جريدة زمان التركية:
2025-11-22@02:59:14 GMT

حروب مرتقبة

تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT

بقلم: دانيال حنفي

القاهرة (زمان التركية)ــ لا بد للحرب من هدف نبيل تنتهي بتحقيقه، بالنظر إلى التكلفة العظيمة التي تتطلبها الحرب من الأرواح ومن الأموال ومن الممتلكات. والمقاومة حق حتى تصل إلى مبتغاها المشروع وليست المقاومة بحثًا عن العداء وعن القتال إلى الأبد ضد الغير، بزعم القضاء على الغير والتخلص من الغير والكفاح الشريف إلى الأبد.

حزب يقول بأن هدفه هو تدمير إسرائيل وأنه انتصر ونجح ولكن دوره هو المقاومة المستمرة إلى الأبد، فأين دعوات تسليم السلاح إلى الدولة؟ وأين الاحترام الواجب للجيش الوطني في الدولة ولسلطة الدولة المطلقة الخاصة بحمل السلاح؟

المقاومة إلى الأبد والحرب إلى الأبد قد يعنيان الإنهاك لقوى المجتمع جميعًا إلى الأبد أيضًا والهلاك المتدرج دون الوصول مطلقًا إلى ما يرنوا إليه المجتمع من تقدم ومن رخاء. وبذلك يكون الهدف هو تحويل الموت إلى الغاية الكبرى وإلى الحلم الأفضل للطفل والشاب والمرأة والرجل. وبذلك يكون الجميع قد وقعونا في بئر العنف المستعر، ورويدًا رويدًا يتم توديع آمال النمو، وتوديع صورة الأسرة الجميلة السعيدة وإطفاء شموع الحياة بأيدينا من أجل السير على طريق الدم والحقد الكراهية المتبادلين.

الحياة للعمل والنمو من أجل الرخاء ومن أجل الغد الأفضل ومن أجل الصور الأجمل، ومن أجل الأجيال القادمة. وتوزيع الموت على العالم باسم الدين والعقائد والفلسفات المختلفة وباسم المقاومة التي لا تنتهي وباسم قتال العدو الذى لا يمكن أن يصبح صديقًا ولا يمكن أن يصبح جارًا ولا يمكن أن يصبح صديقًا هو توزيع بغيض للكراهية والحقد والعداء والبؤس والفقر المقيم والقبح والشرور. فالمقاومة لها هدف تنتهي بنهايته وليست عملًا أبديًّا، وإلا فكيف تسير حركة المجتمع من التعليم والبحث والدراسة والتجارة والاستثمار والابتكار والادخار الذى للمجتمع منه؟ ومن أين يأتي المجتمع بشباب ورجال يذهبون ولا يعودون؟ ومن بعول الأسر التي تيتمت والأولاد الذين أصبحوا بلا أب وبلا عائل؟ ومن يسدد ديون من مات من الناس؟ ومن يعوض الابنة المفقودة والأبنية التي أصيبت والابن الذي راح ولم يعد ولن يعود مرة أخرى إلى الحياة؟ إن الدفاع عن النفس والعرض والأرض والوطن حق مكفول للإنسان في كل مكان، ولكن اقتطاع النصوص المقدسة من سياقها واتباع هواة العنف ودعاة القتل والحقد والتصفية من الكتاب والمفكرين والفلاسفة وإغراء الصغار والشباب وأصحاب الحماس الديني الساخن والحماس الوطني الملتهب والباحثين عن فرصة عمل -حتى ولو كانت تتلخص في حمل السلاح وقتل أناس آخرين وتخريب وهدم المدن واختطاف الأبرياء، مثلما تورد التقارير الإعلامية في الحرب الدائرة في أوكرانيا- هو عمل خبيث لا تحدوه إلا المصالح الخاصة الضيقة. المصالح الخاصة الضيقة التي تنذر بمزيد من الحروب والقتال والخراب وإثراء البعض أكثر وأكثر، فقاعدتهم معروفة: حين تراق الدماء في الشوارع يحين وقت التجارة.

Tags: الحربالحروب

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الحرب الحروب إلى الأبد من أجل

إقرأ أيضاً:

قطاع غزة تحت الوصاية الأمريكية

 

لقد صار قطاع غزة تحت الوصاية الأمريكية لمدة سنتين قابلة للتمديد والتجديد، وهذا يعني التدخل الأمريكي المباشر في الصراع الدائر على الأرض الفلسطينية لصالح دولة العدو الإسرائيلي، وبما بخدم الرؤية الإسرائيلية للمرحلة القادمة من العلاقة مع الدول العربية، وهذا ما اعترف به ترامب، وهو يؤكد أن قرار مجلس الأمن يفتح آفاقاً جديدة للسلام في الشرق الأوسط.

السلام الأمريكي في الشرق الأوسط لا يختلف كثيراً عن فكرة السلام الإسرائيلي القائم على تطويع المنطقة من خلال العنف والإرهاب، بمعنى آخر، الخضوع للإرادة الأمريكية والإسرائيلية دون إبداء أي مقاومة، وهذا ما أكده قرار مجلس الأمن الذي قدمته أمريكا، ووافقت عليه عدة دول عربية وإسلامية، بعد إجراء تعديلات شكلية على القرار، تعديلات لا تمس جوهر السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على قطاع غزة، ولا تنبئ بأي جديد بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية وإنهاء الاحتلال.

واجهة القرار الأمريكي دعوة إلى السلام والاستقرار من خلال مجلس السلام الذي يترأسه ترامب، ويضم شخصيات قيادية على مستوى العالم، كما يزعم ترامب، دون أي مرجعية أممية، وقوات الاستقرار التي ستكلف بالمهمة القذرة التي لم يقدر عليها الجيش الإسرائيلي على مدار سنتين، وهي نزع سلاح حماس، وسلاح المقاومة الفلسطينية، وتمهيد أرض غزة لتكون محمية أمريكية تسرح وتمرح فيها الثعالب الإسرائيلية.

واجهة القرار الأمريكي انعاش أهل غزة اقتصادياً، وإعادة الإعمار، بعد تجريدهم من السلاح، ليعيشوا بأمن وسلام وازدهار بعيداً عن الحرب والعدوان، ولكن حقيقة القرار الأمريكي هي التضييق على أهل غزة بشكل غير مباشر، وخنقهم بحبال الانتظار، وذلك من خلال البدء بالإعمار في المنطقة المحددة بالخط الأصفر التي أطلق عليها العدو “المنطقة الخضراء” وترك المنطقة التي تسيطر عليها حركة حماس، والتي يزدحم فيها أكثر من مليوني فلسطيني دون إعمار ودون مقومات حياة، وستكون هذه دعوة صريحة لأهل غزة للانتقال للعيش تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي مباشرة في المنطقة المسماة خضرا، أو الهجرة من غزة إلى عالم مجهول، ستسعى أمريكا على توفير الكثير من الخيارات من أجل تنظيف غزة من أصحابها.

ضمن هذه المعطيات القاتمة لمستقبل الحياة في غزة، جاء بيان الفصائل الفلسطينية الرافضة للقرار الأمريكي بفرض الوصاية على غزة، ولهذا الرفض الفلسطيني ما بعده من قرارات ميدانية، وإجراءات عملية، ولا سيما أن المسؤولية عن حياة الناس في غزة ستنتقل من حركة حماس إلى مجلس السلام الأمريكي، وبالتالي ستكون حركة حماس وحركات المقاومة في حل من تحمل المسؤولية عن حياة السكان، وسيكون لرجال المقاومة الحرية في العمل ضد قوات الاستقرار، وبغض النظر عن جنسياتها، فطالما ارتضت هذه القوات أن تعمل تحت إمرة القيادة الأمريكية والإسرائيلية، فهو قوات احتلال، وتتعارض من حرية الشعب الفلسطيني وإرادته، وهذا ما أكدته الحقائق الميدانية في كل من دولة العراق وأفغانستان، الدولتان اللتان غزتهما أمريكا، واحتلت أراضيهما، وفرضت عليهما مجلس سلام أمريكي، وقوات استقرار من مرتزقة أجانب، لتكون النتيجة هي الهزيمة لقوات الاستقرار، واندحار مجلس السلام بعد سنوات من المقاومة.

ولأن أمريكا تتعلم من تجاربها، وتقرأ العواقب بشكل جيد، لذلك أزعم أن أمريكا تعمدت أن تشرك دولاً عربية وإسلامية في قوات الاستقرار، كي تضييق على رجال المقاومة مجال العمل، وستشرك رؤساء عرب ومسلمين في مجلس السلام، بل ستعمد أمريكا إلى استرضاء حركة حماس ظاهرياً، وتدجينها من خلال الوسطاء، تفادياً لغضبها، وردة فعلها، وكي لا تقود حركة حماس المقاومة الفلسطينية في مرحلة لن يطول فيها صمت الشعب الفلسطيني.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

 

مقالات مشابهة

  • قطاع غزة تحت الوصاية الأمريكية
  • ترامب يعلن عن عقوبات أمريكية مرتقبة ضد روسيا .. ويؤكد حل الصراع الأوكراني
  • لا بوادر حوار .. حكومة مرتقبة لا يريد الصدر التدخل في تشكيلها
  • زيادات مرتقبة l موعد صرف معاشات شهر ديسمبر 2025 .. وطرق وخطوات الاستعلام
  • ميلانيا ترامب تكسر الصمت.. وتحدد سلاح حروب المستقبل
  • من لايك إلى قاعة المحكمة.. السوشيال ميديا تشعل حروب الأزواج بين الخيانة الأونلاين والتشهير وتصوير الحياة الخاصة.. قضايا تكشف كيف يتعامل قانون الأحوال الشخصية مع تلك النزاعات الرقمية؟
  • قرار مجلس الأمن 2803.. حين تُشرعَن الوصاية لإنجاز ما عجز عنه الاحتلال
  • تعرف على أبرز عمليات المقاومة في الضفة الغربية لعام 2025
  • سيناريوهات تعامل المقاومة مع المشروع الأميركي لغزة
  • بمليارات الدولارات.. صفقة F35 أميركية مرتقبة للسعودية