الهند وباكستان.. ماذا نعلم عن اتفاق وقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
(CNN)-- اتفقت الهند وباكستان، السبت، على وقف فوري لإطلاق النار، مما أوقف بشكل غير متوقع أسوأ قتال منذ عقود بين الجارتين النوويتين، في الوقت الذي بدا فيه أن تبادل الضربات بينهما يخرج عن السيطرة.
Credit: NARINDER NANU/AFP via Getty Images)
ورغم أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان أول من أعلن وقف إطلاق النار، ونسب إليه الفضل في ذلك، إلا أن الهند وباكستان قدمتا روايات متناقضة حول مدى التدخل الأمريكي في الاتفاق، وبعد ساعات قليلة من الإعلان، وردت تقارير عن انتهاكات من كلا الجانبين، مما أثار تساؤلات حول مدة استمراره.
كيف توصلت الهند وباكستان إلى الهدنة؟حوالي الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الهند وباكستان، أعلن ترامب وقف إطلاق النار في منشور على موقع "تروث سوشيال"، قائلا: "بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري"، مهنئًا قادة البلدين على "استخدامهم المنطق السليم والذكاء الكبير".
وبعد ذلك بوقت قصير، زعم وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الهند وباكستان لم توافقا فقط على وقف إطلاق النار، بل أيضًا على "بدء محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد". وأن وقف إطلاق النار جاء بعد أن أمضى هو ونائب الرئيس جيه دي فانس اليومين الماضيين في التحدث مع كبار المسؤولين من كلا البلدين، وبعد دقيقة واحدة، أكدت باكستان سريان وقف إطلاق النار فورًا، وجاء التأكيد الهندي بعد ذلك بوقت قصير.
وصرحت وزارة الإعلام الهندية بأن الاتفاق تم التوصل إليه "مباشرةً بين البلدين"، مقللةً من أهمية التدخل الأمريكي ومتناقضةً مع ادعاء ترامب، كما أكدت الوزارة عدم وجود "قرار" بإجراء المزيد من المحادثات، لكن المسؤولين الباكستانيين أشادوا بواشنطن بشدة، إذ قال رئيس الوزراء، شهباز شريف: "نشكر الرئيس ترامب على قيادته ودوره الاستباقي من أجل السلام في المنطقة".
وصرح مصدر باكستاني مطلع على المفاوضات لشبكة CNNبأن الولايات المتحدة - وروبيو تحديدًا - كان لهما دورٌ أساسي في إبرام الاتفاق، مما يُظهر أن المحادثات كانت محل شك حتى تأكيد الهدنة.
لماذا هذه الروايات المتباينة؟
لا عجب أن هذين الخصمين اللدودين قدما روايات متناقضة حول كيفية التوصل إلى وقف إطلاق النار، ويقول المحللون إن الهند، التي تعتبر نفسها قوة عظمى صاعدة، لطالما قاومت الوساطة الدولية، بينما تميل باكستان، التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، إلى الترحيب بها.
وقالت الباحثة في شؤون الهند وجنوب آسيا في معهد هدسون في واشنطن، الدكتورة أبارنا باندي: "لم تقبل الهند قط الوساطة في أي نزاع، سواء كان بين الهند وباكستان أو بين الهند والصين، أو أي نزاع آخر.. من ناحية أخرى، سعت باكستان دائمًا إلى الوساطة الدولية، لذا سيشيدون بها.." معتبرةً أنها "السبيل الوحيد للضغط على الهند لمناقشة نزاع كشمير وحله".
واتسم القتال الذي سبق وقف إطلاق النار، السبت، بادعاءات وادعاءات مضادة ومعلومات مضللة من كلا الجانبين، والآن بعد توقف الصراع، يكثف الجانبان جهودهما لتشكيل تصورات حول ما حققه القتال وكيف انتهى.
هل سيصمد وقف إطلاق النار؟
رغم تراجع الهند وباكستان عن حافة الهاوية في الوقت الحالي، يبقى أن نرى ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد، إذ سبق واتهم وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، باكستان بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مرارًا وتكرارًا، السبت، بعد سماع دوي انفجارات في الشطرين الخاضعين للإدارة الهندية والباكستانية من كشمير.
كما اتهمت باكستان الهند بارتكاب انتهاكات، لكنها أكدت أنها "لا تزال ملتزمة بالتنفيذ الدقيق لوقف إطلاق النار".
وفي أعقاب مذبحة السياح، أعلن البلدان عن سلسلة من الإجراءات الانتقامية الأخرى: تعليق التأشيرات، وحظر التجارة، بينما علّقت الهند مشاركتها في اتفاقية حاسمة لتقاسم المياه، ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطوات ستُلغى.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: إقليم كشمير الجيش الباكستاني الحكومة الهندية وقف إطلاق النار الهند وباکستان
إقرأ أيضاً:
الهند وباكستان تتوصلان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد تصعيد عسكري دامٍ
يمن مونيتور/ وكالات
أكدت الهند وباكستان -اليوم السبت- التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، بعد نحو 12 ساعة من بدء الأخيرة عملية أطلقت عليها اسم “البنيان المرصوص” وعقب 4 أيام من مواجهات مسلحة دامية كادت أن تتحول إلى حرب شاملة بين الجارين النوويين.
وجاء الإعلان الأول عن وقف إطلاق النار من طرف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أكد أن الهند وباكستان وافقتا على وقف إطلاق نار فوري.
وأضاف ترامب “بعد محادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري”.
نيودلهي وإسلام آباد تؤكدان
ولاحقا، أكدت وزارتا الخارجية والدفاع في الهند أنه تم التوصل إلى تفاهمات مع باكستان لوقف كل العمليات العسكرية برا وجوا وبحرا، وأن وقف إطلاق النار بين البلدين سيبدأ اليوم الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي.
وكشفت الخارجية الهندية أن القائدين العامين للعمليات العسكرية في كلا البلدين سيجريان محادثات مرة أخرى في 12 مايو/أيار الجاري.
وأكدت أن نيودلهي “حافظت باستمرار على موقفها الثابت الذي لا هوادة فيه ضد الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره”.
وقف فوري لإطلاق النار
ومن جانبه، أعلن نائب رئيس الوزراء الباكستاني وزير الخارجية محمد إسحاق دار عن توصل بلاده إلى اتفاق مع الهند لوقف إطلاق النار وأنه يدخل حيز التنفيذ بشكل فوري، مشيرا إلى أنه أعيد تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين نيودلهي وإسلام آباد.
وأكد إسحاق دار أن هذا ليس اتفاقا جزئيا، بل هو تفاهم كامل لوقف إطلاق النار بين البلدين، وأن نحو 30 دولة شاركت في جهود دبلوماسية نشطة بهذا الشأن، مشيرا في تصريح لقناة “جيو نيوز” أن وزراء خارجية أميركا والسعودية وتركيا شاركوا في محادثات وقف إطلاق النار.
وقال الوزير الباكستاني إن بلاده تسعى دوما للسلام والأمن في المنطقة، دون أن تقدم أي تنازلات عن سيادتها ووحدة أراضيها.
وكانت باكستان شنّت اليوم هجمات مضادة على الهند بعدما تعرّضت 3 من قواعدها الجوية إلى ضربات خلال الليل، وسط مخاوف من تحول النزاع بين الدولتين النوويتين إلى حرب شاملة.
وعقب الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الجانبين، أعلنت هيئة الطيران الباكستانية إعادة فتح مجالها الجوي “أمام جميع الرحلات”.
وقبل أيام، أغلقت باكستان عددا من مطاراتها ثم أعادت فتحها، كما أغلقت مجالها الجوي، على خلفية الهجمات والهجمات المضادة مع جارتها الهند، في خضمّ أسوأ مواجهة عسكرية بينهما منذ عقود.
تطورات سابقة
ويأتي الإعلان عن وقف إطلاق النار، بعد أن تصاعدت الأزمة بين البلدين الجارين بشكل غير مسبوق، إذ أعلنت وزارة الدفاع الهندية أن الجيش الباكستاني عزز قواته على الحدود بين البلدين، وأن قوات باكستانية حاولت التوغل جوا إلى 26 موقعا هنديا.
وأضافت القوات الجوية الهندية أن الجيش الباكستاني قصف قاعدة جوية في البنجاب، مستهدفا منشآت طبية وتعليمية في الشطر الهندي من كشمير.
بدوره، اتهم المتحدث باسم الخارجية الهندية فيكرام ميسري باكستان بشن ما وصفها بحملة تضليل تستهدف بلاده، نافيا ما سماها ادعاءات إسلام آباد بتدمير منشآت عسكرية وأخرى للطاقة.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني أحمد شريف إن بلاده أطلقت عملية عسكرية سمتها “البنيان المرصوص” ردّا على “العدوان الهندي” المستمر منذ 4 أيام.
وقال مصدر عسكري إن الجيش الباكستاني أطلق عددا من صواريخ أرض أرض استهدفت 4 مقار عسكرية هندية. كما ذكرت القوات الباكستانية أن مسيّراتها اخترقت أجواء العاصمة الهندية.
ومن جانب آخر، أشارت هيئة إدارة الكوارث في باكستان إلى أن 13 مدنيا قتلوا وأكثر من 50 شخصا أصيبوا في الشطر الباكستاني من كشمير خلال الساعات الـ12 الماضية.
وفي منطقة جنوب باكستان، ذكر مسؤول محلي أن مطارا في مقاطعة رحيم يار خان تعرض لهجوم بـ3 مسيّرات “انتحارية” هندية.