حاولت كثيرا أن لا أكتب، ولكن ضميري المهني حتم على أن أكتب، لعل وعسى أن ينتبه القائمون على الدراما التلفزيونية، للهوة التي تزداد اتساعا سنة بعد سنة. بالطبع ليس الكل، ولكن المعظم، وهذا هو بيت القصيد.
فمن غير المعقول ولا المقبول أن يكون ناتج المسلسلات يصل إلى أربعين مسلسلا أو أكثر، ويكون معظمها متوسط المستوى أو أكثر بقليل.
ولقد أطلق هذه التسمية في أمريكا نظرا لإنتاج مسلسلات كثيرة تعتمد على تمويل الإعلانات، ومن ثم أصبحت الإعلانات هي الأصل. وكانت هذه الإعلانات عادة عن الصابون، ومن هنا كانت التسمية سوب أوبرا، ولكن مع التطور وظهور كتاب محترفين لهذا النوع، أصبحت هناك حدود دنيا وقصوى للمستوى الدرامي المطروح، وما حدث في أمريكا حدث في مصرنا الحبيبة، فأصبحت الدراما التلفزيونية لها أعلامها من الكتاب والمخرجين الذين لا يشق لهم غبار. وكان موسم رمضانأصبحت المبالغات في كل العناصر هي عنوان مسلسلات رمضان، مبالغات في التمثيل، في الموسيقى، في الأحداث غير المبررة دراميا.. باختصار، فوضى كبيرة تحتاج إلى انضباط في كل شيء كالماراثون بين أفضل الأفضل من الأعمال الفنية الدرامية، فمن ينسى العنكبوت للكاتب مصطفى محمود والمخرج الكبير نور الدمرداش، ومن ينسى الدوامة لنور الدمرداش، ومن ينسى أحلام الفتى الطائر للمخرج محمد فاضل، ودموع في عيون وقحة للمخرج يحيى العلمي، ومن ينسى أوان الورد لكاتب هذه السطور والمؤلف وحيد حامد والمخرج سمير سيف.
كثيرة هي الأعمال الدرامية التي برزت في رمضان من كل عام، ولكن بعد كل هذا الزخم البديع، لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع المستوى الدرامي، مع تطور تقني بصري وسمعي كبير عن ذي قبل، ولكن مع تدني وسطحية النصوص المقدمة التي أربكت العمل الفني برمته، وألقت بظلالها الكثيفة على باقي عناصر العمل الفني، لأن الحوار رديء فأصبح أداء الممثلين -القوة الناعمة الأكبر في المنطقة- باهتا، وفي أغلب الأحيان مبالغ فيه، وغير مبرر.
وأصبحنا نرى وجوه الممثلين تتمدد وتتحدب وتتقعر، والعيون تكاد تنفجر من مقلتيها على نحو يدعو للشفقة والرثاء والسخرية بذات اللحظة، وأصبحت المبالغات في كل العناصر هي عنوان مسلسلات رمضان، مبالغات في التمثيل، في الموسيقى، في الأحداث غير المبررة دراميا.. باختصار، فوضى كبيرة تحتاج إلى انضباط في كل شيء.
ولهذا، نأمل ونطمح أن يتدارك صناع الدراما هذه الفوضى في القادم من الأيام، وأن تعود الدراما التلفزيونية فتية تمنحنا بهجة وشبابا وأملا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الدراما التلفزيونية المسلسلات رمضان مصر مسلسل تلفزيون دراما رمضان قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ضمن فعاليات وزارة الثقافة.. نويرة تغنى تترات الدراما المصرية على المسرح الكبير بالأوبرا
ضمن أنشطة وزارة الثقافة تستحضر دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام أجواء الدراما المصرية الخالدة فى أمسية لفرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو أحمد عامر وذلك في التاسعة مساء الأحد ١٥ يونيو على المسرح الكبير.
يتضمن البرنامج نخبة من اشهر وأجمل تترات أعمال الدراما المصرية التى ارتبطت بأذهان وذاكرة الجماهير وأصبحت جزءا من الوجدان الجمعى لمختلف الأجيال منها أرابيسك، الشهد والدموع، المال والبنون وهوانم جاردن سيتى وغيرها.. أداء الفنانين أميرة أحمد، كنزى تركى، فرح الموجى، محمد حسن، وليد حيدر ومؤمن خليل.
فرقة عبدالحليم نويرة
يذكر أن فرقة عبد الحليم نويرة تأسست عام 1967 بـقـيادة المايسترو عبد الحليم نويرة تحت إسم فرقة الموسيقى العربية بهدف إحياء التراث الغنائي الأصيل وتقديم الأشكال الغنائية والموسيقية التراثية المختلفة، وخلال مشوارها الفنى أتاحت الفرصة لمؤلفي الموسيقى المحدثين والمعاصرين لتقديم إنتاجهم الجيد من القوالب التقليدية.