أكد الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد أن اكتشافه جماليات الكلمة التي لها مليون معنى وظل وليس لها دلالة ثابتة من بين أسباب كثيرة جعلته يتحول من الكتابة باللغة العربية الفصحى، إلى العامية، حتى صار من أبرز مبدعيها.


وقال زين العابدين فؤاد ـ في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الاثنين/ ـ "كانت لدي أسبابي الشخصية للاتجاه إلى العامية، جزء منها فني؛ إذ اكتشفت جماليات في الكلمة وأن لها مليون معنى ومليون ظل ليس لها دلالة ثابتة، أما الجزء الثاني فكان تأثير كتاب "بلوتو لاند" للكاتب لويس عوض والذي كان له عظيم الأثر في تحولي إلى العامية، ثم توقفت عن الكتابة لمدة عامين وعدت إلى العامية ثم نشرت قصائدي الأولى بالعامية، منذ يناير 1962 وحتى الآن".


يعد زين العابدين من أبرز الشعراء المعاصرين، حيث أثرى المشهد الثقافي بأعماله التي تعبر عن قضايا الوطن والإنسان، كما أن له العديد من التجارب الخاصة التي ميزت مسيرته الإنسانية والشعرية، فعلى مدار عمره الذي يكمل الشهر المقبل فيه 83 عاما عرف بين الشباب بلقب "عم زين"، وبأشعاره الوطنية.


وأضاف "أن علاقتي بالشعر بدأت في اليوم الذي دخل فيه الراديو بيتنا عام 1947 فاجتذبتني أغنيات الأربعينيات شعرا وصورا، فكلما سمعت إحداها في الراديو أتأمل الكلمات وأحفظها، وفي الحقيقة أنا مدين لأشقائي الثلاثة بالفضل لأنهم علموني القراءة والكتابة وأنا عمري 3 سنوات وعندما ذهبت إلى المدرسة كنت أقرأ الجرنال والكتاب، وفي المدرسة اكتشفت المكتبة الكبيرة، بجانب مكتبة صغيرة في الفصل، وكانت هناك حصص مكتبية وأن القائمين عليها يتابعون الكتب والروايات التي نلخصها، وكنت أستعير كتابا يوميا وأنا فى السادسة والسابعة وصادفتني دواوين شعرية لشوقي وحافظ إبراهيم، وغيرهما".


وأوضح "حين قرأت علي محمود طه وإبراهيم ناجي، بدأت الكتابة ونشرت قصائدي في المجلات الموجودة التي كنت أراسلها، كما نشرت قصائد فصحى في سن مبكرة، وتعرفت لأول مرة على الشاعر عبد الحميد عبد العظيم الشقيق الأكبر لزميلي محمد عبد العظيم الذي عرض عليه قصيدة منشورة لي، وربطتنا صداقة رائعة وعمري 12 أو 13 عاما وهو في الأربعين وأهداني أول ديوانين لـ صلاح جاهين وفؤاد حداد".


وصدر للشاعر زين العابدين فؤاد عدد من الدواوين الشعرية مثل "وش مصر و"أغاني من بيروت" عام 1982، و"صفحة من كتاب النيل" الصادر عام 1992، "قهوة الصبحية" من الهيئة العامة للكتاب، و"الاختيار" وهو ديوان أشعار للأطفال صدر في صنعاء عام 2001، و"صباح الخير يا جدة" ديوان شعر للأطفال صدر عام 2005 عن المجلس القومي لثقافة الطفل بالقاهرة، بالإضافة الى مجموعة كتب، منها: "كتاب شعر الضفاف الأخرى"، و"قصائد مترجمة ودراسات عن الشعر الإفريقي".
وحول نشأته، قال زين "شبرا التي ولدت فيها منذ 83 عامًا تختلف عن شبرا الحالية، أتذكر أن شارع شبرا كان يضم ما يقرب من 20 دار عرض سينمائي على الأقل، وظل الأمر حتى بداية السبعينيات، وأتذكر صفوف السيدات المسلمات في سانت تريزا وهن يقدمن الشموع والنذور للسيدة مريم العذراء يوم الجمعة، ومشاعر الأيام التي تسبق شهر رمضان، حيث تقوم كل البيوت بتزيين شوارع شبرا"، لافتا إلى أن أسرته لا تنتمي لمحافظة أسوان، رغم أن هذا شيء يشرفه، لكن كل ما في الأمر أنني لدي أصدقاء من أسوان والنوبة، تجمعني بهم علاقة صداقة قوية، وهذه الصداقات جعلت البعض يتصور أن أسرتي تمتد جذورها إلى أسوان.


وحول ذكرياته مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قال فؤاد "علاقاتي بياسر عرفات بدأت منذ أن كان رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة في خمسينيات القرن الماضي، وتعرفت على أسرته في الستينيات، وعلى العموم علاقتي به كانت قوية للغاية".


وفيما يتعلق بشعر الأطفال، قال زين العابدين فؤاد "علاقتي بشعر الأطفال بدأت منذ العمل في مجلة "كروان" في سنة 1963 وهي أهم مجلة في تاريخ الطفل المصري وصدرت عن دار التحرير برئاسة الكاتب المسرحي نعمان عاشور وكانت المجلة بمثابة معمل خرج منه كل رسامي الأطفال إلى مختلف مجلات الأطفال العربية التي صدرت تباعا بعد توقف "كروان". 


وعن تجربته الفنية في اليمن، قال زين العابدين "خضت تجربة إدخال مسرح العرائس إلى اليمن للمرة الأولى، حين ذهبت مرافقا لزوجتي الموظفة الأممية، حيث أتيح للفتيات اليمنيات المشاركة في أنشطة فنية، يمكن أن يقبلها المجتمع المحافظ، فمارست الفتاة اليمنية الفن، وفي اليمن- أيضاً- كتبت أغاني لعدد من المسرحيات، كما نظمنا العديد من ورش النحت".


وعن الفكرة الأساسية لتجربة "الفن يذهب إلى المدرسة" وأين طبقها، قال "هو مشروع هدفه إدخال التربية الفنية في مناهج التعليم اليمني، إذ تم طبع 20 ألف نسخة من هذا العنوان، ووزعت بالفعل على عدد من المدارس اليمنية، وقد برع عدد من التلاميذ في تقديم رسوماتهم في إطار هذه الحملة، وأرى أن الفن يذهب إلى المدرسة ليقيم عن طريق المساعدة بإنشاء كلية تربية فنية، أو المناهج، وقدمنا المشروع إلى وزارة التربية والتعليم هناك، وكيفية استخدام الفن في العملية التعليمية، وقدمت كتابا تضمن كيفية استخدام الفن في عملية التعليم نفسها".


وعن علاقته بكل من الراحلين عبد الرحمن الأبنودي وفؤاد حداد والشيخ إمام، قال زين العابدين "الأبنودي أحد أهم المواهب الشعرية التي مرّت على تاريخ مصر وفؤاد حداد "أسطى الشعر" ولم يحصل على حقه كاملا، وتجربته غير مسبوقة، أما الشيخ إمام فهو الامتداد الطبيعي للشيخ لجدنا سيد درويش، وقد عرفته قبل الغناء كمؤد لسيد درويش".
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ورش النحت اللغة العربية الفصحى المزيد إلى العامیة

إقرأ أيضاً:

الشاعر البيومي عوض رئيساً لنادي الأدب المركزي بالغربية

أعلنت الإدارة العامة لثقافة الغربية، برئاسة وائل شاهين، فوز الشاعر د.البيومي محمد عوض، رئيس نادي أدب طنطا، بمقعد رئيس نادي الأدب المركزي على مستوى المحافظة، وذلك بعد إجراء تصويت لاختيار رئيس مجلس إدارة جديد للنادي، بعد اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية.

من جانبه تقدم "عوض" الرئيس الجديد للنادي بعبارات الشكر والتقدير لأعضاء المجلس السابق على ما قدموه من فعاليات وأنشطة أدبية وفنية خلال دورتهم المنقضية، مؤكدًا حرص النادي المركزي على تقديم المستوى الثقافي اللائق فيما يتعلق بالفعاليات والمؤتمرات والأنشطة الأدبية، وبما يتفق مع السياسة العامة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وضرورة التعاون بين أندية الأدب والمواقع الثقافية، والمؤسسات التعليمية، كالجامعات، والمدارس، ومراكز الشباب المنتشرة في كافة المحافظة.

يذكر أن الشاعر البيومي محمد عوض من مواليد قرية إخناواي، التابعة لمركز ومدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهو باحث دكتوراه بجامعة الأزهر الشريف قسم الأدب والنقد، وعضو اتحاد كتاب مصر، ورئيس نادي أدب قصر ثقافة طنطا، كما وكان له عدد من المساهمات الإعلامية من خلال تقديم باقة من البرامج التلفزيونية، وسبق له التحكيم في المسابقات الأدبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، وفاز "عوض" بالعديد من الجوائز الأدبية، أهمها: جائزة المجد السورية، وجائزة النور المحمدي العراقية، وجائزة القرشي السعودية.

وصدر للشاعر عدد من الدواوين الشعرية، منها: سواحل هاربة، أبي، الصبايا والنبي، فتى أخضر يسقي حقول البرتقال، ملكوت الورد، سيرة الياقوت، سماء خمرية، تجليات الدرويش الحافي، والسفر في حنان الله.

مقالات مشابهة

  • الشباب والرياضة تستكمل الحملة القومية «شارك.. الكلمة كلمتك» بمختلف المحافظات
  • الكلمة كلمتك.. الشباب والرياضة بالأقصر تنفذ حملة لتعزيز المشاركة السياسية
  • المقصورات... إلياذات الشعر العماني
  • الشاعر البيومي عوض رئيساً لنادي الأدب المركزي بالغربية
  • بدء صرف إعاشة أبناء الشهداء المدنيين لشهر يوليو 2025
  • شابة فلسطينية ترسم وجع غزة ب ـ”سواد القدور
  • فلسفة الذم والشتائم في الأدب.. كيف تحوّل الذم إلى غرض شعري؟
  • أصداء الطوفان.. حين تصير الكلمة بندقية
  • عبد الله: بدأت بيع العسل منذ الطفولة والمحل عمره يزيد عن 55 عامًا..فيديو
  • تعكس قوة وتنوع الاقتصاد السعودي.. 9 مليارات ريال فائض تجاري خلال شهر