في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تتصدر القضية الفلسطينية مقدمة جدول أعمال القمة العربية الـ 34 المرتقبة في العاصمة العراقية بغداد، والتي تأتي في ظل تحديات إقليمية متشابكة وملفات سياسية واقتصادية، تشهدها المنطقة في الوقت الراهن.

أبرزها القضية الفلسطينية.. ملفات محورية على طاولة الزعماء العرب

ومن المقرر أن يبحث الزعماء العرب، على طاولتهم العديد من الملفات المحورية التي تشكل أولويات المرحلة، في مقدمتها القضية الفلسطينية، وكذلك الأزمة في السودان، والأوضاع في ليبيا، والتوترات في اليمن، والمسار السياسي في سوريا، والتضامن مع لبنان، فضلا عن ملف التكامل الاقتصادي العربي الذي يشهد اهتماما متجددا في ظل التحديات التنموية.

ومن المتوقع، أن تشهد القمة نقاشًا معمقًا حول سبل تفعيل القرار العربي الخاص بخطة إعادة إعمار القطاع، الذي أُقر في القمة الاستثنائية بالقاهرة يوم 4 مارس الماضي، والذي تعثر في التنفيذ بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي وانهيار التفاهمات الخاصة بوقف إطلاق النار.

قمة بغداد.. رسالة قوية للعالم

من جهته، قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن القمة ستناقش عددًا من الملفات السياسية الحساسة، مشددا على أن القضية الفلسطينية تتصدر جدول الأعمال، باعتبارها قضية العرب المركزية التي لا يمكن تجاوزها رغم محاولات الإلهاء والانشغال.

وأضاف زكي، أن اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، الذي سيعقد يوم الأربعاء تمهيدًا للقمة، سيبحث مشاريع قرارات جوهرية تتعلق بمجمل الأزمات العربية، لافتا إلى أن القمة تمثل في حد ذاتها رسالة سياسية قوية بأن العرب ما زالوا متمسكين بعقد قممهم الدورية رغم الصراعات والاختلافات.

خطة إعمار غزة

وتابع: الخطة العربية لإعمار غزة قائمة ولم تُلغَ، ولكن الظروف الميدانية لم تسمح بتنفيذها، والتمويل ليس العقبة الأساسية، بل غياب البيئة السياسية والأمنية المناسبة.

وأكد أن العراق دولة عربية كبيرة ذات تاريخ مؤثر، ومرّ بتجارب صعبة، لكنه اليوم يستعيد موقعه كفاعل في النظام العربي.

استعدادات بغداد للقمة

واستطرد: بغداد تستعد للقمة بأبهى حُلّة، ووفود الدول العربية تلاحظ حجم التغيير الذي شهدته المدينة في السنوات الأخيرة، على مستوى الأمن والتنظيم والبنية التحتية.

وأشاد زكي، بالمستوى الأمني الذي تعيشه العاصمة العراقية حاليًا، مؤكدًا أن الشعور بالأمن أصبح من المسلّمات بعد أن كان التحدي الأكبر.

وأكد المسئول العربي، أن القمة ستتناول أيضًا ملفات ليبيا، وسوريا، واليمن، والسودان، والتضامن مع لبنان، مشيرًا إلى أن مشروع القرار المتعلق بسوريا يتضمن مقترحات حول دور عربي في المرحلة الانتقالية هناك، وهو لا يزال قيد النقاش في أروقة الجامعة العربية، وقد يتم تعديله بناءً على مواقف الدول والوفد السوري.

الملف الاقتصادي حاضر في القمة العربية

و أوضح، أن الملف الاقتصادي سيكون حاضراً في القمة، لكن بلغة أكثر واقعية، فبدلاً من طرح مشاريع عملاقة، تتجه الدول العربية نحو اعتماد خطوات مدروسة وواقعية نحو تحقيق التكامل الاقتصادي العربي.

وأكد أن هذه الخطوات تُعد أكثر قابلية للتنفيذ في ضوء تفاوت القدرات والتحديات بين الدول، منوها بأن التكامل الاقتصادي لم يعد رفاهية، بل ضرورة لتعزيز الاستقرار ومواجهة الأزمات.

مقترح بإنشاء مجلس وزراء عرب للتجارة

وتابع: من بين المقترحات المعروضة على القمة إنشاء مركز عربي للذكاء الاصطناعي، بناءً على مبادرة عراقية سابقة، وهو الملف الذي تجري دراسته حاليًا تمهيدًا لعرضه على المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته القادمة.

وأردف: مقترح إنشاء مجلس وزراء عرب للتجارة، يُدرس حاليًا بعناية لضمان عدم تعارضه مع المجالس الوزارية المتخصصة، وقد يرى النور رسميًا في الدورة المقبلة للمجلس الاقتصادي.

القمة العربية شأن مستقل

ونفى السفير حسام زكي، وجود أي تأثير للقمة الأمريكية الخليجية المرتقبة على قمة بغداد، مشددا على عدم وجود أي تداخل بينها.

واستكمل: القمة الخليجية الأمريكية حدث مهم، لكن القمة العربية شأن مستقل، ولكل منهما أجندته، ونأمل أن تحقق القمة الخليجية مصالح الدول العربية أيضًا.

ووجه زكي، رسالة دعم للعراقيين قائلاً: نحن سعداء بوجودنا في بغداد ونشد على أيدي العراقيين، فالأمن عاد، والتقدم ملموس، والعراق يستحق أن يكون في واجهة العمل العربي المشترك.

عودة العراق إلى قلب المشهد العربي

ويضفي انعقاد القمة في العراق، على الدورة الـ 34 طابعا رمزيا كبيرا، حيث يرسخ موقع بغداد كمركز عربي يعاد إليه الاعتبار بعد سنوات من الغياب.

ولا يحمل انعقاد القمة في بغداد بعدًا تنظيميًا فحسب، بل يعكس عودة العراق إلى قلب المشهد العربي بعد سنوات من العزلة والتحديات الأمنية والسياسية.

وتشهد العاصمة العراقية بغداد، تحضيرات واسعة النطاق مع اقتراب القمة، لاستقبال الزعماء العرب والوفود الرسمية، في ظل اهتمام إعلامي وشعبي واسع.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يستقبل نظيره العراقي ويستعرضان ترتيبات القمة العربية المرتقبة في بغداد

اتصال هاتفي بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء العراقي لبحث القمة العربية المقبلة

العراق يُسلم الرئيس اللبناني دعوة المشاركة في فعاليات القمة العربية بـ بغداد

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ليبيا السودان القضية الفلسطينية اليمن العراق السفير حسام زكي قمة بغداد القمة العربية الـ34 القضیة الفلسطینیة القمة العربیة الزعماء العرب الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في اجتماع «الاقتصادي والاجتماعي العربي»

أبوظبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة رئيس شركة المستقبل لصناعات الأنابيب لـ«الاتحاد»: «اصنع في الإمارات» تدعم توسع الشركات الوطنية وتعزز الابتكار وزير الاقتصاد يبحث سبل تنمية الشراكة مع التشيك

شاركت الإمارات، في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على المستوى الوزاري، الذي عقد في بغداد، وهو الاجتماع التحضيري للدورة الخامسة للقمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها في جمهورية العراق، بالتزامن مع انعقاد الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة يوم 17 من الشهر الجاري. 
ترأس وفد الدولة المشارك في الاجتماعات عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، نيابة عن معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، وضم جمعة محمد الكيت، الوكيل المساعد لقطاع التجارة الدولية في الوزارة، إلى جانب عدد من المسؤولين. 
وأكد آل صالح أن الإمارات، بفضل توجيهات ورؤية قيادتها الرشيدة، تضع في صميم استراتيجيتها التنموية دعم العمل العربي المشترك والمساهمة الفاعلة في بناء مستقبل مزدهر للمجتمعات العربية، من خلال تبني حلول مبتكرة وتعزيز التنمية المستدامة والشاملة، ولا سيما في القطاعات التي تمثل رهاناً للمستقبل. 
وأوضح، أن الاجتماع سلط الضوء على أبرز المبادرات التي تقدمت بها دولة الإمارات والتي تم تنفيذها على مستوى العالم العربي، وأسهمت في صنع الأمل والمستقبل الأفضل للإنسان العربي، وتأهيل الشباب العربي وتمكينه، وفي مقدمتها «مبادرة صناع الأمل» لتعزيز العمل الإنساني، و«تحدي القراءة العربي» لترسيخ ثقافة القراءة، و«جائزة المعرفة» لدعم البحث والابتكار، و«المدرسة الرقمية» كنموذج رائد للتعلم المستدام، و«جائزة الأم والأسرة العربية المثالية» تكريماً لدور الأسرة، و«الجائزة العربية للإعلام الاجتماعي» ومبادرة «المركز العربي للشباب»، إلى جانب «مبادرة نوابغ العرب» التي تعد الأكبر على مستوى المنطقة لاكتشاف وتمكين أصحاب المواهب الاستثنائية.
وناقش الاجتماع مجموعة من المبادرات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية المهمة، في مقدمتها تطورات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واستكمال متطلبات إقامة الاتحاد الجمركي العربي، بما يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي العربي وتحقيق المزيد من الانفتاح التجاري والاستثماري بين الدول الأعضاء. 
ونوه آل صالح بأهمية المبادرة التي أطلقها معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية تحت عنوان «المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي: نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة»، مؤكداً أن دولة الإمارات تدعم هذه التوجهات وترحب بمشاركة الخبرات ودعم الشراكات في ضوء تجربتها الرائدة في هذا الاتجاه، انطلاقاً من إيمانها بأهمية الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي لعجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي المستقبلية، ودور التكنولوجيا الحديثة كأداة محورية لتعزيز الإنتاجية والارتقاء بقدرات وتنافسية الاقتصادات العربية. 
وقال «نؤكد التزام دولة الإمارات بدعم الجهود العربية كافة الرامية إلى تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، من خلال تبني سياسات مرنة وشراكات فعالة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تشارك في اجتماع «الاقتصادي والاجتماعي العربي»
  • القمة العربية في بغداد والتعاون الاقتصادي العربي المشترك
  • السوداني وأبو الغيط يبحثان آليات تعزيز التعاون العربي
  • تحديات الأمن الغذائي على أجندة القادة العرب في القمة التنموية
  • غداً..اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري ضمن فعاليات قمة بغداد
  • بغداد تستكمل استعداداتها لاستضافة القمة العربية الـ34 تحت شعار “حوار وتضامن وتنمية”
  • السوداني يطلع على فندق ” قلب العالم” في بغداد الذي سيستضيف وفود القمة العربية
  • بغداد تستعد لاستضافة القمة العربية: إشارات على عودة العراق لدوره المحوري
  • اليوم.. بغداد تستقبل أول وفود القمة العربية