ترامب يفاجئ واشنطن.. رفع العقوبات عن سوريا يربك وزارتي الخارجية والخزانة
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
في مشهد أربك دوائر صنع القرار في واشنطن، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “قنبلة سياسية” من قلب الرياض، بإعلانه عزمه رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، دون أي تنسيق أو إشعار مسبق حتى لكبار مسؤولي إدارته، القرار المفاجئ قلب الطاولة على وزارتي الخارجية والخزانة، وفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول نوايا واشنطن وتحول محتمل في سياساتها تجاه دمشق.
ووفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” عن أربعة مسؤولين أميركيين مطلعين، فإن القرار أُعلن دون إشعار مسبق للإدارات المختصة بالعقوبات، التي لم تتلق أي مذكرات رسمية أو تعليمات داخلية من البيت الأبيض قبل التصريح العلني للرئيس.
وبحسب المصادر، سارع كبار المسؤولين في الخارجية والخزانة إلى دراسة تبعات القرار المفاجئ، خاصة أن بعض العقوبات تعود إلى أكثر من أربعة عقود، مما يجعل عملية رفعها معقدة وتستلزم شهوراً من الإعداد الفني والقانوني.
وأكد مسؤول كبير أن البيت الأبيض لم يصدر أي توجيه رسمي بشأن الخطوة، مما ترك فرق العمل في حيرة حول كيفية التنفيذ، وما إذا كانت ستُرفع العقوبات بشكل شامل أو جزئي، ومتى يُتوقع بدء هذه العملية.
وجاء الإعلان بعد لقاء ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، في تطور لافت فتح باب النقاش مجدداً حول مستقبل العلاقات الأميركية السورية.
وقال أحد مسؤولي البيت الأبيض إن قرار الرئيس يهدف إلى “منح سوريا فرصة لمستقبل أفضل”، فيما لم تُصدر وزارتا الخارجية والخزانة أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن آلية التنفيذ أو الجدول الزمني المتوقع.
هذا وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على سوريا منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتوسعت هذه العقوبات بشكل كبير منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، بهدف الضغط على النظام السوري بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين.
وتشمل هذه العقوبات قيودًا اقتصادية ومالية، وتجميد أصول، وحظر تعامل الشركات الأميركية مع كيانات سورية محددة، بموجب قوانين مثل “قانون قيصر” الذي دخل حيّز التنفيذ في عام 2020.
وعلى مدار السنوات الماضية، كانت واشنطن تعتمد العقوبات كأداة رئيسية للضغط السياسي على دمشق، دون مؤشرات جدية على التراجع عنها، رغم دعوات عربية وأوروبية لإعادة دمج سوريا في المشهد الإقليمي والدولي.
وجاء إعلان ترامب في توقيت حساس، وسط تحولات في الموقف العربي تجاه سوريا، حيث أعادت بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، فيما تسعى أطراف إقليمية كالسعودية وتركيا إلى إنهاء العزلة السياسية المفروضة على سوريا من خلال الوساطات والدفع نحو تسوية شاملة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا دونالد ترامب سوريا حرة سوريا وأمريكا الخارجیة والخزانة
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأميركي إلى سوريا: دمشق تجري محادثات بهدوء مع إسرائيل
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك في مقابلة مع الجزيرة، إن الإدارة السورية الحالية تجري محادثات بهدوء مع إسرائيل حول كل القضايا.
وبينما اعتبر باراك أن حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع لا تريد الحرب مع إسرائيل، دعا في حديثه للجزيرة إلى إعطاء فرصة للإدارة السورية الجديدة.
اعتبر باراك في منشور سابق على حسابه بمنصة إكس، أن ولادة سوريا الجديدة تبدأ بالحقيقة والمساءلة والتعاون مع المنطقة، وأن سقوط نظام بشار الأسد فتح باب السلام، وأن رفع العقوبات سيمكّن الشعب السوري من فتح الباب واستكشاف الطريق نحو الازدهار والأمن.
وأكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، في وقت سابق، أن "رؤية الرئيس دونالد ترامب إزاء سوريا مُفعمة بالأمل وقابلة للتحقيق".
وبعد عقود من علاقة مضطربة، تظهر الإدارة الأميركية الحالية انفتاحا على دمشق، خصوصا بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض في 13 مايو/أيار الماضي، ونتج عنه قرار رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.