صحيفة إسبانية: القمع السياسي يتصاعد في تونس.. لماذا تصمت أوروبا؟
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، تقريرًا، تناولت فيه ما وصفته بـ"تصاعد القمع السياسي في تونس، تحت حكم الرئيس، قيس سعيّد، حيث أصدرت المحاكم التونسية أحكامًا بالسجن ضد معارضين سياسيين، في محاكمات جماعية لم تُشهد البلاد مثلها منذ عهد بن علي".
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "هذه المحاكمات، التي طالت 40 معارضًا بتهمة: "التآمر على أمن الدولة"، تعكس عودة القمع السياسي إلى أسوأ فترات النظام الاستبدادي".
"حملة الملاحقات القضائية التي أطلقها الرئيس سعيّد، بعد إغلاق البرلمان، في عام 2021 انتهت بإدانة وسجن رئيس وزراء سابق. في المقابل، اكتفى الاتحاد الأوروبي بالتعبير عن "أخذ العلم" بما يحدث في تونس، رغم أن هذا البلد يُعتبر حيويًا في التحكم بتدفقات الهجرة القادمة من إفريقيا" تابع التقرير نفسه.
وأضاف: "مع صدور أحكام بالسجن بحق أكثر من مئة معارض في الأشهر الثلاثة الأخيرة، يبدو أن تونس قد عادت لأسوأ سنوات القمع السياسي في عهد زين العابدين بن علي، الذي أُطيح به في 2011 خلال أول انتفاضة شعبية في الربيع العربي".
وأردف: "في هذا السياق، وصل التضييق على المعارضة السياسية إلى ذروته بعد صدور حكم بالسجن لمدة 34 سنة ضد رئيس الوزراء السابق علي العريض في بداية الشهر الجاري، منذ أن بدأ سعيّد حكمه، بعد إغلاق البرلمان في 2021".
وبينت الصحيفة أنّ: "مجموعة من القادة السياسيين الإسلاميين والعلمانيين، إضافة إلى موظفين ورجال أعمال ومثقفين وصحفيين، تم سجنهم أو إجبارهم على المنفى بعد أن تم: إسكاتهم وملاحقتهم"، كما حذر نائب مدير قسم شمال إفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بسام خواجة.
وبحسب التقرير نفسه، نبّهت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من "تزايد الاعتقالات التعسفية"، مشيرة إلى أنّ: "قمع المعارضة قد تصاعد بشكل حاد، منذ أن حلّ الرئيس سعيّد المجلس الأعلى للقضاء في 2022، وهو المؤسسة الوحيدة التي كانت تواجهه، ليقوم بعدها بالاستيلاء على السلطة القضائية عبر إقالة عشرات القضاة".
وأفادت الصحيفة أنّ: "منظمة العفو الدولية أعلنت بعد سلسلة الاعتقالات والمحاكمات ضد أعضاء المعارضة، أن السلطات التونسية شنّت حملة ملاحقة عبر الاستخدام المسيء للنظام القضائي لقمع حرية التعبير والمعارضة السياسية".
واستدركت: "في ختام محاكمة جرت خلف أبواب مغلقة، صدر حكم بالسجن ضد رئيس الوزراء الأسبق علي العريض، البالغ من العمر 69 عامًا، الذي شغل منصب رئيس الحكومة بين 2013 و2014، بالإضافة إلى سبعة قادة آخرين من حركة النهضة الإسلامية في ما يُعرف بقضية: الشبكات الجهادية".
"كان العريض قد اعتقل قبل ثلاث سنوات بتهمة تسهيل مغادرة مئات السلفيين المتشددين للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ودافعت هيئة الدفاع عنه قائلة إن الأدلة ضده غير موجودة، وأكدت أنه كان من دعاة حظر جماعة "أنصار الشريعة" في عام 2013" وفقا للتقرير الذي ترجمته "عربي21".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "حركة النهضة الإسلامية، التي حصلت على أكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات التشريعية لعام 2019 (40.7 بالمئة)، أصبحت الآن محظورة ويقبع قادتها في السجون. كما حكم على زعيمها التاريخي، راشد الغنوشي، البالغ من العمر 83 عامًا، في فبراير/ شباط الماضي بالسجن 22 سنة، بالإضافة إلى 10 سنوات من أحكام سابقة".
وقالت إنه: "قبل ثلاثة أسابيع، أصدرت محكمة مكافحة الإرهاب في تونس، حكمًا بإدانة 40 معارضًا بتهمة "التآمر على أمن الدولة"، في محاكمة جماعية غير مسبوقة منذ عهد بن علي، حيث تراوحت الأحكام الصادرة بحقهم بين 66 سنة سجنًا، وشملت القضية معارضين من خلفيات سياسية متنوعة، لكنهم اتفقوا على رفض الاستبداد والسعي لتحقيق حل ديمقراطي بديل".
ولفتت الصحيفة إلى أنه: "رغم تنوع التهم الموجهة إلى مئات المعارضين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، يؤكد محامو الدفاع والمنظمات الدولية غياب الأدلة القاطعة، موضحين أن السبّب الرئيسي للملاحقات كان الانتقادات السياسية".
إلى ذلك، أضافت الصحيفة أنه: "من بين المحكومين، توجد المعلقة السياسية والمحامية سونيا الدهماني، التي قضت 18 شهرًا في السجن بسبب تصريح ساخر حول ملف الهجرة استند إلى الأزمة الاقتصادية، حيث تم محاكمتها بموجب المرسوم 54 الذي يجرّم "نشر الأخبار الزائفة".
كذلك، حُكم على جايام التركي سرقسة، ذو الجنسية الإسبانية، بالسجن لمدة 48 سنة بعد تنظيمه مأدبة حضرها معارضون وسفراء أوروبيون ناقشوا خلالها مخرجًا للأزمة السياسية، ليتهم لاحقًا بـ"التآمر مع دول أجنبية".
وسلطت الصحيفة، الضوء، على مقترح المفوضية الأوروبية بإدراج تونس ضمن قائمة "البلدان الآمنة المنشأ"، ما يقلل من فرص حصول المواطنين التونسيين على حق اللجوء السياسي في الاتحاد الأوروبي.
وأبرزت: "رغم القلق الذي عبرت عنه فرنسا وألمانيا بعد صدور الأحكام القاسية ضد المعارضين في تونس، اكتفت المفوضية بالتصريح بأنها "تأخذ علمًا" بما يحدث. كما أعربت عن دعمها للاتفاقيات مع تونس التي تهدف إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية مقابل مساعدات مالية".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ: "المحاكمات السياسية لا تزال تضيق الخناق على معارضي الرئيس قيس سعيّد، الذي يُتهم بالاستبداد بعد تركيز السلطة في يديه، وتستند بعض التهم إلى شهادات شهود محميين، فيما تُصر النيابة على وجود: مخطط للتآمر ضد أمن الدولة".
"يواصل سعيّد هجومه على التدخلات الدولية غير المقبولة؛ بينما وصف المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذه المحاكمات بـ:الانتكاسة للعدالة" تابعت الصحيفة الاسبانية.
واختتمت بالقول: "هذه الأحكام تعدّ بمثابة دق آخر المسامير في نعش الربيع العربي، الذي انطلقت موجته من تونس في أواخر 2010 مطالبة بالديمقراطية. وفي البلد الذي كان يُنظر إليه كرمز للانتقال السياسي الناجح، يبدو اليوم أن هذا المسار قد أُجهض بالكامل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية تونس تونس أوروبا الربيع العربي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القمع السیاسی فی تونس إلى أن
إقرأ أيضاً:
بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.. قطر تحكم بالسجن خمس سنوات على زعيم الطائفة البهائية
أثار الحكم بالسجن خمس سنوات على زعيم الطائفة البهائية في قطر جدلاً واسعاً وانتقادات دولية، بعدما اعتبرته منظمات حقوقية انتهاكاً صارخاً لحرية المعتقد. اعلان
حكمت السلطات القطرية الأربعاء 13 آب/أغسطس على زعيم الطائفة البهائية الصغيرة في البلاد بالسجن خمس سنوات، على خلفية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وُصفت بأنها "تشكك في أسس الدين الإسلامي"، وفقاً لوثائق قضائية حصلت عليها منظمة بهائية دولية تتابع القضية.
وأصدرت هيئة من ثلاثة قضاة في المجلس الأعلى للقضاء في قطر الحكم بحق ريمي روحاني، البالغ 71 عاماً، والذي يخضع للاحتجاز منذ نيسان/أبريل الماضي، وفقاً للوثائق التي قدمها مكتب المجتمع البهائي الدولي في جنيف لوكالة "أسوشييتد برس".
ورفض القضاة طلباً من هيئة الدفاع لمنحه الرأفة نظراً لإصابته بمرض في القلب، بحسب الوثائق نفسها.
إدانة من المجتمع البهائي الدوليوصفت سبأ حداد، ممثلة مكتب المجتمع البهائي الدولي لدى الأمم المتحدة في جنيف، الحكم بأنه "انتهاك خطير وجسيم لحق حرية الدين أو المعتقد وهجوم على ريمي روحاني والطائفة البهائية في قطر".
ونشر مكتبها على منصة "إكس" دعوة إلى المجتمع الدولي "لحث الحكومة القطرية على الالتزام بالقانون الدولي وضمان الإفراج الفوري عن السيد روحاني".
وفي رد على استفسار من وكالة "أسوشييتد برس" بشأن الحكم، أصدر المكتب الإعلامي الدولي في قطر بياناً قال فيه: "يكفل دستور قطر حق حرية العبادة للجميع. ويجب أن يُمارس هذا الحق بما يتوافق مع القانون وألا يهدد أو ينتهك الاستقرار والأمن العام. كما يضمن النظام القانوني في قطر حصول جميع الأطراف في أي قضية على الإجراءات القانونية الواجبة والتمثيل القانوني، من دون أي تمييز قائم على العرق أو الدين أو أي وضع آخر".
Related تقرير حقوقي: قطر تمارس التمييز الديني الممنهج ضد طائفة البهائيينبرنامج قطر 365 يستكشف المواقع الأثرية في البلاد، سعياً للعثور على الكنوز المدفونة في البر والبحر البهائيون يحتفلون بالمئوية الثانية لميلاد نبيهم تحذيرات أممية وانتقادات دوليةصدر الحكم بعد أسبوعين فقط من تعبير مجموعة من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن "قلق بالغ" بشأن اعتقال روحاني واحتجازه، واصفين ما حدث بأنه "جزء من نمط أوسع ومقلق من المعاملة غير المتكافئة للأقلية البهائية في قطر".
وقال الخبراء الأمميون إن "مجرد وجود البهائيين في قطر ونشاطهم غير المؤذي على منصة إكس لا يمكن تجريمه بموجب القانون الدولي".
ويُذكر أن روحاني، الذي شغل في السابق منصب رئيس غرفة تجارة قطر، كان قد اعتُقل سابقاً بتهم مرتبطة بعمله في قيادة "المجلس الوطني البهائي" في البلاد، بينها جمع تبرعات روتينية.
أما التهم الأخيرة، التي وُجهت في نيسان/أبريل، فتتعلق بحسابات البهائيين على منصتي "إكس" و"إنستغرام"، والتي تضمنت منشورات عن الأعياد القطرية وكتابات بهائية.
وبحسب وثائق مكتب جنيف، فقد ادعى الادعاء القطري أن هذه الحسابات "تروج لأفكار ومعتقدات طائفة دينية تثير الشكوك حول أسس وتعاليم الدين الإسلامي".
ردود فعل عائلية وانتقادات حقوقيةعبرت نورا روحاني، ابنة ريمي روحاني المقيمة في أستراليا، عبر البريد الإلكتروني عن صدمتها بالحكم قائلة إن القرار "مؤسف وصادم للغاية". وأضافت: "حالتي الصحية في العين تتدهور، وبعد خمس سنوات، حتى لو التقيت به، فلن أكون قادرة على رؤيته على الأرجح".
ويعد القمع أكثر وضوحاً في إيران، التي تحظر الديانة البهائية وتُتهم على نطاق واسع باضطهاد أتباعها. ويشير ناشطون حقوقيون إلى أن الحكومة الإيرانية ضغطت لقمع البهائيين في دول أخرى واقعة تحت نفوذها، بينها اليمن وقطر، التي تشترك مع إيران في أكبر حقل غاز طبيعي في العالم.
تعود جذور الديانة البهائية إلى ستينيات القرن التاسع عشر، حين أسسها بهاء الله، وهو نبيل فارسي يعتبره أتباعه نبياً. ويعتبر المسلمون النبي محمد خاتم الأنبياء وأعظمهم.
ومنذ بداياتها، تعرض أتباع البهائية لانتقادات من رجال الدين الشيعة الذين اعتبروهم "مرتدين". واستمر هذا القمع بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حيث أُعدم أو فُقد العديد من أتباع البهائية.
ويبلغ عدد أتباع البهائية حول العالم أقل من 8 ملايين شخص، تتركز أكبر جماعاتهم في الهند.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة