تياترو الحكايات|علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي
تاريخ النشر: 31st, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعى، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.
وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالى شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.
وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.
الفنان علي الكسارابتدع الفنان علي الكسار عام 1916 شخصية «عثمان عبدالباسط» البربرى النوبى، وهى شخصية رجل بسيط يحمل بعض المكر الطيب، وقد أضفى عليها «الكسار» جاذبية خاصة، وقد قدمها أولا من خلال فرقة «الأوبريت الشرقى» مع شريكه مصطفى أمين ثم من خلال فرقة «الأجواق الثلاث»، ومن بعدها فرقته مع «أمين صدقي التى اتخذ لها من مسرح «الماجستيك» مقرا دائما، وذلك حسبما ذكر المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة.
وقد ضمت فرقته نخبة من الفنانين ومن بينهم: رتيبة رشدى، حامد مرسى، زكية إبراهيم، جلبى فودة، محمد بهجت، عقيلة راتب.
ويذكر أن مساحة المنافسة قد اشتدت بين كل من «الكسار» و«الريحاني» فى تقديم مسرحيات «الفرانكوا آراب»، حيث قام «الكسار» بتقديم بعض العروض الاستعراضية ومن أهمها عروض «البربرى فى استكهولم»، «ليلة الحظ»، «البربرى حول الأرض»، وقد تفوق فى هذا المجال «الكسار» على ما يقدمه «الريحانى» باعتراف «الريحانى» نفسه.
وتقتضى الحقيقة أن نقرر أن لكل من المبدعين: أمين صدقى، وبديع خيرى دور كبير فى نجاح مسرح «الكسار»، حيث قدم أمين صدقي لفرقة «الكسار » مسرحيات مهمة وناجحة جماهيرية مثل: «القضية نمرة 14، عقبال عندكم، فلفل، لسه، مرحب، أحلاهم، راحت عليك، فهموه، اللى فيهم، بشائر السعد، شهر العسل، البربرى حول الأرض، البربرى فى الجيش، سوء تفاهم، دولة الحظ، الغجرية، عريس الهنا، حلال عليك، أنا لك وأنت لىّ».
كما أن المبدع بديع خيري كتب أيضا لفرقة «الكسار» عدة مسرحيات متميزة ومن بينها: «ابن الراجا، الوارث، حكيم الزمان، الحساب، بدر البدور، حلم والا علم، غاية المنى، الشيخ عثمان، أبو زعيزع، مافيش منها، ملكة الغابة، قاضى الغرام، خير إن شاء الله، بتاع الزيت، هانت يا بنت الإيه، الغول».
قدم «الريحانى» أول عروضه عام 1916 بكازينو «لآبيه دى روز»، وفى نفس العام قدمت فرقة «أحمد الشامى» عروضها بكازينو «دى باري»، والذى قدمت فرقة «الأوبريت الشرقى» لمصطفى أمين وعلي الكسار عروضها عليه أيضا، فى حين قدمت فرقة «عمر وصفى» عروضها على مسرح «منيرفا» بشارع بولاق.
وخلال عام 1916 قدم «الريحانى» بعض عروضه أيضا على مسرح الرينسانس «سينما باتيه سابقا»، وذلك قبل أن ينتقل بعروضه إلى مسرحه الجديد «الإجيبسانة».
وقد قام الكسار وأمين صدقى بعد تكوين فرقتهما عام 1919 بتأجير محل «فاسولاكى» بشارع عماد الدين «الذى كان يقدم عروضا للأراجوز»، وافتتحا مكانه تياترو «الماجستيك».
انشق الكسار عن شريكه أمين صدقي، وكون فرقته المسرحية الخاصة بعنوان «على الكسار» وكان مدير إدارتها الخواجة كوستى حاجياناكس، ووكيل إدارتها حامد مرسى، وهى أول فرقة مسرحية كوميدية مصرية تبدأ موسمها التمثيلى 1925 – 1926، وقد افتتحت عملها بمسرحية «الطمبورة» بمسرح الماجستيك فى 8 أكتوبر 1925، تعريب حامد السيد، أزجال بديع خيرى، ألحان زكريا أحمد، أتبعها مسرحية «الخالة الأمريكانية» بمسرح الماجستيك فى 12 نوفمبر من العام نفسه، تعريب عن الإيطالية حامد السيد، وألحان زكريا أحمد، «28 يوم» عربها عن الفرنسية أحمد البابلى، حامد السيد، أزجال بديع خيري، ألحان زكريا أحمد، فى 17 يناير 1926، «أنوار» للمؤلف أحمد توفيق، فى 4 فبراير من العام نفسه، «آخر مودة» تعريب أحمد البابلى، فى 4 مارس.
فى حين قدمت الفرقة مجموعة من المسرحيات القديمة التى عرضت أيام جوق صدقى والكسار، من بينها: «ناظر الزراعة، عثمان حيخش دنيا، دولة الحظ، ايدك على جيبك، إمبراطور زفتى»، وأتبعها بمسرحية جديدة بعنوان «نادي السمر» اقتبسها من الفرنسية حامد السيد، أزجال بديع خيري، وألحان زكريا أحمد، في 29 أبريل من العام نفسه، وكانت مسرحية «الكرنفال» آخر ما قدمته الفرقة فى هذا الموسم 1925 – 1926.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المسرح أبو الفنون علي الكسار الريحاني بديع خيري أمين صدقي الفنان علي الكسار حامد السید زکریا أحمد
إقرأ أيضاً:
النائب أحمد عثمان: احتلال مصر المركز التاسع عالميا في جذب الاستثمارات الأجنبية دفعة قوية للاقتصاد الوطني
قال المهندس أحمد عثمان أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، عضو الأمانة المركزية بحزب مستقبل وطن، إن تصدر مصر للمشهد الاستثماري العالمي، واحتلالها المركز التاسع بين الدول الأكثر جذبا للاستثمارات الأجنبية المباشرة لعام 2024، يمثل تتويجا حقيقيا للمسار الإصلاحي الذي بدأته الدولة المصرية منذ سنوات، ويعكس حالة الثقة المتزايدة في الاقتصاد المصري لدى المؤسسات المالية العالمية والمستثمرين على حد سواء.
وأضاف "عثمان" في بيان له، أن هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، وإنما هو نتاج عمل مؤسسي متكامل شمل تحديث القوانين والتشريعات، وتوفير حوافز استثمارية جاذبة، وتطوير بيئة الأعمال بما يواكب المتغيرات الدولية، مشيرا إلى أن مشروع "رأس الحكمة" يُعد أحد أبرز النماذج على قدرة الدولة على جذب الاستثمارات النوعية الكبرى، التي تمثل رافعة قوية للنمو وخلق فرص العمل.
وأوضح أن تقرير "أونكتاد" رصد طفرة غير مسبوقة في أداء مصر على مستوى الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث قفزت التدفقات من 10 مليارات دولار في 2023 إلى 47 مليارًا في 2024، بنسبة نمو بلغت 373%، وهو ما جعل مصر تتصدر القارة الأفريقية وتتفوق على اقتصادات تقليدية كانت في صدارة المشهد.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية تتبنى حاليا حزمة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز هذا الزخم، منها تفعيل الرخصة الذهبية، وتسريع إجراءات تسجيل الشركات، وتوسيع نطاق المناطق الحرة، فضلًا عن تعميق التعاون مع المؤسسات الدولية، وتطوير نظام الحوافز القطاعية، مشددا على أن البرلمان المصري شريك أصيل في هذه الطفرة، حيث أقر العديد من التشريعات المحفزة للاستثمار، وسيواصل العمل خلال الفترة المقبلة على إزالة المعوقات التي قد تواجه المستثمرين، سواء من خلال لجان النوعية أو عبر جلسات الاستماع مع الجهات التنفيذية.
وشدد النائب أحمد عثمان على أن مصر أصبحت نموذجا ملهما في تحويل التحديات إلى فرص، وأن ما تحقق هو بداية فقط لمستقبل أكثر إشراقا، داعيا إلى استمرار العمل الجماعي بين جميع مؤسسات الدولة من أجل تعزيز هذا التقدم وترسيخه كواقع مستدام.