أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يصح شرعًا اقتداء المأموم بالإمام وإن بعدت المسافة بين الصفوف ما دام يتمكن من متابعة الإمام ويعلم حركاته؛ سواء برؤيته أو برؤية مَن وراءه، أو بسماعه للتكبير ولو مِن مبلِّغٍ عن الإمام، على أن المقاربة بين الصفوف مستحبةٌ وهي الأولى.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الفقهاء اتفقوا على جواز تباعد المسافة بين الصفوف، وأن المأموم يصح اقتداؤه بالإمام في المسجد وإن بعدت المسافة بينهما ما دام المأموم يعلم حركات الإمام.

وذكرت دار الإفتاء رأي عدد من الفقهاء حول بيان المسافة بين الصفوف في صلاة الجماعة داخل المسجد على النحو التالي:

قال العلامة الطحطاوي الحنفي في "حاشيته على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح" (ص: 293، ط. دار الكتب العلمية): [والفضاء الواسع في المسجد لا يمنع وإن وسع صفوفًا؛ لأن له حكم بقعة واحدة... فلو اقتدى بالإمام في أقصى المسجد والإمام في المحراب جاز] اهـ.

فضل الصلاة في الصف الأول.. الإفتاء تكشف ثوابهاحكم الجهر بالقراءة في الصلاة السرية.. الإفتاء توضح هل عليه إعادة؟حكم الصلاة وراء إمام يُخطئ في الفاتحة.. الإفتاء توضح هل يجب إعادتهاهل يجوز تغسيل تارك الصلاة؟.. أمينة الفتوى تجيب

وقال القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي في "الإشراف على نكت مسائل الخلاف" (1/ 301، ط. دار ابن حزم): [إذا صلوا بصلاة الإمام وبينهم نهر أو طريق قريب لا يمنعهم رؤية الصفوف وسماع التكبير جاز ولم يمنع ذلك الائتمام به] اهـ. فشرط المالكية أن يعلم المأموم بحركات الإمام، وهو ما يكون برؤيته للصفوف وسماع التكبير، وإذا كانت الصلاة في غير المسجد صحيحةً لعلم المأموم بحركات الإمام حيث يرى الصفوف ويسمع التكبير؛ فصحتها في المسجد أولى.

وقال العلامة شمس الدين الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 495، ط. دار الكتب العلمية): [وإذا جمعهما مسجد صح الاقتداء وإن بعدت المسافة بينهما فيه] اهـ. وأراد بقوله: (جمعهما): الإمام والمأموم.

وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (1/ 599، ط. دار الكتب العلمية): [(إذا كان المأموم يرى الإمام أو من وراءه وكانا في المسجد صحت) صلاة المأموم (ولو لم تتصل الصفوف)] اهـ.

فضل الصفوف الأولى في صلاة الجماعة

أكدت دار الإفتاء أن الصلاة في الصفوف المتقدمة أفضل من الصلاة في الصفوف المتأخرة؛ مستشهدة بما رواه الإمام أحمد في "مسنده" وأبو داود والنسائي وابن ماجه في "سننهم" عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ»، وعلى ذلك فأفضل الصفوف أقربها من الإمام.

وأضافت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن صلاة الجماعة لها فضلٌ عظيمٌ كما ورد في سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً».

فضل كثرة العدد في صلاة الجماعة

وأوضحت الإفتاء أنه كلما كثر العدد في صلاة الجماعة كان ذلك أفضل؛ روى الإمام أحمد في "مسنده" عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم الْفَجْرَ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: شَاهِدٌ فُلانٌ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالُوا: نَعَمْ وَلَمْ يَحْضُرْ. 

واستشهدت الدار بقول رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَإِنَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لابْتَدَرْتُمُوهُ، إِنَّ صَلَاتَكَ مَعَ رَجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ مَعَ رَجُلٍ، وَصَلَاتَكَ مَعَ رَجُلٍ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ وَحْدَكَ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى». 

كما ذكرت ما رواه الطبراني بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الرَّجُلَيْنِ يَؤُمُّ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلَاةِ أَرْبَعَةٍ تَتْرَى، وَصَلَاةُ أَرْبَعَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدُ اللهَ مِنْ صَلَاةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى، وَصَلَاةُ ثَمَانِيَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلَاةِ مِائَةٍ تَتْرَى». و«تترى» أي: متفرقين، و«أزكى» أي: أفضل وأكثر أجرًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة الجماعة دار الإفتاء الإفتاء المزيد صلى الله علیه وآله وسلم فی صلاة الجماعة دار الإفتاء المسافة بین بین الصفوف فی المسجد الصلاة فی ص ل ات ک

إقرأ أيضاً:

هل تصح صلاة المرأة ببنطلون واسع؟.. الإفتاء ترد

أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من إحدى المشاهدات قالت فيه: "أنا بلبس بنطلون واسع مش شفاف، ولما سمعت الأذان دخلت الجامع أصلي، بس ماكنش معايا جيبة ألبسها فوق البنطلون.. هل ينفع أصلي كده ولا أستنى لما أرجع البيت؟".

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات في برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن المرأة عليها أن تستر في الصلاة ما تستره أمام الأجانب خارج الصلاة، بأن تكون ثيابها ساترة لجميع الجسد ما عدا الوجه والكفين والقدمين، كما هو مذهب السادة الحنفية.

وأضاف الشيخ أحمد وسام أن الثياب التي تصح بها الصلاة يجب أن تكون "لا تشف، ولا تصف، ولا تكشف"، موضحًا أنه إذا توفرت هذه الأوصاف في البنطلون الواسع جاز للمرأة أن تصلي به، أما إن لم تتحقق فعليها أن تؤجل الصلاة حتى تتمكن من ارتداء ثياب تسترها على الوجه المطلوب.

وأشار أمين الفتوى إلى أن البنطلون في ذاته ليس ممنوعًا شرعًا، ولكن الحكم يتوقف على مواصفاته ومدى استيفائه لشروط الستر، مؤكدًا أن الحشمة مطلوبة في كل الأحوال، وأنه كلما زاد الستر كان أولى وأقرب إلى الأدب مع الله تعالى أثناء الصلاة.

مقالات مشابهة

  • أدركت الإمام وهو يرفع من الركوع فهل تحسب لى ركعة مع الجماعة؟.. أمين الفتوى يوضح
  • متى يكون سجود السهو إذا نسيت التشهد الأوسط؟.. الإفتاء توضح
  • هل تصح صلاة المرأة ببنطلون واسع؟.. الإفتاء ترد
  • هل تجوز الصلاة بصوت إمام في الراديو؟.. الإفتاء توضح حكم الشرع
  • دار الإفتاء: صلاة المرأة بالنقاب مكروهة شرعًا إلا لعذر
  • دائما أشك في صحة وضوئي وصلاتي ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح
  • حكم أداء صلاة الجنازة على الميت الغائب.. الإفتاء تجيب
  • هل الصلاة على النبي لتذكر الشيء المنسي بدعة؟.. الإفتاء توضح
  • هل يأثم الشخص لعدم الاستيقاظ لصلاة الفجر؟.. اعرف حكم الشرع
  • تأثير النعاس على الوضوء والصلاة.. الإفتاء توضح