في 13 مايو 2024 قام صياد هاوٍ يستقل قاربا صغيرا باصطياد سمكة الضفدع فضية الخدين السامة المعروفة علميا باسم "لاغوسيفالوس سكيلريتس" في شمال البحر الأدرياتيكي وهو أحد أفرع البحر الأبيض المتوسط، ويقع بين شبه الجزيرة الإيطالية وشبه جزيرة البلقان.

وأثار ظهور السمكة المخاوف بشأن تأثيرها على التنوع البيولوجي البحري ومصايد الأسماك والسياحة الساحلية، خاصة وأن هذا رابع تسجيل مؤكد لهذا النوع في البحر الأدرياتيكي وأول تسجيل لوجوده في شماله.

وتم تسجيل أول تواجد لهذه السمكة في البحر الأبيض المتوسط عام 2003 قبالة ساحل بحر إيجة الجنوبي الشرقي في تركيا، وانتشرت بعد ذلك بسرعة في أجزاء أخرى من البحر الأبيض المتوسط، ووصلت إلى جبل طارق والبحر الأسود، وتتواجد بشكل أكبر على طول سواحل اليونان وتركيا ولبنان ومصر وقبرص ومالطا وتونس.

السمكة التي خضعت للدراسة (بينسوفت) دراسة متفحصة

وفور اصطيادها في مايو/أيار الفائت، انتفخت السمكة فورًا وأصدرت أصوات طقطقة، ثم نُقلت إلى مختبر كلية العلوم الطبيعية في بولا حيث تم فحصها والتعرف عليها وتوثيق هذا المعلومات في دراسة نشرت في الـ20 من مارس/آذار الماضي في مجلة "أكتا إكثيولوجيكا إت بيسكاتوريا" المفتوحة المصدر.

وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني قالت الدكتورة مويرا بورسيك الباحثة في جامعة يوراج دوبريللا الكرواتية والتي شاركت في الدراسة إن "هذه السمكة موطنها الأصلي منطقة المحيطين الهندي والهادي، ولكنها انتشرت بسرعة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، فيما يسمى علميا بالظاهرة اللسيبسية".

وتوضح بورسيك أن تلك الظاهرة تعني "انتقال الأنواع من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس"، وتضيف أن هذه السمكة موجودة الآن في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك البحر الأدرياتيكي، بل وسُجل وجودها على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط الفرنسي والإسباني وصولًا إلى مضيق جبل طارق.

انتشرت السمكة بسرعة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس فيما يسمى علميا بالظاهرة اللسيبسية (ناسا) سمكة خطيرة

وتقول بورسيك إن سمكة "لاغوسيفالوس سكيلريتس" خطيرة للغاية على البشر إذا تم تناولها دون تحضير خاص لاحتوائها على التترودوتوكسين.

إعلان

والتترودوتوكسين هو سم عصبي قوي يمنع انتقال النبضات العصبية، مما يسبب الشلل والتسمم المميت المحتمل للأفراد الذين يستهلكون الأسماك التي تحتوي عليه.

ويمكن أن يكون لحم هذه الأسماك، المعروفة أيضا باسم (فوجو) خطيرًا للغاية إذا لم تتم إزالة الأجزاء السامة تمامًا أثناء التحضير، ويُسمح فقط للطهاة المدربين بتقديم هذا النوع.

ويجب على طهاة الفوجو المرخص لهم بطهيها الخضوع لتدريب مكثف لإعداد هذه السمكة، وأظهرت الأبحاث العلمية أن سمكة واحدة منتفخة تحتوي سما يكفي لقتل 30 بالغًا، وحتى يومنا هذا لا يوجد ترياق معروف للتسمم بالتترودوتوكسين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتصرف السمكة بعدوانية عند استفزازها وقد تعض الصيادين أو السباحين.

وتضيف بورسيك أن أفضل طريقة لتجنب خطر هذه السمكة هو عدم تناولها، فحتى الكميات الصغيرة من لحمها إن لم تُحضّر بشكل صحيح قد تكون قاتلة.

ينبغي للصيادين والسباحين التعامل معها بحذر وارتداء القفازات في حال صيدها أو مواجهتها عن طريق الخطأ (وكالة الأناضول) تعامل حذر

وتقول الباحثة إنه ينبغي للصيادين والسباحين التعامل معها بحذر وارتداء القفازات في حال صيدها أو مواجهتها عن طريق الخطأ. كما أن حملات التوعية والتخلص السليم من العينات المصطادة يمكن أن تساعد في منع دخولها إلى سوق المأكولات البحرية.

ورغم ذلك تقول الدكتورة مويرا إن الأمر لا يستدعي قلق أو ذعر المواطنين فهذه أول حالة مسجلة في شمال البحر الأدرياتيكي ولا يوجد حاليًا أي تهديد مباشر للسلامة العامة هناك، وتضيف أنه من المهم فقط مراقبة وجود هذا النوع في الوقت المناسب لإبقاء الوضع تحت السيطرة.

وتتحدث الدراسة عن مخاطر أخرى متوقعة لهذه السمكة، فانتشار هذا النوع من رباعيات الأسنان ذات الطبيعة الغازية في البحر الأدرياتيكي يُشكل مخاطر بيئية واجتماعية واقتصادية، مثل اضطرابات مصائد الأسماك، وفقدان التنوع البيولوجي، وتهديدات للنظم البيئية البحرية. وتتطلب الإدارة الفعالة الرصد والتنظيم والتثقيف العام ومشاركة المواطنين.

إعلان

وكشف تحليل معدة السمكة في الدراسة عن افتراسها لأنواع أخرى مثل قنافذ البحر وغيرها مما يُشير إلى اختلالات محتملة في التوازن البيئي للبحر الأدرياتيكي، وقد تُسبب لدغات فكي السمكة القويين الشبيهين بالمنقار إصابات بالغة، مثل بتر جزئي للأصابع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البحر الأبیض المتوسط البحر الأدریاتیکی عبر قناة السویس هذه السمکة هذا النوع فی البحر

إقرأ أيضاً:

اصطدام مروع لسفينة RED ZED 1 برصيف ركاب القنطرة في قناة السويس .. فيديو

القاهرة

شهدت قناة السويس، اليوم السبت، حادثًا خطيرًا حيث اصطدمت سفينة الغطس RED ZED 1 برصيف ركاب القنطرة، إثر عطل مفاجئ في نظام التوجيه أثناء عبورها ضمن قافلة الشمال، وذلك عند الكيلو 45 ترقيم القناة.

وأعلنت هيئة قناة السويس، برئاسة الفريق أسامة ربيع، نجاحها في التعامل مع أزمة اصطدام سفينة غطس بـ معدية القنطرة.

وقال بيان الهيئة، إن قاطرات الإنقاذ البحري للهيئة في التعامل باحترافية مع طوارئ الملاحة والأعطال الفنية التي تعرضت لها سفينة الغطس 1 RED ZED خلال عبورها للقناة ضمن قافلة الشمال حيث تعرضت السفينة لعطل فني في التوجيه في الكيلو متر 45 ترقيم قناة قبل معدية القنطرة.”

وأوضح البيان أن هذا الأمر تطلب تدخل ثلاث قاطرات تابعة للهيئة تأمينها وتم الإصلاح بمعرفة طاقم السفينة والتحرك إلي منطقة البلاح دون تأثير على حركة الملاحة.”

وأثار الحادث جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا عدد من الرواد إلى إعادة النظر في إدارة قناة السويس، مشيرين إلى أهمية تدويلها ووضعها تحت إشراف دولي لضمان أعلى درجات الأمان والاستقرار الملاحي.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/ssstik.io_@elasly3638_1750478820555.mp4

مقالات مشابهة

  • عاجل | كارثة في قناة السويس بسبب اصطدام سفينة بمعدية
  • قناة السويس تبدأ جني الثمار بعد هدوء الأوضاع في البحر الأحمر
  • إطلاق السلحفاة «تايتو» في البحر المتوسط بعد التأكد من سلامتها
  • اصطدام مروع لسفينة RED ZED 1 برصيف ركاب القنطرة في قناة السويس .. فيديو
  • انتشال جثمانى طفلين من مياه البحر المتوسط بكفر الشيخ
  • قناة السويس تشهد عبور سفينة الحاويات العملاقة CMA CGM JULES VERNE
  • لتحسين الربط في منطقة البحر الأبيض المتوسط.. السفارة الفرنسية وزعت هذا البيان
  • ترسانة الإسكندرية تدشن القاطرة "إسماعيلية 1" لصالح هيئة قناة السويس
  • فقدان 60 مهاجرًا في البحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا
  • بعد توقف هجمات الحوثيين..قناة السويس تستقبل أول سفينة حاويات عملاقة منذ 15 شهرًا