سفاجا.. صفارات الزمن تحكي تاريخًا من الكفاح والأمل
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب الصحراء الشرقية، على ضفاف البحر الأحمر، تتربع مدينة سفاجا، المدينة التي لا تزال صفاراتها تدوي في أرجاء الذاكرة، لتحكي تاريخًا من الكفاح والأمل، تاريخًا يمتزج فيه عرق العمال برائحة الفوسفات، ونغمات صفارات الإنذار بأصوات السفن الراسية في الميناء.
من صفارة العمل إلى صفارة الخطر.
. سفاجا في ذاكرة الوطن
لم تكن صفارات سفاجا مجرد أدوات لتنظيم العمل، بل كانت لغة المدينة، لغة يتحدث بها العمال والبحارة، لغة تُعلن عن بداية يوم جديد، أو تُحذر من خطر قادم. فصفارة العمل كانت تدوي في الصباح الباكر، لتوقظ المدينة من سباتها، وتدعو عمال المناجم والميناء إلى بدء يومهم الشاق. أما صفارة الخطر، فكانت ترتفع في حالات الطوارئ، لتنذر السكان بقدوم خطر ما، سواء كان غارة جوية، أو عاصفة بحرية، أو حريقًا في أحد المصانع.
مياه عدن وخنادق الأبطال.. صفحات من تاريخ سفاجا لا تُنسى
شهدت سفاجا صفحات مشرقة من تاريخ الكفاح الوطني، ففي حرب الاستنزاف، كانت سفاجا بمثابة خط الدفاع الأول عن جنوب البحر الأحمر، حيث تصدى رجالها الأبطال للغارات الجوية الإسرائيلية، وقدموا أرواحهم فداءً للوطن. كما كانت سفاجا بمثابة نقطة انطلاق للعديد من العمليات البحرية، التي استهدفت المدمرة الإسرائيلية إيلات، وغيرها من الأهداف المعادية.
سفاجا.. عندما كانت الصفارات لغة المدينة
في الماضي، كانت صفارات سفاجا هي الوسيلة الرئيسية للتواصل بين سكان المدينة، فكانت صفارة العمل تُعلن عن بداية يوم جديد، وصفارة الغداء تُعلن عن وقت الراحة، وصفارة نهاية اليوم تُعلن عن انتهاء العمل. أما في حالات الطوارئ، فكانت صفارات الإنذار تُطلق لتحذير السكان من خطر قادم.
تاريخ سفاجا.. بين صدى الصفارات ورائحة الفوسفات
لطالما ارتبطت سفاجا بصناعة الفوسفات، حيث كانت المدينة بمثابة مركز رئيسي لتصدير الفوسفات المصري إلى مختلف أنحاء العالم. وقد ساهمت هذه الصناعة في ازدهار المدينة، وتوفير فرص عمل للعديد من سكانها. ولكن في الوقت نفسه، تركت هذه الصناعة آثارًا سلبية على البيئة، حيث تسببت في تلوث الهواء والماء.
سفاجا.. حكايات من زمن مضى، رواها لنا التاريخ
لا تزال سفاجا تحتفظ بذاكرة حية لتاريخها العريق، ففي أزقة المدينة القديمة، يمكن للمرء أن يسمع صدى صفارات الزمن، وأن يشم رائحة الفوسفات، وأن يتخيل حياة العمال والبحارة في الماضي. وفي متحف سفاجا، يمكن للزائر أن يتعرف على تاريخ المدينة، وأن يشاهد صورًا ومقتنيات أثرية تحكي قصصًا من زمن مضى.
سفاجا ليست مجرد مدينة ساحلية عادية، بل هي مدينة ذات تاريخ عريق، مدينة تحمل في ذاكرتها قصصًا من الكفاح والأمل، قصصًا رواها لنا التاريخ، ورواها لنا صدى الصفارات التي لا تزال تدوي في أرجاء المدينة.
20241121055708578 فوسفات-ابوطرطور-بالوادى-الجديد-5 62-144333-most-famous-tourist-places-safaga_700x400 captionالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: استنزاف الدفاع الصحراء الشرقية تلوث الهواء والماء حالات الطوارئ حرب الاستنزاف صفارات الإنذار عاصفة بحرية عمال المناجم ت علن عن تاریخ ا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من اليمن
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتراض طائرة مسيرة، قادمة من المنطقة الشرقية لفلسطين المحتلة.
وقال جيش الاحتلال إن صافرات الإنذار أطلقت، للتحذير من المسيرة، قبل اعتراضها.
وكانت صفارات الإنذار دوت في كل من القدس و"تل أبيب" ومناطق واسعة من وسط دولة الاحتلال، بعد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن أول أمس الخميس.
وهرع ملايين المستوطنين إلى الملاجئ فور سماع صفارات الإنذار، في مشهد بات يتكرر خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية، عقب تكثيف جماعة الحوثي عمليات إطلاق الصواريخ.
والأربعاء، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي، "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني".
وتبنى المتحدث العسكري باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع، في بيان متلفز، عملية الإطلاق، فيما زعم جيش الاحتلال أنه اعترض الصاروخ.
واستهدف الحوثيون قبل أسبوعين مطار بن غوريون وسط دولة الاحتلال بصاروخ باليستي فرط صوتي، وأصابوه إصابة مباشرة، ما تسبب في إصابة 8 أشخاص وفرار الملايين إلى الملاجئ، ثم عادوا لاحقا إلى استهدافه عدة مرات، ما تسبب في عزوف العديد من شركات الطيران عن التوجه برحلاتها إلى تل أبيب.