أبوظبي- الرؤية

في مجلس ليالي الشعر بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، ووسط حشد من الأطفال، أعادت سلامة المزروعي إحياء تقليد "الخراريف"، أحد أقدم فنون الحكي في الموروث الشعبي الإماراتي.

وفي مجلس يحاكي المجالس الإماراتية التقليدية، جلست المزروعي بلباسها التراثي الأصيل، مرتدية البرقع لتروي قصصاً من الماضي القريب، بأسلوب شائق استحضر ذاكرة الجدات، وأعاد الأطفال إلى أجواء الحكاية الأولى.

وقدّمت المزروعي شخصيات خرافية شهيرة في التراث المحلي، أبرزها "أم دويس"، بأسلوب سردي تفاعلي أثار حماسة الصغار، الذين لم يكونوا مجرد مستمعين، بل شاركوا في نقاشات وأسئلة حول مغزى الحكاية، وأسباب ما تعرّض له أبطال القصص من خطر. وكان الأطفال يتسابقون للإجابة: "لأنهم لم يستمعوا إلى نصائح أهاليهم"، ما يُكرّس في أذهانهم قيمة طاعة الوالدين، ويزرع في نفوسهم أولى بذور الحكمة والسلوك القويم.

وتقول المزروعي: "الخراريف ليست مجرد تسلية، بل وسيلة تربوية استخدمها الأجداد لتعليم أبنائهم السنع، والكلمات التراثية، وقيم الحياة". وأشارت إلى أن هذه القصص نُقلت شفاهياً بين الأجيال، وشكّلت جزءاً من الذاكرة الثقافية التي تحمل في طيّاتها اللغة، والتاريخ، والهوية. وأضافت: "نحن نروي الخراريف اليوم لنحافظ على لهجتنا، ونُبقي تراثنا حيًّا في وجدان الصغار والكبار".

وتُعرف المزروعي بأسلوبها الخاص في التفاعل مع الأطفال، إذ تعتمد على قراءة شخصياتهم وتقديم القصص بما يناسب ميولهم. تقول: "أحرص على كسر حاجز الخجل لدى بعض الأطفال، وأشجعهم على التفاعل والمشاركة، مما يجعل التجربة تعليمية وترفيهية في آن معًا".

ويأتي تنظيم فعالية الخراريف ضمن أنشطة هيئة أبوظبي للتراث، التي تتبنى هذا المشروع الثقافي الحي، وقد نجح في استقطاب جمهور واسع من الأطفال الذين يطلبون يوميًا المزيد من القصص، على الرغم من أن البرنامج يحدد سرد خروفتين في اليوم. وتقول المزروعي: "في كثير من الأحيان أستمر في الحكاية طيلة اليوم، وهناك من يتابعني عبر يوتيوب ويزورني في المعرض ليستمع إليّ مباشرة". ويُذكر أن المزروعي بدأت رواية الخراريف عبر الإنترنت منذ العام 2014 من خلال برنامج على قناة "بينونة"، لتتحول بعد ذلك إلى واحدة من أبرز الأصوات المعنية بإحياء فن الحكاية الإماراتية، ونقلها للأجيال الجديدة بأسلوب ينبض بالحياة والحنين والتراث.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأردن يستضيف أول معرض عربي للطوابع

صراحة نيوز -أعلن البريد الأردني عن تنظيم معرض طوابع البريد العربي لأول مرة في المملكة، تحت رعاية سمو الأميرة عالية بنت الحسين، خلال الفترة من 12 إلى 14 حزيران 2025، في مبنى دائرة المكتبة الوطنية.

ويأتي المعرض بمبادرة من جامعة الدول العربية، بمشاركة تسع دول عربية تمثل هيئاتها البريدية، إضافة إلى مجموعة من هواة جمع الطوابع والمهتمين بالشأن البريدي.

ويُعد المعرض منصة ثقافية مهمة لتعزيز التعاون العربي المشترك، والتعرف على تنوع الثقافات من خلال الطوابع البريدية التي تحمل طابعًا فنيًا وتاريخيًا يوثق أبرز الأحداث والشخصيات والمعالم في مختلف الدول.

كما يشكل الحدث فرصة لتسليط الضوء على مكانة الأردن في تنظيم المعارض النوعية واستقطاب الزوار والخبراء من داخل المنطقة وخارجها، مما يرسخ دوره الثقافي في المشهد الإقليمي.

وتحظى الطوابع البريدية بأهمية خاصة باعتبارها سجلًا تاريخيًا موثقًا لمراحل سياسية واجتماعية وثقافية، كما أنها تمثل هواية وتجارة لملايين الأشخاص حول العالم، وتُعد وسيلة مرئية تسرد قصة الدولة وإنجازاتها منذ التأسيس حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • خبير في الشأن الدولي: زيلينسكي لا يتصرف اليوم كرئيس دولة بل كرئيس “عصابة”
  • الأردن يستضيف أول معرض عربي للطوابع
  • القصص القرآني في ذي الحجة.. مشروع نهضة من منبر السيد القائد
  • أحمد آدم وتامر عبد المنعم: سر الـ 3 سنين تحايل و رفض.. إيه الحكاية؟!
  • بهجة العيد.. مدير الرعاية الصحية بالأقصر يشارك الأطفال فرحتهم بالهدايا في مستشفى الكرنك والمجمع الطبي الدولي
  • بالتفاصيل.. مشروع «إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية» ضمن القائمة القصيرة لجائزة الآغا خان 2025
  • قبسات من نور المحاضرة السادسة للسيد القائد «دروس من القصص القرآني»
  • «اللوفر أبوظبي».. 3 معارض استثنائية تحتفي بالإرث التاريخي المشترك
  • الأمين العام للأمم المتحدة يحث قادة العالم على إحياء الجهود لحل الدولتين
  • الأوقاف في اليوم العالمي لضحايا العدوان على الأطفال: غزة شاهد حي على وحشية الاحتلال