يحتفل العمانيون بعيد الفطر المبارك اليوم وسط أجواء مليئة بالفرح والتقاليد العريقة والأصيلة التي تعكس قيم الضيافة والترابط الأسري، وفيما تتغير بعض مظاهر الاحتفال مع تطور الزمن، تبقى روح العيد في سلطنة عمان محافظة على هُويتها الفريدة التي تمتزج فيها البهجة بالتراث الأصيل.

ويبدأ اليوم الأول للعيد بعد صلاة العيد في المساجد والمصليات، حيث يجتمع المصلون لتبادل التهاني والدعوات الصالحة، وبعدها تنطلق الاحتفالات العائلية التي تتميز بأطباق تقليدية شعبية توارثتها الأجيال، يغلب عليها طابع التميز مع إدخال أطباق وحلويات حديثة، ويجتمع عليها الصغار والكبار في مشهد عائلي مليء بالفرح والسرور، وتعتبر الأطعمة التقليدية جزءا أساسيا من احتفالات العيد في جميع المحافظات، حيث تتنوع الأطباق بين الحلوى والمأكولات الشهية التي يتم تحضيرها بمكونات محلية وأسلوب طهي يعكس التراث العماني، ومن أبرز الأطباق العمانية التي تقدم خلال العيد الحلوى العمانية، وهي واحدة من أشهر الحلويات التي لا يخلو منها أي بيت خلال الأعياد والمناسبات، وطريقة إعدادها تختلف من منطقة لأخرى، ولكن أغلب مكوناتها تتكون من السكر والزعفران والمكسرات وماء الورد، وتقدم مع القهوة العمانية كرمز للضيافة، كما يعد الشواء العماني من أهم الوجبات الحاضرة في موائد العيد، ويتم تحضيره ثاني أو ثالث أيام العيد حسب كل منطقة وعاداتها، كما تختلف طرق تحضيره من منطقة لأخرى، ومن الطرق الشائعة تتبيل اللحوم بتوابل عمانية خاصة، ثم يُلف في أوراق النخيل ويُدفن في حفرة تحت الأرض ليُطهى ببطء على الفحم الساخن لمدة يوم أو يومين، مما يكسبه نكهة مميزة ومتفردة، ويتفرد العيد بهذه الوجبة التي تعد خصيصا له.

وتعد مع اللحوم أنواع معينة من الرز كـ"القبولي"، وهو عبارة عن طبق أرز تقليدي يطهى مع اللحم أو الدجاج ويُنكه بالتوابل العمانية والهيل والزعفران، مما يجعله أحد الأطباق الرئيسية في وجبات العيد، و"المكبوس" يُعد من الأطباق الشهيرة في المناسبات، حيث يتم طهي الأرز مع اللحم أو الدجاج مع إضافة البهارات العمانية والليمون المجفف لإضفاء نكهة خاصة، كما يتم إعداد "القلية" و"المشاكيك" لثاني وثالث أيام العيد، وتتشارك جميع المحافظات في طريقة إعدادها وتقديمها.

ولا يقتصر الاحتفال بعيد الفطر في سلطنة عمان على الطعام فقط، بل يتجلى أيضا في العادات الاجتماعية التي تعزز الترابط الأسري والمجتمعي، وتظهر فيه القيم الأصيلة للأفراد، فتستهل العائلات يومها بزيارة كبار السن وتقديم التهاني والتبريكات، كما يتم تبادل الأطعمة بين الجيران في بادرة تعكس روح التعاون والتكافل والمحبة، ويحرص الأطفال على ارتداء الملابس الجديدة والخروج إلى الساحات العامة للمشاركة في الفعاليات الاحتفالية، متلهفين للحصول على العيدية والذهاب للعيود.

كما تنظم بعض المناطق عروضا تقليدية مثل الفنون الشعبية والرقصات العمانية، وتتنوع الفعاليات والأنشطة في مختلف المحافظات في جو يسوده الفرح والتآلف.

وبيّن عبدالرحمن المقبالي أن التواصل العائلي وكرم الضيافة من أساسيات العيد، فيجتمع جميع الأقارب والأرحام والجيران على موائد واحدة، ويحظى الأطفال بنصيب كبير من فرحة العيد، حيث يرتدون الملابس الجديدة ويتجولون بين البيوت لاستلام العيديات والحلوى، مشيرا إلى أنه بالرغم من التطورات العصرية، تظل روح العيد متجذّرة في العادات المتوارثة التي تعكس هُوية المجتمع العماني وتراثه العريق.

وترى جواهر الحراصية أن فرحة العيد تتمثل في إعداد الحلويات المختلفة قبيل صباح العيد، لكي تكون حاضرة في الموائد والضيافات، وتحرص مع أفراد أسرتها على الاهتمام بتقديم الوجبات الشعبية وتنظيم مكان معين في المنزل لعمل توزيعات مختلفة للأطفال.

وتوضح منار الهنائية أن أهم ما يميز أيام العيد هو الاجتماعات العائلية، وزيارة الأرحام، والاستمتاع بحضور الفعاليات الشعبية والفنون التقليدية الحاضرة في العيد مثل فن الرزحة والعازي، كما يتشارك الأطفال الهدايا والحلويات، موضحة أنها تقوم سنويا مع أطفالها بتجهيز العيديات التي تقدم للصغار وللأمهات والآباء، والاجتماع في بيت العائلة الكبير، وفرصة رائعة للخروج في نزهات جماعية للحدائق والمتنزهات لكسر الروتين، وتعميق معاني الحب بين أفراد العائلة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

قبائل وعشائر غزة تعلن رفضها مظاهر البلطجة والفلتان

أعلن تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية في قطاع غزة رفضه القاطع لمظاهر الفلتان الأمني والبلطجة التي ارتكبتها "فئات مارقة"، حيث استغلت حالة الفراغ الأمني الناتجة عن الحرب، مما أدى إلى تفاقم معاناة المواطنين وتهديد أمنهم وسِلْمهم الأهلي.

ووجّه القائمون على التجمع في بيان "تحية إلى المجاهدين وأبناء الشعب الفلسطيني الذين قدّموا التضحيات في الحرب الجارية، متمنين لهم القبول من الله عز وجل، ومؤكدين على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار رغم ظروف الحرب القاسية".

وقال البيان "نعبّر عن رفضنا القاطع واستنكارنا الشديد لكل مظاهر البلطجة والفلتان التي ارتكبتها فئات مارقة استغلّت الغياب الاضطراري للجهات الأمنية بسبب ظروف الحرب، مما أدّى إلى زيادة معاناة الناس ومضاعفة أوجاعهم وتهديد أمنهم ومعيشتهم".

دعم الأجهزة الأمنية

وأعرب تجمع القبائل والعشائر عن دعمه الكامل للجهات الأمنية التي تبذل أقصى جهودها لضبط الحالة الميدانية، والعمل على إنهاء الفوضى وملاحقة المعتدين، مؤكدا "نَشُدّ على أيدي الجهات الأمنية التي تواصل الليل بالنهار وتبذل أقصى جهودها لضبط الحالة الميدانية وردع المعتدين وإنهاء الفوضى بسرعة وحزم".

كما دعا البيان جميع الفصائل الإسلامية والوطنية إلى توحيد الجهود وتوفير المناخات المناسبة لدعم الجهات المختصة في مهمتها الوطنية، والعمل معا لإنهاء كافة مظاهر الفوضى والانفلات الأمني.

رفع الغطاء العشائري

وفي خطوة لافتة تعبّر عن موقف صارم، أعلن التجمع "رفع الغطاء العشائري والعائلي عن كل من يثبت تورّطه في أية مخالفة تهدد أمننا المجتمعي وسِلْمَنا الأهلي، ونطالب جميع عشائرنا وعوائلنا بالالتزام التام بهذا القرار، وبتسليم الجناة والمخالفين إلى جهات الاختصاص فورا".

واختتم التجمع بيانه برسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدا أن حماية الأمن الداخلي تُعد مسؤولية جماعية تتطلب موقفا موحدا من كافة المكونات الشعبية والعشائرية والفصائلية، لا سيما في ظل التحديات الأمنية والإنسانية التي أفرزتها الحرب الأخيرة.

خطوات أجهزة الأمن

وفي سياق متصل، قال مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، في تصريحات صحفية، إن العمل على إعادة الأمن والانتظام بدأ فور إعلان وقف إطلاق النار، مشيرا إلى تنفيذ خطة شاملة لفرض السيطرة وتطبيق القانون في كافة مناطق القطاع، وانتشار عناصر الأجهزة الأمنية والشرطية والدفاع المدني لإعادة الاستقرار.

إعلان

ودعا الثوابتة "كل المنخرطين في الأعمال الخارجة عن القانون ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء" إلى تسليم أنفسهم والاستفادة من مبادرة العفو العام. وأفاد بأن أكثر من 70 عنصرا من العصابات سلّموا أنفسهم وأسلحتهم ضمن هذه المبادرة.

كما أضاف أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القضاء على أكثر من 50 بؤرة لعصابات كانت تشكّل خطرا مباشرا على المواطنين، مؤكدا "لن نسمح لأي طرف بالعبث بأمن شعبنا الفلسطيني، وسنواصل الإجراءات حتى تحقيق الأمن بنسبة مئة بالمئة".

وكذلك، نوّه الثوابتة إلى وجود بعض العصابات التي تتحصن في "مناطق حمراء"، مدعومة من قبل قوات الاحتلال بالغطاء الناري والطعام عبر طائرات مسيّرة، موضحا أن الأجهزة ستواجه هذه البؤر قريبا بكل حزم ولن تسمح بوجود أي تهديد للأمن الداخلي.

وفي السياق ذاته، أكد مصدر أمني في غزة لمنصة "الحارس" أن تنفيذ أحكام الإعدام بحق المتخابرين مع الاحتلال أو المتورطين في جرائم أمنية وجنائية يتم فقط بعد استيفاء جميع الإجراءات القانونية والقضائية، ووفق الأصول المعتمدة.

وأوضح المصدر أن جميع من نُفِّذت بحقهم أحكام عقابية خضعوا لتحقيقات دقيقة وإجراءات تحرٍّ أمني موثقة، تم تنفيذها حتى في ظل ظروف الحرب، مما يؤكد التزام الأجهزة المختصة بالمعايير القانونية في تطبيق العدالة.

مقالات مشابهة

  • قبائل وعشائر غزة تعلن رفضها مظاهر البلطجة والفلتان
  • تجمع القبائل والعشائر: نرفض كل مظاهر الفوضى التي ارتكبتها جهات مارقة بغزة
  • صنعاء تُحيي العيد الـ 62 لثورة 14 اكتوبر وتطلق مبادرة
  • عُمان والكويت.. علاقات راسخة عبر الزمن
  • حكومة التغيير والبناء تنظم فعالية خطابية بمناسبة العيد الـ 62 لثورة 14 أكتوبر
  • الاحتلال يمنع في الضفة الغربية أي مظاهر للاحتفال بالإفراج عن الأسرى
  • نشرة المرأة والمنوعات | عادات مذهلة تحميك من الاكتئاب.. أطعمة مذهلة تنظف الشرايين وتخفض الكوليسترول
  • 6 عادات مذهلة تحميك من الاكتئاب وتمنحك طاقة نفسية إيجابية.. نصائح ستغير حياتك
  • شخصيات عمانية تستعرض تجربتها في المشاركة ضمن "أسطول الصمود"
  • الاحتلال يقتحم منزل أسير ويعتدي على شقيقه في كفر عقب