ثمة بارقة في سماء السودان، هي أن القيادة الحالية تحاول جاهدة استعادة الدولة
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
متاهات سودانية
خارطة السودان اليوم تشتعل، وتحتفل بالفوضى ولكن هل هذه الفوضى والقلاقل سِمة ثابتة من سِمات هذه الخارطة؟! هل هي بأسبابٍ داخلية متجدّدة، وعجز مُزمن عن إنتاج الدولة الصحيحة؟ أو بأسبابٍ خارجية تكمن في المؤامرات ومحاولات اختراق الدولة بواسطة عناصر محلية.
بلادنا تعيش لحظة استثنائية، لحظة تحوّلات كبرى، وصراعات مفتوحة، وتحديات إقليمية مركبة، وحرب ١٥/ابريل ليست كسابقاتها من حروب السودان ، بإمكانها أن تكون علامة فارقة وفرصة تاريخية لإعادة تأسيس الدولة واستعادة زمام المبادرة، وتثبيت موقع السودان كقوة فاعلة لا ساحة تنازع.
كلما انفعل الوجدان الوطني بالقضية، ظهر مرتابون من رفاقنا،بعضهم عجز عن الانتقال من محطة ٢٠١٩م، ويرى البرهان ورفاقه بعين السخط التي تبحث عن العيوب ويسيطر عليها وهم الخيانة .
لقد أدارت القيادة الحالية مرحلة معقدة اتسمت بالتحديات الإقليمية الكبيرة وما فرضته حرب ١٥/ابريل من ضغط متعدد الأبعاد ، سواء سياسياً أو شعبياً أو دبلوماسياً، معادلات جديدة ، تحاول القيادة التغلب عليها للانتقال من الهشاشة إلى التماسك .
التحديات التي نواجهها من العدوان الإماراتي المتكرر على بلادنا ، إلى الانقسامات الداخلية ، إلى التدخلات الإقليمية والدولية التي تهدد ليس فقط أمننا بل إرادتنا الجماعية كأمة.
لذلك يجب الالتفاف حول القيادة الحالية، حتى وإن كانت متعثرة الأداء، قليلة الخبرة في شؤون الحكم والإدارة، ولكنها تمسك بخيوط القضية، وتحظى باعتراف دولي ، تغييرها سيعيدنا إلى النقطة الأولى، وسنهدر وقتاً طويلاً في محاولة النهوض مرة أخرى من بين الركام .
عندما انخرط السودانيين في ثورة ديسمبر ، كانت آمالهم معلقة على تغيير جذري ، يفضي الى واقع جديد معافى ، بدل عودة النور إلى بلادنا، توسع الظلام، وانهار هيكل الوحدة، وباسم التغيير والحرية، شهد السودان أسوأ مرحلة تجهيل، وعسكرة، وتوقف.
نحن بحاجة اليوم إلى خطاب مسؤول، يستند إلى الواقعية السياسية، ويؤمن بأن التضامن من أجل القضية الوطنية لا يعني التطابق، بل تنازل جميل من اجل وحدة الهدف والمصير.
ثمة بارقة في سماء السودان، هي أن القيادة الحالية تحاول جاهدة استعادة الدولة ، من الحرب، من بدد الهدر ومن الأوهام.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القیادة الحالیة
إقرأ أيضاً:
السفيرة الأمريكية بالأقصر: نحتفل بذكرى تأسيس بلادنا الـ250 من قلب التاريخ
أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى مصر، هيرو مصطفى جارج، خلال كلمتها في احتفالية «Pop-Up USA» أمام معبد الأقصر، أن اختيار مدينة الأقصر لبدء احتفالات الولايات المتحدة بذكرى تأسيسها الـ250 يعكس مكانتها الفريدة كمنارة للتراث العالمي وتجسيدٍ بارز لإنجازات الشعب المصري.
وبدأت السفيرة كلمتها بتوجيه الشكر لمحافظ الأقصر المهندس عبد المطلب عمارة على «الترحيب الحار والملاحظات المدروسة»، مؤكدة أن اليوم شهد انتقالًا «من حدث رائع إلى آخر»، وأن وجودها في الأقصر «شرف حقيقي». كما حرصت على تهنئة أهالي الأقصر بمناسبة العيد القومي للمحافظة هذا الأسبوع.
وأضافت جارج: «الأقصر ليست مجرد كنز وطني مصري، بل منارة للتراث العالمي، ومكان يلتقي فيه الماضي بالحاضر. ومن المناسب أن نبدأ احتفالات عيد ميلادنا الـ250 من هنا. صحيح أن 250 عامًا عمر صغير مقارنة بـ7000 سنة من حضارة مصر، لكننا فخورون بسنوات استقلالنا».
وخلال الاحتفالية، أعلنت السفيرة افتتاح أول ركن أمريكي في صعيد مصر بمكتبة مصر العامة، مؤكدة أن المشروع اكتمل في أقل من عام «بفضل التعاون بين المحافظة والمكتبة وفريق السفارة»، وأضافت: «عندما طرحنا الفكرة على المحافظ قال كلمة واحدة: تم».
وقدمت السفيرة الشكر لطلاب وخريجي برنامج ACCESS من صعيد مصر لمشاركتهم وتطوعهم في فعاليات اليوم، كما شكرت المخضرم «بريت ماكلين» مدير “البيت الشيكاغوي” (Chicago House) على دوره الممتد لأكثر من 100 عام في الحفاظ على التراث الثقافي المصري.
وأوضحت جارج أن الرسالة الأساسية للفعالية هي بناء الجسور بين الشعبين، متابعةً: «الولايات المتحدة هنا. نحن نشطون. نحب التفاعل مع مجتمعكم. نحن فخورون بشراكتنا مع مصر، ونعمل من أجل مستقبل من السلام والاستقرار والازدهار المشترك».
كما أشادت السفيرة بالعروض الفنية التي يقدمها Cairo Big Band Society كأول فرقة جاز مصرية تضم أكثر من 15 موسيقيًا، مؤكدة حماسها لمشاركتهم في الاحتفال.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على القيم المشتركة بين مصر والولايات المتحدة قائلة: «القيم التي توحدنا—الحرية، والفرصة، والسعي نحو مستقبل أفضل—ليست أمريكية فقط، بل مصرية أيضًا. وهي تنعكس في شراكتنا القوية بين بلدينا وشعبينا واقتصادينا. دعونا نواصل بناء الجسور معًا».