لجريدة عمان:
2025-08-13@22:04:56 GMT

ثلاثة أماكن في انتظارك !

تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT

ثلاثة أماكن في انتظارك !

قضية فهم الحياة على حقيقتها من القضايا الشائكة والمهمة، فقد تكون الحياة بالنسبة «لك ولي ولغيرنا» ما هي إلا مغامرة جريئة، أو لا شيء مهم بالنسبة لنا جميعًا. نعيش يومنا كيفما جاء وكيفما يذهب، يوم عادي وروتين متكرر. لكن التأمل والتدبر فـي نهج الحياة يُشعرنا بأن وراءها سرًا غامضًا وجللًا يصعب فهمه بسهولة.

لقد توصل المفكرون والباحثون إلى حقيقة أخرى، وهي أن الجنس البشري ينقسم إلى نوعين لا ثالث لهما. فالأول يمثل نسبة 95%، وهم الفئة التي تعرف بأنها ليست عظيمة ولن تكون كذلك، لذا يقبلون موقعهم فـي الحياة بترحاب ورضا، ويستمرون فـي عملهم اليومي دون ضجيج أو أسئلة كثيرة. وأكثرهم لا يختلقون المشكلات ولا يقيمون المعضلات، بل ينشدون السكينة. أما النوع الثاني، ويمثله 5% من الناس، فهم من لديهم إحساس محدد بأنهم ينبغي أن يكونوا عظماء، وقد لا يعرفون كيف يحققون ذلك، إلا أنهم ينظرون حولهم ولا يقتنعون ببساطة أن يكونوا مثل الآخرين. لذا تجدهم يسلكون شتى الطرق ويقفزون على أعناق الناس حتى يصلوا إلى ما يريدون الوصول إليه.

يقول وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي فـي مقولة كثر تداولها من عدة مصادر، وردت كثيرًا على ألسنة الناس فـي مواقع مختلفة، لكن قرداحي أقنعني بأنه هو قائلها لأنه يفسرها أكثر من غيره، حيث يقول: «حتى تفهم الحياة أكثر، عليك زيارة ثلاثة أماكن: المستشفى، السجن، والمقبرة». ويفسر قرداحي ذلك قائلًا: فـي المستشفى ستفهم أن لا شيء فـي الدنيا أهم من الصحة، وفـي السجن ستشعر بمعنى الحرية الحقيقية، الحرية التي لا تُقدّر بثمن، وفـي المقبرة ستدرك أن هذه الحياة بكل متاعها وصراعاتها لا تساوي شيئًا، فعِش حياتك على أكمل وجه، لأنك لا تعرف أبدًا ما يخبئه لك القدر، والأرض التي تمشي عليها اليوم ستكون سقفا لك غدًا.

إذن، نمط الحياة وحقيقتها يختلف من موقع إلى آخر ومن نظرة إلى أخرى، لكن جميع البشر باختلاف طوائفهم وألوانهم وعشائرهم ينطلقون إلى مآربهم من خلال كونهم «أحياء يُرزقون»، ويسعون على هذه الأرض، ويعيشون دورة حياتهم وفق ما قُدّر لهم العيش فـيها، سواء رضوا بما قُدّر لهم أم لم يرضوا.

أما التضاد فـي نظرة الناس إلى مفهوم الحياة، فـيأتي من خلال مدى تفاعلهم معها أو مع بعضهم البعض، سواء فـي لحظات الحزن أو الفرح أو مع أي من مبهجات الحياة، فهذا أمر آخر. فهناك حقائق صادمة قد تستخلصها أنت بنفسك، وذلك من خلال سيرك اليومي فـي طرقات الحياة أو من نظرة الآخرين إليك. فعلى سبيل المثال، تكتشف كيف تتقاذفك الأقدار من حال إلى آخر، وكأنك فـي يمّ واسع، تبحر مع زمرة الناس، لكنك تعاني وتشعر بمعاناتك بنفسك.

أما نظرة الآخرين إليك، فتراها من خلال عيون الناس: فمنهم من يراك أطيب خلق الله على الأرض، ومنهم من يراك أكثرهم شرًا وعدائية من أي كائن تدفعه غريزة البقاء وإزاحة الآخرين من طريقه. وأيضًا ستلتقي بمن يراك غليظ القلب، صعب المراس، وأقسى الناس فـي تعامل، وقد يراك أكثرهم لينًا ودودًا. إذن، أنت بين مفترق طريقين: إما أن تكون أجمل الناس، أو أسوأهم على الإطلاق.

وفـي رحلة الحياة، ستلتقي بمن يستنفذ كل الكلمات التي تعبر بها عن الجمال فـي وصفك خَلقًا وخُلقًا، وبمن لا يكف عن نقدك... وستلتقي بمن يمدحك ويمدح أفعالك ويسرد للآخرين كيف أنت تبدو على حقيقتك، وستعلم بمن لا يكف عن ذمّك فـي غيابك. فـي حياتك، ستلتقي بكل شخصية وعكسها، فلا تُبَالِ لكل ما يُقال عنك، فقط عليك أن تمضي فـي طريقك، ولكن لا تُغْمِض عينيك عن أخطائك تجاه الآخرين، اجعل صفحتك نقية بيضاء، سواء فـي أقوالك أو أفعالك. أما الأخطاء، فهي أمر لا دخل لك فـيه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوابون». أخرجه الترمذي وغيره.

الخلاصة التي أشار إليها العقلاء تحضنا على النظر بعمق من خلال بؤرة الثقة بالنفس، وعدم الحيرة فـي الأمر، والعلم بأن العيب فـيمن يعيب، وأن كل امرئ يرى الناس بعين طبعه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يفرض قيودًا مضاعفة على الطواقم القانونية التي تتابع الأسرى

رام الله - صفا أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضت قيودًا مشددة ومضاعفة على الطواقم القانونية التي تتابع أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، سواءً خلال الزيارات الميدانية أو أثناء جلسات المحاكم. وأوضحت الهيئة والنادي في بيان يوم الاثنين، أنه بالإضافة إلى القيود التي فرضها الاحتلال على المحامين منذ بدء الإبادة، فقد أبلغت إدارة السجون عددًا من المحامين، بمنعهم من نقل أي تحيات أو رسائل عائلية إلى المعتقلين. وأضافا أن إدارة السجون هددت باتخاذ إجراءات "عقابية" بحق أي محامٍ يحاول نقل رسائل من العائلات، سواء أثناء الزيارة أو خلال جلسات المحاكمة. وشددا على أن هذه الإجراءات تأتي في إطار مساعي الاحتلال إلى عزل الأسرى والمعتقلين عزلًا تامًا عن العالم الخارجي وعن عائلاتهم، في ظل استمرار منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارتهم، ومنع ذويهم من لقائهم منذ بدء حرب الإبادة. وأضاف البيان أنه في بداية الحرب، منع الاحتلال المحامين من زيارة الأسرى والمعتقلين، وبعد جهود حثيثة من المؤسسات المختصة، استؤنفت الزيارات، لكن مع استمرار عراقيل كبيرة. وأبرز هذه العراقيل: تعمد إدارة السجون إعلان حالة الطوارئ عند وصول المحامي إلى السجن بهدف إلغاء الزيارة، بعد أن يكون قد قطع مسافة طويلة، وهو ما تكرر مرات عديدة، إضافة إلى المماطلة في الرد على طلبات الزيارة، التي قد تمتد لأسبوعين أو أكثر، وأحيانًا لعدة أشهر، خصوصًا في حالة طلب زيارة الأسرى المحكومين بالمؤبد. كما أُبلغ عن تعرض الأسرى للاعتداءات والتهديدات قبل لقائهم بالمحامين أو بعد ذلك، إضافة إلى منع مجموعة من المحامين مؤخرًا من زيارتهم لعدة أشهر متواصلة. وأشار البيان إلى استمرار الاحتلال في ارتكاب جريمة الإخفاء القسري بحق عدد كبير من معتقلي غزة، من خلال منع الطواقم القانونية من الوصول إليهم. ونوه إلى أن محاولات المؤسسات الحقوقية خلال الأشهر الماضية، وبعد التعديلات التي طرأت على بعض اللوائح الخاصة بمعتقلي غزة، مكّنتها من زيارة العشرات منهم، لكن تحت إجراءات أمنية مشددة.

مقالات مشابهة

  • الرشيد: الدولار متاح في ثلاثة فروع خلال عطلة الأربعين
  • خالد الجندي: حببوا الشباب في صلاة الجمعة وهذه الآية رسالة لكل شيخ وداعية
  • 8 شهداء في غزة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم ثلاثة أطفال
  • متخصص يوضح كيفية منع الآخرين من إضافتك عبر جهات الاتصال..فيديو
  • خطر يهدد سلامتك وسلامة الآخرين.. «المرور» يحذر من الانشغال عن الطريق أثناء القيادة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أشجار الجنة التي نعيش فيها)
  • أشهر 6 أماكن لها في مصر .. الكنيسة تواصل صوم العذراء مريم
  • غزة – إجمالي عدد شاحنات المساعدات التي دخلت خلال الـ15 الماضية
  • الحياة تحتفى بذكرى الفنان الراحل نور الشريف
  • الاحتلال يفرض قيودًا مضاعفة على الطواقم القانونية التي تتابع الأسرى