دبي - وام

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، افتتحت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، فعاليات الدورة الحادية والعشرين من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد 2025»، الذي يُعقد لمدة ثلاثة أيام في مركز دبي التجاري العالمي.

ويجمع الحدث كبار صنّاع القرار من المنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة، والمؤسسات الخيرية، والهيئات الحكومية، إضافة إلى مزودي خدمات الإغاثة والتعليم وإعادة الإعمار من القطاع الخاص، بهدف معالجة احتياجات الشعوب والدول المتأثرة بالأزمات والكوارث الطبيعية، وذلك تحت عنوان «التنمية والمساعدات الإنسانية في عالم تسوده الانقسامات».

وعقب الافتتاح، قامت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بجولة في المعرض، بحضور عدد من السفراء ورؤساء الوفود المشاركة وممثلي المنظمات الدولية.

منصة عالمية رائدة للحوار

وقال السفير الدكتور عبد السلام المدني، رئيس منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة ورئيس «ديساب»، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط لدى دول مجلس التعاون الخليجي: «يواصل»ديهاد«ترسيخ مكانته منصة عالمية رائدة للحوار والتعاون والعمل الإنساني في عالم تزداد فيه الانقسامات والأزمات، حيث يجب أن تكون جهودنا مدفوعة بمبادئ الوحدة والابتكار والاستدامة؛ فالشراكات التي تتخطى الحدود والقطاعات هي الوحيدة القادرة على تقديم حلول إنسانية فعّالة ومستدامة».

وأضاف:«يعبر معرض ومؤتمر ديهاد عن الالتزام الثابت لقيادتنا الرشيدة بتجسيد رسالة دولة الإمارات الإنسانية وهويتها وقيمها في العالم عبر مبادراتها التي تمتد من العمل الخيري والإغاثي إلى دعم المناطق المتضررة وتحسين حياة المجتمعات الأكثر احتياجاً».

ابتكار استراتيجيات قابلة للتنفيذ

وأكد أن «ديهاد» يواصل التزامه بجمع الأطراف الفاعلة من الحكومات والمنظمات الدولية وقادة القطاع الخاص والمجتمع المدني، من أجل ابتكار استراتيجيات عملية قابلة للتنفيذ تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمجتمعات المتضررة.

وفي كلمته خلال افتتاح الحدث، قال سعادة أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: «يمثل»ديهاد«منصة عالمية تجمع نخبة من صنّاع القرار والمنظمات الإنسانية والخبراء من مختلف أنحاء العالم، لتعزيز التعاون الإنساني المشترك والبحث عن حلول واقعية للتحديات التي تواجه المجتمعات المتضررة. كما أن انعقاد المؤتمر في دبي، مدينة التسامح والإنسانية، يعكس رؤية قيادتنا الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء وإبراز الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الجهود الإنسانية والتنموية على الصعيدين الإقليمي والعالمي».

دعائم العمل الإنساني

وأضاف: «لقد أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، دعائم العمل الإنساني والتنموي في الدولة، واستمرت مسيرة العطاء في ظل القيادة الرشيدة مما جعل الإمارات منارة للخير والسلام».

وخلال حفل الافتتاح، تم منح جائزة أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2025 إلى كيت فوربس، رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وذلك تقديراً لجهودها المتميزة ومساهماتها البارزة في دعم الجهود الإنسانية ودفع مبادرات الإغاثة حول العالم.

وتعد الجائزة من الجوائز الرفيعة في مجال الإغاثة الإنسانية العالمية، حيث تُمنح من قبل المجلس الاستشاري العلمي العالمي لديهاد «ديساب»، تقديراً للشخصيات والقيادات العالمية التي تؤدي دوراً بارزاً في دعم المحتاجين وتعزيز الجهود الإنسانية حول العالم.

وفي هذه المناسبة، قالت كيت فوربس:«نجتمع هذا العام لمواجهة تحديات عالمية ملحّة ومعقدة، ونحتفي أيضاً بالذكرى الستين للمبادئ الأساسية لحركتنا الإنسانية. إذ أن هذه المبادئ ليست ثابتة، بل تطورت مع مرور الوقت لتوجهنا في التعامل مع المستجدات العالمية، حيث إن المبادئ الإنسانية تتطلب أكثر من مجرد تأكيد نظري؛ وبحاجة إلى تحرك عملي للحفاظ عليها».

بدورها أعربت السفيرة باتريشيا دانزي، المدير العام للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، عن اعتزازها بمشاركة سويسرا كضيف شرف دورة «ديهاد 2025».. وقالت: «يُشرفنا أن تكون سويسرا ضيف الشرف لهذا الحدث الإنساني العالمي الذي يشكل منصة تجمع قادة العالم والعاملين في المجال الإنساني لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة. إن التعاون الدولي والعمل المحلي عنصران لا بديل عنهما لمعالجة هذه التحديات. وستظل المجتمعات الأكثر هشاشة محور تركيزنا الأساسي عندما نبحث عن حلول مستقبلية».

وأضافت: «تتمتع سويسرا بإرث إنساني عريق، وتواصل التزامها بإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة بالتعاون مع شركائها حول العالم».

5 ركائز استرتيجية

وخلال الافتتاح، أعلن المهندس خالد العطار، المدير العام لمنظمة ديهاد الإنسانية المستدامة، عن إطلاق «أجندة ديهاد 2044»، والتي تقوم على خمس ركائز استراتيجية تتمثل بالاستدامة والتمكين والشراكة والتعليم والابتكار.

وقال: «تعزز»أجندة ديهاد 2044«التزامنا برسم مستقبل العمل الإنساني والتنمية والإغاثة للأعوام العشرين المقبلة، كما ترسخ مكانة»ديهاد«كأكبر حدث سنوي في هذا المجال، حيث سيجمع أكثر من 500,000 من العاملين في الشأن الإنساني من أكثر من 190 دولة بحلول عام 2044».

وأضاف: «لقد أصبح»ديهاد«مركزاً عالمياً للتعاون والشراكات، حيث نعمل على تعزيز التعاون عبر الحدود والقطاعات المختلفة. ويتم تنفيذ نحو 50% من مبادراتنا بالتعاون مع الفاعلين المحليين، ما يعكس التزامنا بمبدأ التوطين وتمكين المجتمعات».

ومن المتوقع أن يستقطب «ديهاد 2025» أكثر من 18,000 مشارك وزائر من 160 دولة خلال أيامه الثلاثة، بمشاركة أكثر من 1,063 منظمة معنية بالشأن الإنساني، و138 من وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية، بالإضافة إلى 131 متحدثاً من كبار الخبراء في المجال الإنساني. كما يطرح المؤتمر موضوعات حيوية عبر 64 جلسة رئيسية و197 ورشة عمل متخصصة.

وتُعقد فعاليات معرض ومؤتمر «ديهاد» بالتوازي مع فعاليات الدورة الـ 16 من المؤتمر والمعرض الدولي لإدارة الكوارث والطوارئ – IECM 2025، الذي يشكل منصة لعرض أحدث المعدات والخدمات الخاصة بإدارة الأزمات أمام جمهور متخصص.

ويشهد معرض ومؤتمر «ديهاد» إطلاق منصتين أساسيتين وهما منصة «ديهاد» للحكومات التي تجمع قادة الحكومات وصناع السياسات لرسم مستقبل الدبلوماسية الإنسانية. ومنصة «ديهاد» للشراكات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين المنظمات الإنسانية والحكومات والمؤسسات الخيرية ومزودي الخدمات لتحقيق تأثير ملموس ومستدام.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول أيضاً عقد اجتماع الطاولة المستديرة رفيع المستوى الذي استضافته منظمة «ديهاد» الإنسانية المستدامة ووكالة الإمارات للمساعدات الدولية، بحضور مسؤولين كبار وخبراء إنسانيين لبحث تعزيز التعاون الدولي واستكشاف حلول مبتكرة لدعم المناطق المتأثرة بالأزمات.

الشباب الإماراتي ودورهم في العمل التطوعي

كما عُقد اجتماع مجلس شباب الإمارات للعمل الإنساني تحت شعار «الشباب الإماراتي ودورهم في العمل التطوعي الإنساني خلال الأزمات»، حيث تم تسليط الضوء على دور الشباب الإماراتي في جهود الإغاثة والاستجابة للأزمات.

يذكر أن معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» حدث سنوي تنظمه «إندكس» لتنظيم المؤتمرات والمعارض - عضو في إندكس القابضة، ويأتي بدعم من وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، والأمم المتحدة، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ودبي الإنسانية، ويحظى برعاية مؤسسة «دي بي ورلد» الخيرية، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وجمعية دبي الخيرية، وخدمات أمازون ويب (AWS)، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية – IHH، ومؤسسة الخير.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات معارض محمد بن راشد الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد محمد بن راشد آل مکتوم العمل الإنسانی معرض ومؤتمر أکثر من

إقرأ أيضاً:

القرقاوي: محمد بن راشد قائد إنسان ونموذج للصرامة والرحمة

دبي: محمد نعمان

أكد محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «قائد إنسان» ونموذج فريد في الجمع بين الصرامة في الإنجاز والرحمة في العطاء.

جاء ذلك خلال فعالية نظمها مقر المؤثرين لدعم صناع المحتوى الإنساني الهادف، بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركة «ميتا».

نموذج حضاري

قال القرقاوي: «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنجز مبادرات إنسانية بعشرات المليارات، في إفريقيا وفي الوطن العربي، وأعاد تشكيل صورة منطقتنا أمام العالم، من عالم يُنظر إليه على أنه متخلف إلى نموذج حضاري عالمي في النظافة والأمن وسرعة الإنجاز والتعامل الإنساني الراقي».

وأضاف أن سموه لا يكتفي بإدارة الحكومة، بل يصنع الأمل، ولفت إلى أن من يطالع مشروع تحدي القراءة العربي، الذي شارك فيه هذا العام أكثر من ثلاثين مليون طالب عربي، يدرك عمق التأثير الثقافي والإنساني لرؤية سموه، ويعرف كيف تُبنى أمة من خلال طفل يقرأ.

وفي رده على سؤال حول بداية مسيرته مع العمل الإنساني، قال إن العمل الإنساني شكّل جزءاً أساسياً من مسيرتي الشخصية والمهنية، مشيراً إلى أن لحظة واحدة كانت كفيلة بأن تعيد تشكيل نظرته للحياة ومسؤولياته تجاه المجتمع.

وتابع: «لم أكن أتوقع يوماً أن أعمل مع أصحاب الهمم، لكن موقفاً بسيطاً غيّر حياتي بالكامل. كنت حينها مديراً للترخيص في إدارة التنمية الاقتصادية، وبدأت بمبادرة شخصية، تشغيل عدد من شباب أصحاب الهمم. ذات يوم، حضرتُ مباراة لكرة القدم في نادي دبي للمعاقين، ولا تزال في ذاكرتي صورة شاب يزحف على الأرض ليشارك في اللعب، بإصرار يفوق الوصف، تلك اللحظة غيّرتني إلى الأبد».

الشرارة الأولى

أشار القرقاوي إلى أن هذا الموقف كان الشرارة الأولى لانخراطه في العمل الإنساني المنظم، حيث انضم بعدها إلى نادي دبي للمعاقين كنائب لرئيس مجلس الإدارة، وبدأ رحلته في دعم فئات المجتمع الأكثر احتياجاً، ومنها تأسيس مركز دبي للتوحد، والمشاركة في مبادرات إنسانية وطنية كبرى مثل مبادرة «المليار وجبة»، وسقيا الإمارات، ومشاريع التعليم وغيرها من المبادرات التي وصلت إلى ملايين البشر، وكل منها تحمل قيمة ورسالة تتجاوز حدود الأرقام.

وأضاف: «جزء كبير من نجاحي في الحياة يعود إلى ارتباطي الدائم برسالة إنسانية. العمل الخيري ليس عملاً جانبياً، بل هو قيمة أساسية في حياة الإنسان. كل شخص يحتاج إلى رسالة يعيش من أجلها، وإذا لم تكن لديك رسالة فأنت تعيش على هامش الحياة.

وأشار القرقاوي، إلى أن العمل الإنساني لا يمكن فصله عن الأخلاق، مشيراً إلى أن العالم العربي بحاجة إلى ترسيخ هذه القيم في كل تفاصيل الحياة. العمل الإنساني ليس مجرد فعل، بل هو منظومة أخلاقية، وأكسجين يومي يثبت أنك حي بمعنى الإنسانية».

أهداف إنسانية

تأتي هذه الفعالية ضمن برنامج «صناع المحتوى الهادف» الذي أطلقه مقر المؤثرين بالتعاون مع شركة «ميتا»، بهدف التعاون مع صناع محتوى من منطقة الشرق الأوسط ممن يكرّسون أعمالهم الرقمية لأهداف إنسانية ومجتمعية نبيلة، حيث يسعى البرنامج لدعم المبدعين وأصحاب الأفكار الخلاقة وتمكينهم من صناعة محتوى هادف، وفق أعلى المعايير العالمية.

وتسلط الفعالية الضوء على الدور الإنساني لصناع المحتوى في المنطقة، وقدرتهم على دعم الجهود الإنسانية في مناطق عدة حول العالم، وتشجيع المهتمين بالعمل الإنساني على تقديم مساهمات مادية.

وقال الدكتور خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي: «تجسّد شراكتنا الإنسانية مع دولة الإمارات نهجاً مشتركاً والتزاماً إنسانياً راسخاً في سبيل تقديم الدعم للنازحين».

وأضاف أن العالم يواجه تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية متزايدة، وتعرض فجوة التمويل سلامة ملايين الأشخاص للخطر، مما يضطرنا لاتخاذ قرارات صعبة، كتأجيل أو تقليص الخدمات الحيوية، أو البحث عن حلول بديلة.

مقالات مشابهة

  • لطيفة بنت محمد: محمد بن راشد مصدر قوتي وملهمي
  • القرقاوي: محمد بن راشد قائد إنسان ونموذج للصرامة والرحمة
  • جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة والصين تشارك في ⁧‫ معرض بكين الدولي للكتاب 2025‬⁩
  • الإمارات.. منظومة «الذكاء الاصطناعي» تدخل قلب صناعة القرار الحكومي
  • محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
  • وزارة جديدة للتجارة الخارجية.. محمد بن راشد يعلن بعض التغييرات في حكومة الإمارات
  • بعد التشاور واعتماد محمد بن زايد.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
  • محمد بن راشد في رسالة من الإمارات للعالم: التنمية مفتاح الاستقرار.. والاقتصاد أهم سياسة
  • محمد بن راشد: 45 مليار دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للإمارات في 2024 بنمو 48%
  • محمد بن راشد: محمد بن زايد رسم أجندة تنموية واضحة..ولدينا شعب ملتف حول قيادته