة التي حلت بالعائلة، فقد أصيب ابنها الأكبر بكسور خطيرة في فقرات الظهر، وابنتها الصغرى تعرضت لنزيف داخلي حاد كاد ينهي حياتها، حتى أن الأطباء اعتقدوا أنها فارقت الحياة ووضعوها في ثلاجة الموتى، قبل أن تفاجئهم بتمتمات أعادت لها الحياة.
أمام هذا المشهد القاسي، لم تستسلم الأم، بل كرست حياتها لخدمة زوجها وأبنائها، متنقلة بين المستشفيات، باحثة عن العلاج، ساهرة الليالي، تعتصر الألم لكنها لم تتراجع.
رحل الزوج بعد سنوات من المعاناة، تاركًا إياها وحدها في معركة البقاء، ولكنها اختارت الصمود، وقررت ألا تنهزم.
من الظلام يولد النور
لم يكن الطريق سهلًا، لكن هذه الأم رفضت أن يكون الحزن عنوان حياتها، ورغم الأعباء الثقيلة، أصرت على تعليم أبنائها، وبالفعل تخرجوا جميعًا بمؤهلات عليا؛ فكبرت ابنتها الكبرى لتصبح محامية، والابن الثاني مهندسًا، والثالثة حاصلة على ليسانس حقوق، بينما أصبح ابنها الأصغر متخصصًا في نظم المعلومات.
لم تكتفِ بذلك، بل التحقت بالتعليم المفتوح، متحدية ظروفها الصحية، وحصلت على بكالوريوس التجارة، وكأنها ترسل رسالة لكل من يواجه العقبات بأن الإرادة تصنع المستحيل.
مصائب لا تُثني عزيمتها
ولم تتوقف الابتلاءات عند فقدان الزوج، فذات يوم اجتاحت السيول منزلها، وجرفت معها كل ما امتلكته، حتى أثاثها البسيط، وجهاز ابنتيها الذي كانت قد اشترته بصعوبة.
وكأن القدر أراد اختبارها مجددًا عندما أصيبت ابنتها الصغرى بورم في البطن، مما اضطرها إلى إلغاء زفافها حتى لا تكون عبئًا على خطيبها.
مرة أخرى، وجدت الأم نفسها أمام رحلة جديدة من الألم والقلق، متنقلة بين المدن لتوفير العلاج لابنتها، متجاهلة معاناتها الشخصية التي خلفها الضغط العصبي، الذي أدى إلى ارتفاع ضغط الدم، السكر، وانكماش في حجم الكلى.
لحظة التكريم والانتصار
وعندما تلقت الهام نور ابراهيم محمد 61 عام خبر فوزها بلقب "الأم المثالية" على مستوى البحر الأحمر والجمهورية، لم تتمالك دموعها.
لم يكن التكريم مجرد شهادة أو جائزة، بل كان اعترافًا رسميًا برحلة كفاحها. أبناؤها، الذين تربوا على التضحية، عبروا عن فخرهم بها، مشيرين إلى أنها لم تكن مجرد أم، بل كانت الأب والسند والمعلمة التي علمتهم كيف يواجهون الحياة بشجاعة.
أحد أصدقائها المقربين وصفها بأنها "الأم التي لا تعرف المستحيل"، مضيفًا: "رأيناها تحترق لتضيء درب أبنائها، ورغم كل ما مرت به، لم تفقد إيمانها بأن الغد سيكون أفضل."
رسالة إلى الأمهاتفي حديثها معنا، وجهت رسالة لكل أم قائلة: “لا تستسلمي، فالأم هي قلب الأسرة، إذا انهارت، انهار الجميع.. التربية ليست مجرد طعام وملبس، بل هي صبر وعطاء لا ينضب.. كوني قوية، فربما اليوم صعب، لكن الغد يحمل معه الأمل.”
رحلة هذه الأم لم تكن سهلة، لكنها كانت ملهمة، قصة تُكتب بحروف من نور عن امرأة تحدت كل الصعاب لتصنع من أبنائها أبطالًا، ولتثبت أن العطاء الحقيقي لا يعرف حدودًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الاحمر محافظة البحر الاحمر الام المثالية وزارة التضامن المزيد لم تکن
إقرأ أيضاً:
«التنسيقية» تعقد صالونًا حول مرور 7 سنوات على تأسيسها.. المشاركون: : قصة نجاح ملهمة
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، صالونًا نقاشيًا بعنوان: "7 سنوات تنسيقية عطاء متجدد في العمل العام"، وذلك بمناسبة مرور 7 سنوات على تأسيسها.
وخلال فعاليات الصالون، قدم النائب أحمد بهاء شلبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن بمجلس النواب، التهنئة للتنسيقية بمناسبة مرور العام السابع على تأسيسها؛ قائلًا إن التنسيقية تجربة مختلفة ولها تحديات مركبة نتج عنها تجربة ليس لها تجارب مماثلة دوليًا، ولذلك أثرت الحياة السياسية وساهمت فى احتضان شباب من أيديولوجيات مختلفة وأدت إلى وجود قصة نجاح حقيقية واتضح ذلك في شكل التمكين لأعضاء التنسيقية في البرلمان وفي الدولاب التنفيذي للدولة، ناهيك عن شكل الأداء المميز، فهي قصة نجاح ملهمة.
وأثنى النائب أحمد شلبى على الدور الذي قام به نائب التنسيقية، النائب محمد إسماعيل عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، معلقا أن النائب محمد إسماعيل من النواب القليلين الذين استطاعوا تمرير قانون اقتصادى له أهمية كبيرة.
من جانبه، أكد النائب أحمد الشرقاوي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تجربة فريدة، مضيفاً أنها فكرة كونها كيان واحد يجمع بين أحزاب سياسية من الشباب من مختلف الأيديولوجيات ومختلف الاتجاهات الفكرية، وهي ميزة جديدة تجمع بين مختلف الرؤى والأفكار.
وأضاف أن التنسيقية حاضنة للشباب السياسي ولها دور في تأهيلهم سياسيًا وتدريبهم وتقديمهم كنموذج نافع للحياة السياسية فى مصر، موضحًا أن التنسيقية تمتلك مجموعة من الشباب السياسي المهمرة بمختلف الأراء والرؤى وهذا نوع من إثراء الحياة السياسية.
فيما ألقى د. إبراهيم الشهابي، نائب محافظ الجيزة وعضو مجلس أمناء التنسيقية، الضوء على تاريخ ونشأة واستراتيجيات التنسيقية، قائلًا إنها تجربة تلقائية من مجموعة من الشباب من كوادر الأحزاب المختلفة في وقت كانت البلد تعاني من انقسامات حتى أن بعض التيارات كانت ترفض الجلوس معًا، إلى أن جاء مؤتمر الشباب وجلس الجميع معًا في حضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كلف بحل مشكلات التعليم وغيرها، ومن هنا كانت الانطلاقة، مضيفًا أن ثورة 30 يونيو جاءت لتنسيق الأوضاع وتعدل الحياة السياسية والحزبية وتحل المعاناة والتناقضات التي كانت تسيطر على المشهد.
وأوضح الشهابي، أن التنسيقية بدأت عملها بشكل سياسي، وحينما عرضت مطالبها على السيد الرئيس خلال المناقشات تمت الاستجابة لها وصدرت في التوصيات، وبعد ذلك بدأت التنسيقية العمل على البرامج التنفيذية وطرح الحلول للمشكلات وليس مجرد الاعتراض، مضيفًا أن الشئ الأساسي الذي نحرص عليه دوما في التنسيقية هو الحفاظ على تباين الآراء ولكن في اتجاه البناء وهذه هي النقطة الجوهرية.
وأكدت د.شيماء عبد الإله، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، على أن تمكين المرأة يأتي على رأس أولويات التنسيقية، فالسيدات لها دور كبير وفعال منذ فكرة إنطلاق التنسيقية، مضيفة أن التنسيقية منذ انطلاقها كانت ومازالت إنجازًا كبيرًا لكل القائمين عليه وعلى مدار 7 سنوات حققنا نجاحات كبيرة، ولدينا تجربة حقيقية في التمكين السياسي نفتخر بها.
وأوضحت أن المرأة كان لها دور واضح في مختلف الاستراتيجيات التي تم وضعها للتنسيقية منذ تأسيسها وكذلك في اللجان المختلفة بما يؤكد دورها في نجاح التجربة، مضيفة أننا لدينا 47% من نواب التنسيقية من النائبات اللاتي حققن نجاحات كبيرة لا يمكن نسيانها، مشيرة إلى أن نائبات وعضوات التنسيقية يحرصن على المشاركة في مختلف الفعاليات على مستوى المحافظات.
أدار الحوار خلال الصالون النائبة أميرة العادلي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك في الصالون كلا من: النائب أحمد بهاء شلبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن بمجلس النواب، مقرر مساعد لجنة الصناعة بالحوار الوطني، والنائب المستقل أحمد الشرقاوي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، والدكتور إبراهيم الشهابي، نائب محافظ الجيزة وعضو مجلس أمناء التنسيقية، والدكتورة شيماء عبد الإله، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين