في ظل تنامي التهديدات... ما حجم الإنفاق العسكري لدول الناتو؟
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، وما تبعه من مواقف متقلبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بات الاتحاد الأوروبي مضطرًا لإعادة النظر في استراتيجيته الدفاعية ومستويات إنفاقه العسكري.
تتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الأعضاء في الناتو من حيث حجم الإنفاق الدفاعي، إذ بلغت ميزانيتها لعام 2024 نحو 895.
وخلال الفترة الممتدة بين عامي 2014 و2024، قفز الإنفاق الدفاعي في أوروبا بأكثر من 50%، ما يعكس تصاعد المخاوف الأمنية في القارة.
وتُعد ألمانيا من أبرز الدول الأوروبية من حيث حجم الإنفاق، إذ تمتلك رابع أكبر ميزانية دفاع في العالم، وقد سجلت ميزانيتها الدفاعية زيادة بنسبة 23.2% بين عامي 2023 و2024. ومؤخرًا، أقرّت الحكومة الألمانية مشروع قانون يتيح زيادة كبيرة في مخصصات الدفاع.
وفي السياق ذاته، تقدّمت بولندا إلى المرتبة الخامسة عشرة عالميًا في حجم الإنفاق الدفاعي، بعدما كانت في المركز العشرين عام 2022.
وبالنسبة للدول الـ23 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمنضوية ضمن الناتو، فقد بلغ إنفاقها الدفاعي مجتمعًا عام 2024 ما يقرب من 2% من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 2.04% عام 2025.
وأدت عودة ترامب إلى منصبه لتصاعد الضغط الأمريكي على الحلفاء الأوروبيين لزيادة إنفاقهم الدفاعي. فالرئيس الأمريكي الحالي يدفع باتجاه رفع هذا الإنفاق إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو في الناتو.
وقد أبدت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، تأييدها لهذا التوجه خلال كانون الثاني/ يناير، فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن سعيه لرفع الإنفاق الدفاعي الفرنسي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي خطوة تستدعي تمويلًا إضافيًا يُقدّر بـ30 مليار يورو سنويًا.
Relatedتقرير: ارتفاع قياسي للإنفاق العالمي على الأسلحة النووية في ظل التوترات العالميةالاتحاد الأوروبي يدافع عن إنفاقه 387 ألف يورو لتنظيم حفل افتراضي في ميتافيرس الإنفاق العسكري في أوروبا الغربية والوسطى بلغ مستويات أعلى من نهاية الحرب الباردة (تقرير)وتشير التقديرات إلى أنه في حال حافظت الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو على معدل النمو المسجل عام 2024، فإن إنفاقها الدفاعي سيصل إلى متوسط 3% من الناتج المحلي الإجمالي خلال خمس سنوات، وقد يبلغ 5% خلال عقد. غير أن هذا السيناريو يبدو غير واقعي بالنسبة للعديد من الدول، التي قد تجد صعوبة في الحفاظ على وتيرة النمو المرتفعة تلك.
فعلى سبيل المثال، رفضت إسبانيا الانصياع لمطالب ترامب، معلنة أنها تهدف إلى بلوغ مستوى 2% من الإنفاق الدفاعي بحلول عام 2029، وهو ما يتطلب مضاعفة الميزانية الحالية التي بلغت 17.523 مليون يورو في عام 2024، لتصل إلى 36.560 مليون يورو خلال خمس سنوات.
وفي هذا الإطار، يرى جيرومين زيتلماير، مدير مؤسسة "بروغل"، أن "زيادة القدرات الدفاعية الأوروبية بتكلفة مقبولة تتطلب تنسيقًا جماعيًا وتجميعًا في المشتريات العسكرية".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل يؤيد البريطانيون إنشاء جيش أوروبي يضم المملكة المتحدة؟ أوروبا في مواجهة تحديات جديدة: هل تعود إلى السباق النووي لبناء الردع العسكري؟ دون دعم أميركي.. كم تحتاج ميزانية الدفاع الأوروبي من عدّة وعديد واستثمارات؟ ألمانيادفاعدونالد ترامبأوروباحلف شمال الأطلسي- الناتوقوات عسكريةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الاتحاد الأوروبي حزب الله روسيا دراسة دونالد ترامب إسرائيل الاتحاد الأوروبي حزب الله روسيا دراسة ألمانيا دفاع دونالد ترامب أوروبا حلف شمال الأطلسي الناتو قوات عسكرية دونالد ترامب إسرائيل الاتحاد الأوروبي حزب الله روسيا دراسة الحرب في أوكرانيا محادثات مفاوضات فلاديمير بوتين سياحة إيران تايلاند من الناتج المحلی الإجمالی الإنفاق الدفاعی حجم الإنفاق یعرض الآنNext عام 2024
إقرأ أيضاً:
باشات: مصر تمتلك قدرة صناعية وعسكرية تؤهلها لقيادة التعاون الدفاعي في أفريقيا والشرق الأوسط
أكد اللواء حاتم باشات، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب الأسبق ، أن معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية EDEX 2025 يعكس التطور الحقيقي الذي تشهده منظومة التصنيع العسكري في مصر، موضحًا أن المعرض هذا العام يقدم صورة واضحة عن ما وصلت إليه المؤسسات الصناعية الوطنية، وعلى رأسها الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي، من قدرات تنافس المعايير العالمية.
وقال باشات، في تصريحات صحفية اليوم، إن نجاح مصر في دمج صناعاتها المحلية مع الشركات العالمية يمثل نقطة تحول استراتيجية، مشيرًا إلى أن شهادات الخبراء والقادة العسكريين تؤكد ما وصلت إليه القاهرة من مستوى فني متطور، مضيفا بأن التعاونات الدولية، مثل منح شركة “داسو” الفرنسية تصريحًا بتصنيع أجزاء من سلاحها داخل مصر، وكذلك تصنيع فرقاطات “الجويند” محليًا، تعكس اعترافًا دوليًا بقدرة المصانع المصرية على تنفيذ إنتاج عالي الدقة والجودة.
وشدد باشات على أن التطور الواضح في تصنيع الذخائر المصرية بنسبة 100% – ومنها ذخائر عائلة “حافظ” الجوية – يمثل تأكيدًا على قدرة الدولة على دعم عملياتها العسكرية دون أي قيود خارجية، وهو ما يضع مصر في مقدمة الدول القادرة على تحقيق الاكتفاء في التسليح وتطوير منظوماتها الحديثة.
وأشار إلى أن الجناح المصري في إيديكس 2025 هو الأكبر والأكثر جذبًا للوفود الدولية، حيث تعرض الدولة أحدث ما وصلت إليه الصناعات الدفاعية المصرية، من مركبات مدرعة وأنظمة دفاع جوي وصواريخ وبناء سفن وقطع بحرية، فضلًا عن القفزة الكبيرة في الأنظمة غير المأهولة والمسيرات والذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية.
وأكد اللواء باشات أن المعرض يعكس رؤية مصر الحديثة في أن يكون التصنيع العسكري ركيزة رئيسية للاقتصاد الوطني، وأن المؤسسات المصرية – وعلى رأسها الهيئة العربية للتصنيع – أصبحت جزءًا أساسيًا من سلاسل الإنتاج العالمية، ووجهة للشراكات الدفاعية المتقدمة.
ولفت إلى أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي للمعرض يمنحه ثِقلًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا، ويبعث برسالة للعالم بأن مصر قوة استقرار وسلام، تمتلك القدرة الصناعية والبحثية والعسكرية التي تؤهلها لقيادة التعاون الدفاعي في إفريقيا والشرق الأوسط.
واختتم باشات تصريحاته بالتأكيد على أن “إيديكس 2025” ليس مجرد معرض، بل منصة دولية تُظهر تطور الصناعات المصرية وتفتح الباب لشراكات واسعة، وأنه يمثل محطة جديدة في مسيرة بناء اقتصاد دفاعي قوي يعزز الأمن القومي ويرسخ مكانة مصر كقلب الصناعة العسكرية في المنطقة.