في قطاع غزة، حيث يصبح الخوف جزءا من الحياة اليومية للأطفال، تجسد الطفلة الفلسطينية لانا الشريف، البالغة من العمر 10 سنوات، مأساة الطفولة في ظل القصف والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام ونصف العام.

كانت لانا، التي عرفت بجمالها وبراءتها، تعيش حياة هادئة في مدينة رفح إلى أن دمرت الحرب طفولتها، وغزا الشيب رأسها في عمر مبكر، وانتشرت بقع بيضاء في جسدها الهزيل نتيجة الصدمة النفسية الهائلة التي تعرضت لها عندما دمر البيت المجاور لمنزل عائلتها في قصف إسرائيلي.

عاشت لانا بعدها نوبات فزع وكوابيس غزت أحلامها، ما أثر على حالتها الجسدية والنفسية، وأفقدها الشعور بالأمان والطفولة التي تستحقها، فتعبر لانا عن ألمها بحزن قائلة: "الناس لم يعودوا يحبونني كما كانوا من قبل، لم أعد تلك الطفلة الجميلة."

"كنت جميلة… والآن لا أحد يحبني"

الطفلة لانا الشريف 10 سنوات أصيبت بمرض البُهاق نتيجة نوبات هلع وخوف شديد
ناجم عن قــ.. ــصف اســ.. ــرا.ئيلي عنيف???? pic.twitter.com/ewAzv66gAv

— ☠️EMA إيما (@ghost_girl2023) May 10, 2025

هذه الكلمات أشعلت تعاطفا واسعا عبر منصات التواصل، حيث أصبح اسمها رمزا لمعاناة الأطفال في غزة.

بسبب الخوف الشديد من القصـ.ف شابَ شعر الطفلة لانا الشريف، وأُصيبَت بمرض البُهاق.

تحدثوا عن هذه الأوجاع المنسية ليكون الكلام شاهدًا لكم. pic.twitter.com/NdMlfF94AI

— معين الكحلوت , من غزة ???????? ???? (@Moin_Awad) May 10, 2025

إعلان

ومع انتشار المقطع على منصات التواصل دان النشطاء ما تفعله إسرائيل بأطفال غزة قائلين "اغتالوا الطفولة البريئة"، بحسب تعبيرهم، مطالبين بتسليط الضوء على قصة لانا لتوثيق حجم المعاناة التي يقاسيها أطفال قطاع غزة وعائلاتهم.

وعلى منصة إكس كتب العديد من المدونين أن ملامح لانا ليست مجرد صورة، بل هي شهادة حية على الانتهاكات الممنهجة بحق أطفال غزة.

واعتبر بعض الناشطين أن "لانا لم يقتلها القصف، لكن قتلها الخوف وقلة الحيلة في عالم تفتقد فيه الإنسانية."

عمرها عشر سنوات، لكن عيناها تحكيان عن عمرٍ أثقلته الصدمات.
لانا، الطفلة الوحيدة لوالديها، لم ترَ من الحرب إلا ما يُفقد الكبار توازنهم، فكيف بطفلة ما زالت تخط أولى خطواتها نحو الحياة؟
كانت في بيتها حين انهار المنزل المجاور، بفعل صواريخ الاحتلال، ليتحوّل صوت الانفجار إلى رفيق يومي… pic.twitter.com/vCueqbJbBz

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 6, 2025

في ظل الحصار المستمر الذي يفاقم معاناة سكان القطاع، دعا مؤثرون وصحافيون إلى ضرورة فتح المعابر لإخراج الأطفال الذين هم في حاجة ماسة إلى العلاج، مؤكدين أن غياب الإمكانيات الطبية المناسبة داخل غزة يجعل من الصعب معالجة الحالات الطارئة التي تسببها الحرب للصغار.

وقال مغردون إن قصة لانا ليست استثناء فهي تمثل آلاف الأطفال في قطاع غزة الذين عايشوا الموت دون أن يزهق أرواحهم، لكنه "اغتال طفولتهم"، كما وصفها أحد المدونين.

الطفلة الصغيرة لانا الشريف حكاية وجـ ـع أكبر من عمرها لم تُصب بشظايا ص/روخ لكنها أُصيبت بشيء لا يُرى… شيء يُمزق الداخل ويُغير الملامح. الخوف الشديد من القـ ـصف لم يترك لها خياراً… شاب شعرها في لحظات كما لو أن الزمان مرّ بها دفعة واحدة وأصابها مرض "البُهاق"، pic.twitter.com/6Yv0H5wQga

— إيهاب الحلو (@Ehabhelou) May 10, 2025

إعلان

وأضاف آخرون أن قصة لانا الشريف تبقى مثالا مأساويا على الوجه الحقيقي للحرب الإسرائيلية على القطاع، حيث تتحول البراءة إلى خوف، والجمال إلى ألم، والطفولة إلى ذكريات مغتصبة.

وفي الوقت الذي يتداول فيه العالم صور الطفلة عبر الإنترنت، يبقى السؤال الأكبر: متى ينتهي هذا الكابوس الإسرائيلي الذي يطارد جيلا بأكمله في غزة؟>

"كنت جميلة… والآن لا أحد يحبني”..????
شايف #الخوف بس ايش بعمل فقط الخوف ????????
كم مرة خوفنا وخافت اطفالنا في عامين
"كنت جميلة… والآن لا أحد يحبني”.. بهذه الكلمات تصف الطفلة لانا الشريف (10 سنوات) ألمها، بعد إصابتها بمرض البُهاق نتيجة نوبات هلع وخوف شديد، ناجم عن قصـ ف إسر ائيلي… pic.twitter.com/hWliOGkt72

— ثائر البنا، غزة ???????? (@thaeralbannaa) May 10, 2025

ويتحدث تقرير صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتكاب أكثر من 11,859 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية، بينها 2,172 عائلة أبيدت بالكامل بقتل جميع أفرادها.

في خيام تفتقد إلى أبسط متطلبات الحياة، يعيش الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم وأطرافهم معاناة يومية تضاعفها استمرارية القصف وشح الموارد.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات pic twitter com

إقرأ أيضاً:

منظمة بريطانية تتحدث عن فوائد الحرب في محاربة السمنة بغزة.. وإدانة واسعة

تعرضت مجموعة مناصرة للاحتلال الإسرائيلي مقرها المملكة المتحدة، لانتقادات لاذعة لتلميحها إلى أن انخفاض معدلات السمنة الناتجة عن حرب الإبادة ضد قطاع غزة قد يزيد من متوسط العمر المتوقع هناك.

وأدانت حملة التضامن مع فلسطين "PSC" تصريحات منظمة "محامو المملكة المتحدة من أجل إسرائيل" "UKLFI"، التي جاءت وسط تحذيرات من مجاعة في غزة، وأكدت بأنها "مقززة"، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان".

ويضم رعاة منظمة "محامو المملكة المتحدة من أجل إسرائيل" كلاً من قاضي المحكمة العليا السابق جون دايسون، والزعيم المحافظ السابق مايكل هوارد، وديفيد بانيك، المحامي الذي مثّل بوريس جونسون والملكة الراحلة.

“UK Lawyers for Israel” says the 2 million people being deliberately starved in Gaza might actually benefit from being put on a diet

Any comment from the Lords, Ladies and OBEs who cheerfully serve as UKLFI patrons? @BaronessDeech @richardsusskindhttps://t.co/zZn9ncS9ps pic.twitter.com/p9sOt1jcPy — North Herts Palestine Solidarity Campaign (@NHertsPsc) May 9, 2025
وأدلى الرئيس التنفيذي لمنظمة "محامو المملكة المتحدة من أجل إسرائيل"، جوناثان تيرنر، بهذه التصريحات ردا على اقتراح من المقرر مناقشته في الاجتماع العام السنوي للمجموعة التعاونية، يدعو بائعي التجزئة إلى وقف بيع المنتجات الإسرائيلية.


وحثّ تيرنر مجلس التعاونيات على سحب الاقتراح، منتقداً إشارته إلى عدد الضحايا بغزة يُقدّر بـ 186,000.

 في رسالة إلى سكرتير المجموعة التعاونية، كتب تيرنر أن الاستشهاد بالرقم الوارد في رسالة نشرتها مجلة "لانسيت" العام الماضي، والذي كان رقمًا متوقعًا يشمل الضحايا غير المباشرين، "خاطئ ومضلل تمامًا".

وأضاف: "تجاهلت رسالة [لانسيت] أيضًا عوامل قد تزيد من متوسط العمر المتوقع في غزة، مع الأخذ في الاعتبار أن إحدى أكبر المشكلات الصحية في غزة قبل الحرب الحالية كانت السمنة".

وبلغ عدد الشهداء منذ أن بدأت "إسرائيل" هجومها على غزة أكثر من 52,000 شهيد، وفقًا لهيئة الصحة في القطاع، وخلصت دراسة منفصلة نُشرت في مجلة "لانسيت" إلى أن متوسط العمر المتوقع في غزة انخفض بمقدار 34.9 عامًا خلال الأشهر الاثني عشر الأولى من الحرب، أي ما يقرب من نصف (-46.3 بالمئة) مستوى ما قبل الحرب البالغ 75.5 عامًا.

وقال مدير حملة التضامن، بن جمال: "في الوقت الذي يواجه فيه أطفال قطاع غزة خطر الجوع والمرض والموت المتزايد، فإن اقتراح رئيس منظمة "محاميون بريطانيون من أجل إسرائيل" بإمكانية استفادتهم من إنقاص الوزن أمرٌ مُقززٌ للغاية. تُوضح هذه التعليقات المُقززة تمامًا معنى أن تكون "مع إسرائيل" ومدى انحطاط مُدافعيها في محاولاتهم لتبرير الإبادة الجماعية في غزة".


وكتب كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني "Caabu"، على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أن التعليقات تُمثل "آراءً شنيعة". وقال: "يا للطف إسرائيل أن تُجبر 2.3 مليون فلسطيني على اتباع نظام غذائي قسري لتحسين مستويات السمنة لديهم".

ودفعت شكوى تقدمت بها منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" مستشفى تشيلسي وويستمنستر في لندن إلى إزالة عرض أعمال فنية لأطفال فلسطينيين في عام 2023 بعد أن زعمت المجموعة أنه جعل المرضى اليهود يشعرون "بالضعف والمضايقة والتعرض للضحية".

وهددت أيضًا الحكومة البريطانية باتخاذ إجراء قانوني بسبب قرارها تعليق نحو 30 ترخيصًا لتصدير الأسلحة إلى "إسرائيل".

قال تيرنر: "أشرنا أولاً إلى أن الرسالة المنشورة في مجلة لانسيت بتاريخ 20 تموز/ يوليو 2024، والتي يُشير إليها الاقتراح بوضوح، لم تدّعِ مقتل 186 ألف غزّي في الحرب الحالية. مع ذلك، فقد زعمت - دون أساس - أن 186 ألف غزّي من المُرجّح أن يموتوا في نهاية المطاف نتيجةً للحرب".

مقالات مشابهة

  • الحرب العالمية الثانية.. الصراع الدموي الذي يشكل العالم إلى اليوم
  • ترامب يصف الحرب الإسرائيلية على غزة بـالوحشية ويعول على إنهائها
  • ما أبرز الأسلحة الإسرائيلية التي يعتمد عليها الجيش الهندي؟
  • صحف عالمية: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة كارثية وترامب يثير قلق نتنياهو
  • منظمة بريطانية تتحدث عن فوائد الحرب في محاربة السمنة بغزة.. وإدانة واسعة
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • حدث أمنى خطير في حي الشجاعية بغزة والطائرات الإسرائيلية تجلي مصابين
  • نشر صورتين مختلفتين للجوهرة الزرقاء.. ناشط سوداني يوثق للحال الذي وصل إليه إستاد الهلال بعد الحرب
  • ليبرمان يتحضر للانتخابات الإسرائيلية القادمة ويطرح مواقف متناقضة من غزة والأسرى