أبوظبي (الاتحاد)
حققت شركة أبوظبي الوطنية للتأمين، في الربع الأول من عام 2025، صافي أرباح قبل الضرائب بلغ 133.3 مليون درهم، بمعدل نمو 19.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وذلك نتيجة للأداء القوي في مجالي الاكتتاب والاستثمار.
وكانت شركة أبوظبي الوطنية للتأمين، قد أتمت بنجاح عملية دمج شركة أليانز السعودي الفرنسي للتأمين التعاوني في المملكة العربية السعودية بعد الاستحواذ على 51% من أسهمها، وهي تعمل اليوم تحت اسمها الجديد شركة متكاملة للتأمين.

 
وأسهم هذا الإنجاز في دعم استراتيجية التوسع الإقليمي التي تقودها شركة أبوظبي الوطنية للتأمين، وفي تعزيز حضورها القوي في السوق السعودي، وترسيخ دورها فاعلاً رئيساً في تطوير قطاع التأمين على المدى البعيد في المنطقة، فيما سيتم دمج أداء شركة متكاملة للتأمين بالكامل في النتائج المالية للمجموعة، اعتباراً من تاريخ نفاذ الاستحواذ.
وقال الشيخ محمد بن سيف بن محمد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي الوطنية للتأمين، إن الشركة بدأت عام 2025 بأداء متميز بعد الإنجازات القوية التي حققتها في عام 2024 من حيث القدرة على تحقيق النمو الثابت لمختلف قطاعاتها الرئيسة، مع الحفاظ على الانضباط اللازم في عمليات الاكتتاب، ما يظهر قدرتها المستمرة على التكيف والنمو على الرغم من ضغوط الاقتصاد الكلي وظروف السوق المتغيرة. 
وأضاف أن عمليات التوسع الإستراتيجية التي نفذتها الشركة في المملكة العربية السعودية مؤخراً، أكدت على طموحاتها بأن تصبح الفاعل الرئيسي في قطاع التأمين في المنطقة.
من جانبه، قال شارالامبوس ميلوناس، الرئيس التنفيذي للشركة، إنها حققت نتائج مالية قوية مع بداية العام، مدعومةً بمرونة الاكتتاب والانضباط في إدارة التكاليف والتنفيذ الناجح لجهود التوسع الإستراتيجية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شركة أبوظبي الوطنية للتأمين

إقرأ أيضاً:

على خطى الثوار.. معركة الأيام الـ12 التي أعادت كتابة تاريخ سوريا

مع بزوغ فجر الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وحين كانت الأنظار مركزة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بانتظار دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، كانت ساعة جديدة تدق في شمال غرب سوريا، مع إعلان هيئة تحرير الشام بدء عملية واسعة أطلقت عليها اسم "ردع العدوان"، في تحرك عسكري لم يشهد الشمال السوري مثله منذ توقيع اتفاق إدلب عام 2020.

لم يكن أحد يدرك حينها أن ما بدأ كعملية محدودة في ريف حلب الغربي، سيؤدي خلال 12 يوما فقط إلى انهيار عسكري وسياسي غير مسبوق، وانتهاء عملي لنظام حكم استمر أكثر من 50 عاما، وصولا إلى دخول قوات المعارضة العاصمة دمشق فجر 8 ديسمبر/كانون الثاني، وهروب الرئيس المخلوع بشار الأسد نحو روسيا ليكون اللاجئ الأول في سوريا الجديدة.

سقوط النظام السوري لم يكن وليد الساعة، بل نتاج سنوات طويلة من التراكم منذ 2011، حيث تفرقت العائلات وغادر ملايين السوريين البلاد هربا من القمع والموت، في حين ظل جيل كامل ينشأ بعيدا عن الأضواء، أكثر تنظيما وفهما لطبيعة الحرب التي ورثها.

وعلى مدار الأعوام الماضية، بدا المشهد السوري ثابتا عند خطوط وقف إطلاق النار في إدلب الموقعة عام 2020. لكن خلف هذا الهدوء الظاهر، كانت المعارضة تعيد بناء قدراتها تدريجيا، فتجمعت الفصائل المتفرقة في غرفة عمليات مشتركة، وركزت على التدريب والتسليح، وتحولت تدريجيا إلى قوة متماسكة.

في المقابل، كان نظام الأسد يعاني انهيارا داخليا: فالفساد كان ينخر في مفاصل الدولة والاقتصاد بات يحتضر في ظل انغماس قيادات الدولة في تجارة الكبتاغون التي أصبحت مصدر تمويل رئيسي لشبكات الولاء داخل الجيش والأجهزة الأمنية، هذا التوازن الهش انهار في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بعد قصف مدفعي للنظام استهدف مدينة أريحا في إدلب، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، مما شكل الشرارة التي فجرت المشهد كله.

خلال 12 يوما استطاعت قوات إدارة العمليات المشتركة إسقاط نظام الأسد (الجزيرة)27 نوفمبر- الشرارة الأولى

مع ساعات الصباح، أعلنت هيئة تحرير الشام بدء العملية ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية في ريف حلب الغربي، بإدارة "العمليات المشتركة"، التي ضمت عدة فصائل معارضة.

إعلان

خلال ساعات، توسعت رقعة العمليات لتشمل ريف إدلب الشرقي والغربي، ليرد النظام بقصف مدفعي وجوي على أريحا وسرمدا، بينما كانت الفصائل تحقق اختراقا سريعا وغير متوقع على الأرض، يعكس سنوات من التحضير غير المعلن.

بحلول نهاية اليوم الأول، اهتزت خطوط التماس التقليدية للمرة الأولى منذ 4 سنوات، وظهرت بوادر تحول كبير في موازين القوى.

مسيرات الشاهين ساعدت في تمهيد الهجوم البري وكسر خطوط الدفاع (مواقع التواصل)الشاهين الحاسم

ولعبت طائرات "الشاهين" المسيرة دورا حاسما في عملية "ردع العدوان"، بعدما وفرت للمعارضة السورية قدرات نوعية في الاستطلاع وتحديد الأهداف وتوجيه الضربات الدقيقة، مما أسهم في إضعاف خطوط دفاع قوات النظام وتحقيق تقدم ميداني ملحوظ.

ميدانيا، مكنت "الشاهين" المعارضة من رصد تحركات قوات النظام عبر التصوير الحي، وتوجيه نيران المدفعية بكفاءة أعلى، وتنفيذ هجمات مباشرة عبر ذخائر انتحارية استهدفت دبابات وتحركات مدرعة.

وساعدت هذه المسيرات في تمهيد الهجوم البري وكسر خطوط الدفاع، إلى جانب دورها في الحرب النفسية عبر إسقاط منشورات هدفت إلى زعزعة معنويات القوات المقابلة.

أما على المستوى الإستراتيجي، فقد منحت "الشاهين" الفصائل تفوقا تكتيكيا قائما على تعطيل تحركات النظام وتقليل الحاجة لعمليات استطلاع برية مكلفة، مما جعلها أحد الأسلحة التي غيرت قواعد الاشتباك، وتأتي فعاليتها نتيجة تنوع مهامها بين الاستطلاع والقصف والعمليات الانتحارية، وقدرتها على حمل متفجرات كبيرة تصل إلى نحو 100 كيلوغرام.

قوات عملية ردع العدوان وصلت إلى قلعة حلب يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 (مواقع التواصل)28–29 نوفمبر- السيطرة على الطريق الدولي وسقوط سراقب

في اليوم الثاني، نجحت الفصائل في قطع الطريق الدولي "إم 5" الرابط بين دمشق وحلب، في اختراق مهم، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، تقدمت المعارضة نحو مدينة سراقب الإستراتيجية، الواقعة على مفترق طرق "إم 4" و"إم 5″، وسيطرت عليها سريعا، مما أعاق أي تعزيزات برية للنظام نحو حلب.

في الوقت ذاته، بدأت معركة شاملة داخل مدينة حلب، حيث اقتحمت المعارضة أحياء رئيسية مثل الحمدانية والجميلية وصلاح الدين، ووصلت إلى قلب المدينة، ومع حلول فجر 30 نوفمبر، كانت قلعة حلب ومقر المحافظ وبعض المراكز السيادية قد سقطت بالكامل، في حين ترك النظام خلفه مخازن ضخمة من الأسلحة الثقيلة، بينها دبابات تي 90، منظومات دفاع جوي، مروحيات، وطائرات في مطاري حلب ومنغ.

الشرع خلال رئاسته القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية (مواقع التواصل)30 نوفمبر-5 ديسمبر: الطريق إلى حماة

بعد سقوط حلب، تقدمت المعارضة نحو محافظة حماة، مسيطرة على عشرات البلدات المحيطة، حينها حاول النظام تحصين دفاعاته في جبل زين العابدين، في حين نفذت القوات الروسية غارات عنيفة استهدفت مخيمات ومستشفيات في إدلب وحلب.

في 5 ديسمبر/كانون الأول، سقطت مدينة حماة بالكامل، وهي المرة الأولى منذ 2011 التي يفقد فيها النظام السيطرة على "عاصمته الوسطى"، مما شكل ضربة معنوية وسياسية، تلت ذلك سيطرة المعارضة على مدن وبلدات أخرى مثل محردة والسلمية، عبر اتفاقات مع وجهاء الطائفتين المسيحية والإسماعيلية، مما عزز نفوذ المعارضة في الوسط السوري.

6–7 ديسمبر: الجنوب يشتعل

امتدت المعارك إلى الجنوب السوري، لتشمل محافظتي درعا والسويداء، حيث أعلنت المعارضة السيطرة على درعا بالكامل، في حين انسحبت قوات النظام تدريجيا من السويداء والقنيطرة.

إعلان

في الوقت نفسه، دخلت حمص ومدينة الرستن في مرمى العمليات، لتشكل معركة مفصلية لسيطرة المعارضة على عقدة النقل الكبرى في البلاد. بحلول مساء 7 ديسمبر/كانون الأول، سيطرت الفصائل على حمص بالكامل، بما في ذلك ميادينها والمسجد الكبير، بالإضافة إلى القصير، المدينة الحدودية ذات الأهمية الإستراتيجية بين النظام وحلفائه في لبنان.

التحولات الكردية في الشرق

ومع ارتباك النظام شمال غرب سوريا، وسقوطه في الوسط والجنوب، وسعت قوات سوريا الديمقراطية نفوذها شرق البلاد.

وسيطرت على مواقع في مطار حلب الدولي وبلدتي نبل والزهراء، قبل أن تفقدها مؤقتا لصالح المعارضة، لكنها لاحقا استغلت انسحاب قوات النظام من عدة مناطق، لتستعيد السيطرة على دير الزور، الميادين، البوكمال، والحدود العراقية.

قوات المعارضة السورية كانت على مشارف دمشق يوم 7 ديسمبر/كانون الأول 2024 (مواقع التواصل)8 ديسمبر-دخول دمشق وسقوط النظام

مع بزوغ فجر 8 ديسمبر/كانون الأول، ضربت المعارضة الطوق الأخير حول دمشق. وانهارت خطوط النظام من الجنوب والشرق والغرب، ومع حلول الظهيرة دخلت قوات المعارضة العاصمة، واستولت على:

مطار المزة العسكري.  قصر الشعب.  مبنى الإذاعة والتلفزيون.  وزارة الدفاع ورئاسة الأركان.

في ذلك اليوم، فتحت أبواب سجن صيدنايا الموصدة منذ سنوات، وخرج الآلاف من المعتقلين، في مشهد رمزي لإنهاء فترة طويلة من القمع.

وألقى قائد "إدارة العمليات العسكرية" في سوريا حينها والرئيس السوري الحالي أحمد الشرع خطابا في الجامع الأموي، أكد فيه أن "النصر للسوريين جميعا، وأن البلاد تتسع لكل أبنائها". وفي الوقت ذاته، أكد المقدم حسن عبد الغني "تحرير مدينة حمص بالكامل"، مما يعني اكتمال السيطرة على الشمال والوسط والجنوب.

وعقب خطاب الشرع أعلن رئيس الحكومة السورية السابق محمد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب، في حين غادر الرئيس المخلوع بشار الأسد البلاد على متن طائرة إلى قاعدة عسكرية روسية في شمال البلاد ومنها إلى العاصمة موسكو حيث يعيش الآن كلاجئ.

تحول تاريخي

ويرى مراقبون أن ما حدث بين 27 نوفمبر/تشرين الثاني و8 ديسمبر/كانون الأول ليس مجرد سلسلة معارك، بل تحول تاريخي أعاد رسم خريطة سوريا. خلال 12 يوما، اجتمعت عوامل سياسية، عسكرية، واجتماعية على مشهد واحد:

نظام فقد شرعيته وقوته بعد عقود من الحكم الاستبدادي.  معارضة متماسكة، منظمة، وجاهزة عسكريا وسياسيا لتولي زمام الأمور.  شعب لم يتخل عن حلم الحرية رغم سنوات التشريد والقمع.

البداية كانت صغيرة، شرارة في ريف حلب، لكنها سرعان ما انتشرت لتشمل كل المحافظات تقريبا في 12 يوما، سقطت المدن الكبرى واحدة تلو الأخرى: إدلب، حلب، حماة، حمص، درعا، السويداء، حتى دمشق، وهو انهيار لم يسبق له مثيل منذ انقلاب حافظ الأسد عام 1970.

خروج آلاف المعتقلين من سجن صيدنايا فور سقوط نظام الأسد (مواقع التواصل )أبعاد المعركة الإنسانية

العملية أدت إلى نزوح أكثر من نصف مليون سوري، وفق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر. وتم إصدار مناشدات عاجلة لحماية المدنيين والعاملين في الإغاثة، ومرافق الرعاية الصحية، والبنية التحتية الأساسية.

قتل خلال المعارك أكثر من 600 شخص منذ انطلاق العمليات، بينهم مدنيون وعسكريون، في حين أظهرت الضربات الجوية الروسية السورية المشتركة قدرة هائلة على تدمير مخازن الأسلحة ومواقع الفصائل، لكنها لم توقف تقدم المعارضة، مما يعكس ضعف إستراتيجيات النظام الداخلي.

ويرى مراقبون أن سوريا بعد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 ليست كما كانت قبل 27 نوفمبر/تشرين الثاني. ما بدأ في إدلب بتظاهرة مسلحة ضد النظام في ريف حلب، انتهى بسقوط دمشق واستعادة آلاف المعتقلين حريتهم، ليبدأ فصل جديد من تاريخ البلاد.

إعلان

ويشدد المراقبون على أن سقوط النظام مثل نهاية فصل طويل من القمع، وبداية مرحلة مليئة بالفرص والتحديات. فسوريا التي أراد النظام لها أن تموت، نهضت من تحت الركام، حاملة إرث الصمود والتطلعات الشعبية التي لم تنطفئ عبر أكثر من 14 عاما من الحرب والدمار.

مقالات مشابهة

  • "الصناعات الوطنية" تبرم اتفاقية تمويل بـ 489 مليون دولار
  • أوبك بلس.. تخرج بقرار حول مستويات الإنتاج خلال الربع الأول من العام القادم
  • كيف حوّل شكري نعمان أمن الحوبان إلى شركة جباية داخل مصنع “كميكو”؟ومن هي الشبكة التي تحميه من التغيير ؟
  • أوبك+ تتمسك بمستوى الإنتاج النفطي المقرر في الربع الأول من 2026
  • رئيس كلية لندن لاقتصاديات الطاقة يتوقع قدرا من الاستقرار بالأسواق
  • خطة تحوّل كبرى جديدة لمطار الملك خالد الدولي تنطلق خلال الربع الأول من العام القادم 2026
  • الخطوط الجوية الليبية: أسطول الشركة غير معني بالتوجيه الفني الطارئ الصادر عن شركة إيرباص
  • بتوجيهات رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يعتمد صرف حزمة المنافع السكنية الثالثة لعام 2025 للمواطنين في أبوظبي
  • شركة أمنية تعلن استثمار 300 مليون دينار لتعزيز البنية الرقمية
  • على خطى الثوار.. معركة الأيام الـ12 التي أعادت كتابة تاريخ سوريا