ممثل يهودي أرجنتيني: يتهمونني بمعاداة السامية لدفاعي عن غزة
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
أعرب الممثل اليهودي الأرجنتيني نورمان بريسكي، عن إدانته لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، موضحا أنه يتعرض للاتهام بمعاداة السامية كلما دافع عن القيم الإنسانية.
وفي مقابلة مع الأناضول بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، استعرض بريسكي ردود الفعل التي تلقاها عقب تصريحاته المنتقدة للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة خلال حفل توزيع جوائز "مارتن فييرو السينمائية" في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، مشيرا إلى أن معظم تلك الردود كانت "إيجابية".
وأوضح بريسكي أنه قرر القول في الحفل إن "غزة لن تُهزم أبدا"، عقب إبلاغه بنيله جائزتين، مؤكدا أنه "لو حصلت على الجائزة من جديد، فلن أتردد في تكرار العبارة نفسها".
وتُعد ليلة توزيع جوائز "مارتن فييرو السينمائية" التي تنظمها هيئة الإذاعة والتلفزيون الأرجنتينية، الحدث الأبرز في مجال الجوائز السينمائية بالبلاد.
وخاطب بريكسي الجمهور خلال حفل أكتوبر مؤكدا أن غزة لن تُهزم، وأشار إلى أن التصفيق لا يهمه بقدر شعوره العميق بالدفاع عن شعب يُقتل.
وقال بريسكي إنه لم يُفاجأ بتجدد العدوان على غزة، معتبرا أن من يطالب بالسلام ثم يقتل الأطفال ويقصف شعبا بأكمله بوحشية، يضع الجميع أمام مسؤولية إنسانية.
إعلانوعبّر عن رفضه لاتهامه بمعاداة السامية عند الدفاع عن القيم الإنسانية، مؤكدا أن ما يجري في غزة يجب أن يُنظر إليه من منظور إنساني لا ديني، داعيا إلى تجاوز الخطاب الذي يُحمّل حركة حماس مسؤولية الحرب.
كما أوضح بريسكي أن تضامنه مع غزة منحه شعورا عميقا بالفرح لما لمسه من دعم شعبي، مشيرا إلى أن لقاءه بالناس وتفاعلهم الإنساني معه يعزز لديه مشاعر الأخوة.
وأضاف أن مواقفه رغم معارضة بعض المقربين منه، تبقى مصدر فخر وشرف، مؤكدا أن الدفاع عن شعب شريف يستحق كل تضحية.
وانتقد بريسكي التناقضات في الولايات المتحدة، حيث يُعاقب طلاب الجامعات على احتجاجاتهم الداعمة لغزة، في انتهاك لحرية التعبير.
وأكد أن السياسات الإسرائيلية القائمة على الفصل العنصري تعرقل أي تقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما أشاد بمواقف الأمم المتحدة المنتقدة لإسرائيل، واعتبر مذكرة توقيف المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجسيدا للإدانات الدولية المتواصلة.
وقال إنه لا يمكن البقاء صامتين أمام ما وصفه بانتهاكات الولايات المتحدة وإسرائيل، متهما تل أبيب باستغلال الفرصة العسكرية لتوسيع مخططاتها الاستيطانية.
وأكد أهمية نقل الحقيقة بشفافية وتسميتها دون مواربة، مشيرا إلى وضوح الأدلة والأحداث أمام أنظار العالم.
ودعا إلى تعزيز الروابط الإنسانية للدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي وصفه بالرائع والصامد.
ورأى أن استئناف إسرائيل لهجماتها على غزة رغم التهدئة يعد "استمرارا لسياسة الإبادة الجماعية"، مشككا في إمكانية التوصل إلى أي اتفاق في الوقت الراهن.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيه البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
إعلانوفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت (2022-2024)، بتهمتي ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب" في غزة.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة أوقعت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، إضافة إلى دمار واسع ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
«حشد»: الاحتلال يرتكب جرائم حرب ضد الكوادر الإنسانية في غزة ووثقنا سقوط آلاف الضحايا
أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) مذكرة إحاطة عاجلة، وُجّهت إلى عدد من الجهات الدولية والإقليمية، من بينها الأمين العام للأمم المتحدة، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الأفريقي، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، ومحكمة الجنايات الدولية، وذلك للتحذير من الجرائم الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق العاملين في المجال الإنساني بقطاع غزة منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023.
وأكدت الهيئة أن استهداف الكوادر الإنسانية يشكل انتهاكًا صارخًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، ويقوّض قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدة اللازمة للفلسطينيين، الأمر الذي يؤدي إلى تعميق الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
انتهاكات موثقة: آلاف الضحايا من العاملين الإنسانيين
رصدت الهيئة مقتل ما لا يقل عن 2000 عامل في المجال الإنساني، من ضمنهم الطواقم الطبية والدفاع المدني وموظفو وكالة الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي. وأكدت أن هذا التصعيد دفع العديد من المؤسسات إلى تعليق أنشطتها، حرصًا على سلامة طواقمها.
وشملت الاعتداءات:
استشهاد 1، 580 من الكوادر الطبية، واعتقال وتعذيب 362 منهم، من بينهم مدير مستشفى كمال عدوان.
إعدام 3 أطباء داخل سجون الاحتلال، أبرزهم الدكتور عدنان البرش، رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء.
تدمير أكثر من 160 مرفقًا طبيًا، واستهداف 144 سيارة إسعاف، مما أخرجها عن الخدمة.
استشهاد 115 من طواقم الدفاع المدني، واعتقال 26 عنصرًا، واستهداف 54 مركبة.
إعدام ميداني لـ 12 مسعفًا من الدفاع المدني والهلال الأحمر في رفح، رغم ارتدائهم الزي الرسمي ووجود إشارات الحماية الدولية.
استشهاد 295 موظفًا من الأونروا، وتضرر ثلثي منشآت الوكالة، ووقوع 650 حادثة استهداف، أدت لاستشهاد 745 شخصًا داخل ملاجئ تابعة للأمم المتحدة.
اعتقال 20 موظفًا أمميًا وسط شهادات موثقة عن تعرضهم لتعذيب ممنهج.
استشهاد 7 من موظفي منظمة “المطبخ المركزي العالمي”، التي كانت تقدم 170 ألف وجبة يوميًا قبل أن تتوقف بسبب نقص الإمدادات.
استشهاد 125 مدنيًا وإصابة 736 آخرين منذ بدء تشغيل مراكز المساعدات المدعومة من الاحتلال والولايات المتحدة، والتي تحوّلت إلى نقاط قتل جماعي للمدنيين الباحثين عن الغذاء.
انتهاك صارخ للقانون الدولي
أشارت الهيئة إلى أن ما يحدث يمثل خروقات فادحة لعدد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، من أبرزها:
اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، وبروتوكولاتها الإضافية.
اتفاقية سلامة موظفي الأمم المتحدة لعام 1994.
نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي يجرّم استهداف العاملين في المهام الطبية والإنسانية.
قواعد القانون الدولي العرفي التي تحظر استهداف المدنيين والمرافق الإنسانية.
وأكدت الهيئة، أن الاحتلال تجاهل التنسيق المسبق مع الصليب الأحمر بشأن مواقع الفرق الإنسانية، وعمد إلى تأخير وصول المساعدات أو منعها بالكامل، وهو ما يُعد عرقلة متعمدة للعمل الإغاثي.
مطالب عاجلة للمجتمع الدولي
في ختام المذكرة، دعت “حشد” المجتمع الدولي إلى:
التحرك الفوري لوقف الجرائم المرتكبة بحق العاملين الإنسانيين، وضمان احترام القانون الدولي.
توفير حماية دولية عاجلة للطواقم العاملة في غزة عبر آليات رقابة ميدانية.
فتح تحقيق دولي شفاف في جرائم الاستهداف، وإحالة المسؤولين عنها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
تشكيل لجنة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة لتوثيق الانتهاكات بحق العاملين في القطاع الإنساني.
وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل طالما تُستخدم في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين والطواقم الإنسانية.
وختم الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة، بقوله: «العاملون في المجال الإنساني هم الضمير الحي، واستهدافهم هو استهداف مباشر للقيم التي يقوم عليها القانون الدولي. الصمت على هذه الجرائم جريمة بحد ذاتها، مطالباً بالتحرك لوقف حرب الابادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الانسانية وحماية العاملين في المجال الانساني».