هجوم بالحجارة على مقر الحزب الكردي في جناق قلعة
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – تعرض مقر أمانة حزب المساواة الشعبية والديمقراطية الكردي في مدينة جناق قلعة للرشق بالحجارة أثناء انعقاد اجتماع داخلي. لم يُسفر الهجوم عن إصابات، لكنه تسبب في أضرار مادية. وأعلنت محافظة جناق قلعة عن القبض على المشتبه به، A.A (34 عامًا)، ووضعه تحت الاحتجاز.
ووقعت حادثة الهجوم حوالي الساعة 14:30، حيث أقدم شخص يرتدي قبعة بيضاء على تحطيم نوافذ المقر بحجرين كبيرين، وفقًا لما نقلته وكالة “ميزوبوتاميا”.
وبينما لم تُسجل أي إصابات جراء الهجوم، انتشرت قوات الشرطة في مكان الحادث وأجرت تحقيقات أولية، مع مراجعة كاميرات المراقبة في المنطقة.
من جهتها، علقت المحامية “زيلان ليفنت أوغلو” على الحادث قائلة: “الهجوم الذي استهدف مقر حزب المساواة الشعبية والديمقراطية في جناق قلعة كان مُخططًا له ومتعمدًا، ونعتقد أنه لا يقتصر على شخص واحد فقط. في مثل هذه الظروف، فإن الكشف عن جميع تفاصيل هذا الهجوم دون ترك أي علامات استفهام له أهمية سياسية واجتماعية بالغة، بالإضافة إلى الجانب القانوني. نحن على تواصل مع السلطات المختصة، وسنواصل متابعة التحقيق بدقة حتى يُحاسب جميع الجناة والمحرضين”.
أصدرت محافظة جناق قلعة بيانًا أكدت فيه تلقي بلاغ عن إتلاف زجاج مقر الحزب بإلقاء الحجارة، مشيرة إلى أن التحقيقات كشفت عن هوية الجاني. وجاء في البيان: “تم القبض على المشتبه به A.A. في وقت قصير من قبل عناصرنا، وبدأت الإجراءات القانونية اللازمة بحقه”.
Tags: المساواة الشعبية والديمقراطيةتركياجناق قلعةالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: المساواة الشعبية والديمقراطية تركيا جناق قلعة جناق قلعة
إقرأ أيضاً:
بين خيار الديكتاتورية والديمقراطية الفاشلة
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
منذ بدء الخليقة والإنسان يبحث عن إلهٍ يعبده ويستعين به ويلجأ إليه، وهي حالة فطرية- على ما يبدو- فُطر الإنسان عليها ليبحث عن قوة تفوق قوته ليستعين بها في الشدائد ومُلمات الدهر.
لذا رأينا هذا الإنسان عبر تاريخه يبحث عن الإله في الطبيعة أولًا، متمثلًا في الشمس والقمر، وتقديس الظواهر والمنافع؛ كالنار والبقر، وصولًا إلى عصور الرسالات السماوية بجلاء دعواتها كأديان سماوية، وكذلك رموز التنوير والإصلاح ومؤسسي الأديان الوضعية كالبوذية والهندوسية وغيرها، والتي لم تخرج في تعاليمها العميقة عن جوهر الفطرة والرسالات السماوية، من حيث الدعوة إلى الصلاح والخيرية في العمل والعبادة.
ومنذ نشوء المجتمعات وتحولها من مكونات صغيرة وتشكلها إلى ما يُشبه تكتلات المجتمعات الكبيرة والدولة في القرون المتأخرة، أتتْ الحاجة إلى منظومات وقواعد بشرية تنظم العلاقات بينهم وتحفظ الحقوق لهم؛ حيث نشأت الفرضيات وتعددت النظريات لتحقيق ذلك الهدف بصورة تواكب عصر الدولة وأطوارها ومراحلها وتتناغم معه.
العالم اليوم- وخاصة بشقه الغربي- في حيرة حقيقية في بحثه عن "إلهٍ" جديد مُعاصر يُلبي متطلبات الدولة ويحافظ على حقوق الشعب، ويعصم الدولة من الانهيار في عصر العولمة وإعلام الشعوب؛ فقد اختُبرت نظريات الديمقراطية الغربية في موضعين قريبين جدًا، وهما جائحة "كورونا" و"طوفان الأقصى"؛ حيث تبين للعالم مدى هشاشة الديمقراطية الليبرالية الغربية، وحجم غياب الدولة الوطنية في مفاصلها، ومدى حاجتها للإصلاح والتغيير بعد التراجع الشعبي الكبير في الإقبال على صناديق الاقتراع واعتبارها زبونية سياسية بامتياز.
خروج الملايين من الفرنسيين إلى الشارع لأكثر من عامين لم يُغيِّر شيئًا من نهج الحكومة وسياساتها، كما كشف عن حجم الفجوة والجفوة بين الشارع والمؤسسات التي تدعي تمثيل الشعب والحرص على مصالحه والصالح العام للدولة. ثم أتى "طوفان الأقصى" ليُزلزل عروش ونظريات الديمقراطية الليبرالية في الغرب، وليظهر حجم القمع والبطش المُدخر لدى الحكومات الغربية لمواجهة المطالب التعبيرية والمعيشية الشعبية التي تندرج تحت مظلة الحقوق والحرية والديمقراطية.
البُعبُع الذي يلوح به الغرب عادة لقمع معارضي ممارسات الديمقراطية البشعة، هو العودة إلى الديكتاتورية، رغم ممارسة الساسة في الغرب لها بلا وعي؛ حيث يتجلى التفرد بالسياسات والقرار والمصير إلى حد كبير. والديكتاتورية شكل من أشكال الحكم المُطلق؛ حيث تكون سُلطات الحكم محصورة في شخص واحد أو مجموعة معينة كحزب سياسي أو دكتاتورية عسكرية. وهي حالة مطلوبة لضبط الدولة وتخطي الفلتان بعد الحروب الخارجية أو الأهلية أو تشظي الدولة وغياب هيبتها. وفي التاريخ نماذج عدة من الديكتاتورية بأنواعها المُستبِد والمُستنير، والتي بفضلها تم الحفاظ على الدولة وتحقيق القوة والتنمية بها ومن أمثال ذلك: بيسمارك في ألمانيا وستالين في روسيا وحكم العسكر في كوريا الجنوبية والجنرال فرانكو في إسبانيا، وكذلك لي كوان في سنغافورة ومهاتير محمد في ماليزيا كنماذج للديكتاتور المُستنير.
كتب العديد من المفكرين في الغرب كتب تحمل تشريح علمي للديمقراطية وما وصلت إليه من حاجة للتغيير والتطوير، ولعل من أبرزها كتاب "الديمقراطية.. الإله الذي فشل" لهانز هيرمان هوبا (وهو اقتصادي ألماني أمريكي)، والذي يصف به الديمقراطية بـ"الإله الذي فشل" في تحقيق غايات الناس والدولة العصرية.
وكذلك كتب "نهاية الديمقراطية" و"نهاية ديمقراطية تايشو" و"نهاية الديمقراطية الموجهة" و"نهاية الديمقراطية ماري جيهينو" و"الإسلام والديمقراطية" و"اختراع الديموقراطية".
العالم اليوم في مُفترق طرق حقيقي- وإن لم يُعلن عن ذلك- في بحثه عن نظريات وأدوات تواكب عصره وتلبي رغبات الشعوب وتطلعاتها نحو تحقيق العدالة والحرية والحفاظ على الدولة الوطنية بأقل التكاليف على الدولة والمجتمع مقارنة بالديمقراطيات الحالية بكافة أنواعها.
قبل اللقاء.. الشعوب اليوم لم يعد همها أن تحكم؛ بل كيف تُحكم.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر