أبو شامة: أزمة لبنان ممتدة لعقود.. وإسرائيل تستفيد من الوضع الإقليمي
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
في توقيت دقيق تمر فيه الدولة اللبنانية بتحديات سياسية وأمنية واقتصادية كبرى، تأتي زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى دولة قطر كجزء من تحركات دبلوماسية نشطة تهدف إلى استعادة موقع لبنان على الساحة العربية والإقليمية.
وتأتي هذه الزيارة بعد محطات دبلوماسية مهمة، من بينها زيارته إلى السعودية مطلع مارس، ثم مشاركته في القمة العربية الطارئة في القاهرة في الرابع من الشهر نفسه، في مؤشر واضح على رغبة القيادة اللبنانية في إعادة لبنان إلى محيطه الطبيعي بعد سنوات من العزلة والانقسامات الداخلية.
وقال محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إنّ هذه الزيارات لا تأتي في سياق بروتوكولي فقط، بل تحمل رسائل واضحة حول سعي الدولة لإعادة ترميم علاقاتها الخارجية والاستفادة من الدعم العربي لإعادة بناء المؤسسات اللبنانية التي تضررت بفعل أزمات متراكمة، أبرزها الأزمة السياسية المتفاقمة، والانهيار الاقتصادي، والانقسام الداخلي الذي بلغ ذروته في السنوات الأخيرة، لافتًا، إلى أنّ أزمة لبنان ممتدة لعقود.
وأضاف "أبو شامة"، في تصريحات مع الإعلامية مارينا المصري، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الدولة اللبنانية تسعى، منذ اتفاق الهدنة أواخر نوفمبر الماضي، إلى تثبيت الاستقرار والابتعاد عن سياسة المحاور، في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية التي لم تتوقف، حيث تستغل تل أبيب الوضع الهش في الداخل اللبناني للقيام بعمليات عسكرية متفرقة تحت ذرائع مرتبطة بمحاربة حزب الله ومنع وصول أي إمدادات له.
وتابع، أن الجيش اللبناني يحاول بقدر الإمكان فرض سيطرته على الجنوب اللبناني، رغم محدودية الإمكانيات والتحديات التي يواجهها، خاصة فيما يتعلق بسلاح المقاومة.
وواصل: "إسرائيل تستفيد بشكل كبير من تفكك الوضع الداخلي اللبناني، سواء من خلال استمرار وجودها في خمس نقاط خلافية داخل الأراضي اللبنانية، أو عبر استغلال القرارات الدولية للضغط على الدولة اللبنانية، ومحاولة تقليص نفوذ حزب الله، لا سيما بعد العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي أفضت إلى تصفية عدد من قياداته البارزة في سبتمبر الماضي، وعلى رأسهم حسن نصر الله".
وأكد، أن لبنان لا يزال أمامه طريق طويل للخروج من أزماته المتراكمة، مشيرًا إلى أن قضية سلاح المقاومة، سواء المرتبط بحزب الله أو الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات، ستظل إحدى أبرز نقاط الخلاف الداخلي، والتي من شأنها التأثير على مستقبل الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
وأتم، بأن التحركات الإقليمية التي يقودها الرئيس جوزيف عون تمثل نافذة أمل في إعادة التوازن للدولة اللبنانية، لكنها وحدها لا تكفي دون توافق داخلي حقيقي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولة اللبنانية تحديات الرئيس اللبناني جوزيف عون تحركات دبلوماسية المزيد
إقرأ أيضاً:
قتلى بغارات على لبنان وإسرائيل تتحدث عن اغتيال قيادي بحزب الله
قالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الأربعاء إن "3 أشخاص استشهدوا" وأصيب آخرون جراء غارات إسرائيلية على بلدات بالجنوب، في حين زعم جيش الاحتلال قتل قائد عسكري بحزب الله في هجوم بمسيّرة على منطقة ياطر جنوب لبنان.
وأوضحت وزارة الصحة اللبنانية أن 3 غارات للاحتلال الإسرائيلي استهدفت بلدات عين بعال وياطر وعيترون جنوبي البلاد.
مراسل #صوت_كل_لبنان: الطيران المسير الاسرائيلي اغار مستهدفا دراجة نارية في بلدة عيترون وعلى الفور توجهت سيارات الاسعاف الى المكان المستهدفhttps://t.co/19JbSlIxji #عاجل pic.twitter.com/82vdzzWJXm
— صوت كل لبنان vdlnews 93.3 (@sawtkellebnen) May 21, 2025
من جهتها، قالت منصات لبنانية إن الطيران الإسرائيلي المسّير أغار على دراجة نارية في بلدة عيترون لتتوجه إثر ذلك سيارات الإسعاف إلى المكان.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت أن غارة إسرائيلية صباح اليوم الأربعاء أسفرت عن مقتل مواطن، في حين ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن الغارة وقعت على طريق "الحوش-عين بعال" قرب مدينة صور.
وقد تحدث الجيش الإسرائيلي اليوم في بيان عن قتل من وصفه بـ"قائد في وحدة الرضوان" التابعة لحزب الله، في هجوم بطائرة مسيرة على منطقة ياطر جنوب لبنان.
إعلانوتأتي هذه الغارات الأربعاء بعد سلسلة هجمات إسرائيلية هذا الأسبوع قالت تل أبيب إنها تستهدف عناصر من حزب الله، حيث أعلنت الثلاثاء "القضاء" على عنصر من الحزب في منطقة المنصوري.
كما قُتل شخص وأصيب 3 آخرون، الاثنين الماضي، في غارات على مناطق جنوبية عدة، وسط مزاعم الجيش الإسرائيلي استهدافه قوة الرضوان التابعة لحزب الله.
وتواصل إسرائيل تنفيذ هجمات شبه يومية على مناطق جنوب لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، وتحتل حتى الآن 5 تلال لبنانية رئيسية كانت قد سيطرت عليها خلال العدوان الواسع الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وتوسع في سبتمبر/أيلول 2024.