قال الدكتور محمد العريمي، رئيس جمعية الصحفيين العمانية، إن سلطنة عمان تتابع عن كثب تطورات الملف النووي الإيراني، وتتفهم التصعيد في التصريحات الذي شهدته الأسابيع الماضية، معتبرًا أن حدة الخطاب السياسي أمر طبيعي في هذه المرحلة، خاصة مع اقتراب الأطراف من مفترق طرق حاسم.

وأوضح العريمي، خلال مداخلة مع الإعلامي كمال ماضي، ببرنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الرئيس الأمريكي اعتاد التصعيد الخطابي منذ توليه منصبه، لكنه غالبًا ما يتراجع بعد ذلك، ما يشير إلى وجود استراتيجية ضغط مدروسة في التعامل مع الملف الإيراني، تستهدف إرسال رسائل داخلية وخارجية، خصوصًا إلى التيارات المعارضة في كل من واشنطن وطهران.

وكشف العريمي أن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي سلّم الجانب الإيراني مؤخرًا مسودة اتفاق بشأن الملف النووي، في إطار جهود الوساطة التي تبذلها السلطنة، مؤكدًا أن هناك خارطة طريق واضحة تسير بخطى ثابتة نحو حل سلمي.

وأضاف أن المبعوث الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط لا يمكنه تقديم أي مقترح لطهران دون الرجوع إلى الرئيس الأمريكي، وهو ما يفسر ما وصفه الجانب الإيراني بـ"التناقض" في التصريحات الأمريكية، معتبرًا أن هذا التقييم الإيراني "دقيق"، ويعكس حساسية الملف وتعقيداته.

وتوقع العريمي أن يتم خلال الأسابيع التسعة المقبلة التوصل إلى شبه اتفاق، وربما توقيع اتفاق كامل بشأن البرنامج النووي الإيراني، مرجحًا أن يتم ذلك في مسقط، واشنطن، أو أي مكان آخر، لأن حل هذا الملف أصبح ضرورة ملحة لاستقرار المنطقة، ولا يخدم استمراره لا إيران ولا الولايات المتحدة.

وأكد أن التصعيد الإعلامي والسياسي موجه بدرجة كبيرة إلى التيارات المعارضة في كلا البلدين، والتي تسعى لعرقلة الوساطة العمانية ومنع التوصل إلى اتفاق، مشددا على أن السلطنة ماضية في جهودها لدعم السلام والاستقرار في المنطقة.


 

طباعة شارك محممد العريمى ايران عمان

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ايران عمان

إقرأ أيضاً:

عاجل. بعد إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.. ترامب: خطوة كندا تجعل التوصل إلى اتفاق تجاري معها صعبا جدا

كررت إسرائيل استخدام تعبير "مكافأة حماس" في رفضها لأي إعلان كارني نية كندا الاعتراف بدولة فلسطينية، وهي تعبير استخدمته عدّة مرات. اعلان

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس إن دعم كندا لدولة فلسطين يجعل التوصل إلى اتفاق تجاري معها "صعبا جدًا".

وكتب ترامب عبر شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "كندا أعلنت للتو إنها تدعم دولة فلسطين. سيجعل ذلك التوصل إلى اتفاق تجاري معها صعبًا جدًا!".

أعلن رئيس وزراء كندا مارك كارني أن بلاده بصدد الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل في الأمم المتحدة، لينضم بذلك إلى نحو 15 دولة معظمها في أوروبا، أبرزها فرنسا، ستتخذ الخطوة ذاتها، في وقت تستمر معارضة إسرائيل والولايات المتحدة لهذا الخيار الذي تصفانه بـ "المكافأة لحماس".

وفي مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، أشار كارني إلى أن الإجراء "يستند إلى التزام السلطة الفلسطينية بتبني إصلاحات هي بحاجة ماسة لها تتضمن إصلاحاً جذرياً للحوكمة"، وإجراء انتخابات عامة في 2026 لا يمكن لحركة حماس المشاركة فيها.

وقال كارني: "نعمل مع الآخرين للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، ومنع وصول الحقائق على الأرض، والوفيات على الأرض، والمستوطنات على الأرض، ومصادرة الأراضي على الأرض، إلى حدٍّ يجعل هذا الأمر مستحيلاً".

مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء الكندي مارك كارني للإعلان عن نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية

جاء هذا الإعلان بعد أن أعلنت فرنسا الأسبوع الماضي أنها ستعترف بدولة فلسطينية، وبعد يوم من إعلان بريطانيا أنها ستعترف بالدولة في الأمم المتحدة إذا لم يتوقف القتال في غزة، وهي جزء من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، بحلول ذلك الوقت.

كارني يهاتف عباس

بعد إعلان كارني، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تلقى اتصالاً من رئيس الوزراء الكندي أبلغه فيه أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وثمن عباس، ما وصفه بـ "الموقف الكندي التاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين، والذي سيعزز السلام والاستقرار والامن في المنطقة، ويساهم في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين والعمل المشترك من أجل تحقيق السلام والاستقرار"، بحسب الوكالة.

بيان رئيس الوزراء الكندي بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية انتقاد إسرائيلي أمريكي: مكافأة لحماس

كررت إسرائيل استخدام تعبير "مكافأة حماس" في رفضها لأي إعلان كارني نية كندا الاعتراف بدولة فلسطينية، وهي تعبير استخدمته عدّة مرات.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان صباح يوم الخميس: "تغيير موقف الحكومة الكندية في هذا التوقيت مكافأة لحماس ويضر بالجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولإطار عمل لتحرير الرهائن".

لم تكن إسرائيل وحدها من استخدم هذه العبارة، بل رددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إدانته لنية فرنسا وبريطانيا الاعتراف بدولة فلسطين.

وخلال عودته من اسكتلندا، قال ترامب للصحفيين إنه "ليس لديه رأي" في قرار ستارمر، مع أنه اعتبره "مكافأة لحماس".

الاثنين، رفض ترامب المضي بعيدًا كما فعل ستارمر، الذي وصف الاعتراف بدولة فلسطينية بأنه إحدى "الخطوات الملموسة" نحو سلام دائم بين إسرائيل وحماس. وقال ترامب للصحفيين خلال اجتماع ثنائي في تيرنبيري باسكتلندا: "لن أتخذ موقفًا. لا أمانع (ستامر) في اتخاذ موقف، أنا أسعى إلى إطعام الناس".

وكرّر ترامب، الثلاثاء، تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي قال إن الاعتراف بدولة فلسطينية سيشكل "مكافأة" لحماس.

قال ترامب: "يمكنكم الادعاء بأنكم تكافئون حماس إذا فعلتم ذلك، ولا أعتقد أنه يجب مكافأتهم. لذا، بصراحة، لستُ من هذا المعسكر. سنخبركم بموقفنا، لكنني لستُ كذلك - في هذه الحالة، إذا فعلتم ذلك، فأنتم تكافئون حماس حقًا، ولن أفعل ذلك".

وأقرّ ترامب أيضًا بأن إنذار ستارمر يعكس تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا الشهر، والذي قال إن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية في سبتمبر/ أيلول.

وفجر الخميس، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في البيت الأبيض، لم تكشف عن اسمه، قوله إن ترامب يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيمثل مكافأة لحركة حماس وإنه لا ينوي القيام بذلك، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قرار بلاده بهذا الشأن. وتابع أن أولوية ترامب هي إطعام الناس.

Related في ظل الانقسام الأوروبي.. هل يُعيد اعتراف ماكرون بدولة فلسطين إحياء حل الدولتين؟بعد إعلان ماكرون.. ضغوط تحاصر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للاعتراف بالدولة الفلسطينية وسط معارضة إسرائيلية وأمريكية.. بارو يعلن أن 15 دولة أخرى تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية اعتراف كندي بعد ضغوط داخلية

صرحت الحكومات الكندية سابقًا بأنها لن تعترف بدولة فلسطينية إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام تفاوضي بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية، ولم يتغير هذا الموقف.

ومع ذلك، اتُخذت بعض الخطوات نحو اعتراف كندا المحتمل بالسيادة الفلسطينية. وقّع نواب كنديون العام الماضي رسالة مفتوحة لدعم الاعتراف بدولة فلسطينية.

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأت لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية الكندية دراسة اقتراح يدعو الحكومة الفيدرالية إلى إيجاد أسرع سبيل للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وفي مايو/ أيار 2024، اقترح رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو أن كندا قد تعترف بالسيادة الفلسطينية قبل انتهاء مفاوضات السلام، بهدف الدفع قدمًا بحل الدولتين.

بعد ساعات من إعلان ماكرون، أصدر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بيانًا أدان فيه إسرائيل لـ"منعها وصول المساعدات الإنسانية" إلى المدنيين في غزة.

ويوم الجمعة الماضي، وقّع نواب الحزب الديمقراطي الجديد في البرلمان الكندي بياناً دعوا فيه الحكومة للاعتراف بدولة فلسطين بشكل عاجل. كما دعا أعضاء البرلمان الليبراليون علناً الحكومة الكندية إلى أن تحذو حذو فرنسا في الاعتراف بفلسطين كدولة.

15 دولة تستعد لاعتراف في سبتمبر/ أيلول

أفاد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأربعاء، بأن باريس و14 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا، دعت البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين.

وكتب بارو عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "في نيويورك مع 14 دولة أخرى توجه فرنسا نداءً جماعيًّا: نعبر عن عزمنا الاعتراف بدولة فلسطين، وندعو الذين لم يفعلوا ذلك حتى الآن إلى الانضمام إلينا".

وذكر بارو أن الدول الموقعة هي: أندورا، أستراليا، كندا، إسبانيا، فنلندا، فرنسا، أيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، نيوزيلندا، النرويج، البرتغال، سان مارينو، وسلوفينيا.

جاء كلام بارو بعد مؤتمر عقد في نيويورك، وحدد الإعلان الصادر عنه خطةً تدريجية لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثمانية عقود والحرب المستمرة في غزة. وستُتوّج الخطة بدولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح تعيش جنبًا إلى جنب بسلام مع إسرائيل، واندماجها في نهاية المطاف في منطقة الشرق الأوسط الأوسع.

إنذار نهائي محتمل لحماس

في وقت سابق من الأربعاء، قال عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي زئيف إلكين إن إسرائيل قد تُهدد بضم أجزاء من غزة لزيادة الضغط على حماس، وهي فكرة من شأنها أن تُوجه ضربة لآمال الفلسطينيين في إقامة دولة على الأراضي التي تحتلها إسرائيل حاليًا.

اتهم إلكين حماس بمحاولة إطالة أمد محادثات وقف إطلاق النار للحصول على تنازلات إسرائيلية، وصرح لهيئة الإذاعة العامة "كان" بأن إسرائيل قد تمنح الحركة مهلة نهائية للتوصل إلى اتفاق قبل توسيع نطاق عملياتها العسكرية.

وقال: "أكثر ما يؤلم عدونا هو خسارة الأرض. إن توضيح حماس بأنه في اللحظة التي يلعبون فيها معنا سيخسرون أرضًا لن يستردوها أبدًا سيكون أداة ضغط مهمة".

توقفت جهود الوساطة الرامية إلى التوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى حماس الأسبوع الماضي، حيث تبادل الطرفان اللوم على المأزق.

استمرار الأزمة الإنسانية في غزة

كان للأزمة الإنسانية في قطاع غزة التي اشتدّت في الآونة الأخيرة دوراً في حثّ الدول الغربية على الاعتراف بدولة فلسطينية، إذ انتقد معظم القادة - الذين أعلنوا عن هذه النية - إسرائيل على تدهور الوضع في القطاع.

ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية إلى 154 حالة وفاة، من بينهم 89 طفلاً على الأقل، منذ بدء الحرب، معظمهم في الأسابيع الأخيرة.

أعلنت إسرائيل يوم الأحد أنها ستوقف العمليات العسكرية لمدة 10 ساعات يوميًا في أجزاء من غزة، وستُخصص طرقًا آمنة لقوافل نقل الغذاء والدواء.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا من إدخال المزيد من الغذاء إلى غزة خلال اليومين الأولين من الهدنة، لكن الكمية "لا تزال بعيدة عن أن تكون كافية".

بدأت الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عندما هاجمت حماس تجمعات سكانية في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، أسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص وتدمير جزء كبير من القطاع، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • عراقجي يضع شرطين على واشنطن لاستئناف محادثات النووي
  • أي دور لأوروبا في الملف النووي الإيراني؟
  • نتنياهو لبن جفير: “الهجرة الطوعية” من غزة خلال أسابيع
  • ترامب: دعم كندا لدولة فلسطين يعقّد التوصل إلى اتفاق تجاري معها
  • عاجل. بعد إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.. ترامب: خطوة كندا تجعل التوصل إلى اتفاق تجاري معها صعبا جدا
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا
  • 80 % من الإسرائيليين يدعمون التوصل إلى اتفاق يعيد جميع المحتجزين
  • طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران
  • «زيلينسكي»: أوكرانيا تقترب من التوصل إلى اتفاق مع هولندا لإنتاج طائرات مُسيّرة
  • «خامنئي»: الغرب يستغل الملف النووي كذريعة للاصطدام مع إيران