كيف ضرب صاروخ الحوثي "بن غوريون" متجاوزا دفاعات أمريكا وإسرائيل
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
لأول مرة، أقرت إسرائيل بفشل دفاعاتها في اعتراض صاروخ باليستي يمني استهدف مطار بن غوريون، وعزا خبير عسكري ذلك إلى أن منظومتها "غير مُجهزة لرصد الصواريخ".
منظومتان دفاعيتان تعدان من الأكثر تطورا في العالم، تعتمد عليهما تل أبيب في دفاعاتها، هما حيتس (السهم) الإسرائيلية، وثاد الأمريكية، لكنهما لم يتمكنا من التصدي لصاروخ أسفر عن إصابة 7 أشخاص بجروح طفيفة وإغلاق حركة الطيران، وفق إعلان رسمي.
تلك الحادثة أثارت موجة من التحليلات حول حقيقة قدرة إسرائيل الدفاعية، التي طالما تباهت بها، واعتبرت نفسها الأكبر والأكثر قدرة في المجال العسكري على مستوى الإقليم.
ويرى مراقبون ومحللون أن ما تعرض له مطار بن غوريون يمثل "حدثا غير مسبوق" من حيث النوعية والقدرة على المناورة وتجاوز الدفاعات الجوية.
الخبير والمحلل العسكري الكويتي فيصل الهاجري، وخلال حديثه للأناضول، أوضح طبيعة المنظومة الدفاعية التي تعتمد عليها إسرائيل، وشرح تقنية تعاملها مع الأهداف الجوية.
واستهل الهاجري حديثه بالقول: "يجب أن نفهم أولاً كيف يعمل رادار الدفاع الجوي لكشف الهدف المعادي، إذ أن الرادار يحتوي على نظامين، هما نظام أو وسيلة إرسال، وآخر استقبال".
وتابع: "عند اصطدام الموجات المنبعثة من نظام الإرسال بالهدف الجوي ترجع إلى منظومة الدفاع الجوي ويستقبلها نظام الاستقبال، ومن ثم نقلها إلى شاشة المراقب الجوي حيث يتم التعامل مع الهدف بإطلاق صاروخ الدفاع الجوي لتدميره".
واستدرك "أساساً هذا النظام مصمم للتعامل مع الطائرات حيث أن المقطع العرضي للرادار (RCS) عندها كبير، والموجات المرسلة عندما تصطدم في الطائرة ترجع لاستقبالها بواسطة نظام الاستقبال ومن ثم ظهورها على شاشة المراقب الجوي حيث بإمكانه أن يطلق صاروخ الدفاع الجوي لتدمير الهدف".
والمقطع العرضي للرادار (RCS)، هو مقياس لمدى قابلية الرادار لاكتشاف جسم ما، وكلما كان المقطع العرضي للرادار أكبر، كان اكتشاف الجسم أسهل.
وأردف "أما الصواريخ الباليستية يكون المقطع العرضي للرادار غير كافٍ، مما ينتج عنه عدم ارتداد ورجوع الموجات المرسلة أو رجوعها ضعيفة غير كافية إلى نظام الدفاع الجوي، ما ينتج عنه عدم ظهور أي هدف على شاشة المراقب الجوي".
وأوضح أنه "في الصواريخ البالستية، إذا كانت المسافة كبيرة، فإنه يتم التقليل من كمية المادة المتفجرة لكي يتمكن أن يصل إلى الهدف المطلوب".
واستطرد "لذلك أعتقد أن حجم الدمار الذي نتج عن الصاروخ على مطار بن غوريون قليل مع عدم دقة جهاز الملاحة في الصاروخ المطلق، لذلك يكون التأثير معنوياً أكثر منه عسكريا".
ولفت الهاجري أن إسرائيل "تعتمد في منظومتها على المقطع العرضي للرادار، وهي كما أشرت مصنعة لاعتراض الطائرات أكثر من الصواريخ، حيث يصعب عليها كشف الصواريخ مقارنة بالطائرات، وذلك نظرا لسرعتها العالية".
وفي معرض رده عن أسباب عدم جدوى الهجمات الأمريكية المكثفة، رغم قصف أكثر من ألف هدف عسكري، دون التأثير على قدرات الحوثي الصاروخية، قال الهاجري: "اليمن هدف صعب ومعقد لأي قوة مهاجمة وذلك لطبيعة الأرض الجبلية، ووجود كثير من الكهوف التي يتم استخدامها للتستر عن عيون العدو".
وبين أن تلك الكهوف "غالبا ما تكون منصات صواريخ متحركة".
وأشار إلى أنها "تخرج من نقطة التخفي ويتم إطلاق الصاروخ والعودة إلى التخفي بزمن قصير".
وزاد "تاريخياً، جميع الغزوات ضد اليمن تكون خسائرها كبيرة".
واعتبر أن "جميع الأهداف المستهدفة من الولايات المتحدة هي تدمير للبنية التحتية لليمن، والضحية هو الشعب اليمني المغلوب على أمره".
وفي وقت سابق، الأحد، قال الجيش الاسرائيلي، في بيان على "إكس": "فشلت منظومتا الدفاع الجوي حيتس (السهم) الإسرائيلية، وثاد الأمريكية في اعتراض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن".
وسقط الصاروخ في منطقة مفتوحة مطار بن غوريون، ما أسفر عن إصابة 7 أشخاص بجروح طفيفة وإغلاق حركة الطيران لنحو ساعة، وفق ذات المصدر.
وفي بيان سابق، قال الجيش الإسرائيلي: "تم رصد سقوط صاروخ في منطقة مطار بن غوريون، والحادث قيد التحقيق".
وأوضح أن سقوط الصاروخ جاء بعد تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق بإسرائيل، وبعد عدة محاولات لاعتراض الصاروخ الذي جرى إطلاقه من اليمن.
وفي السياق، أعلنت جماعة الحوثي استهداف المطار بصاروخ باليستي فرط صوتي "أصاب هدفه بنجاح".
وقال المتحدث العسكري باسم قوات الحوثيين يحيى سريع، في بيان متلفز، إن استهداف المطار الإسرائيلي يأتي "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ورفضا للإبادة الإسرائيلية في غزة".
وسبق أن أعلن الحوثيون أكثر من مرة استهداف مطار بن غوريون بصواريخ باليستية فرط صوتية، غير أن هذه المرة الأولى التي تقر إسرائيل فيها بسقوط صاروخ يمني بمحيط المطار وتأثيره بشكل مباشر على حركة الملاحة به.
ويدور الحديث بوسائل الإعلام الإسرائيلية عن تصنيف الصاروخ "كأول صاروخ يسقط مباشرة على منطقة مطار بن غوريون" منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وحسب القناة 12 العبرية: "منذ انهيار وقف إطلاق النار في غزة، تم تسجيل 33 عملية إطلاق صاروخ وطائرة مسيرة من اليمن على إسرائيل".
وأوضحت أنه "منذ بداية الحرب أطلق الحوثيون أكثر من 70 صاروخا على إسرائيل، بلغت نسبة النجاح في اعتراض الصواريخ أكثر من 90 بالمئة".
وقالت القناة: "هذه هي المرة الثالثة منذ بدء الحرب التي يفشل فيها اعتراض صاروخ من اليمن، وفي المرتين السابقتين سقطت الصواريخ في يافا ورامات إفعال (حي في مدينة رامات غان وسط إسرائيل)".
وفرّ ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، عقب دوي صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى (غوش دان) والقدس ومستوطنات بالضفة الغربية، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.
كما توقفت حركة هبوط وإقلاع الطائرات في المطار الإسرائيلي بعد إطلاق الصاروخ، واضطرت طائرات كانت تهم بالهبوط إلى الدوران في الجو، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأعلنت 9 شركات طيران، من بينها السويسرية والنمساوية والأسترالية والهندية، إلغاء الرحلات الجوية إلى تل أبيب اليوم.
فيما ناشدت الشرطة الإسرائيلية المواطنين بعدم الاقتراب من منطقة المطار.
والسبت، أعلن الحوثيون عن عملية عسكرية بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين2" استهدفت هدفا عسكريا وسط إسرائيل، وقالت الجماعة إن الصاروخ "وصل إلى هدفه فيما فشلت المنظومة الاعتراضية (في إسرائيل) من التصدي له".
لكن الجيش الإسرائيلي الذي تعمد منذ بدء الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إخفاء خسائره البشرية والمادية، قال صباح السبت في بيان إنه "اعترض صاروخا أطلق من اليمن".
يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه الجماعة لعدوان أمريكي مكثف منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، استهدف عشرات المواقع وأسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، وفق الجماعة التي تقول إن واشنطن شنت 1300 غارة وقصف بحري على اليمن منذ ذلك الحين.
ورغم استئناف الهجمات الأمريكية ضد اليمن عقب أوامر أصدرها الرئيس دونالد ترامب للجيش بشن "هجوم كبير" ضد الحوثيين، لا تزال الجماعة تنفذ عمليات عسكرية تصيب أهدافا في إسرائيل وأهدافا أمريكية في البحر الأحمر.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اسرائيل الحوثي صاروخ منظومة ثاد مطار بن غوریون صاروخ بالیستی الدفاع الجوی من الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
ترامب: الولايات المتحدة تصنع صواريخ فرط صوتية بكميات كبيرة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تنتج صواريخ فرط صوتية بكميات كبيرة، مشيرا إلى أن بلاده قامت بتطويرها سابقا وتقوم بتصنيعها على نطاق واسع حاليًا.
وخلال كلمة له في حفل رسمي أقيم بالأكاديمية العسكرية في ويست بوينت قال ترامب: "لقد قمنا بتصميم صواريخ فرط صوتية، والآن نُنتجها بكميات ضخمة".
وادعى الرئيس الأمريكي أن تصميمات هذه الصواريخ سُرقت خلال فترة حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما، متهما روسيا بذلك دون تقديم أي دليل. قائلا: "أنتم تعلمون، لقد سُرقت تصاميمنا. نحن من قام بتطويرها، لكنهم سرقوها في عهد أوباما. لقد سرقوها. هل تعلمون من؟ الروس هم من سرقها. لقد حدث أمر سيئ فعلا".
وهذه ليست المرة التي يصدر فيها ترامب اتهامات من هذا النوع بحق روسيا. ففي عام 2023، زعم ترامب خلال تجمع جماهيري في نيو هامبشاير، بأن الروس سرقوا خلال إدارة أوباما، تصاميم "لصاروخ خارق جدا يطير بسرعة خارقة" من الولايات المتحدة.
وفي عام 2020، ألقى ترامب باللوم أيضا على باراك أوباما فيما يتعلق بقدرة روسيا على صنع أسلحة فرط صوتية. وقبل ذلك تحدث عن بداية تصنيع صاروخ "سوبر خارق". ووفقا له، سيكون هذا الصاروخ أسرع من النماذج المتوفرة لدى روسيا والصين.
ويبقى غامضا حتى الآن، عن أية صواريخ "مسروقة" يتحدث ترامب. وخلال الرد على ذلك ذكرت مصادر في الكرملين أن روسيا تملك صواريخها فرط الصوتية الفريدة من نوعها والتي لا يوجد لها نظائر في العالم. وفي عام 2018، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لأول مرة عن اختبار منظومة صواريخ كينجال فرط الصوتية.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة تتأخر في تطوير الأسلحة الفرط صوتية مقارنة بروسيا والصين. أما روسيا، فقد أدخلت هذا النوع من الأسلحة إلى الخدمة الفعلية واستخدمته بالفعل في العمليات القتالية.
وتمتلك القوات الروسية أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت في الخدمة وقد تم استخدامها في عمليات قتالية حقيقية.
ومن أبرز الصواريخ الفرط صوتية الروسية:
صاروخ "تسيركون":
هو صاروخ فرط صوتي روسي متطور يتميز بسرعته العالية وقدرته الفائقة على المناورة، ما يجعله من أكثر الأسلحة تعقيدًا وصعوبة في الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الجوي، إذ تبلغ سرعته ما بين 8 إلى 9 ماخ (نحو 9800 إلى 11000 كم/ساعة)، أي أسرع بثماني إلى تسع مرات من سرعة الصوت، ما يسمح له ببلوغ أهدافه خلال دقائق معدودة ويقلل بشكل كبير من قدرة أنظمة الدفاع على الرد. ويقدّر مدى الصاروخ ما بين 1000 إلى 1500 كيلومتر حسب المصادر الروسية، فيما تشير بعض التقارير إلى أن مداه قد يصل إلى 2000 كيلومتر في ظروف تشغيلية معينة. يستخدم تسيركون نظام توجيه ملاحي واستمراري، بالإضافة إلى رادار نشط سلبي لرصد الأهداف، وتم تزويده بتقنيات مناورة متقدمة تتيح له تفادي أنظمة الدفاع الصاروخي مثل "ثاد" و"باتريوت".
ويحمل الصاروخ رأسا حربيا تقليديا يُقدّر وزنه ما بين 200 إلى 300 كغ، وتشير بعض المصادر إلى إمكانية تزويده برأس نووي.
ويُطلق تسيركون من منصات بحرية تشمل المدمرات والفرقاطات، مثل فرقاطة "الأدميرال غورشكوف"، إضافة إلى قدرته على الإطلاق من غواصات هجومية مثل تلك التابعة لمشروع "ياسن – إم".
صاروخ "كينجال" (الخنجر): هو أحدث المجمعات الصاروخية الباليستية الروسية فرط الصوتية و يُطلق من الجو.
ويتمتع الصاروخ بسرعة ضعف سرعة الصوت بعشر مرات، ومداه أكثر من ألفي كيلومتر، كما يتمتع بقدرته على المناورة في جميع مراحل مساره، ما يسمح له بالتغلب على جميع أنظمة الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي، ولديه إمكانية التزود برؤوس حرب تقليدية أو نووية، ويتميز بتوقيع راداري منخفض وقدرة عالية على المناورة، ومصمم لتدمير الأهداف البرية والبحرية.
صاروخ "أفانغارد":
هو منظومة صاروخية استراتيجية مزودة برأس قتالي فرط صوتي موجه. ويحمل الصاروخ 3 رؤوس قتالية بقدرة 250 كيلوطن لكل رأس.
ويحمل هذه الرؤوس القتالية صاروخ "أور – 100 إن УТТХ"، وتبلغ سرعة الرأس القتالي بعد انفصاله عن الصاروخ 28 ماخ (ما يعادل نحو 33000 كيلومتر في الساعة)، وفي بعض الأحيان قد تصل السرعة 37000 كلم/ساعة. أما نظام التحكم فيها فيسمح بتحقيق مناورات مختلفة في أثناء التحليق واجتياز أي درع صاروخية حالية ومستقبلية.