موقع النيلين:
2025-08-12@00:32:09 GMT

من مرضاكم من هم أولياء وصالحون

تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT

في مسيرتي الطبية، وخاصة خلال عملي في مستشفى الشعب التعليمي بالخرطوم، تعلمت من أستاذي بروفيسور داوود مصطفى – رحمه الله – أن علاقة الطبيب بالمريض لا تقتصر على التشخيص والعلاج فحسب، بل هي علاقة إنسانية وإيمانية قد تصلك بأبواب الرحمة وأسرار القبول عند الله.

كنت معتادًا على المرور اليومي على المرضى في عنابر الباطنية والمخ والأعصاب ثلاث مرات: صباحًا في الثامنة، ظهرًا في الثانية، ثم مرور المساء بعد العيادة، ولو كان ذلك في منتصف الليل.


وذات مرة، كان من بين المرضى رجل بسيط المظهر، فقير الحال، يرافقه ابنه وزوجته، كان دائم الذكر، لا تفارق يده المسبحة، وكان كلما زرته دعاني بدعاء .

وفي أحد أيام الجمعة، بعد الصلاة، ذهبت كعادتي لزيارة المرضى، فوجدت سريره خاليًا. علمت أنه تُوفي. وبما أنني كنت أعلم أنه من سكان أمبدة، ذهبت إلى مقابر حمد النيل، القريبة من منزلي، علّي أصادف دفنه، وكانت فرصة لزيارة قبرَي والديّ رحمهما الله.

ما إن دخلت المقابر حتى رأيت جمعًا غفيرًا، يفوق الألف، يشيّعون جنازة. قلت في نفسي: هذه منازل رحمة، فأشركت نفسي في الصلاة والدفن. بعد ذلك، رأيت عددًا من الشيوخ أعرفهم، ملتفين حول صبي يواسونه. اقتربت منهم، فإذا بالصبي هو ابن ذلك المريض الذي كان يرقد عندي في المستشفى.

قرأنا الفاتحة معًا، واحتضنني الصبي وبكى بحرقة حتى تحيّر من حولي. ثم ألقى كلمة مؤثرة أمام الجموع، تحدث فيها عن والده، وشكرني على حسن معاملتي له. عندها اقترب مني شيخ جليل أعرفه، وقال لي: “بعد صلاة الجمعة، غلبني النوم، فرأيت هاتفًا يقول: إن رجلًا من الصالحين سيُدفن اليوم في مقابر حمد النيل، فجئتُ ومعي أكثر من ثلاثمائة من حفظة كتاب الله”.

وقفت لحظتها وأنا مشدوه، أحمد الله على أن شرفني بخدمة هذا الرجل، وأكرمني بحضور جنازته، بل وبأن أُدفن في ذاكرته كطبيب أحسن إليه.

رسالتي لأبنائي الأطباء:
لا تنظروا إلى المريض بعيون المهنة فقط، بل انظروا إليه بعيون القلب والنية. بين مرضاكم من هم أولياء لله لا تعلمونهم، لكن الله يعلمهم. فكونوا رحماء، مخلصين، مراعين لحالهم، فرب دعوة من مريض تُفتح بها لك أبواب السماء، ورب ابتسامة صادقة تُكتب في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون.

واعلموا أن الطب، حين يقترن بالإيمان، يصبح عبادة لا تقل عن قيام الليل، بل قد تفوقه إذا أُخلصت النية.
د.ابشر حسين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أطباء بريطانيون يختبرون لقاحًا جديدًا قد يُحدث تحولًا في علاج سرطان الرأس والرقبة

في تقدم طبي قد يشكّل نقطة تحول في علاج أحد أكثر أنواع السرطان خطورةً، بدأت إنجلترا تجربة سريرية للقاح مبتكر يستهدف الخلايا المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، المسؤول عن الغالبية العظمى من حالات سرطان الرأس والرقبة. اعلان

أطلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) تجربة سريرية جديدة تشمل أكثر من 100 مريض مصاب بسرطان الرأس والرقبة، في 15 مستشفى بأنحاء إنجلترا. وأكدت أن الدفعة الأولى من المرضى تلقّت بالفعل اللقاح التجريبي.

التجربة، التي تنفذها وحدة التجارب السريرية في مدينة ساوثهامبتون، تعد الثالثة من نوعها للقاحات السرطان، بعد برامج مشابهة شملت سرطان الأمعاء والجلد، وأتاحت لـ550 مريضًا المشاركة في تلك الدراسات.

أمل بعلاج جديد

كارول موير، واحدة من أكثر من 11 ألف شخص يُشخَّصون سنويًا بسرطان الرأس والرقبة في إنجلترا، عاشت تجربة العلاج القاسية بعد إصابتها بالمرض، الذي غالبًا ما يتطور في الفم أو الحلق أو الحنجرة.

بعد الجراحة، خضعت موير للعلاج الإشعاعي والكيميائي، وتصف تلك المرحلة بقولها: "كل ما يمكنك فعله هو النهوض من السرير صباحًا للذهاب إلى جلسة العلاج، وكل يوم كان أصعب من اليوم السابق".

ورغم تعافيها، ترى موير أن ظهور لقاح جديد قد يغيّر معاناة المرضى، مضيفة: " نأمل أن يتوفر هذا العلاج قريبًا، لأنني لا أريد لأحد أن يمر بهذه التجربة".

Related من لم يصب بمرض التقبيل؟ فيروس شائع يزيد من خطر الإصابة بالسرطان 5 أضعافطفرة علمية واعدة.. لقاح علاجي جديد يعيد حاسة الذوق والأمل لدى مرضى سرطان اللساندراسة: تغييرات في نمط الحياة قد تنقذ 15 مليون شخص من سرطان الكبد استراتيجية جديدة لمكافحة المرض

رغم ما تحقق من تطور في أساليب علاج سرطان الرأس والرقبة، تظل الحالات المتقدمة من المرض من أعقد التحديات أمام الأطباء، حيث لا يتعدى معدل بقاء المرضى على قيد الحياة لمدة عامين نسبة 50%.

وهذا اللقاح الجديد يستهدف الخلايا المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV-16)، المسؤول عن نحو 95% من الحالات.

البروفيسور بيتر جونسون، المدير السريري الوطني للسرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وأستاذ علم الأورام في وحدة التجارب، يرى أن اللقاح قد يكون تحولًا في علاج السرطان، قائلاً: "سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدام هذا النوع من التطعيم لتوجيه جهاز المناعة للكشف عن السرطانات بشكل أكثر فعالية".

وأضاف: "نعلم أن الأجسام المضادة التي تفعّل الجهاز المناعي فعّالة إلى حد ما، لكننا نعتقد أن توجيهها بشكل أكثر دقة عبر هذه اللقاحات قد يحقق نتائج أفضل".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • أطباء بريطانيون يختبرون لقاحًا جديدًا قد يُحدث تحولًا في علاج سرطان الرأس والرقبة
  • «الإمارات للدواء» تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى الورم النقوي
  • مسلحون يقتحمون مستشفى سوري ويعدمـون طبيباً وسط المرضى
  • خطة تعليمية تدمج أولياء الأمور في تحديد نواتج تعلم الطلاب
  • خطة تعليمية تدمج أولياء الأمور في تحديد نواتج تعلم الطلاب - عاجل
  • حكم تشغيل القرآن الكريم وعدم الاستماع إليه.. الإفتاء تجيب
  • أول رد من أحمد عبد العزيز على رفضه مصافحة مُعجب: “لم أنتبه إليه”
  • بعد فيديو لكلام منسوب إليه.. بيانٌ من وزير الدفاع
  • بالفيديو.. مختص: أولياء الأمور الحلقة الأقوى في تشجيع أبنائهم على عدم الغياب
  • وفيات الأردن، السبت 9-8-2025، إنا لله وإنا إليه راجعون.