حجاج بيت الله الحرام يؤدون ركن الحج الأعظم
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
في هذا اليوم الأغر، تتحد أصوات حجاج بيت الله الحرام في تلبيتهم لنداء الحق سبحانه «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».
هذه الكلمات المباركة تخرج من الألسن النقية التي تلهج بها حناجر حجاج بيته العتيق سواء أثناء سيرهم إلى مقصدهم أو عند وقوفهم اليوم على جبل عرفات في مشهد إيماني فريد، ودلالة على منزلة هذا الدين العظيم، الكل يلبي نداء المولى عز وجل في لحمة تدلنا على أن جميع المسلمين هم أخوة متحابون متماسكون مهما اختلفت ألوانهم ودولهم ولغاتهم، فالكل أتى من كل صوب وحدب تلبية لما فرضه الله تعالى عليهم من الواجبات الدينية، فما أجملها من كلمات يرددها كل حاج وهو في كل حالاته «لبيك اللهم لبيلك».
إنه والله ليوم عظيم خالد في حياة كل مسلم منّ الله عليه بالحج هذا العام، ولكم تسر العيون التي ترافق تنقل الحجاج من مشعر إلى آخر، كما تتعمق الصورة أكثر في اليوم الأغر بوقوف حجاج بيت الله تعالى على جبل الرحمة بعرفات.
المشهد له دلالات كثيرة، والصور التي تنقلها وسائل الإعلام المختلفة اليوم تجعل كل من يتابع تصعيد الحجيج تأخذه العبرات ويتمنى بأن يكون إلى جوارهم في هذا اللحظة المباركة، الكل يقف بين يديه سبحانه رافعا يديه لا تكف ألسنتهم من الدعاء والتضرع والبكاء والتوبة.
هذه الوقفة المطولة يتمناها كل مسلم حيث تختلط فرحة «المكان والزمان»، فربما مثل هذه اللحظات التي يعيشها المرء قد لن نكتب لصاحبها أن يقفها مرة أخرى، وربما ينالها من يمد الله في عمره ويسير أمور حجه مرة أخرى، لذا لا يجب تفويت هذه الفرصة الغالية، فمن خلالها يتقرب الحاج أكثر إلى مولاه سبحانه بالرجاء والإخلاص لوجه الكريم والتوبة وطلب المغفرة عما بدر منه من خطايا وآثام.
عندما نسمع صوت تلبية الحجاج عبر المذياع والتلفاز وهم يرددون «لبيك اللهم لبيك.. لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ»، نعيش أجواء الحج الأعظم عن قرب، فبهذا الدعاء المبارك ترتج جنبات مخيمات عرفات منذ ساعات الصباح الباكر من هذا اليوم المبارك، التاسع من ذي الحجة، إنه يوم خالد وحاضر في ذاكرة الأمة الإسلامية، يوم مهم في ركن الحج.
لكم تتوق نفوسنا نحو تلك الأراضي الطاهرة، وكم نتمنى أن نكون الآن معهم هذا العام نشاطرهم فرحتهم بأداء هذا الركن الإيماني، في مشهد اليوم نرى كيف تلهج ألسن الملايين من الحجاج التي أتت من كل فج عميق، جاؤوا محمّلين بأوزار الدنيا وما فيها من خطايا وذنوب، وقفوا خاضعين مستسلمين لمولاهم على جبل الرحمة «ملبين مهللين» يرجون من الله الرحمة والمغفرة والقبول، سائلين الله أن يعودوا إلى ديارهم كيوم ولدتهم أمهاتهم أنقياء من أي رجس دنيوي أو خطأ بشري.
يجمع رجال الدين والفقهاء على أن «في يوم عرفة سر عظيم من أسرار الله سبحانه وتعالى، ويختص به الله أمة النبي صلى الله عليه وسلم سواء للواقفين على جبل عرفة أو ينتظرون النفرة من مزدلفة». إنه والله لمشهد مهيب، فهنيئا لهم هذه السعادة التي هم فيها، ونسأل الله أن يتقبل منهم صالحات الأعمال ويثيبهم ويجزيهم خير الجزاء على تحمّلهم لمشقة السفر وأداء المناسك والشعائر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لبیک اللهم على جبل
إقرأ أيضاً:
حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم
العُمانية: مع بزوغ فجر اليوم التاسع من ذي الحجة 1446هـ، بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد إلى صعيد عرفات الطاهر، في أجواء إيمانية مليئة بالتلبية والدعاء، ويتطلعون في هذا اليوم، الذي يمثل ركن الحج الأعظم، إلى طلب المغفرة والرحمة والعتق من النار، متضرعين إلى الله عز وجل، وهم يرددون: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".
وواكبت قوافل الحجيج إلى مشعر عرفات جهود أمنية وتنظيمية دقيقة، تضمنت خطط تصعيد وتفويج الحجاج، إلى جانب تقديم الإرشادات اللازمة وتوفير متطلبات السلامة.
وتتجلى هذه الجهود في تنسيق حركة الحجاج لضمان سلاسة أداء المناسك في هذا المشعر العظيم.
ويؤدي الحجاج اليوم في مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين، اقتداءً بسنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم.
ويستمر الحجاج في الذكر والدعاء والتضرع إلى الله، مستغلين ساعات الوقوف بعرفات التي تُعد من أعظم لحظات الحج، حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الحج عرفة".
وبعد غروب شمس اليوم التاسع، تبدأ جموع الحجيج في نفرتهم إلى مشعر مزدلفة، حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويبيتون هناك حتى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة، يتّبعون بذلك سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي بات في مزدلفة وأدى صلاة الفجر فيها.
وتولّت بعثة الحج العمانية إدارة وتفويج حوالي ما يقارب 14 ألف حاج من سلطنة عُمان، حيث نقلتهم من مخيمات منى إلى المخيم العُماني في عرفات.
وتعمل البعثة على توفير كافة التسهيلات لضمان راحة الحجاج وسلامتهم، بالتنسيق مع الجهات المعنية لتسهيل أداء المناسك.