الثورة نت:
2025-08-12@21:56:18 GMT

باسم الأَب وغزّة والأُخوة الشهداء السّتة

تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT

باسم الأَب وغزّة والأُخوة الشهداء السّتة

 

المتوكل طه

**

كانوا له مثلما كانت الشمسُ للأرضِ،

إذ بلغوا عَرْشَه،فاطمأنَّ..

لكنّها الحربُ؛تأخذُ منّا الهواءَ،فتختنقُ الشَهَقاتُ،

وما مِن زمانٍ يعودُ،ولا مِن بُكاءٍ يُعيد.

كبروا بين كبشٍ وحُزنٍ،ونَذْرٍ،وليلٍ طويلٍ،وَعِيد.

وظلَّ على سَمْتِه يحرثُ الطينَ،

يسقي اليراعاتِ من عينه،

وابتنى غيرَ دارٍ لكي يسكنَ الطيرُ والزَّغبُ المُطمئنُّ،

وترقى على كتفِ القوسِ ناريّةٌ،قد تردّ اللظى

عن منامٍ خفيفٍ،يُداعبه عودةً للبلادِ،

التي سرقوها،

فكان كما اللاجئين الذين ينامون كي يحلموا بالرجوعِ،

وما من وعودٍ وما من وعيد.

ودبّت حروبٌ،فكان ينقّلُ أحفاده بين أحضانه،

وانزوى تحت أشجاره،

ودعا اللهَ كي يحفظَ الفلذاتِ،

وغصّ كثيراً،لأنّ مياهَ الفصولِ دماءٌ،

وخبزَ الوضيمةِ فَحمُ الثريد.

وراح يخبُّ،هنا أو هناكَ،

فيلقي الذي نزحوا في الدروب،فيبكي عليهم!

وظلّ على هذه الحالِ عشرةَ آلاف مجزرةٍ

في الطريق..

يجرُّ الخيامَ وبعضَ الفِراشِ،ويبقى يصلّي،

فلا بأسَ إن ماتَ،لكنّه لا يريدُ لأبنائه أن يموتوا،

فقلبُ الأُبوّةِ هشٌّ ولا يستطيعُ احتمالَ الحديد.

وماتوا!فماذا نقولُ وماذا نزيد؟

قامَ..

صلّى وسلّمَ،ثمّ توضأ ثانيةً بالترابِ..

وقال:لهُ الحمدُ في كل حالٍ وفي كلِّ حينٍ.

لكَ الحمدُ يا ربُّ،أكرمتني كرماً واسعاً،

فَلهم جنّةُ الخُلدِ،هذا جزاءٌ عظيمٌ.

سنمضي جميعاً إلى القبرِ،مهما بلغنا من العُمْر،

والفوزُ مَن فازَ بالجنّتينِ،فحمداً كثيراً،

وآملُ يا ربّ ألّا أظلّ وحيداً،

فَدَع لي صغيري الحفيدَ الوحيد.

وقالَ؛تعالوا نُصلّي عليهم،

فإنّي رضيتُ..فأبكى الرجالَ وهالَ الشريد..

ولما انتهوا ومشوا للقبورِ؛أتى صوتُ أشجارِهم

من وراء الرّكامِ؛يحشرجُ،مثلَ الثكالى على جثّةٍ من قديد.

لقد بلغوا ساعةَ الكَشْفِ؛

فالأكبرُ البِكْرُ يشبهُ والدَهُ في الملامحِ والسيرِ،

زوّجهُ منذ عشرين عاماً،

فصار أخاه المجازيّ طولاً،ويضحكُ حتى النواجذ.

يعشقُ شايَ المواقدِ،وهو على سدَّةِ الحقلِ،

متّجهاً للسماءِ،

وقد يرجعُ العصْرَ للبيت منفرداً،

فالأبُ الشيخُ يبقى مع الغصنِ حتى يُضيءَ له الليلَ،

ثمّ يُصلّي العِشاءَ ويرجع مشْياً..وفي الحوش يجتمعون لكي يلعبوا معه،قبل أن يذهبوا للمهودِ،وينْقُدَهم ما تيسّرَ،

حتى تطيرَ الفراشاتُ من غدِها في المدارسِ،

فالصفُّ حلوى ودفترُ رَسْمٍ ووَجْهٌ سعيد.

ويعملُ ثاني الرجالِ بِمعملِه المخبريّ،

يحلّلُ أوردةَ المُتعبينَ،

ويقضي النهاراتِ مُنشغلاً بالقواريرِ،

حتى تزوّجَ أجملَ قارورةٍ أيقظت عِطْرَهُ،

ثُمّ جاءت له بالمراجيحِ،فانشرحَ الصّدرُ،

حتى إذا قامت الحربُ راح ليعملَ ردْف الأطباءِ..

ظلّ هنالك قلبَ العيادةِ،ليلاً نهاراً،

وما نامَ،إذ إنّهم قصفوا كلّ شيءٍ،

فلم يتبقَ سوى غرفتين هما للطوارئ والفحصِ..

ظلّ،وما عادَ للبيتِ إذ قصفوه،

فطارَ بمَن فيه،أعني الوليدَ وأُمَّ الوليد.

وثالثهم سيّدُ الموجِ والصيدِ،

يعرفُ أمزجةَ الماءِ والرّيِحِ،

يركبُ قنديلَه،ثم يمضي بعيداً ليرجعَ،عند الشروقِ

مليئاً بأسماكِه النابضاتِ،

وفي البالِ حوريّةٌ لوَّعته،

فما ترك النّايّ،بل جرّحَ البحرَ بالنهاوَندِ،

وساءَلَه عن حجازِ الدموع ورَجْعِ الصَّبا،

والفتى،خلفَ أمواجه الباكياتِ،يدورُ

ويبحثُ عن نجمةٍ في البعيد.

ورابعهم ينقشُ المُدنَ الهالكاتِ على الرّوحِ،

حتى يُعادَ القوامُ لها مثلما نشأت،

فاهدموا ما استطعتم!

لقد حَفَرَ البابَ والسوقَ والسورَ،

أبقى المآذنَ والشاطئ الذَهبيَّ،

وحدَّ المنازلَ بالوردِ،

ثمّ أتى بالنجومِ جميعاً لرصفِ الدروبِ،

وقال؛لها قمرٌ لا يغيبُ،سيبقى بكامل أعراسه في الصعيد.

وخامسُ أخوته مَن يغنّي إذا اشتدتِ العاصفاتُ،

ويبعثُ منديلَ عاشقةٍ للمجرّاتِ،

إذ فَقَدَت شمسَها،

أو يعودُ لها بالجحيمِ،فتقبضُها في اليمين،

ويمشي بها للمتاريسِ،حتى إذا هبّت النارُ،

ألقت جحيمَ براجِمها في الجنودِ،

وعادت،تربّتُ فوقَ الجَنين الذي

سوف يأتي،ليقطعَ دابرَهم من جديد.

وسادسُهم قمرٌ هادئٌ،يعرفُ اللهَ دون كلامٍ،

ويقضي اللياليَ مع شيخه،أو يقول له؛

لستُ مِثلَكَ،

إنّ التكاليفَ لا شيءَ إنْ ظلّ بيتيَ تحتَ الحصارِ المريرِ،

فما الصلواتُ إذا لم تكن صرخةً في الوجودِ؟

وما الصومُ،والناسُ جوعى؟

وما الحجُّ إن بقي القيدُ في الكفّ؟

هل يأبهُ اللهُ بالناسِ إن لم يثوروا على الحاكِمِ المُستبدِّ،

ولم يبعثوا النارَ في الجيشِ؟

كونوا جهنّمَ في وجهِ دبّابةٍ للغُزاةِ،

وقولوا؛هنا غزّةُ النار،فهل مِن مزيد!

وسابعُهم ألفُ ألفٍ،من الشهداء؛

الذين مضوا للفراديسِ،

لكنّهم لم يموتوا،وظلّوا على شُرفات السماءِ،

وقد تركوا أرضَنا للضياءِ،

وخلّوا سماواتِنا للنشيد.

وقيلَ؛بأنَّ النساءَ اللواتي ذهبنَ إلى المأتمِ المُرِّ،أقسمنَ

أنَّ الإلهَ الذي خَصَّها بالهدوءِ،وحَطّ يديه على قلبِها..

صبَّ على جَمْرِها غيمةً من جليد.

 

*من شعراء الارض المحتلة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إيران تكشف عن اعتقال 21 ألف شخص خلال حربها مع إسرائيل

كشفت إيران، اليوم الثلاثاء، عن اعتقال 21 ألف "مشتبه به" خلال حرب الـ12 يوما مع إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، معلنة في الوقت نفسه انخفاض معدل الجرائم الجنائية في أراضيها.

وفي أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية التي بدأت في 13 يونيو/حزيران، بدأت قوات الأمن الإيرانية حملة اعتقالات واسعة النطاق مصحوبة بانتشار مكثف في الشوارع حول نقاط التفتيش.

وقال سعيد منتظر المهدي المتحدث باسم الشرطة "كانت هناك زيادة بنسبة 41% في عدد البلاغات العامة من قبل الجمهور عن أي أفراد يعتقدون أنهم يتصرفون على نحو مريب، مما أدى إلى اعتقال 21 ألف مشتبه به خلال الحرب التي استمرت 12 يوما".

ولم يذكر المهدي التهم الموجهة للمشتبه بهم الذين جرى اعتقالهم، لكن طهران سبق أن تحدثت عن أشخاص نقلوا معلومات قد تكون ساعدت في توجيه الهجمات الإسرائيلية.

وأدى الصراع بين إسرائيل وإيران أيضا إلى تسارع وتيرة ترحيل المهاجرين الأفغان الذين يشتبه بإقامتهم بشكل غير قانوني في إيران، وأفادت وكالات الإغاثة بأن السلطات المحلية اتهمت بعض المواطنين الأفغان أيضا بالتجسس لصالح إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الشرطة إن أجهزة إنفاذ القانون "ألقت القبض على 2774 مهاجرا غير شرعي واكتشفت 30 قضية أمنية خاصة من خلال فحص هواتفهم".

وأوضح أنه جرى إلقاء القبض على 261 مشتبها في ضلوعهم بالتجسس و172 شخصا متهمين بالتصوير غير المصرح به. ولم يحدد المتحدث عدد المعتقلين الذين جرى إطلاق سراحهم منذ ذلك الحين.

وأضاف أن الشرطة الإيرانية تعاملت مع أكثر من 5700 حالة من الجرائم الإلكترونية مثل الاحتيال عبر الإنترنت والسحب غير المصرح به للأموال خلال الحرب، والتي قال إنها حولت "الفضاء الإلكتروني إلى جبهة قتال مهمة".

وتابع قائلا "بإرسال 30 وحدة دورية ليلية، تمت السيطرة على جغرافية الجريمة. وخلال هذه الفترة، انخفضت جرائم السرقة بنسبة 15.5%، وارتفع معدل الكشف عنها بنسبة 48.8%".

إعلان

وحسب تصريحات المهدي "انخفضت الجرائم الجنائية أيضا بأكثر من 20%، بينما ارتفع معدل الكشف عنها بنسبة 85.9%، كما انخفضت جرائم القتل بنسبة 23.3%، وظل معدل الكشف عن جرائم القتل أعلى من 90%".

واختتم المتحدث باسم الشرطة حديثه قائلاً "إن زيادة بلاغات المواطنين بنسبة 41% واعتقال 21 ألف مشتبه بهم خلال حرب الـ12 يومًا دليل على الوعي العام والمشاركة الفاعلة في ضمان الأمن".

وأكد منتظر المهدي على "الجاهزية التامة" للشرطة، قائلاً "من الفضاء الإلكتروني إلى الطرق، يُضمن أمن البلاد بقوة وثبات، وهذه النجاحات ثمرة تعاون القوات المسلحة والشعب الإيراني الكريم".

مقالات مشابهة

  • السودان الذي يسكننا… وما يخسره العالم إن غاب
  • إيران تكشف عن اعتقال 21 ألف شخص خلال حربها مع إسرائيل
  • فرنسا تدين قتل إسرائيل 6 صحفيين في قطاع غزة
  • رقم جديد.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة
  • أنس الشريف .. صوت غزة الذي فضح جرائم الاحتلال
  • ما مقدار البروتين الذي يحتاجه الجسم؟
  • القبض على البلوجر المعروفة باسم لوليتا
  • بيان الكواهلة
  • جيش الاحتلال يجري تمرينًا مفاجئًا باسم “الفجر” لاختبار الجاهزية
  • «الداخلية المصرية»: ضبط «بوبا اللدغة» صانعة المحتوى