صحف عالمية: إسرائيل تتجاهل تجويع غزة
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
تناولت صحف عالمية رفض المسؤولين الإسرائيليين التقارير التي تتحدث عن انتشار المجاعة في قطاع غزة، وإصرارهم على تطبيق نهج أكثر صرامة بشأن إدخال الطعام، وقال بعضها إن توسيع العملية العسكرية سيفاقم معاناة النازحين.
فقد تحدثت "نيويورك تايمز" عن تجدد معاناة النزوح في القطاع مع توجه الجيش الإسرائيلي إلى توسيع العمليات العسكرية واحتلال مزيد من الأراضي.
كما أشار موقع "ذي إنترسبت" الأميركي إلى إصرار المسؤولين الإسرائيليين على رفض كل التقارير بشأن تفشي المجاعة في غزة، ودفعهم باتجاه إجراءات أكثر صرامة لمنع دخول الطعام.
تجويع متعمد
وقال الموقع إن إسرائيل تواصل تشديد سياسة التجويع المتعمد للفلسطينيين في القطاع رغم تحذيرات منظمات الإغاثة العاملة على الأرض من خطورة تفشي سوء التغذية.
أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فنشرت مقالا تناول تكلفة مواصلة الحرب على غزة، والتي قال إنها "تُقتطع من جيب كل إسرائيلي"، مشيرا إلى أن التكلفة المباشرة لتوسيع العمليات العسكرية "تنذر بمزيد من الضغوط الاقتصادية".
ولفت المقال إلى أن سيطرة طويلة الأمد على قطاع غزة "ستفرض ضريبة باهظة هي الأخرى على الإسرائيليين".
إعلانوفي صحيفة "غارديان" البريطانية قال الكاتب باتريك وينتور، إن تحليل بيانات تجارية كشف استمرار تدفق آلاف المعدات العسكرية البريطانية الصنع إلى إسرائيل، بما فيها الذخائر، وذلك رغم حظر التصدير المفروض بسبب الحرب على غزة.
واعتبر الكاتب أن هذه النتائج "تثير تساؤلات بشأن التزام بريطانيا بتعليق تراخيص توريد أسلحة قد تُستغل من طرف إسرائيل في انتهاكات خطيرة للقانون الدولي في غزة".
تراجع الثقة بين أميركا وإسرائيل
وتحدثت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب توقف هجمات أنصار الله (الحوثيين)، وقالت إن هذا الأمر "كشف فجوة مقلقة في التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "ربما أدرك حقيقة أن إسرائيل لم تعد تتقدم أميركا في العهد الجديد"، مشيرة إلى أن ردود فعل المسؤولين الإسرائيليين على إعلان ترامب "تعكس حجم الصدمة".
وختمت "معاريف" بالقول إن مضي الولايات المتحدة في إتمام صفقة من هذا النوع دون إبلاغ حليفتها في المنطقة "يعني تراجعا كبيرا في الثقة بين القيادتين".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جرائم الحرب تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على عملائها الإسرائيليين التوقيع على تعهد بعدم التورط في جرائم حرب قبل السماح لهم بالإقامة، في خطوة غير مسبوقة تعكس احتجاجا مدنيا على جرائم الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
وقال مدير الشركة، كيشي إيس -لوكالة الأناضول- إن القرار جاء في سياق رد فعل شخصي وإنساني على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مشيرا إلى أن صور الأطفال تحت الأنقاض دفعته للتفكير في وسيلة احتجاج قانونية داخل اليابان، حيث يُمنع التمييز ورفض العملاء.
ووصف كيشي -الذي يعمل في إدارة الفنادق منذ نحو 10 سنوات- المجازر الإسرائيلية في غزة بأنها غير مقبولة على الإطلاق، وتتعارض مع القانون الدولي.
وأوضح أنه عمل مدرسا لسنوات عديدة، مضيفا "عندما شاهدت صور الأطفال في غزة، أدركت أنني لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي من دون أن أفعل شيئا".
وأردف كيشي: "كنت أتساءل ماذا يمكنني فعله، ففي اليابان لا يُسمح بالتمييز ورفض العملاء، لذا قمنا باستحداث إجراء خاص بتوقيع هذا التعهد، وهذا أقصى ما يمكننا فعله في إطار القانون".
وأشار إلى أن إدارة الفندق فرضت على زبائنها الأجانب تقديم تعهد بعدم التورط بارتكاب جرائم حرب، لأن القانون يحظر رفض العملاء.
وحول تفاصيل عملية الحجز المعتادة، أوضح كيشي أنه في المرحلة الأولى يأتي العملاء إلى الفندق بحجز مسبق، وخلال التسجيل وجها لوجه، يتحققون من جنسيتهم ومعلومات جواز سفرهم.
إعلانوأضاف "بعد ذلك نتحقق إذا ما كانت الدولة، التي صدر منها جواز السفر، قد ارتكبت جرائم حرب مسجلة لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أم لا".
وتابع "ثم نبرز وثيقة تعهد للزبون تفيد بأنه لم يكن في القوات العسكرية أو الوحدات شبه العسكرية في ذلك البلد خلال الـ10 سنوات الماضية، ولم يرتكب جرائم حرب، ونطلب منه التوقيع عليها".
وتتضمن الوثيقة التعهد التالي "لم أرتكب أي جرائم حرب تنتهك القانون الدولي والإنساني، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الهجمات على المدنيين (الأطفال والنساء، إلخ)، أو قتل أو إساءة معاملة أولئك الذين يستسلمون أو يؤخذون أسرى حرب، أو التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، أو العنف الجنسي، أو النزوح القسري أو النهب، أو أي أعمال أخرى تندرج ضمن نطاق المادة رقم 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
وأوضح كيشي أن إدارة الفندق تطبق هذا الإجراء منذ 6 أشهر، مشيرا إلى أن جميع النزلاء وقعوا على وثيقة التعهد.
ولفت إلى أنهم يستقبلون عملاء من عديد من بلدان العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا وكوريا الجنوبية.
وأضاف أنه لا ينبغي التغاضي عن تجاهل بعض الدول للقانون الدولي وانتهاكه، بالطبع، هذه الجرائم لا تُرتكب في اليابان، وليست مرتبطة مباشرة بحياتنا أو مشاكلنا، مع ذلك، يُلزمنا القانون الدولي، جميعنا بالامتثال له.
وأردف أنه ليس من العدل أن نستمر في اليابان بخدمة الإسرائيليين بابتسامة بعد كل ما فعلوه، لذا نفرض على السياح القادمين من دول ارتكبت جرائم حرب على توقيع وثيقة بأنهم غير متورطين في جرائم حرب.
وأكد كيشي أنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء ما تشهده غزة، مشيرا إلى أهمية عدم المساواة في معاملة من يلتزمون بالقانون الدولي ومن ينتهكونه.
استياء إسرائيليوأفاد كيشي بأنهم تلقوا رسالة من السفارة الإسرائيلية في طوكيو وصفت موقف الفندق بأنه "تمييز".
إعلانوأضاف "نشرنا نص الرسالة على شبكات التواصل الاجتماعي، وحاولنا الرد على الانتقادات"، مضيفا أن هذا الإجراء لا يُخالف أيا من القوانين، وليس تمييزا، فالتمييز يتعلق بأمور لا يُمكننا تغييرها، كالجنسية أو العرق أو الجنس، لكن هذا الإجراء هو رد على أفعال إسرائيل.
ووصف كيشي الهجمات الإسرائيلية في غزة بأنها إبادة جماعية، معربا عن استيائه من موقف الحكومة اليابانية لعدم انتقادها إسرائيل بشكل كاف بعد أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال إن حكومة بلاده تبعث رسائل سلام إقليمية بدلا من تحميل الاحتلال المسؤولية المباشرة، لافتا إلى أن السياسة الخارجية اليابانية تُدار بطريقة تركز على الولايات المتحدة.
وأشار كيشي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُعتقل خلال زيارته إلى المجر مطلع أبريل/نيسان الماضي، رغم أنها دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 172 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.