يرى الكاتب الأميركي جوشوا كيتينغ أن الخطر الخفي في الحرب التجارية التي يشنها الرئيس دونالد ترامب عبر فرضه الرسوم أو التعريفات الجمركية على عدد من البلدان يمكن أن تزيد من احتمال نشوب حرب فعلية.

وأضاف -في مقال له بموقع فوكس الأميركي- أنه في عام 1940، بدأت الولايات المتحدة -القلقة من غزو اليابان الإمبراطورية للصين وتحالفها المتزايد مع ألمانيا النازية- في فرض قيود متصاعدة على صادرات المواد الخام التي تحتاجها اليابان عسكريا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: نتنياهو يتبنى خطاب سموتريتش ويتجه لتوسيع الحربlist 2 of 2واشنطن بوست: تنسيق والتز مع نتنياهو أغضب ترامب فأقالهend of list

وانتهى الأمر بتجميد شامل للأصول اليابانية في الولايات المتحدة الأميركية وفرض حظر على صادرات النفط. وكانت واشنطن تأمل أن يدفع ذلك اليابان، التي تعتمد بشكل كبير على استيراد الطاقة، إلى تقليص طموحاتها العسكرية.

بيرل هاربر

لكن اليابان التي استوعبت أن الحرب مع الولايات المتحدة لا مفر منها -لأسباب متعددة- ردّت بهجوم على الأسطول الأميركي في بيرل هاربر.

وبحسب الكاتب "فنحن لسنا في ذلك الوضع بعد، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن الحرب التجارية بين أكبر قوتين في العالم تحدث وسط تصاعد التوتر العسكري".

وشرح ذلك بقوله إنه في الوقت الذي أعلن فيه ترامب عن الرسوم الجمركية في بداية أبريل/نيسان، كانت الصين تنهي مناورات عسكرية واسعة حول تايوان.

إعلان

ورغم أن مثل هذه التفاصيل أصبحت مألوفة، فإن المناورات الأخيرة كانت أكبر حجما وكشفت -بحسب محللين- عن تكتيكات حقيقية قد تستخدمها الصين في الاستيلاء على الجزيرة.

وقد تزامنت هذه المناورات مع تقارير عن سفن إنزال صينية، واتهامات بقطع كابلات الإنترنت البحرية، ونزاعات متجددة مع جيران الصين مثل اليابان والفلبين.

يوم التحرير

وبحسب الكاتب، فإن هذا التزامن بين الاستعراضات العسكرية و"يوم التحرير" الذي أعلنه ترامب بفرضه رسوما بلغت 54% على السلع الصينية (وارتفعت لاحقا إلى 145%)، يذكّر بأن الحرب التجارية لا تنفصل عن التوترات الجيوسياسية الأوسع.

ويضيف أنه حين يُناقش الأمر في الولايات المتحدة كقضية اقتصادية بحتة، ترى الصين الأمور بشكل مختلف. فقد نشرت وزارة الخارجية الصينية على منصة إكس (تويتر سابقا) أنه "إذا كانت الحرب هي ما تريده أميركا، سواء كانت حرب رسوم أو تجارة أو أي نوع آخر، فنحن مستعدون للقتال حتى النهاية".

ورغم المؤشرات على أن الطرفين قد يقلّصان الرسوم، فمن غير المرجح أن تعود العلاقة الاقتصادية الأهم في العالم إلى طبيعتها، أو أن تبقى التوترات محصورة في الاقتصاد فقط.

يقول الباحث زاك كوبر من معهد أميركان إنتربرايز: "ترامب يعتقد بوضوح أنه يستطيع فصل الاقتصاد عن الأمن، لكن الصينيين يريدون إثبات عكس ذلك".

حرب حقيقية؟

ويضيف كوبر أن الخبراء قلقون من أن تختبر الصين رد الإدارة الأميركية الجديدة على استفزازات إقليمية، وأن أجواء عدم الثقة تزيد من احتمالية انزلاق الأزمة إلى ما لا يُحمد عقباه.

وتساءل الكاتب هل قد تؤدي الحرب التجارية إلى نشوب حرب حقيقية؟ ويجيب بأن ذلك يمكن أن يقع -مثلا- وفق سيناريو انزلاق نحو صراع دون قصد، فترامب وإن كان لا يرغب في اندلاع حرب مع الصين، فإن بكين لا تزال التحدي الإستراتيجي الأهم للبنتاغون، ووزير الدفاع بيت هيغسيث زار مؤخرا اليابان والفلبين لتعزيز التحالفات.

إعلان

كما أن مقترح ميزانية الدفاع من الحزب الجمهوري يتضمن 11.1 مليار دولار لردع الصين في المحيط الهادي.

وبحسب الموقع، فأغلب الخبراء لا يعتقدون أن الصين سترد عسكريا مباشرة على السياسة التجارية الأميركية، أي أنها لن تغزو تايوان بسبب الرسوم، لكن هذه الإجراءات ترفع احتمال سوء الفهم.

وللحد من مثل هذه المخاطر، عقد قادة الجيشين الأميركي والصيني اجتماعا بشنغهاي في الثالث من أبريل/نيسان الماضي، بعد يوم من إعلان الرسوم.

ويُعتبر استمرار هذه الاجتماعات مؤشرا مهما على ما إذا كانت الحرب التجارية أثرت فعلا على العلاقة الأمنية.

وتابع الكاتب أنه من الصعب فصل الحرب التجارية عن التنافس العسكري، لأن سلاسل التوريد الأميركية لا تزال تعتمد جزئيا على التكنولوجيا والمواد الخام من الصين.

وزاد أن الترابط الاقتصادي خلق قنوات تواصل بين الدولتين -على مستوى الحكومات والشركات والمجتمع المدني- وساهم في رفع كلفة التوتر الذي قد يقطع كل تلك العلاقات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة الحرب التجاریة

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يصف إبادة غزة بـ "كارثة إنسانية لا يمكن تصورها"

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ عامين في غزة وتداعياتها، بأنها "كارثة إنسانية لا يمكن تصورها".

جاء ذلك في بيان مكتوب نشره بمناسبة الذكرى الثانية للإبادة الجماعية في غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ودعا غوتيريش إلى إنهاء الحرب بقوله: "هذه كارثة إنسانية لا يمكن تصورها، يجب أن ينتهي الصراع في غزة وإسرائيل والمنطقة فورا"، مطالبا بالتوقف عن جعل المدنيين يدفعون الثمن بأرواحهم ومستقبلهم.

وأكد ضرورة "اختيار الأمل بعد عامين من الصدمة"، مضيفا: "يمثل المقترح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة لا بد من اغتنامها لإنهاء هذا الصراع المأساوي".

وشدد على أن وقف إطلاق نار دائم وعملية سياسية ذات مصداقية أمران أساسيان لمنع المزيد من إراقة الدماء وتمهيد الطريق للسلام.

وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن ترامب، خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس .

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و160 شهيداً، و169 ألفا و679 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين "الأونروا": إسرائيل تقتل أطفال غزة وهم نائمون 20 ألف حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة الاحتلال يعتدي على مواطنين بالضرب في قرية البلقاء البدوية شمال أريحا الأكثر قراءة غزة: وفاة طفلة بسبب المجاعة وسوء التغذية أول فصيل فلسطيني يعلن عن ترحيبه بخطة ترامب لإنهاء حرب غزة بريطانيا تُطالب الاحتلال بوقف بناء المستوطنات في الضفة اليونيسف تدعو إلى إجلاء 25 رضيعا بشكل عاجل من حضانات غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الحية: نخوض مفاوضات جادة ومسؤولة.. ونريد ضمانات حقيقية
  • خليل الحية: نريد ضمانات حقيقية بعدم عودة إسرائيل للحرب
  • ترامب: توجد "فرصة حقيقية" للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة
  • ترامب يرى فرصة حقيقية لاتفاق سلام في غزة
  • غوتيريش يصف إبادة غزة بـ "كارثة إنسانية لا يمكن تصورها"
  • اعلام صهيوني: لا يمكن القضاء على حماس أو نزع سلاحها
  • مصر تستضيف مفاوضات غزة.. وترامب: «فرصة حقيقية» لإنهاء الحرب خلال أيام
  • يديعوت أحرونوت: لا يمكن القضاء على حماس أو نزع سلاحها
  • بعد تعزيز الإجراءات العسكرية.. هل تستعد أمريكا لحرب مزدوجة مع روسيا وإيران؟
  • مزاعم ترامب حول الشريعة تغذي حربا ثقافية عالمية آخذة في الاتساع