تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواجه الولايات المتحدة الأمريكية تحديًا كبيرًا في البحر الأحمر يتمثل في الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون على السفن التجارية والعسكرية، ومع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يرى العديد من الخبراء أنه أمام فرصة مثالية لوضع حد نهائي لهذا التهديد، فمن خلال سياسته الهجومية، التي تميزت بالقضاء على تنظيم داعش خلال ولايته الأولى، قد يسعى ترامب إلى تطبيق نهج مماثل ضد الحوثيين، بما يضمن إعادة الاستقرار للممرات الملاحية الاستراتيجية.

وبحسب تقرير نشره موقع "ديلي كولر" الإخباري الأمريكي، شنت الولايات المتحدة ضربات دقيقة على مواقع الحوثيين في اليمن بهدف شل الجماعة من خلال استهداف قياداتها وعناصرها التقنية الرئيسية، وذلك وفقًا لتصريحات الفريق أليكسوس جرينكويتش خلال مؤتمر صحفي، هذه الضربات تهدف إلى تقويض قدرة الحوثيين على تنفيذ المزيد من الهجمات البحرية، التي أثرت بشكل كبير على التجارة الدولية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.

وأشار التقرير إلى أن الرئيس ترامب اكتسب سمعة قوية في التعامل مع الجماعات الإرهابية، بعدما تمكن من القضاء على تنظيم داعش خلال ولايته الأولى، وعلى الرغم من أن الحوثيين يمثلون تحديًا مختلفًا مقارنة بداعش، إلا أن العديد من الخبراء يرون أن ترامب لديه الفرصة لتطبيق نهج مماثل ضدهم، مما يعزز الأمن البحري ويفرض نظامًا جديدًا في المنطقة.

وتشير سيمون ليدين، الباحثة البارزة في مركز ستراوس للأمن الدولي والقانون، إلى أن إدارة بايدن تعاملت مع الحوثيين باستراتيجية دفاعية، حيث شنت ضربات محدودة في إطار الردع فقط، لكنها لم تتخذ إجراءات حاسمة لوقف عملياتهم بشكل كامل، في المقابل يبدو أن إدارة ترامب ستتبع نهجًا أكثر شمولية، يشمل الهجوم إلى جانب الدفاع، بهدف القضاء على التهديد الحوثي وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو أمر ضروري ليس فقط للولايات المتحدة، بل للعالم أجمع.

ووفقًا لتقرير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، تسبب الحوثيون في فوضى كبيرة في البحر الأحمر، حيث انخفضت حركة الشحن عبر هذا الممر بنسبة 90% بين ديسمبر 2023 وفبراير 2024، فمنذ عام 2023 شن الحوثيون 174 هجومًا على السفن البحرية الأمريكية و145 هجومًا على السفن التجارية، ما تسبب في اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية، هذا الانخفاض الحاد في حركة الشحن أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري، حيث يكلف استخدام المسار البديل عبر القرن الأفريقي الشركات التجارية مليون دولار إضافي في استهلاك الوقود، فضلًا عن تأخير الشحنات لمدة تصل إلى أسبوعين.

وبحسب التقرير، يُعد الحوثيون حليفًا وثيقًا لإيران، التي تزودهم بالأسلحة والدعم اللوجستي، مما يمكنهم من شن هجمات أكثر تطورًا على السفن في البحر الأحمر واستهداف حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل، فمنذ عام 2002 نفذت الولايات المتحدة أكثر من 400 ضربة جوية في اليمن، ومع بداية عام 2016، قدمت دعمًا مباشرًا للقوات السعودية في حربها ضد الحوثيين، لكن الصراع ظل مستمرًا، ويرى الخبراء أن السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين لم تكن حاسمة، وهو ما ساهم في استمرار هجماتهم.

وخلال ولايته الأولى، اعتمد ترامب نهجًا هجوميًا ضد تنظيم داعش، ما أدى إلى تدمير 98% من مكاسبه الإقليمية بحلول عام 2018، وإذا ما انتهج نهجًا مشابهًا ضد الحوثيين، فمن المحتمل أن تكون هناك ضربات أكثر اتساعًا واستراتيجية تهدف إلى إنهاء تهديدهم بشكل كامل. 

وفي هذا السياق، وسّع ترامب سابقًا صلاحيات القادة العسكريين لتنفيذ عمليات دون الحاجة إلى موافقة البيت الأبيض، مما منح الجيش الأمريكي القدرة على التحرك بسرعة وفاعلية أكبر.

وأعلن ترامب أنه سيحمّل إيران المسؤولية عن أي هجمات مستقبلية يشنها الحوثيون، كما أعادت إدارته تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، بعدما ألغى بايدن هذا التصنيف خلال ولايته، ويرى غابرييل نورونيا، المدير التنفيذي لمؤسسة Polaris National Security، أن هذه الخطوة قد تضع الحوثيين في مأزق، إذ إنها تهدد بجرّ إيران إلى صراع لا ترغب في خوضه بشكل مباشر.

علاوة على ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن فرض عقوبات جديدة على إيران، مستهدفة محطة نفطية مقرها الصين تُستخدم لتمكين إيران من تداول النفط سرًا، حيث يعدّ تصدير النفط مصدرًا رئيسيًا لإيرادات الحكومة الإيرانية، فقد  حققت طهران 53 مليار دولار من عائدات صادرات النفط عام 2023، ما يعكس أهمية العقوبات الجديدة في تقليص الموارد المالية المتاحة لدعم الحوثيين.

ويشير الخبراء إلى أن التعامل مع الحوثيين يمثل تحديًا فريدًا، حيث أنهم ليسوا مجرد منظمة إرهابية أيديولوجية، بل امتداد للقبيلة الحوثية، مما يجعل القضاء عليهم أمرًا معقدًا، ويقول نورونيا: "الحوثيون أشبه بحركة طالبان أكثر من كونهم شبيهين بداعش، الضربات العسكرية يمكن أن تضعفهم، لكن الهدف الأساسي هو ردعهم وإضعاف قدراتهم الهجومية."

ورغم ذلك، يحذر بعض المحللين من أن التصعيد العسكري ضد الحوثيين قد يدفع الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، وتقول الباحثة أنيل شيلين من معهد كوينسي: "حتى لو قرر ترامب شنّ حرب شاملة، فإن الطبيعة الجغرافية لليمن وتاريخه الطويل في مقاومة الاحتلال تجعل من غير المرجح أن ينجح التدخل العسكري الأمريكي في القضاء على الحوثيين تمامًا، بل إن مثل هذا التدخل قد يوحد اليمنيين ضد الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى صراع طويل الأمد."

وعلى الرغم من هذه التحذيرات، لطالما دافع ترامب عن إنهاء الحروب التي لا تنتهي، وأكد مرارًا على رغبته في تفادي النزاعات العسكرية المطولة، خلال حملته الانتخابية عام 2016، شدد على أنه سيسعى إلى تقليل التدخلات العسكرية الأمريكية غير الضرورية، وهو ما دفعه خلال ولايته الأولى إلى سحب القوات من مناطق صراع مختلفة، ودفع نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وحماس.

وقد امتنعت القيادة المركزية الأمريكية عن التعليق على التطورات الأخيرة، بينما لم يصدر أي رد من البيت الأبيض على طلب "ديلي كولر" للحصول على تعليق رسمي بشأن التصعيد ضد الحوثيين.

وختامًا ومع استمرار الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وبينما يرى البعض أن استراتيجية ترامب قد تؤدي إلى ردع الحوثيين وإضعافهم، يحذر آخرون من مخاطر التورط في حرب طويلة الأمد، ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى فعالية النهج الجديد، وما إذا كان سيؤدي بالفعل إلى إعادة الاستقرار للمنطقة، أم أنه سيفتح الباب أمام مزيد من الصراعات؟

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الولايات المتحدة ترامب الحوثيين البحر الاحمر خلال ولایته الأولى الولایات المتحدة فی البحر الأحمر ضد الحوثیین القضاء على على السفن

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يدخلون المشهد.. تهديد علني باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر

شنت إسرائيل هجومًا جويًا واسعًا استهدف عشرات المواقع في منطقة الأهواز جنوبي إيران، مستخدمة أكثر من 30 طائرة مقاتلة، في تطور دراماتيكي ينذر بانزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح، لكن الرد الإيراني لم يتأخر، والرسائل كانت واضحة: أي تدخل أمريكي سيقابل برد مباشر، وفي اليمن، دخلت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) على خط التهديد، متوعدة باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، هذا المشهد الإقليمي بات أكثر احتقانًا من أي وقت مضى، مع اغتيالات، وتصريحات نارية، وتحذيرات من قوى إقليمية كتركيا، وسط تصاعد الدعوات الدولية لضبط النفس، مقابل تحذيرات متزايدة من انزلاق المنطقة إلى حرب لا تُبقي ولا تذر.

في التفاصيل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، 21 يونيو، شن سلسلة من الغارات الجوية استهدفت عشرات المواقع في منطقة الأهواز جنوب غربي إيران، مستخدمًا نحو 30 طائرة مقاتلة في العملية.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه “تم استهداف منصات إطلاق صواريخ كانت تستخدم لقصف الأراضي الإسرائيلية”، مؤكدًا أن الهجوم يأتي في إطار “حق الدفاع عن النفس والرد على مصادر النيران”.

وفي المقابل، توعدت طهران بالرد، معتبرة الهجوم “انتهاكًا صارخًا لسيادة أراضيها”، محذرة من أن أي تدخل خارجي، خصوصًا من قبل الولايات المتحدة، سيقابل برد مباشر على القواعد الأمريكية في المنطقة، وفق تصريحات متفرقة لمسؤولين إيرانيين.

في السياق، أفادت تقارير متطابقة، اليوم السبت، بمقتل حسين خليل، المرافق الشخصي والأمين الخاص للأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إضافة إلى نجله، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة قرب الحدود الإيرانية-العراقية.

ووفق مصادر إعلامية لبنانية ودولية، فإن الغارة نُفذت أثناء عبور خليل ونجله وشخصية عراقية بارزة الأراضي العراقية باتجاه إيران، وأسفرت عن مقتلهم جميعاً.

وأشارت المعلومات إلى أن الشخصية العراقية التي لقيت مصرعها في الغارة هي ميدر الموسوي، أحد القادة البارزين في “كتيبة سيد الشهداء” العراقية، المرتبطة بالحشد الشعبي.

ويُعرف حسين خليل، الذي يُلقب بـ”أبو علي خليل”، بأنه من الشخصيات الأمنية المقربة من حسن نصر الله، وكان يشغل موقع المرافق الأول له منذ سنوات.

إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم السبت، أن بلاده لن تتخلى عن أنشطتها النووية السلمية تحت أي ظرف، وذلك في ظل التصعيد الإقليمي المستمر والحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل.

وجاءت تصريحات بزشكيان خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، حيث شدد على أن طهران منفتحة على التعاون والحوار، لكنها ترفض أية ضغوط أو شروط ترمي إلى وقف برنامجها النووي.

وقال الرئيس الإيراني في تصريحه: “نحن مستعدون للمناقشة والتعاون من أجل بناء الثقة في مجال الأنشطة النووية السلمية، ومع ذلك، لا نقبل بخفض هذه الأنشطة إلى الصفر تحت أي ظرف”.

مقتل العالم النووي سيد إيثار طباطبائي وزوجته في هجوم مسلح

أعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم السبت، مقتل العالم النووي الإيراني الدكتور سيد إيثار طباطبائي قمشه وزوجته منصورة حاجي سالم، إثر هجوم مسلح استهدف منزلهما أواخر الأسبوع الماضي.

وذكرت وكالة “مهر” أن الدكتور طباطبائي يُعتبر من العلماء غير المعروفين للجمهور في قطاع الصناعة النووية الإيرانية، لكنه كان له دور مهم في تطوير هذا المجال الحيوي.

وحصل طباطبائي على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية عام 2004، ثم نال الدكتوراه في الهندسة النووية عام 2007، وكرّس حياته لخدمة الصناعة النووية الإيرانية.

أردوغان متفائل بنصر إيران في المواجهة مع إسرائيل ويندد بالاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، خلال الاجتماع الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، عن تفاؤله بأن النصر سيكون إلى جانب إيران في المواجهة العسكرية المتصاعدة التي بدأت بها إسرائيل.

وأشار أردوغان إلى أن الهجمات الإسرائيلية تجاوزت غزة لتشمل لبنان وسوريا واليمن، وهاجمت إيران أيضاً، واصفاً حكومة نتنياهو بأنها “أكبر عائق أمام السلام” وأن هجماتها تمثل أعمال بلطجة في المنطقة.

وشدد أردوغان على شرعية الإجراءات الإيرانية في الرد على الهجمات، منتقداً ما اعتبره محاولة إسرائيل تخريب المسار السياسي والدبلوماسي حول البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف أن حكومة نتنياهو تسعى إلى جر المنطقة إلى كارثة، مؤكداً أن تركيا لن تسمح بإعادة رسم نظام المنطقة على غرار “سايكس بيكو”، وناشد الدول المؤثرة على إسرائيل بعدم الانخداع وضرورة اللجوء إلى الدبلوماسية والحوار.

وتطرق أردوغان إلى القضية الفلسطينية، معبراً عن دعم تركيا الكامل لفلسطين، وندد بالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، داعياً إلى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين كضرورة ملحة.

الحوثيون يتوعدون: سنستهدف السفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن في الهجوم على إيران

حذرت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) في اليمن، اليوم السبت، من أنها ستستهدف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر، في حال شاركت الولايات المتحدة في أي هجوم على إيران إلى جانب إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان رسمي، إن “أي عدوان أمريكي داعم لإسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سيكون بمثابة عدوان مباشر يستهدف الأمة كلها، ويخدم مخطط السيطرة الصهيونية على المنطقة”.

وأكد سريع أن القوات المسلحة اليمنية “ستتخذ إجراءات عسكرية مباشرة ضد السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر”، مشدداً على أن المعركة الحالية “تتجاوز فلسطين وإيران لتشمل مصير الأمة العربية والإسلامية بأسرها”.

وجدد المتحدث باسم الحوثيين موقف الجماعة الداعم لحركات المقاومة في غزة ولبنان وسوريا، معتبراً أن إسرائيل تسعى لفرض “مخطط استعماري صهيوني” بدعم أمريكي مفتوح، ومحذراً من أن اليمن “لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي عدوان يستهدف دول المنطقة”.

وأضاف سريع: “إننا نتابع عن كثب كل التحركات العسكرية في المنطقة وسنتخذ ما يلزم من إجراءات مشروعة للدفاع عن اليمن وشعبه، وسنقف مع أي بلد عربي أو إسلامي يتعرض للعدوان الصهيوني”.

وختم بيانه بالتأكيد على أن “الوقوف إلى جانب غزة والمقاومة واجب لن نتخلى عنه، ولن نسمح لإسرائيل المدعومة أمريكياً بتمرير مخططاتها في المنطقة”.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تُجلي رعاياها من إسرائيل وسط تصاعد التوتر
  • الولايات المتحدة تحذر من مستوى تهديد مرتفع بعد الضربات الأمريكية ضد إيران
  • الحوثيون: مستعدون لاستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهددون بضرب السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهدّدون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • كيف قرأ اليمنيون بيان الحوثيين الأخير حول مساندة إيران؟ (تقرير)
  • الحوثيون يدخلون المشهد.. تهديد علني باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر حال مشاركتها في أي هجوم على إيران
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا ضربت إيران