لخرق العقوبات .. إيران تطالب روسيا والصين بمزيد من التعاون البحري
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
قال يحيى رحيم صفوي، القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني ومستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، إن التعاون البحري الوثيق بين إيران وروسيا والصين يساعد طهران على اختراق حصار 'العقوبات القاسية' الذي يفرضه الغرب.
أضاف: 'من أجل مواجهة العقوبات القاسية التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها، يجب على إيران تعزيز استراتيجية الاقتصاد البحري وتعزيز قوتها البحرية من خلال وجود أسطولها التجاري والعسكري في المحيطات والبحار واستخدام الشبكة'.
وقال المسؤول الإيراني: 'نحن بحاجة إلى ربط المجالين الجيوستراتيجيين البحري والبري. هذه استراتيجية جديدة لأن الموقع الجغرافي لإيران يمنحنا مثل هذه القدرة'.
وشدد صفوي على أن تحديد دور إيران في 'هندسة النظام العالمي الجديد' دون وجود قوي في بحار ومحيطات العالم سيكون مستحيلا.
وزادت الجمهورية الايرانية بشكل كبير من تعاونها الاقتصادي والتجاري والأمني مع جيرانها الأقوياء في أوراسيا في السنوات الأخيرة، وأصبحت قوة اقتصادية وعلمية وعسكرية كبرى في حد ذاتها، وستختبر 'أرجلها البحرية' في عام 2021 ومرة أخرى في عام 2021. عام 2023 مع عمليات نشر رفيعة المستوى للأساطيل الصغيرة في رحلات حول العالم.
وعززت الجمهورية الايرانية تعاونها مع روسيا والصين بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث وقعت اتفاقية تعاون مدتها 25 عامًا مع بكين في عام 2021، ووضعت اللمسات الأخيرة على اتفاقية مماثلة مع موسكو في وقت سابق من هذا العام. وانضمت إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون في يوليو، وانضمت إلى كتلة البريكس يوم الخميس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاتحادية الجمهورية الإيرانية الحرس الثوري الإيراني الحرس الثوري الثوري الإيراني الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات نووية شاقة مستمرة في ظل توجس إقليمي.. إيران: لن نحتاج لأحد
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، إن إيران لن تحتاج إلى أحد إذا انتهت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة دون التوصل إلى اتفاق، مشددًا على قدرة بلاده على الصمود وتجاوز العقوبات، في وقت تتواصل فيه المحادثات النووية بين الجانبين وسط مؤشرات متضاربة.
وأضاف بزشكيان في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية رسمية: "ليس الأمر كما لو أننا سنموت جوعًا إذا رفضوا التفاوض أو فرضوا عقوبات.. لدينا مئات الطرق للصمود"، معتبرًا أن بلاده "لن تخضع لابتزاز دبلوماسي".
وتأتي هذه التصريحات في وقت لم تتوقف فيه المحادثات بشكل رسمي، رغم تعثرها، إذ أكد مسؤولون إيرانيون أن جولة سادسة من المفاوضات بوساطة عمانية لا تزال قيد التنسيق، ما يُبقي الباب مفتوحًا أمام احتمال التوصل إلى تسوية.
ورغم الأجواء الحذرة، وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المحادثات بأنها "جيدة للغاية"، بينما شدد الجانب الإيراني على أن أي اتفاق لا يحترم "حقوق إيران الكاملة" في التخصيب ورفع العقوبات سيكون مرفوضًا بالكامل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن بلاده لن تقبل بتجميد التخصيب حتى لو كان لثلاث سنوات، كما رفض فكرة اتفاق مرحلي مؤقت مع واشنطن، مؤكدًا أن "إيران تنتظر ردًا أكثر وضوحًا من الوساطة العمانية".
قلق إقليمي وترقب حذر
في موازاة ذلك، تتابع الأطراف الإقليمية تطورات الملف النووي الإيراني عن كثب، وعلى رأسها إسرائيل، التي ترى في أي تخفيف للضغوط على طهران تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. وتوعدت القيادة الإسرائيلية بالتحرك "منفردة إذا اقتضى الأمر"، لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.
أما السعودية، التي دخلت في مصالحة هادئة مع طهران عبر الوساطة الصينية، فتسعى إلى ضمانات أمريكية بأن أي اتفاق لن يخل بتوازن القوى الإقليمي، وتحذر من أن "الاتفاق دون رقابة صارمة سيكون بمثابة تأجيل للأزمة لا حل لها".
وتتخوف بعض دول الخليج من أن تؤدي أي مرونة أمريكية في التفاوض إلى تعزيز نفوذ إيران الإقليمي عبر وكلائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار المزمن في المنطقة.
وتبقى نقطة التخصيب الإيراني لليورانيوم، ومراقبة الأنشطة النووية، ورفع العقوبات، من أبرز القضايا التي تقف عقبة أمام إتمام الاتفاق، في ظل خطاب متشدد من الطرفين ومخاوف دولية من انهيار المسار الدبلوماسي بالكامل.
مخطط زمني للمفاوضات النووية الإيرانية
ـ يوليو 2015: توقيع الاتفاق النووي (JCPOA) بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، ألمانيا)، مقابل رفع العقوبات تدريجيًا.
ـ مايو 2018: إدارة ترامب تنسحب من الاتفاق وتعيد فرض عقوبات شاملة على إيران ضمن حملة "الضغط الأقصى".
ـ 2019 - 2020: إيران تبدأ بتجاوز بعض بنود الاتفاق تدريجياً، خصوصًا من حيث نسب تخصيب اليورانيوم والمخزون المسموح به.
ـ يناير 2021: وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض يعيد الحديث عن العودة إلى الاتفاق، وإيران ترحب مبدئيًا ولكن تشترط رفع العقوبات أولًا.
ـ 2021 - 2022: مفاوضات غير مباشرة تنطلق في فيينا برعاية أوروبية، وشهدت عدة جولات دون التوصل لاتفاق.
ـ منتصف 2023: جمود شبه تام في المسار الدبلوماسي بعد التصعيد الإسرائيلي وتحفظات واشنطن على برنامج الصواريخ الإيراني والدور الإقليمي لطهران.
ـ مايو 2025: جولة خامسة في روما بوساطة عمانية؛ محاولات لإحياء المفاوضات وسط خطاب تصعيدي ومواقف متصلبة من الجانبين، مع ترقب لجولة سادسة.
بايدن وترامب والملف النووي الإيراني: نهجان متباينان ورؤية إسرائيلية واحدة
على مدى السنوات الماضية، شكّل الملف النووي الإيراني محورًا رئيسيًا في سياسة الولايات المتحدة الخارجية، وبرز تباين واضح بين نهج الإدارة السابقة بقيادة جو بايدن ونهج إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، في كيفية التعامل مع هذا التحدي.
فبينما اختار ترامب الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي المعروف رسميًا بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA) في مايو 2018، أعاد فرض عقوبات شاملة تحت عنوان "أقصى ضغط"، وسعى إلى خنق الاقتصاد الإيراني، معتبرًا أن الاتفاق غير كافٍ لردع طموحات طهران النووية والإقليمية. كان خطابه السياسي حادًا وتصعيديًا، ولم يُبدِ أي مرونة للتفاوض ما لم توافق إيران على شروط أمريكية صارمة تتعلق بالبرنامج النووي ووقف نشاطاتها الإقليمية.
أما إدارة بايدن، فقد أعربت عن رغبتها في العودة إلى الاتفاق بشروط معدّلة، معتبرة أن التفاوض هو السبيل الأمثل للحد من التخصيب الإيراني تحت رقابة دولية صارمة. الإدارة الحالية تؤمن بالدبلوماسية المتعددة الأطراف، وتدفع نحو مقاربة متوازنة تستند إلى تخفيف تدريجي للعقوبات مقابل التزام إيران بمستويات تخصيب محدودة.
لكن رغم هذا التباين في التكتيك، تتفق الإدارتان على هدف استراتيجي واحد: منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
الموقف الإسرائيلي
على الجانب الإقليمي، تتمسك إسرائيل بموقف ثابت يتجاوز الخلافات الحزبية في واشنطن، وترى في أي اتفاق مع إيران خطرًا على أمنها القومي. وتُعبر تل أبيب، على لسان مسؤوليها السياسيين والعسكريين، عن رفضها لأي تسوية لا تشمل تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية، وتقليص نفوذ طهران في سوريا ولبنان واليمن.
وتخشى إسرائيل من أن يؤدي رفع العقوبات إلى تدفق الأموال على النظام الإيراني، ما ينعكس بدعم أكبر لما تسميه "وكلاء إيران" في المنطقة. وبناء على ذلك، تُجري تل أبيب حوارات أمنية مكثفة مع واشنطن، وتحتفظ بخيارات "عسكرية مستقلة" في حال فشل المسار الدبلوماسي.
بين دبلوماسية بايدن وضغط ترامب، لا تزال طهران تحاول المناورة، بينما تراقب العواصم الإقليمية ـ وفي مقدمتها تل أبيب والرياض ـ التطورات بحذر شديد، مدركة أن مآلات هذا الملف سترسم ملامح معادلات القوة في الشرق الأوسط لعقود مقبلة.