صراع الماء بين الهند وباكستان.. إلى أين؟
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
رغم توصل الهند وباكستان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، السبت، بعد أيام من التصعيد العسكري بين البلدين، إلا أن معاهدة نهر السند لا تزال معلقة، في ظل غياب توافق واضح بشأن مستقبلها، حسب ما أفادت به وكالة "رويترز" نقلًا عن أربعة مصادر حكومية مطلعة.
وتُنظم معاهدة مياه نهر السند، الموقعة عام 1960 بوساطة من البنك الدولي، تقاسم مياه الأنهار الستة المشتركة بين البلدين.
ويرى خبراء أن انهيار المعاهدة يهدد بمخاطر جسيمة، خاصة على باكستان، التي تعتمد بشكل كبير على تدفقات نهر السند لأغراض الزراعة وتوفير المياه للسكان.
تفاصيل المعاهدة وجذور الأزمةتقسم المعاهدة السيطرة على الأنهار، بحيث منحت الهند حق الاستخدام الكامل للأنهار الشرقية (رافي وبيس وسوتليج)، فيما حصلت باكستان على الأنهار الغربية (السند، جيهلوم، شيناب). لكن الخلافات تصاعدت منذ عام 2016، حين طالبت باكستان بتحكيم دولي بسبب مخاوفها من أن مشاريع هندية للطاقة الكهرومائية ستؤثر على حصتها المائية.
الهند، من جهتها، طالبت بوجود خبير محايد بدلًا من التحكيم، مما دفع البنك الدولي إلى تجميد كلا المسارين. وفي عام 2022، أعاد البنك تفعيل الآليتين بالتوازي، لكن نيودلهي طالبت رسميًا بإعادة التفاوض على بنود الاتفاق، وهو ما رفضته إسلام آباد.
ويؤكد مراقبون أن غياب وسيط دولي فاعل ساهم في تعقيد المشهد، وإبقاء الاتفاقية في حالة جمود حتى الآن.
وقف إطلاق النار.. هل يفتح باب التهدئة؟في تطور لافت، أعلنت الهند وباكستان، يوم السبت، التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار، بعد مواجهات عنيفة بدأت الأربعاء الماضي، إثر غارات جوية هندية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، ردًا على الهجوم في كشمير.
وأكدت وزارة الخارجية الهندية أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، بعد تواصل بين القيادتين العسكريتين في البلدين، مع الاتفاق على استئناف المحادثات مجددًا يوم الإثنين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار إن بلاده "تسعى إلى السلام دون التفريط في السيادة"، مشيرًا إلى جهود دبلوماسية شاركت فيها أكثر من 30 دولة لإيقاف القتال، وتفعيل الخطوط الساخنة بين الجيشين.
الصراع يتجاوز الجغرافياتأتي هذه التطورات في وقت تحذر فيه تقارير دولية من تحول النزاع بين الهند وباكستان إلى ساحة لتنافس تسليحي بين قوى كبرى، وسط تصاعد واردات الأسلحة من الغرب والصين.
وفي حين وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بأنه "كامل وفوري"، لا تزال تساؤلات كبيرة تُطرح حول مصير معاهدة نهر السند، وما إذا كانت التهدئة العسكرية ستُترجم إلى خطوات جدية لإعادة إحيائها، أم أن الأزمة ستبقى حبيسة الخلافات السياسية والمخاوف الأمنية بين الخصمين النوويين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهند باكستان معاهدة نهر السند مياه الأنهار كشمير البنك الدولي الطاقة الكهرومائية التحكيم الدولي وقف اطلاق النار النزاع الحدودي نهر السند رافي بيس سوتليج محمد إسحاق دار ترامب الصراع النووي التوتر الإقليمي التهدئة الوساطة الدولية واردات الأسلحة التنافس الدولي السيادة الغارات الجوية
إقرأ أيضاً:
الهند وباكستان.. ماذا نعلم عن اتفاق وقف إطلاق النار؟
(CNN)-- اتفقت الهند وباكستان، السبت، على وقف فوري لإطلاق النار، مما أوقف بشكل غير متوقع أسوأ قتال منذ عقود بين الجارتين النوويتين، في الوقت الذي بدا فيه أن تبادل الضربات بينهما يخرج عن السيطرة.
ورغم أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان أول من أعلن وقف إطلاق النار، ونسب إليه الفضل في ذلك، إلا أن الهند وباكستان قدمتا روايات متناقضة حول مدى التدخل الأمريكي في الاتفاق، وبعد ساعات قليلة من الإعلان، وردت تقارير عن انتهاكات من كلا الجانبين، مما أثار تساؤلات حول مدة استمراره.
كيف توصلت الهند وباكستان إلى الهدنة؟حوالي الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الهند وباكستان، أعلن ترامب وقف إطلاق النار في منشور على موقع "تروث سوشيال"، قائلا: "بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري"، مهنئًا قادة البلدين على "استخدامهم المنطق السليم والذكاء الكبير".
وبعد ذلك بوقت قصير، زعم وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الهند وباكستان لم توافقا فقط على وقف إطلاق النار، بل أيضًا على "بدء محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد". وأن وقف إطلاق النار جاء بعد أن أمضى هو ونائب الرئيس جيه دي فانس اليومين الماضيين في التحدث مع كبار المسؤولين من كلا البلدين، وبعد دقيقة واحدة، أكدت باكستان سريان وقف إطلاق النار فورًا، وجاء التأكيد الهندي بعد ذلك بوقت قصير.
وصرحت وزارة الإعلام الهندية بأن الاتفاق تم التوصل إليه "مباشرةً بين البلدين"، مقللةً من أهمية التدخل الأمريكي ومتناقضةً مع ادعاء ترامب، كما أكدت الوزارة عدم وجود "قرار" بإجراء المزيد من المحادثات، لكن المسؤولين الباكستانيين أشادوا بواشنطن بشدة، إذ قال رئيس الوزراء، شهباز شريف: "نشكر الرئيس ترامب على قيادته ودوره الاستباقي من أجل السلام في المنطقة".
وصرح مصدر باكستاني مطلع على المفاوضات لشبكة CNNبأن الولايات المتحدة - وروبيو تحديدًا - كان لهما دورٌ أساسي في إبرام الاتفاق، مما يُظهر أن المحادثات كانت محل شك حتى تأكيد الهدنة.
لماذا هذه الروايات المتباينة؟
لا عجب أن هذين الخصمين اللدودين قدما روايات متناقضة حول كيفية التوصل إلى وقف إطلاق النار، ويقول المحللون إن الهند، التي تعتبر نفسها قوة عظمى صاعدة، لطالما قاومت الوساطة الدولية، بينما تميل باكستان، التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، إلى الترحيب بها.
وقالت الباحثة في شؤون الهند وجنوب آسيا في معهد هدسون في واشنطن، الدكتورة أبارنا باندي: "لم تقبل الهند قط الوساطة في أي نزاع، سواء كان بين الهند وباكستان أو بين الهند والصين، أو أي نزاع آخر.. من ناحية أخرى، سعت باكستان دائمًا إلى الوساطة الدولية، لذا سيشيدون بها.." معتبرةً أنها "السبيل الوحيد للضغط على الهند لمناقشة نزاع كشمير وحله".
واتسم القتال الذي سبق وقف إطلاق النار، السبت، بادعاءات وادعاءات مضادة ومعلومات مضللة من كلا الجانبين، والآن بعد توقف الصراع، يكثف الجانبان جهودهما لتشكيل تصورات حول ما حققه القتال وكيف انتهى.
هل سيصمد وقف إطلاق النار؟
رغم تراجع الهند وباكستان عن حافة الهاوية في الوقت الحالي، يبقى أن نرى ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد، إذ سبق واتهم وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، باكستان بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مرارًا وتكرارًا، السبت، بعد سماع دوي انفجارات في الشطرين الخاضعين للإدارة الهندية والباكستانية من كشمير.
كما اتهمت باكستان الهند بارتكاب انتهاكات، لكنها أكدت أنها "لا تزال ملتزمة بالتنفيذ الدقيق لوقف إطلاق النار".
وفي أعقاب مذبحة السياح، أعلن البلدان عن سلسلة من الإجراءات الانتقامية الأخرى: تعليق التأشيرات، وحظر التجارة، بينما علّقت الهند مشاركتها في اتفاقية حاسمة لتقاسم المياه، ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطوات ستُلغى.