خالد بن محمد بن زايد: الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لاستشراف المستقبل
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
أبوظبي – الوطن:
بحضور سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أعلنت مجموعة “جي 42″، مجموعة التكنولوجيا القابضة الرائدة والتي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، وشركة “سيسكو سيستمز”، الرائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا المعلومات والشبكات، عن توسيع نطاق التعاون الاستراتيجي المشترك، بهدف تسريع وتيرة الابتكار وتعزيز تطوير البنية التحتية الرقمية في مجال الذكاء الاصطناعي في القطاعين العام والخاص.
وأكّد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، في عصر التحول الرقمي المتسارع، أصبح ركيزة أساسية لاستشراف المستقبل وتحويل التحديات إلى فرص تسهم في تعزيز كفاءة القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية الوطنية؛ مشيراً سموّه إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي بات نهجاً استراتيجياً وشريكاً أساسياً في بناء اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة والابتكار لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة.
وحضر اللقاء الذي عُقد على هامش الإعلان عن الاتفاق.. معالي أحمد تميم الكتاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي؛ ومعالي سيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب ولي العهد في ديوان ولي عهد أبوظبي؛ وبينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي 42″؛ وتشاك روبنز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “سيسكو”.
وبهذه المناسبة، قال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي 42”: “يعكس هذا الاتفاق مع ′سيسكو‵ التزامنا المشترك باستكشاف سُبل توسيع البنية التحتية وتعزيز الابتكار في قطاع الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وآمنة في الأسواق. وبينما تواصل ′جي 42‵توسيع حضورها الدولي، نرحب بفرص العمل مع المؤسسات الرائدة عالمياً في دعم التعاون المشترك ضمن نظم موثوقة تحقق أثراً إيجابياً ومستداماً. نتطلع إلى تعزيز فرص التعاون بما يتيح لنا الاستفادة من الكفاءات والإمكانات المشتركة لتمكين الحكومات والشركات والمجتمعات من توظيف كامل قدرات الذكاء الاصطناعي”.
ويركز الاتفاق على استكشاف فرص التعاون في مجالات استراتيجية، تشمل إطلاق مبادرة مشتركة لطرح المنتجات في السوق، وذلك من خلال تسخير محفظة سيسكو المتكاملة والآمنة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الحضور الإقليمي الراسخ لشركة “جي 42” وخبرتها في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وجهودها المتواصلة لتعزيز حضورها العالمي بهدف دعم انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي المسؤول داخل دولة الإمارات وخارجها.
بالإضافة إلى ذلك، ستتعاون “سيسكو” و”جي 42″ على تطوير بنية مرجعية متكاملة، تدمج حلول سيسكو المتقدمة في الشبكات والأمن والبنية التحتية، والمصممة خصيصاً لدعم الحوسبة عالية الأداء. ويهدف هذا التعاون إلى تمكين العملاء من بناء وتأمين مراكز بيانات جاهزة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مع تعزيز كفاءة تطوير وتشغيل نظم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، قال تشاك روبنز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “سيسكو”: “يشكّل الذكاء الاصطناعي قوة تغيير جذرية في عالمنا. ولتحقيق أقصى استفادة من إمكاناته، لا بد من بناء منظومة عالمية قوية وموثوقة. نتطلع إلى التعاون مع ’جي 42‵ لتقديم حلول متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية على نطاق واسع. ونحن في ’سيسكو‵ ملتزمون بدعم الرؤية التحولية التي تقودها ′جي 42‵ في هذا المجال الحيوي”.
مع استمرار “جي 42” في ترسيخ مكانتها كشريك رئيسي في تشكيل منظومة الذكاء الاصطناعي العالمية، باتت شراكاتها الاستراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية عاملاً محورياً في دفع عجلة التقدّم في هذا القطاع. وبصفتها أول دولة في العالم تُعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي وتُنشئ جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي المتخصصة في هذا المجال، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تأكيد التزامها بالريادة العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ويأتي هذا الاتفاق انسجاماً مع طموحات مجموعة “جي 42” للتوسّع والنمو على المستوى الدولي، كما يدعم الأهداف الاستراتيجية الأوسع لرؤية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، الرامية إلى ترسيخ موقع الدولة في طليعة تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي المسؤول.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
سلوك نماذج الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الخبراء
أبوظبي (وكالات) كشف دراسة جديدة أجرتها شركة (أنثروبيك) Anthropic، عن نتائج صادمة حول سلامة أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقلة، إذ أظهرت الدراسة، التي اختبرت 16 نموذجًا من أبرز النماذج العالمية، أن نماذج الذكاء الاصطناعي من شركات مثل: جوجل، وميتا، و OpenAI، وغيرها، عندما تُمنح قدرًا كافيًا من الاستقلالية، تُظهر استعدادًا واضحًا لاتخاذ إجراءات تخريبية متعمدة لمصالح مشغليها، بما يشمل: الابتزاز، والتجسس، وذلك في سبيل الحفاظ على وجودها أو تحقيق أهدافها المبرمجة.
لم تعد أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تنفّذ الطلبات فحسب، بل باتت قادرة على والمراوغة والتهديد من أجل تحقيق أهدافها، وهو ما يثير قلق الباحثين.
بعد تهديده بوقف استخدامه، عمد "كلود 4"، وهو نموذج جديد من شركة "أنثروبيك" إلى ابتزاز مهندس وتهديده. أما برنامج "او 1" o1 التابع لشركة "اوبن ايه آي" فحاول تحميل نفسه على خوادم خارجية وأنكر ذلك عند ضبطه متلبسا!
وقد بات الذكاء الاصطناعي الذي يخدع البشر واقعا ملموسا، بعدما كنّا نجده في الأعمال الادبية او السينمائية.
يرى الأستاذ في جامعة هونغ كونغ سايمن غولدستين أن هذه الهفوات ترجع إلى الظهور الحديث لما يُسمى بنماذج "الاستدلال"، القادرة على التفكير بشكل تدريجي وعلى مراحل بدل تقديم إجابة فورية.
يقول ماريوس هوبهان، رئيس شركة "أبولو ريسيرتش" التي تختبر برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الكبرى، إنّ "او 1"، النسخة الأولية لـ"اوبن ايه آي" من هذا النوع والتي طُرحت في ديسمبر، "كان أول نموذج يتصرف بهذه الطريقة".
تميل هذه البرامج أحيانا إلى محاكاة "الامتثال"، أي إعطاء انطباع بأنها تمتثل لتعليمات المبرمج بينما تسعى في الواقع إلى تحقيق أهداف أخرى.
في الوقت الحالي، لا تظهر هذه السلوكيات إلا عندما يعرّض المستخدمون الخوارزميات لمواقف متطرفة، لكن "السؤال المطروح هو ما إذا كانت النماذج التي تزداد قوة ستميل إلى أن تكون صادقة أم لا"، على قول مايكل تشين من معهد "ام اي تي آر" للتقييم.
لقد كانت السيناريوهات التي اختبرتها شركة (أنثروبيك) خلال الدراسة مصطنعة ومصممة لاختبار حدود الذكاء الاصطناعي تحت الضغط، ولكنها كشفت عن مشكلات جوهرية في كيفية تصرف أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية عند منحها الاستقلالية ومواجهة الصعوبات.
يقول هوبهان إنّ "المستخدمين يضغطون على النماذج باستمرار. ما نراه هو ظاهرة فعلية. نحن لا نبتكر شيئا".
يتحدث عدد كبير من مستخدمي الانترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن "نموذج يكذب عليهم أو يختلق أمورا. وهذه ليست أوهاما، بل ازدواجية استراتيجية"، بحسب المشارك في تأسيس "أبولو ريسيرتش".
حتى لو أنّ "أنثروبيك" و"أوبن إيه آي" تستعينان بشركات خارجية مثل "أبولو" لدراسة برامجهما، من شأن"زيادة الشفافية وتوسيع نطاق الإتاحة" إلى الأوساط العلمية "أن يحسّنا الأبحاث لفهم الخداع ومنعه"، وفق مايكل تشين.
ومن العيوب الأخرى أن "الجهات العاملة في مجال البحوث والمنظمات المستقلة لديها موارد حوسبة أقل بكثير من موارد شركات الذكاء الاصطناعي"، مما يجعل التدقيق بالنماذج الكبيرة "مستحيلا"، على قول مانتاس مازيكا من مركز أمن الذكاء الاصطناعي (CAIS).
بالرغم من أن الاتحاد الأوروبي أقرّ تشريعات تنظّم الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تركّز بشكل أساسي على كيفية استخدام هذه النماذج من جانب البشر، وليس على سلوك النماذج نفسها.
منافسة شرسة
يلاحظ غولدستين أن "الوعي لا يزال محدودا جدا في الوقت الحالي"، لكنه يتوقع أن يفرض هذا الموضوع نفسه خلال الأشهر المقبلة، مع الثورة المقبلة في مجال المساعدين القائمين على الذكاء الاصطناعي، وهي برامج قادرة على تنفيذ عدد كبير من المهام بشكل مستقل.
يخوض المهندسون سباقا محموما خلف الذكاء الاصطناعي وتجاوزاته، وسط منافسة شرسة تحتدم يوما بعد يوم.
تقول شركة "أنثروبيك" إنها أكثر التزاما بالمبادئ الأخلاقية "لكنها تسعى باستمرار لإطلاق نموذج جديد يتفوق على نماذج اوبن ايه آي"، بحسب غولدستين.
يقول هوبهان "في الوضع الحالي، تتطور قدرات الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من فهمنا لها ومن مستوى الأمان المتوفر، لكننا لا نزال قادرين على تدارك هذا التأخر".
يشير بعض الخبراء إلى مجال قابلية التفسير، وهو علم ناشئ يهدف إلى فك شفرة الطريقة التي تعمل بها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي من الداخل. ومع ذلك، يظل البعض متشككا في فعاليته، من بينهم دان هندريكس، مدير مركز أمن الذكاء الاصطناعي (CAIS).
الحِيَل التي تلجأ إليها نماذج الذكاء الاصطناعي "قد تُعيق استخدامها على نطاق واسع إذا تكررت، وهو ما يشكّل دافعا قويا للشركات العاملة في هذا القطاع للعمل على حل المشكلة"، وفق مانتاس مازيكا.
وأشار باحث في علوم مواءمة الذكاء الاصطناعي في شركة أنثروبيك، إلى أن الخطوة المهمة التي يجب على الشركات اتخاذها هي: "توخي الحذر بشأن مستويات الأذونات الواسعة التي تمنحها لوكلاء الذكاء الاصطناعي، والاستخدام المناسب للإشراف والمراقبة البشرية لمنع النتائج الضارة التي قد تنشأ عن عدم التوافق الفاعل".