عواصم "رويترز" "أ ف ب": قال مصدر عسكري أوكراني إن روسيا وأوكرانيا بدأتا اليوم عملية تبادل كبيرة لأسرى الحرب بينهما، في عملية جرى الاتفاق عليها خلال أول محادثات مباشرة بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن العملية اكتملت بالفعل، لكن كييف وموسكو لم تؤكدا ذلك، في حين قال المصدر العسكري الأوكراني إنها لا تزال جارية.

واتفقت روسيا وأوكرانيا خلال محادثات استمرت ساعتين في إسطنبول الأسبوع الماضي على تبادل 1000 أسير، لكنهما لم تتفقا على وقف إطلاق النار الذي اقترحه ترامب.

وكان تبادل الأسرى هو الخطوة الملموسة الوحيدة نحو السلام التي اتفق عليها الجانبان في محادثاتهما في إسطنبول.

وكتب ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال "تهانينا للجانبين على هذه المفاوضات. هل يمكن أن تفضي إلى أمر كبير؟"

يُعتقد أن مئات الآلاف من الجنود من كلا الجانبين أصيبوا أو قتلوا في أعنف حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية لكن لم ينشر أي من الجانبين أرقاما دقيقة لخسائره في الأرواح. ولقي أيضا عشرات الألوف من المدنيين الأوكرانيين حتفهم نتيجة حصار القوات الروسية وقصفها للمدن الأوكرانية.

وتقول أوكرانيا إنها مستعدة على الفور لوقف إطلاق نار لمدة 30 يوما لكن روسيا تقول إنها لن توقف هجماتها حتى تلبى شروطها أولا. ووصف أحد أعضاء الوفد الأوكراني هذه الشروط بأنها "غير قابلة للتنفيذ".

وكان ترامب، الذي غير السياسة الأمريكية من دعم أوكرانيا إلى قبول نوع منا بالرواية الروسية للحرب، قد قال إنه قد يشدد العقوبات على روسيا إذا عرقلت موسكو اتفاقا للسلام. لكن بعد حديثه مع بوتين الاثنين، قرر عدم اتخاذ أي إجراء في الوقت الحالي.

وتقول موسكو إنها مستعدة لمحادثات سلام بينما يستمر القتال، وتريد مناقشة ما تسميها "الأسباب الجذرية" للحرب، بما يشمل مطالبها بتنازل أوكرانيا عن المزيد من الأراضي ونزع سلاحها ومنعها من التحالفات العسكرية مع الغرب. وتقول كييف إن ذلك يعادل الاستسلام وسيتركها بلا دفاع في مواجهة أي هجمات روسية في المستقبل.

المانيا تحض الصين

حضّ المستشار الألماني فريدريش ميرتس الجمعة الرئيس الصيني شي جينبينغ على دعم الجهود الغربية الرامية إلى التوصل إلى هدنة في أوكرانيا في أول مكالمة هاتفية بينهما منذ تولي ميرتس منصبه في وقت سابق من هذا الشهر.

وجاء في بيان صادر عن مكتب المستشار أنه أبلغ شي "بالجهود المشتركة التي تبذلها أوروبا والاتحاد الأوروبي لتحقيق وقف سريع لإطلاق النار في أوكرانيا"، وأنه حضّ الصين على "دعم هذه الجهود".

وقالت برلين إن الزعيمين "أكدا استعدادهما للعمل كشريكين لرفع التحديات العالمية".

وبحسب البيان الرسمي الصيني بشأن الاتصال، دعا شي إلى علاقات "مستقرة وقابلة للتنبؤ" بين البلدين.

وأشار شي أيضا إلى أن "العالم يشهد اليوم تحولات متسارعة غير مسبوقة منذ قرن، إذ تتقاطع التغيرات مع فوضى في الوضع الدولي".

وأكّدت الحكومتان الصينية والألمانية أن الزعيمين "شددا على أهمية العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والصين".

ولطالما كانت الصين سوقا رئيسية للصادرات الألمانية، لكنها أصبحت في الوقت نفسه منافسا قويا لعمالقة الصناعة الألمان التقليديين، خاصة في قطاع السيارات.

شكوك لافروف

أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة شكوكا بأن يكون الفاتيكان مكانا محتملا لإجراء محادثات السلام مع أوكرانيا.

وأعربت الولايات المتحدة وإيطاليا والفاتيكان عن أملها في أن تستضيف المدينة هذه المفاوضات.

وقال لافروف "سيكون من غير اللائق كثيرا بالنسبة إلى دول أرثوذكسية أن تناقش على أرضية كاثوليكية مسائل تتعلق بإزالة الأسباب الجذرية (للصراع)"، متهما كييف "بتدمير" الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.

وأضاف "بالنسبة إلى الفاتيكان نفسه، لن يكون من المريح، في ظل هذه الظروف، استضافة وفود من دول أرثوذكسية".

وقالت إيطاليا إن البابا ليو الرابع عشر مستعد لاستضافة محادثات السلام بعدما اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفاتيكان مكانا لإقامتها.

من جهته، أوضح الكرملين أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن مكان الجولة المقبلة من المحادثات مع أوكرانيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، بعدما اجتمعت موسكو وكييف لإجراء محادثات في إسطنبول الأسبوع الماضي.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة إن مكان انعقاد المحادثات "لا يمكن أن يقرره طرف واحد .. يجب أن يحظى بموافقة الجانبين"، مضيفا "في الوقت الحالي، لا يوجد قرار أو اتفاق بشأن موقع المفاوضات المقبلة".

وأشار إلى أن "هذا القرار سيتم اتخاذه عندما يحين الوقت المناسب".

وتسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 في ابتعاد الأوكرانيين عن البطريركية الروسية في موسكو.

وبالتالي، أنشأت كييف كنيستها الأرثوذكسية الخاصة، المستقلة عن موسكو، عام 2018 وحظرت الفرع المدعوم من روسيا للكنيسة الأرثوذكسية بعد الهجوم الروسي عام 2022.

وتأسست الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعد الانشقاق بين الشرق والغرب عام 1054، ومنذ ذلك الحين أصبحت العلاقات بين موسكو والفاتيكان فاترة. ولم يقم أي بابا بزيارة روسيا على الإطلاق.

إسقاط 12 مسيرة

أعلنت روسيا الجمعة أنها أسقطت 112 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، استهدفت منطقة موسكو خصوصا في هجمات جوية على روسيا لليوم الثالث على التوالي، أدت إلى تعطيل عمل عدة مطارات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إنه منذ الساعة 17,00 بتوقيت غرينتش الخميس، "دمرت منظومات الدفاع الجوي واعترضت 112 طائرة مسيرة أوكرانية"، 24 منها كانت تتوجّه إلى موسكو.

وفي منطقة ليبيتسك، على مسافة نحو 450 كيلومترا جنوب شرق موسكو، تسبب تحطم طائرة مسيرة في منطقة صناعية في مدينة يليتس باندلاع حريق أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح، بحسب ما قال حاكم المنطقة إيغور أرتامونوف على تلغرام.

وتستخدم موسكو وكييف طائرات مسيّرة متفجرة بشكل يومي تقريبا في الإطار المواجهة بينهما منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.

ومنذ الأربعاء، يكثف الجانبان هذه الهجمات، واستهدفت مسيّرات أوكرانية العاصمة الروسية التي نادرا ما كانت هدفا حتى الآن، ما أدى إلى توقف مطاراتها عن العمل مرات عدة.

ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى الآن دعوات إلى وقف إطلاق النار صدرت عن كييف وواشنطن ودول أوروبية.

ويحتل الجيش الروسي نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية وتشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.

منع خطة الأوروبي

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للإذاعة الرسمية اليوم إنه يتعين منع خطة الاتحاد الأوروبي لحظر واردات الطاقة الروسية "بكل الوسائل".

وأعلنت المفوضية الأوروبية في وقت سابق هذا الشهر أنها ستقترح إجراءات قانونية للتخلص بشكل تدريجي من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز والغاز الطبيعي المسال الروسيين بحلول نهاية عام 2027. وعارضت سلوفاكيا والمجر اللتان تعولان على إمدادات النفط والغاز الروسية، الإجراء المقترح.

وقال أوربان "علينا أن نسعى جاهدين لوقف هذا المسعى الأوكراني لحظر الغاز الروسي بشكل تام عن أوروبا. ينبغي أن نمنع ذلك بكل الوسائل. فلا طائل من وجود خط أنابيب ما لم يُسمح لنا بنقل أي غاز عبره".

وأضاف أنه إذا عوض الاتحاد الأوروبي المجر عن تكلفة حظر الطاقة الروسية، فإن الحكومة ستكون "منفتحة على المفاوضات" بشأن هذه المسألة.

ولا تزال سلوفاكيا والمجر تستوردان الغاز والنفط من روسيا، ودخلتا في خلاف مع أوكرانيا بشأن قرارها وقف تدفقات الغاز الروسي عبر أراضيها مع نهاية عام 2024.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بدء عملية تبادل أسرى واسعة النطاق بين روسيا وأوكرانيا تشمل ألف سجين لكل دولة

(CNN)-- قال مصدر أوكراني مطلع، إن عملية تبادل أسرى واسعة النطاق بين روسيا وأوكرانيا تجري حاليا، وبدأت عملية التبادل، الجمعة، ومن المتوقع أن تتبادل كييف وموسكو مئات الأسرى.

وبحسب الاتفاق، من المقرر أن يفرج كل طرف عن 1000 سجين.

واتفقت روسيا وأوكرانيا على عملية التبادل هذه خلال اجتماع الأسبوع الماضي في إسطنبول بتركيا، حيث أجرى البلدان لأول مرة محادثات مباشرة على أي مستوى منذ 3 سنوات.

وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إطلاق سراح ما يقرب من 400 سجين أوكراني في عملية تبادل أسرى، الجمعة، مؤكا بيانا أصدرته وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق.

وقال زيلينسكي عبر تيليغرام: "نعيد مواطنينا إلى ديارهم. تم تنفيذ الجزء الأول من اتفاق تبادل 1000 سجين مقابل 1000 سجين... 390 شخصا اليوم".

وأضاف زيلينسكي أنه من المتوقع أن يستمر التبادل خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال الرئيس الأوكراني: "شكا لكل من ساهم، وكل من عمل على مدار الساعة لضمان عودة الأوكرانيين إلى ديارهم... فلنواصل عملنا الدبلوماسي لإتاحة هذه الخطوات".

وكما كان الحال مع عمليات التبادل السابقة، لم يكن متوقعا أن تُعلن السلطات الأوكرانية والروسية عن حدوثها بشكل علني إلا بعد اكتمالها. إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خالف هذا التقليد، الجمعة، وأعلن عن عملية التبادل على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء حدوثها.

ويعتبر الاتفاق على إطلاق سراح 1000 أسير من كل جانب النتيجة المهمة الوحيدة للاجتماع بين كييف وموسكو في إسطنبول الأسبوع الماضي، والذي كان أول لقاء مباشر بين الجانبين بعد فترة وجيزة منذ الغزو الروسي الشامل وغير المبرر لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

وفي البداية، اقترح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عقد اجتماع إسطنبول ردا على "إنذار نهائي"، إما بوقف إطلاق النار أو فرض عقوبات، تم توجيهه إلى موسكو من قِبل حلفاء كييف الأوروبيين - والذي اعتبره العديدون محاولة واضحة من زعيم الكرملين لتشتيت الانتباه.

وأعلنت هيئة تنسيق معاملة أسرى الحرب الأوكرانية، وهي إدارة حكومية، بأن عملية التبادل التي جرت في 7 مايو/أيار الجاري، والتي شهدت عودة أكثر من 200 جندي أوكراني إلى بلادهم، كانت خامس عملية تبادل هذا العام والرابعة والستين منذ بداية الغزو الروسي الشامل.

وأضافت الهيئة في ذلك الوقت أنه تم إطلاق سراح 4757 مواطنا أوكرانيا منذ مارس/آذار 2022.

وطالبت أوكرانيا وحلفاؤها روسيا بالموافقة على وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في إسطنبول، وهو ما لم يحدث.

كما عرضت كييف إجراء محادثات مباشرة بين الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.

مقالات مشابهة

  • روسيا تفرج عن 390 أوكرانياً في المرحلة الأولى من صفقة تبادل "1000 مقابل 1000"
  • روسيا وأوكرانيا تعلنان عن أكبر عملية تبادل أسرى منذ اندلاع الحرب
  • بدء عملية تبادل أسرى واسعة النطاق بين روسيا وأوكرانيا تشمل ألف سجين لكل دولة
  • ترمب يعلن إتمام عملية تبادل كبيرة لسجناء بين روسيا وأوكرانيا
  • ترامب: اكتمال «عملية صخمة» لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
  • هل تُعيد روسيا «1000 جندي أسير» إلى أوكرانيا بعد تدخل ترامب لإنهاء الحرب؟
  • اتفاق تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا هو الأكبر منذ 3 سنوات.. هذه تفاصيله
  • رويترز: أوكرانيا تقدم قائمة تبادل أسرى الحرب إلى روسيا
  • الفاتيكان يعرب عن استعداد البابا لاستضافة «مفاوضات السلام» بين روسيا وأوكرانيا