تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في قلب الصحراء الشرقية، على ضفاف البحر الأحمر، تتربع مدينة سفاجا، المدينة التي لا تزال صفاراتها تدوي في أرجاء الذاكرة، لتحكي تاريخًا من الكفاح والأمل، تاريخًا يمتزج فيه عرق العمال برائحة الفوسفات، ونغمات صفارات الإنذار بأصوات السفن الراسية في الميناء.


من صفارة العمل إلى صفارة الخطر.

. سفاجا في ذاكرة الوطن


لم تكن صفارات سفاجا مجرد أدوات لتنظيم العمل، بل كانت لغة المدينة، لغة يتحدث بها العمال والبحارة، لغة تُعلن عن بداية يوم جديد، أو تُحذر من خطر قادم. فصفارة العمل كانت تدوي في الصباح الباكر، لتوقظ المدينة من سباتها، وتدعو عمال المناجم والميناء إلى بدء يومهم الشاق. أما صفارة الخطر، فكانت ترتفع في حالات الطوارئ، لتنذر السكان بقدوم خطر ما، سواء كان غارة جوية، أو عاصفة بحرية، أو حريقًا في أحد المصانع.


مياه عدن وخنادق الأبطال.. صفحات من تاريخ سفاجا لا تُنسى


شهدت سفاجا صفحات مشرقة من تاريخ الكفاح الوطني، ففي حرب الاستنزاف، كانت سفاجا بمثابة خط الدفاع الأول عن جنوب البحر الأحمر، حيث تصدى رجالها الأبطال للغارات الجوية الإسرائيلية، وقدموا أرواحهم فداءً للوطن. كما كانت سفاجا بمثابة نقطة انطلاق للعديد من العمليات البحرية، التي استهدفت المدمرة الإسرائيلية إيلات، وغيرها من الأهداف المعادية.


سفاجا.. عندما كانت الصفارات لغة المدينة


في الماضي، كانت صفارات سفاجا هي الوسيلة الرئيسية للتواصل بين سكان المدينة، فكانت صفارة العمل تُعلن عن بداية يوم جديد، وصفارة الغداء تُعلن عن وقت الراحة، وصفارة نهاية اليوم تُعلن عن انتهاء العمل. أما في حالات الطوارئ، فكانت صفارات الإنذار تُطلق لتحذير السكان من خطر قادم.


تاريخ سفاجا.. بين صدى الصفارات ورائحة الفوسفات


لطالما ارتبطت سفاجا بصناعة الفوسفات، حيث كانت المدينة بمثابة مركز رئيسي لتصدير الفوسفات المصري إلى مختلف أنحاء العالم. وقد ساهمت هذه الصناعة في ازدهار المدينة، وتوفير فرص عمل للعديد من سكانها. ولكن في الوقت نفسه، تركت هذه الصناعة آثارًا سلبية على البيئة، حيث تسببت في تلوث الهواء والماء.


سفاجا.. حكايات من زمن مضى، رواها لنا التاريخ


لا تزال سفاجا تحتفظ بذاكرة حية لتاريخها العريق، ففي أزقة المدينة القديمة، يمكن للمرء أن يسمع صدى صفارات الزمن، وأن يشم رائحة الفوسفات، وأن يتخيل حياة العمال والبحارة في الماضي. وفي متحف سفاجا، يمكن للزائر أن يتعرف على تاريخ المدينة، وأن يشاهد صورًا ومقتنيات أثرية تحكي قصصًا من زمن مضى.

سفاجا ليست مجرد مدينة ساحلية عادية، بل هي مدينة ذات تاريخ عريق، مدينة تحمل في ذاكرتها قصصًا من الكفاح والأمل، قصصًا رواها لنا التاريخ، ورواها لنا صدى الصفارات التي لا تزال تدوي في أرجاء المدينة.

20241121055708578 فوسفات-ابوطرطور-بالوادى-الجديد-5 62-144333-most-famous-tourist-places-safaga_700x400 caption

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: استنزاف الدفاع الصحراء الشرقية تلوث الهواء والماء حالات الطوارئ حرب الاستنزاف صفارات الإنذار عاصفة بحرية عمال المناجم ت علن عن تاریخ ا

إقرأ أيضاً:

رئيس مدينة سفاجا يعقد اللقاء الدوري للمواطنين

عقد اللواء أحمد أبوالحجاج دنقل رئيس مدينة سفاجا اليوم لقاءًا موسعًا مع المواطنين بالقاعة الرئيسية بالوحدة المحلية لمدينة سفاجا .

شهد اللقاء حضور عدد من المواطنين ، حيث استمع رئيس المدينة إلى المشكلات المطروحة، والتي تنوعت بين خدمات المياه والصرف الصحي، والإنارة، وملفات التراخيص،  ومطالب تحسين جودة الخدمات العامة ، بالإضافة الي الحالات الخاصة .

وأكد رئيس المدينة خلال اللقاء أنه يضع خدمة المواطن في مقدمة أولوياته، مشددًا على أن بابه مفتوح دائمًا لتلقي المقترحات والشكاوى والعمل على حلها وفق القوانين والضوابط، بالتنسيق مع الجهات التنفيذية المختصة،موجهًا بسرعة فحص الطلبات المقدمة في اللقاء، والتعامل الفوري مع الحالات العاجلة، وتحديد الجداول الزمنية للرد على باقي الموضوعات، لضمان المتابعة والشفافية في الإجراءات.

واختتم اللقاء بالتأكيد  على استمرار عقد هذه اللقاءات الدورية التي تُعد حلقة وصل مباشرة بين الجهاز التنفيذي والمواطنين، بما يساهم في تحسين مستوى الخدمات ودعم جهود التنمية بمدينة سفاجا .

وجاء ذلك فى  إطار توجيهات اللواء عمرو حنفي ،محافظ البحر الأحمر، بضرورة التواصل المباشر مع الأهالي والاستماع إلى مطالبهم ومقترحاتهم، وإيجاد الحلول المناسبة فيما لا يخالف الضوابط والقوانين المقررة والموضوعة من قٍبل الدولة.

 

وفى سياق آخر - واصلت الوحدة المحلية لمدينة سفاجا متابعة أعمال استكمال مشروع الكورنيش الجديد، الذي يُعد أحد أهم المشروعات الحضارية التي تشهدها المدينة.

وشهد موقع المشروع بدء صب الأرضيات بعد الانتهاء من أعمال التسوية والرفع المساحي والالتزامات الفنية اللازمة، تمهيدًا للانتقال لمرحلة تنفيذ المسارات المخصصة للمشاة والمناطق الترفيهية والخضراء.

وأكد  رئيس المدينة ،  أنه يواصل المتابعة الميدانية اليومية لأعمال التنفيذ، موجهًا الفرق العاملة بالالتزام الكامل بالمواصفات الفنية والجودة المطلوبة، مشددًا على إزالة أي معوقات قد تعطل سير العمل.

وأضاف أن المرحلة الحالية تتضمن إنشاء مسارات حضارية متكاملة، وتنسيق مواقع الجلوس والعناصر الجمالية التي تعكس الطابع السياحي للمدينة، بما يساهم في تعزيز كفاءة الخدمات وتطوير الواجهة البحرية.

ويأتي هذا التطور كخطوة مهمة نحو استكمال المشروع الذي يُنتظر أن يكون متنفسًا عامًا راقيًا ومعلَمًا حضاريًا يضيف لمكانة مدينة سفاجا ويخدم الأهالي والزائرين على حد سواء.
 

مقالات مشابهة

  • خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
  • الضفة الغربية المحتلة على وشك الانهيار – صفارة إنذار
  • الورقة سقطت والأمل فى "النقض"
  • خالد الجندي: قصة صبر النبي نوح عبر الزمن تحمل عبرة عظيمة
  • خالد الجندي: قصة صبر نوح عليه السلام عبر الزمن تحمل عبرة عظيمة
  • صهاريج عدن.. حكاية حضارة أمة أدركت نعمة الماء وقيمته في مواجهة تحديات الزمن
  • ليلى علوي تشيد بـ”القصص”: رؤية سينمائية صادقة للعائلة المصرية عبر الزمن
  • “لجان المقاومة في فلسطين”: الجبهة الشعبية شكّلت علامة مضيئة في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني
  • محافظة قنا: نعد خريطة استثمارية واضحة خالية من المعوقات
  • رئيس مدينة سفاجا يعقد اللقاء الدوري للمواطنين