يمانيون:
2025-06-16@10:00:08 GMT

مدري… لكن صواريخنا تعرف الطريق

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

مدري… لكن صواريخنا تعرف الطريق

فاطمة عبدالإله الشامي

لم تكن الضربات الأمريكية على الأعيان المدنية والأحياء السكنية في اليمن سوى علامة من علامات الإفلاس العسكري والسياسي والأخلاقي. قوةٌ عظمى لم تعد تملك من سلطان الهيبة إلا صواريخ حقد تُطلقها من بعيد، على منازل المدنيين، على المزارع، على الأطفال والنساء، هروبًا من مواجهة الإرادة اليمنية الصلبة التي ما انكسرت يوماً، ولن تنكسر.


الولايات المتحدة، ومن ورائها التحالف الغربي الصهيوني، راهنوا على أن الألم سيكسر العزم، وأن النار ستطفئ الموقف، وأن الدمار سيُرغم اليمن على الصمت. لكنّهم أغبياء التاريخ… لا يعرفون أن هذا الشعب لا يخضع، لا يساوم، لا يبيع، ولا يرفع الراية إلا في ساحة النصر. اليمن اليوم أكثر يقيناً بأن المعركة ليست معركة حدود، بل معركة مصير، معركة بين معسكر الحق ومعسكر الطغيان، معركة نكون فيها صوت فلسطين وصدى غزة ودرع القدس.
كلّما تساقطت القنابل على رؤوس المدنيين في الحديدة وصنعاء وتعز ومأرب، اشتد عزمُنا وتصاعدت ضرباتنا، واستعدّت صواريخنا الفرط صوتية للانطلاق. لم يكن ردّنا يوماً فعل انفعال، بل فعل وعي وقوة وتخطيط. رسائلنا العسكرية دقيقة، مدروسة، موجعة. والبداية لم تكن إلا تسخيناً. القادم أعظم، والأبعد تحت النيران.
المعركة التي نخوضها ليست عن اليمن فحسب، بل عن كرامة أمة، عن هوية مسلوبة، عن قبلة أولى تنتظر الفاتحين. لن تثنينا الضغوط، ولن توقفنا التهديدات. المسيّرات التي صنعتها أيادينا، والصواريخ التي نمّيها تحت الحصار، ستواصل عبورها للبحار والمحيطات، لتحيل سفن العدو إلى رماد، ولتُحرق الغطرسة في عقر دارها.
أما الحملة الأمريكية فهي حملة عمياء، ترتد على صانعيها. فكلما اشتدت، اتّسعت جبهتنا، وازداد الالتفاف الشعبي حول المعركة الكبرى. لم تفلح الحروب الناعمة، فجاءوا بالحرب المباشرة، لكنهم سيخرجون منها أذلاء، مدحورين، كما خرجوا من قبل، وكما يخرجون من كل ساحة يقف فيها الأحرار.
وإن كانت الصواريخ الأمريكية تُسقط البيوت، فإنها تسقط معها ما تبقى من أقنعة الغرب المتحضّر. أي حضارة تلك التي تستبيح طفلاً ينام على وسادته؟ أي قانون دولي يُجيز ضرب شعوب من أجل أن تصمت عن نصرة شعبٍ آخر يُذبح في وضح النهار؟
لكننا لن نصمت. لن نخذل فلسطين. لن نترك غزة وحدها. لن نساوم على قدسنا، ولن نقايض دماء أطفالنا بشعارات زائفة. نحن هنا على العهد، على الجبهات، على خطوط النار. وكلما سقط شهيد، وُلد ألف مقاتل. وكلما تهدمت دار، شُيّد ألف خندق.
وفي هذه المرحلة الحساسة، الحس الأمني هو واجب وطني وعسكري مقدّس. فالمعلومة اليوم قذيفة، والكلمة قد تكون خيانة، والصمت درع. ولذا، فليكن شعار الجميع في كل موقع، في كل شارع، في كل مجلس: «مدري». لا تسهّلوا للعدو عمله. لا تفتحوا له عيونًا في الداخل. لا تسمحوا للفضول أن يتحول إلى ثغرة. حين يُسأل أحد عن موقع ضربة، عن توقيت، عن خسائر، عن تجهيزات، فليقل: مدري.
«مدري» ليست جهلاً، بل دهاء. ليست ضعفاً، بل وعي قتالي. بهذه الكلمة، نجعل العدو أعمى، أخرس، مشلولاً أمام ضرباتنا، متخبطاً في تقديراته، غارقاً في ظنونه.
الحرب الآن ليست فقط بالسلاح، بل بالعقل، والوعي، والانضباط. ونحن على كل الجبهات حاضرون، مدجّجون بالإيمان، والإرادة، والسلاح… وعين الله ترعانا، وعدالة القضية تحرسنا، وزئير الميدان يبشّر بنصر قريب، «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى».

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ما بعد بارس الجنوبي: هل بدأ نقل المعركة من إيران إلى الخليج؟

حقل غاز بارس الجنوبي في إيران (وكالات)

في تطوّر يُنذر بانفجار أوسع في المنطقة، اتهمت إيران إسرائيل بتوسيع رقعة المواجهة العسكرية، بعد استهداف مصفاة الغاز في حقل بارس الجنوبي المشترك مع قطر، في ضربة وصفتها طهران بأنها "خطوة بالغة الخطورة".

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم، إن الضربة الجوية التي نُفذت أمس بطائرة مسيّرة إسرائيلية ضد "القسم 14" من الحقل الضخم، لم تكن مجرّد عملية عسكرية معزولة، بل محاولة متعمدة لنقل الحرب إلى قلب الخليج العربي.

اقرأ أيضاً طهران تكسر الصمت: هذا هو الثمن لإسكات صواريخنا باتجاه إسرائيل 15 يونيو، 2025 ضربة من الداخل: الكشف عن طريقة تسلل الموساد إلى إيران في أول يوم للهجمات 15 يونيو، 2025

"إنها محاولة لتوسيع ساحة المعركة خارج حدود إيران... خطأ استراتيجي قد يُشعل المنطقة بالكامل"، صرّح عراقجي، محذّرًا من أن استهداف منشآت الطاقة الحساسة في الخليج قد يفتح أبواب التصعيد الإقليمي على مصراعيها.

الحقل الذي تعرض للاستهداف يُعد من أكبر حقول الغاز في العالم، وتتقاسمه إيران وقطر. واستهداف بنيته التحتية قد لا يحمل أبعادًا عسكرية فقط، بل رسالة اقتصادية وجيوسياسية خطيرة، بحسب مراقبين.

الهجوم أسفر عن اندلاع حريق داخل المصفاة، دون أن تعلن طهران عن تفاصيل الخسائر أو الرد المتوقع. ومع ذلك، تعتبر طهران أن استهداف منشأة في هذا الموقع بالتحديد يمثّل تجاوزًا خطيرًا لقواعد الاشتباك.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن شركة رافائيل التي أعلنت إيران تدميرها في إسرائيل؟
  • الحرب ليست لعبة صراع الجبابرة
  • من طهران إلى تل أبيب.. معركة السيادة في زمن الهيمنة
  • ما بعد بارس الجنوبي: هل بدأ نقل المعركة من إيران إلى الخليج؟
  • طهران تكسر الصمت: هذا هو الثمن لإسكات صواريخنا باتجاه إسرائيل
  • الجيش الإيراني: إسرائيل عاجزة عن اعتراض صواريخنا
  • تقرير إسرائيلي: رفح مُحيت وهي ليست المدينة الوحيدة التي أبادها الجيش
  • مصدر يكشف طبيعة الأصوات التي سمعت في العراق: ليست قصفا
  • للرد على الاحتلال الإسرائيلي.. تعرف على الأسلحة التي تملكها إيران في ترسانتها
  • إمام جمعة النجف بالبندقية على المنبر: سنقف مع إيران في معركة علي وخيبر