لجريدة عمان:
2025-06-29@23:07:54 GMT

عن زكريا محمد.. الرحيل والصدمة

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

عن زكريا محمد.. الرحيل والصدمة

ترك رحيل الكاتب والمفكر والشاعر الفلسطيني زكريا محمد العام الماضي صدمة في الرأي العام الثقافي الإبداعي الفلسطيني، صدمة لن يكون بالإمكان تفادي آثارها حتى الآن، فقد ترك الفراغ الذي أعقب الرحيل عجزا أو تخبطا في تفسير ما يجري بغزة الآن، وتفسير زكريا ليس أي تفسير، ورأيه السياسي ليس أي رأي، يمزج الغائب العظيم في مادته السياسية بين السخرية والتاريخ والحاضر والجرأة والجغرافيا والتراث، ولا يغيب عن ناظريه في كل تفكيره البوصلة التي تحكم أفقه: فلسطين وحريتها وعلمانيتها ووحدتها وحقها في الاستقلال والعودة والسيادة.

لم يكن زكريا شاعرا وباحثا في الأديان والتراث، فحسب، كان أيضا فنانا تشكيليا ونحاتا وروائيا وكان محللا سياسيا من الطراز الفريد، الفريد بالمعنى المقاوم والمعارض لكل ما يجري من سقوط متتابع في وحل الهزيمة، لكنه لم يكن من أنصار الشعارات والبلاغة وعقلية المغامرة، والمتاجرة في الدين واستخدامه للسيطرة على الحياة والفنون خصوصا، وقد واجه أكثر من مرة مواقف إسلاميين رفضوا أو هاجموا الحريات العامة، ومنعوا عروضا فنية، وكتبوا ضد الحق في الاحتفال بالحياة والفن.

طيلة حياته وقف زكريا مع الحق في المقاومة لكنه أيضا كان من الداعين الى التأمل العلمي في المشهد الاقليمي والعالمي، وإلى التركيز على الوحدة الوطنية، ولم يكن هذا العملاق فقط محلل أحداث ذكي ومتابع، كان شجاعا جدا في كتابة رأيه ومواقفه عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك، كان يتلقى يوميا عشرات الرسائل الشاتمة والمهددة والمجهولة ولم يكن من الصعب معرفة مصدرها، وقد تعرض أكثر من مرة للاعتقال والتهديد من أكثر من طرف. ما الذي سيستذكره المئات من المريدين في ذكراه الأولى القادمة، في أغسطس القادم، يا ترى؟ كيف سيفكرون بغيابه،؟ قبل أسابيع صدر عن دار الأهلية بعمّان كتاب (رسائل الى زكريا) للكاتب الغزي خالد شاهين، شاهين يعيش الآن في غزة، في خيمة صغيرة مع أهله وعائلته، منذ رحيل العملاق لم يتوقف عن الكتابة عنه والاقتباس، شاهين يعتبر زكريا صوت الفلسطينيين المقموع، وصاحب النص الشعري المقاتل، والذهن النقدي المغسول بالحب والغضب، وقد أمطره في كتابه رسائل حب وإعجاب وحنين وتحسر على أيام كان الأسد فيها يزأر دون توقف، في وجه الخراب والبلادة واستخدام قضية البلاد لمصالح شخصية وحزبية.

هل هذا إحياء ذكرى مبكر، لأنظف ما أنجبته فلسطين من مفكرين وشعراء عضويين غير قابلين للبيع والشراء، هل هو حنين شخصي لأيام جميلة قضيتها مع زكريا الانسان؟

هل هو استغاثة بزكريا الميت ليتدخل تحليلا ومقاومة وعلما في هذه المقتلة اليومية لأطفالنا في غزة؟.

لي مع زكريا قصة شخصية لن تعرفوا زكريا إلا منها وسأختم بها:

في ٢٠٠٧ قطعت إسرائيل رواتبنا كاملة، كان أبي يصرف عليّ، يناولني كل صباح عشرة شواقل، كنت أسكن في غرفة صغيرة قرب السفارة الكندية برام الله، لا قهوة في بيتي ولا خبز، زارني مرة زكريا محمد، فاعتذرت له: لا قهوة في بيتي يا زكريا سامحني، فابتسم مهونا عليّ الأمر. قائلا: كلنا نعاني ولا يهمك.

في صباح اليوم الثاني، جئت الى غرفتي قادما من بيتي في المخيم، دفعت باب البرندا الزجاجية بيدي ودخلت لفتح باب الغرفة،ففوجئت بخمس ورقات نقدية من فئة المئة شيكل متناثرات على أرض (البرندا) فاستنتجت أن زكريا العظيم قد جاء ورماها لي تضامنا مع قهوتي وخبزي، رأيته بعد الحادثة بأيام فشكرته على ال ٥٠٠ شيكل، لكنه أنكر أنه هو الذي رماها لي، قائلا: المهم زبّطت حالك؟.

على مدى سنوات طويلة منذ ٢٠٠٧ كان آخرها قبل شهرين فقط ظللت أشكر زكريا قائلا له: شكرا على الخبز شكرا على القهوة شكرا لأنك من بلادنا.

وظل مصرا ضاحكا يقول: ( يا زلمة انت ما ازهقت, مش أنا مش أنا).

لم أقل لزكريا أبدا أن صاحبة البيت بعد يوم واحد من الحادث فقط حذرتني وهي ترتجف من شخص طويل وبشعر أبيض رأته من الطابق الثاني وهو يفتح نافذة (البرندا) ويرمى شيئا ما.

مع السلامة يا حبييي يا زكريا.

وشكرا على الخبز والقهوة والشعر، ووجودك في بلادنا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لم یکن

إقرأ أيضاً:

الوداع ليس بعيدا.. مصطفى شلبي على أعتاب الرحيل عن الزمالك

لم يحسم الزمالك مصير اللاعب مصطفى شلبي بشكل رسمى حتى الوقت الحالى، لا سيما أن الإدارة تنتظر المدير الفنى الجديد الذى سيكون صاحب القرار الأول والأخير فى تحديد مصير معظم لاعبى الفريق.

وزادت أنباء رحيل مصطفى شلبي، لاعب فريق الكرة الأول بنادى الزمالك، عن القلعة البيضاء فى الانتقالات الصيفية الحالية، فى ظل استعداد أكثر من نادٍ للحصول على خدمات اللاعب، أو دخوله ضمن صفقات تبادلية مع أندية أخرى يرغب الفارس الأبيض فى الحصول على لاعبين من صفوفهم.

وشارك مصطفى شلبي طوال مشواره مع الزمالك فى 102 مباراة، سجل من خلالها 15 هدفا، وصنع 15 هدفا.

بينما شارك شلبي مع الزمالك فى الموسم المنقضى 2024 - 2025، فى 37 مباراة، سجل خلالها 6 أهداف، وصنع هدفين فقط.

هل يكمل شيكابالا المشوار أم يغادر؟

من جانب آخر، لا يزال غموض مصير محمود عبد الرازق شيكابالا قائد الزمالك، سواء بالاستمرار مع الفريق فى الموسم الجديد أو إعلان قرار الاعتزال بشكل نهائى.

وحال اتخاذ الفهد الأسمر قرار اعتزال الساحرة المستديرة هذا الموسم سيكون اللاعب الرابع الذى يودع غرفة خلع ملابس الزمالك، بعد محمد عبد الشافى، الظهير الأيسر الذى أعلن اعتزاله كرة القدم، والتونسى حمزة المثلوثى الذى رحل بنهاية عقده، وأحمد مصطفى زيزو الذى انتقل للأهلى بنهاية عقده.

ترك مجلس إدارة الزمالك لشيكابالا، البالغ من العمر 39 عامًا، حرية اتخاذ القرار بشأن استمراره مع الفريق أو اعتزاله، دون أي ضغوط من الإدارة.

ومن المقرر أن يحسم شيكابالا قراره النهائي بشأن الاعتزال من عدمه خلال الأسبوع الجاري، حيث إن مجلس الإدارة يترك الأمر للاعب احترامًا وتقديرًا لمسيرته، علمًا بأن تعاقده مستمر حتى نهاية الموسم الجديد.

ويعتبر شيكابالا من أساطير القلعة البيضاء في العصر الحديث، كما أنه الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ الزمالك برصيد 18 لقبًا.
 

طباعة شارك الزمالك مصطفى شلبي نادى الزمالك شيكابالا

مقالات مشابهة

  • وسام أبو علي يقترب من الرحيل.. عرضان بقيمة 4 ملايين دولار على طاولة الأهلي
  • نجم برشلونة يحسم موقفه من الرحيل
  • الوداع ليس بعيدا.. مصطفى شلبي على أعتاب الرحيل عن الزمالك
  • حسم موقف الشناوي وأشرف داري من الرحيل عن الأهلي
  • إسلام صادق:وسام ابو علي يخطر الأهلي برغبته في الرحيل بعد تلقيه عروضا خارجية مغرية
  • ميتروفيتش يقترب من الرحيل عن الهلال
  • تير شتيجن يُغلق باب الرحيل ويتمسك ببرشلونة رغم الإغراءات الفرنسية
  • أزمة عطش تضرب دواوير سيدي إفني وسكان على حافة الرحيل
  • بلها: الاتفاق الأمني خطوة مهمة لكنه يواجه تحديات قانونية
  • وسام أبو علي يقترب من الرحيل عن الأهلي مقابل عرض ضخم