روسيا – أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين أن الجانب الأمريكي يشارك بانتظام في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، لافتا إلى أن حضوره في الآونة الأخيرة بات يقتصر على وفود غير رسمية.

وقال بانكين اليوم الجمعة في تصريح للصحفيين: “كان الوفد الأمريكي في السابق الأكبر من حيث عدد المشاركين، أما اليوم فلا يزال حاضرا، لكن بصيغة غير رسمية، إذ أن السلطات الأمريكية لم تدع رسميا في السنوات الأخيرة”.

وأكد أن الأمريكيين يشاركون في المنتدى سنويا، ولكن على مستوى ممثلي قطاع الأعمال والشركات والشخصيات العامة.

وفي وقت سابق، أعلن بانكين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيشارك في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي سيعقد في يونيو المقبل.

ويعقد المنتدى في الفترة من 18 إلى 21 يونيو المقبل، وسيكون الموضوع الرئيسي للمنتدى هذا العام سيكون “القيم المشتركة – أساس النمو في عالم متعدد الأقطاب”.

وأكد ممثلو أكثر من 92 دولة ومنطقة مشاركتهم في المنتدى، وذلك قبل نحو شهرين من انعقاد الحدث الاقتصادي الكبير.

ومن المخطط أن تشارك غرفة التجارة الأمريكية في روسيا في البرنامج التجاري للمنتدى. إضافة إلى بعض الشركات الأمريكية، وفقا للجهة المنظمة للحدث مؤسسة “روسكونغرس” ما يعكس اهتماما واضحا بالحوار والتعاون المشترك” رغم التراجع في السنوات الأخيرة.

ويأتي انعقاد الحدث في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة، بما في ذلك الحاجة إلى تسريع الخطوات في التحول الرقمي ومكافحة التغيرات المناخية.

ويعد المنتدى منصة لمناقشة هذه القضايا ووضع حلول عملية لتكيف الاقتصاد العالمي مع الظروف الجديدة.

وتشارك مملكة البحرين في نسخة العام الجاري من المنتدى بصفة ضيف شرف.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

بوتين يفتح دفاتر الصراعات من منتدى سان بطرسبوغ

شهدت مدينة سانت بطرسبرغ الروسية نهاية الأسبوع الفائت حدثا اقتصاديا دوليا بارزا، تمثّل بانعقاد النسخة 28 من المنتدى الاقتصادي الدولي، الذي تحوّل منذ أعوام إلى منصة مركزية ترسم من خلالها موسكو ملامح رؤيتها لعالم ما بعد الأحادية القطبية. المنتدى انعقد بين 18 و21 حزيران/ يونيو في مركز "إكسبو فوروم"، تحت شعار عميق الدلالة: "القيم المشتركة- أساس النمو في عالم متعدد الأقطاب"، في إحالة مباشرة إلى النظام الدولي الجديد الذي تروّج له روسيا منذ بدء المواجهة المفتوحة مع الغرب.

استقطب المنتدى هذا العام أكثر من 20 ألف مشارك من نحو 140 دولة، بينهم رؤساء دول وحكومات، ومسؤولون اقتصاديون وماليون، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات كبرى ومؤسسات دولية وبنوك وصناديق استثمار. وقد تنوعت الفعاليات التي نُظّمت على مدى 4 أيام، لتشمل أكثر من 150 جلسة نقاشية، وحوارية وتخصصية، حملت كلها هدفا واحدا: بلورة رؤى عملية لنمو اقتصادي عالمي متوازن ومتنوع، قادر على التكيّف مع التحديات المعقدة التي يواجهها العالم.

توزعت فعاليات المنتدى على 5 محاور رئيسية: الاقتصاد العالمي، والاقتصاد الروسي، والإنسان في العالم الجديد، والاستدامة البيئية، والتكنولوجيا. وقد برز ضمن هذه المحاور تركيز واضح على التوجّهات الروسية نحو بناء شراكات استراتيجية مع دول الجنوب العالمي، سواء في آسيا أو أفريقيا أو أمريكا اللاتينية. وفي هذا السياق، نُظّمت 19 جلسة ثنائية بين روسيا وشركائها، من بينها لقاءات مع وفود رسمية من الصين، وإندونيسيا، وجنوب أفريقيا، والسعودية، الإمارات، وعدد من الدول الأفريقية، وكان لافتا حضور حكومة "طالبان" الأفغانية.

الجلسات ناقشت ملفات عدة من بينها الطاقة، التكنولوجيا، الأمن الغذائي، التمويل، النقل، وسلاسل الإمداد. من أبرز الجلسات التي لاقت اهتماما كبيرا كانت تلك التي حضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ألقى كلمة مطوّلة غلب عليها الطابع الاستراتيجي، مستعرضا فيها رؤيته لمجموعة من الملفات الدولية والاقتصادية،

في الملف الأوكراني، جدّد بوتين التأكيد على أنّ روسيا لا تسعى إلى استسلام كييف، بل إلى "الاعتراف بالواقع الجديد" الذي نشأ على الأرض، مؤكدا أنّ الحرب انطلقت بعد انقلاب كييف على اتفاقات مينسك. ورأى أنّ موسكو حاولت عبر تلك الاتفاقيات تفادي المواجهة، إلا أنّ الغرب وكييف تمسكا بخيارات الصدام.

ولفت بوتين في ردوده على أسئلة الصحافي اللبناني- الإماراتي نديم قطيش خلال جلسة الحوار الرئيسية في المنتدى والتي لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور الروسي، إلى أنّ الجيش يتقدّم على طول خط التماس مع أوكرانيا، وأنّ كييف فقدت أكثر من 76 ألف عنصر في منطقة كورسك وحدها، محذرا من أنّ استخدام قنبلة قذرة من قبل كييف سيكون "الخطأ الأخير".

أمّا في ما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، فبدا بوتين حذرا لا يريد التورط في أيّ تصريح حيال النزاع بين إسرائيل وإيران، فيُفهم منه أنّه تخلى عن طهران، فشدّد على أنّ إسرائيل تضم عددا كبيرا من الناطقين بالروسية، وأنّ التزاماته ثابتة تجاه إيران في المقابل، لا سيما في ما يخصّ برنامجها النووي السلمي وأمن المنشآت مثل مفاعل بوشهر.

أمّا في الشق الدولي، فدعا بوتين إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب، لا يخدم تكتلات بعينها بل "مصالح البشرية جمعاء"، مؤكدا أن روسيا والصين لا تفرضان نموذجا بديلا بل تسهمان في ولادة منظومة طبيعية جديدة، وأشار إلى أنّ موسكو "تدافع عن أمن كل دولة دون المساس بأمن أخرى"، منتقدا توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتجاهل مصالح روسيا الاستراتيجية.

اقتصاديا، رسم بوتين ملامح لما وصفه بـ"نمو متوازن ومستدام" للاقتصاد الروسي، مؤكدا أن الناتج المحلي ارتفع بنسبة 4 في المئة رغم العقوبات، وأن مساهمة النفط والغاز لم تعد مهيمنة كما في السابق. وسلّط الضوء على النجاحات في قطاع الزراعة والتكنولوجيا والصناعة، مشيرا إلى انخفاض البطالة إلى 7.2 في المئة، وتسجيل ما يقرب من 77 ألف علامة تجارية جديدة خلال عام 2024.

ودعا إلى تسريع استخدام الحلول الرقمية، وتعميم الروبل الرقمي، ودمج الصناعات الدفاعية بالقطاع المدني، معتبرا أن الاقتصاد الروسي لم يعد معتمدا على الموارد الطبيعية وحدها بل على "القدرة الابتكارية والإنتاجية". وفي إطاره الأوسع، شدد على ضرورة بناء نظام عالمي اقتصادي جديد خالٍ من "التلاعبات السياسية" و"مبادئ الاستعمار الجديد"، في إشارة إلى سعي روسيا لتكريس دورها داخل مجموعة بريكس، التي أشار إلى أنها باتت تنتج 40 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي، مقابل 20 في المئة فقط قبل أعوام قليلة.

مشاركة مملكة البحرين في المنتدى هذا العام كانت مميزة، فحلت "ضيف شرف" رسميّا على المنتدى، وقد مثّلها وفد رفيع المستوى برئاسة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، حيث شارك في الجلسة العامة إلى جانب بوتين وقادة آخرين، ووقّع على هامش المنتدى عددا من مذكرات التفاهم مع الجانب الروسي في مجالات الصناعة والسياحة والتبادل التجاري والصحافة. كما أسفرت هذه المشاركة عن نتائج ملموسة، منها تسجيل زيادة تقارب 15 في المئة في حجم التبادل التجاري والسياحي بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، في تأكيد على أن المنتدى لم يكن مجرد منصة خطابات، بل مساحة فعلية لتعزيز التعاون الثنائي.

في المقابل، برز الغياب اللبناني الرسمي بشكل لافت، إذ لم تُسجّل أيّ مشاركة حكومية مباشرة من بيروت، برغم توجيه دعوات عبر القنوات الدبلوماسية. واقتصر الحضور اللبناني على صحافيين وممثلي أحزاب لبّوا دعوات وجهتها السفارة الروسية في بيروت وقناة "روسيا اليوم". أما الجهات الرسمية، فقد غابت كليا، مما يعكس فجوة واضحة في انخراط لبنان في الفضاءات الاقتصادية العالمية، ويفوّت فرصا مهمة لإعادة تثبيت موقعه في تحولات النظام الدولي الجديد.

مقالات مشابهة

  • منتدى رجال الأعمال العُماني الجزائري يناقش جهود تعزيز الشراكات وآفاق التعاون الاقتصادي
  • منتدى في مراكش يناقش مدى احترام المقاولة لحقوق الإنسان
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يشارك بفعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بالصين
  • بوتين يفتح دفاتر الصراعات من منتدى سان بطرسبوغ
  • وزارة المواصلات تشارك في المنتدى الاقتصادي الدولي بمدينة سانت بطرسبورغ
  • “ المشاط” رئيسًا مُشاركًا لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي
  • مصدر صحفي: العدوان على إيران تنفيذ لخطة كلارك الأمريكية القديمة
  • الخارجية الروسية: لا يمكن التنبؤ بعواقب الهجوم الأمريكي على إيران
  • وزير الخارجية الإيراني: علينا الرد أولا على الضربات الأمريكية حتى نعود للمسار الدبلوماسي
  • الفروجية: "منتدى سانت بطرسبورغ" منصة استراتيجية للتعريف بالمقومات الاستثمارية في عُمان