الثورة نت/..

شهدت محافظة ذمار، اليوم، فعاليات ثقافية وخطابية في عدد من المديريات، إحياءً لذكرى ولاية الإمام علي -عليه السلام.

وفي الفعالية التي أُقيمت في مدينة ذمار، أكد محافظ المحافظة، محمد البخيتي، أن إحياء هذه الذكرى يكتسب أهمية كبيرة في تأكيد الولاء والارتباط بالله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى.

. لافتًا إلى أن ما تعانيه الأمة اليوم من ذل وهوان وانكسار ما هو إلا نتيجة لانحرافها عن نهج الإمام علي -عليه السلام.

وأوضح أن ولاية الإمام علي -عليه السلام- فيها النصر والتمكين والشجاعة.. مبينًا أن المرحلة الحالية أثبتت أن من يوالي الإمام علي -عليه السلام- هم من تحركوا اليوم لنصرة المستضعفين في غزة، في حين أن من يعاديه يعيش حالة من الذل والمهانة والانبطاح أمام أعداء الأمة.

وجدّد التأكيد على أن موقف شعبنا اليمني وما حققه من انتصارات إنما هو ثمرة العودة إلى الله وموالاة رسوله والإمام علي وأعلام الهدى من قادة هذه الأمة.. مشيرًا إلى أن شعبنا اليمني لن يتخلى عن دوره المساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة كواجب ديني وأخلاقي.

من جانبه، أكد نائب وزير الإعلام، الدكتور عمر البخيتي، أن الإيمان بمبدأ الولاية يُعد إيمانًا بكمال الدين وكمال الإيمان.. لافتًا إلى أهمية استلهام الدروس والعِبر من سيرة الإمام علي -عليه السلام- في شجاعته وحكمته وعلمه وقدراته القيادية وحنكته السياسية وتضحياته في نصرة دين الله.

وأشار إلى أهمية تحويل سيرة الإمام علي إلى مسار معرفي دائم، ومنهج تعليمي، ومنظومة متكاملة، بما يُمكِّن الأمة من مواكبة تقلبات الأحداث، والسير وفق هذا النموذج القرآني الملهم لمعالجة كافة التحديات، وبما يرسّخ مبدأ الولاية كقيمة إيمانية ووجدانية وعملية، لا كعنوان شكلي أو قناعة هشة.

وأكد أهمية القراءة المتأنية لسيرة الإمام علي -عليه السلام- لمعرفة مستوى إيمانه، ودرجة يقينه، وجهاده، وبلاغته، وتضحياته، وإخلاصه، وإنسانيته، وتفانيه، ومقامه القرآني العظيم، واعتبار سيرته ونهجه مسارًا عمليًّا يُواكب متطلبات المراحل والظروف في المجالات الإيمانية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والجهادية والإعلامية والسياسية.

وأوضح أن شعبنا يحتفي بهذه المناسبة كموروث إيماني متجذّر، ويعتبر إحياء ذكرى الولاية احتفاءً باكتمال الدين وشكرًا لله على نعمة الإسلام والهداية.

وأشار إلى أن من أبرز نتائج الالتزام بهذا المنهج الإلهي ما تحقق لشعبنا من انتصارات عظيمة، وتصدره شعوب الأمة في نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن مقدسات الأمة، في دليل واضح على أن هذه القيادة الربانية، الممثلة بقائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تسير على الطريق الصحيح.

وشدد على أهمية اليقظة لمؤامرات الأعداء، والتسلح بسلاح الإيمان والقرآن، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والانتباه لحرب المصطلحات التي يسعى العدو من خلالها إلى غرس مفاهيم منحرفة وتغيير قيم الأمة.

وفي الفعالية، التي حضرها رئيس جهاز التفتيش على أعضاء النيابة العامة القاضي علي الأحصب، ورئيس محكمة استئناف محافظة ذمار القاضي مجاهد العمدي، ووكيل المحافظة محمود الجبين، ورئيس جامعة ذمار الدكتور محمد الحيفي، ومدير أمن المحافظة العميد محمد المهدي، ومدير مديرية ذمار محمد السيقل، ومدراء عدد من المكاتب التنفيذية، أكد مسؤول التعبئة العامة في مديرية ذمار، حمزة العوامي، أهمية دراسة شخصية الإمام علي كمنهج حياة، لا كمجرد شخصية تاريخية، وتربية الأجيال على أن الإمام علي هو النموذج الإسلامي الكامل للعدالة والإيمان والقيادة.. داعيًا إلى تطبيق مبدأ الولاية في مختلف مناحي الحياة، والاقتداء بأمير المؤمنين في النزاهة في المال العام والعدل في الحكم كأساس لبناء الدولة.

وأشار إلى أن الولاية هي تعبير عملي عن الاستجابة لله ورسوله.. مشددًا على ضرورة الالتزام بها كسلوك عملي، والحذر من الولاية الشكلية الخالية من مضمونها الإيماني والسلوكي والجهادي.

ودعا إلى ترسيخ مبدأ الولاية كقضية إيمانية أصيلة وأساس قرآني لا غنى عنه في بناء الوعي الإسلامي.. مشيرًا إلى أن ولاية الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى تمثل صمام أمان للمسلمين من الفتن والانحراف؛ كون ولاية الإمام علي هي امتداد لولاية رسول الله، التي هي بدورها امتداد لولاية الله، ورفضها يعد رفضًا للرسالة ومضمونها.

تخللت الفعالية قصيدة شعرية للشاعر حيدر الرشيدي، وفقرات إنشادية واسكتش مسرحي عبّر عن أهمية المناسبة.

كما نظمت الأجهزة الأمنية في محافظة ذمار عرضًا عسكريًا بمناسبة ذكرى الولاية، بحضور المحافظ، ونائب وزير الإعلام، ورئيس جهاز التفتيش بالنيابة العامة، ومدير الأمن ، وعدد من القيادات الأمنية.

إلى ذلك، نظّمت مديرية ميفعة عنس في محافظة ذمار فعالية خطابية وشعرية بمناسبة ذكرى ولاية الإمام علي -عليه السلام.

وخلال الفعالية، تطرق مستشار المجلس السياسي الأعلى، محمد المقدشي، إلى مبدأ الولاية، وأنه يرتقي بالأمة في وعيها ومعنوياتها إلى مستوى التصدي للطاغوت وأدواته.

وبارك المستشار المقدشي العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها جمهورية إيران الإسلامية ردًا على العدوان الصهيوني، وجدّد موقف الشعب اليمني المبدئي والثابت في نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني وأبناء غزة حتى تحقيق النصر المؤزر على العدو الصهيوني وأعداء الأمة.. مشيرًا إلى أهمية تكاتف الجهود ورص الصفوف للتصدي لمؤامرات العدوان وأدواته.

من جهته، أشار مدير المديرية، عبد الله الجراشي، إلى أن مبدأ الولاية ونهج التولي الصادق لمن أمر الله بتوليهم يُحصّن الأمة من تولي الأعداء.. مؤكدًا أهمية الاقتداء بالإمام علي -عليه السلام- وصفاته، وجهاده، وأخلاقه القرآنية التي نشأ عليها، كنهج ومسار لتحصين الأمة من الاختراقات.

بدوره، أشار مسؤول التعبئة العامة في المديرية، مطهر الدعير، إلى أهمية إحياء يوم الولاية كمحطة تربوية ودينية لاستلهام الدروس واستحضار مناقب الإمام علي -عليه السلام- ومكانته في الإسلام.. مؤكدًا أهمية تجسيد مبدأ الولاية وترسيخه في نفوس أبناء الأمة، باعتبار ولاية الإمام علي -عليه السلام- تمثل نهجًا إيمانيًا ودينيًا يحفظ الأمة من الفرقة والضلال، ويجعلها في مستوى عالٍ من الإيمان ومواجهة الطغاة والمستكبرين.

وفي مديرية جبل الشرق، نُظّمت فعالية ثقافية احتفاءً بذكرى ولاية الإمام علي -عليه السلام-، تحت شعار: “من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه”.

وخلال الفعالية، التي حضرها عضو مجلس النواب محمد المقداد، ووكيل المحافظة هلال المقداد، وعدد من القيادات المحلية والتنفيذية، أكد مدير عام المديرية، محسن شقدم، أهمية المناسبة كمحطة دينية وتربوية لتجديد وترسيخ مبدأ الولاء لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله، والتحلّي بأخلاق الإمام علي، والسير على نهجه قولًا وفعلًا.

من جانبه، أشار مسؤول التعبئة العامة في المديرية، أحمد المعبري، إلى أن الإنجازات التي يسطرها الشعب اليمني بقيادته الثورية والسياسية، وقواته المسلحة، ضد العدو الصهيوني، هي من ثمار صدق التولي للإمام علي -عليه السلام.

وفي مديرية وصاب العالي، نظّمت السلطة المحلية فعالية ثقافية إحياءً لذكرى الولاية، بحضور قيادة السلطة المحلية، والمكاتب التنفيذية، وشخصيات اجتماعية.

وألقيت في الفعالية كلمات أكدت أهمية هذه الذكرى كمحطة تاريخية لها مكانتها في ترسيخ أسس بناء أمة متماسكة وقوية قادرة على تجاوز التحديات والنهوض بواقع الفرد والمجتمع.

وفي مديرية وصاب السافل، نظّمت السلطة المحلية فعالية ثقافية إحياءً لذكرى ولاية الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام.

وفي الفعالية، التي حضرها عضو مجلس الشورى الدكتور عبده سعد الفقيه، أكد مدير المديرية، فؤاد القديمي، أهمية إحياء هذه الذكرى باعتبارها محطة هامة في تاريخ الأمة الإسلامية لتجديد الولاء لله ورسوله والإمام علي -عليه السلام-، خصوصًا في ظل ما تتعرض له الأمة من مؤامرات دول الاستكبار التي تسعى لفرض ولاية اليهود والنصارى.. مؤكدًا أن ولاية الإمام علي -عليه السلام- تمثل امتدادًا لولاية الرسول الأعظم، وامتدادًا طبيعيًا لولاية الله سبحانه وتعالى.

بدوره، استعرض مسؤول التعبئة العامة في المديرية، صادق التينة، أهمية الولاية وما يترتب عليها من مكاسب دينية وروحية.. لافتًا إلى أن الولاية لله ولرسوله وللإمام علي تمثل معيارًا قرآنيًا لاختيار القائد القادر على مواجهة أعداء الأمة.

وفي مديرية عنس، أُقيمت فعاليتان ثقافيتان في الدائرة 196 بمنطقة يفاع، والدائرة 197 بمنطقة حنض.

وفي فعالية يفاع، التي حضرها عضو مجلس الشورى محمد الفاطمي، أكد مستشار وزارة التربية والتعليم، أحمد الوشلي، أن ذكرى يوم الولاية محطة هامة لتجديد الولاء لله ورسوله والإمام علي -عليه السلام-، خصوصًا أمام التحديات التي تواجهها الأمة.

من جانبه، أشار مسؤول التعبئة العامة في الدائرة 196، علي العوش، إلى أهمية الولاية وما يترتب عليها من مكاسب.. مؤكدًا أن الولاية تمثل معيارًا قرآنيًا لاختيار القائد القادر على مواجهة الأعداء وعلى رأسهم اليهود والمنافقون.

وفي فعالية منطقة حنض، أشار نائب مدير شرطة بيت الكوماني، الرائد الباقر الوشلي، إلى معاني ودلالات الاحتفاء بذكرى الولاية.. مؤكدًا عظمة المناسبة وأهمية إحيائها بما يليق بمكانة الإمام علي -عليه السلام.

وفي مديرية مغرب عنس، أُقيمت فعالية خطابية بمناسبة ذكرى يوم الولاية تحت شعار «من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

وخلال الفعالية، التي حضرها عدد من القيادات التنفيذية والمحلية، أكد نائب مسؤول التعبئة العامة في المديرية، زيد الموشكي، أن اتباع نهج الولاية يمثل التزامًا عمليًا يجسد الولاء في القول والفعل، وترجمة حقيقية لمبادئ الرسالة الإلهية في الواقع العملي والسلوك القيمي.

من جانبه، أوضح الثقافي محمد الجرموزي أن غياب الأمة عن فهم ولاية الأمر جعلها فريسة لحكام الجور، وأن تنكّرها لولاية الله جعلها في ولاية اليهود والنصارى؛ لأن من لا يقبل ولاية الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى، سيكون في ولاية الطاغوت.

وفي مديرية المنار، نظّمت السلطة المحلية فعالية خطابية إحياءً لذكرى الولاية، بحضور عضو مجلس الشورى عبد الملك البارق، ووكيل المحافظة لقطاع التنمية علي عاطف.

وخلال الفعالية، أُلقيت كلمات من مدير المديرية محمد محسن جعران، ومسؤول التعبئة العامة حميد القاضي، والثقافي صخر الضالعي، أكدت أهمية الالتزام والاقتداء بنهج الإمام علي -عليه السلام- في الحياة والجهاد.. مشيرة إلى أن إحياء هذه الذكرى يُعد تعبيرًا عن الفرح والابتهاج بيوم إكمال الدين وتمام النعمة، وتأكيدًا على الولاء لأولياء الله والبراءة من أعداء الأمة، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وأعوانهم من صهاينة العرب.

كما نظم قطاع المرأة في محافظة ذمار عددًا من الفعاليات الثقافية في عدد من المديريات، إحياءً لذكرى الولاية.

وأُلقيت خلال الفعاليات كلمات أكدت حاجة الأمة إلى استعادة مكانتها ودورها، وتجاوز التحديات من خلال العودة إلى الله وموالاة رسوله والإمام علي وأعلام الهدى.

وأشارت الكلمات إلى مكانة الإمام علي -عليه السلام-، وأخلاقه، وشجاعته، ودوره في مواجهة أعداء الله، وإسناد النبي المصطفى في إعلاء كلمة الله، رغم التحديات.. مؤكدة أن ما تعانيه شعوب الأمة من ذل وضعف وتبعية، إنما هو نتيجة حتمية لابتعادها عن دين الله وتخليها عن ولاية الله ورسوله والإمام علي -عليه السلام.

ودعت الكلمات إلى استلهام الدروس والعِبر من سيرة الإمام علي عليه السلام، والاقتداء به قولًا وعملًا.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: السلطة المحلیة مبدأ الولایة ذکرى الولایة محافظة ذمار فی الفعالیة یوم الولایة علیه السلام أعداء الأمة ولایة الله وفی مدیریة هذه الذکرى التی حضرها إلى أهمیة فی مدیریة الأمة من عضو مجلس من جانبه ا إلى أن عدد من مؤکد ا

إقرأ أيضاً:

نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة

إسماعيل بن شهاب البلوشي

منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض، ارتبطت هويته الأولى بكونه "إنسانًا" قبل أن تُلصق به أسماء أو تُرسم حوله حدود أو تُنزل عليه أديان ومذاهب وجنسيات. وحين نجرّد البشر جميعًا من هذه التصنيفات، يبقى الأصل واحدًا: بشرية مشتركة تبدأ من آدم وتتفرع إلى أمم وشعوب وقبائل، لكن حقيقتها أنها تعود إلى جوهر واحد.

هذا الإدراك البسيط -أن الإنسان هو أولًا إنسان- كفيل بأن يغيّر الكثير من مفاهيمنا الراسخة. لكن، ما إن يبدأ الفرد أو الأمة بالاعتقاد بأنهم مختلفون عن غيرهم أو متميزون بامتياز إلهي مطلق، حتى تبدأ العثرات التاريخية وتتوالى الانكسارات.

العرب بين الشعور بالخصوصية والوقوع في المطبات التاريخية

الأمة العربية، ومن بعدها الأمة الإسلامية، وقعت منذ قرون في مطبات متكررة جعلت تاريخها أشبه بسلسلة من النهوض والانكسار. والسبب -في رأيي- هو تضخيم الفكرة القائلة بأنها "الأمة المختارة"، أو أن الله عز وجل خصّها دون غيرها بالتكريم والجنة والخطاب المباشر.

هذا الاستحسان الذاتي ولّد شعورًا خطيرًا: أن العمل لم يعد ضروريًا، وأن مجرد الانتماء يكفي. فتحولت الرسالة السماوية من دين عمل وجهد وإعمار للأرض إلى دين شعارات وقشور. وغاب عن الأذهان أن الإسلام -كما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- كان دين حركة وعمل وفعل، لا دين جدل وفرقة وتشدد.

ومن هنا تبنّى المتعصبون والمتشددون فكرة أن هذه الأمة في تقاطع دائم مع البشرية، وأنها معزولة عن العالم، بينما الحقيقة أنها جزء أصيل من هذا العالم، تشعر كما يشعر الآخرون، وتنجح وتفشل كما ينجح الآخرون ويفشلون.

القراءة الكاملة للإنسانية في القرآن

من يقرأ القرآن الكريم قراءة شمولية، سيجد أن الخطاب موجّه للبشرية جمعاء. وخير شاهد على ذلك سورة الزلزلة التي هي بهذا الوضوح: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها * يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} صدق الله العلي العظيم.

هذه السورة وحدها تكفي كدراسة متكاملة لبيان أن الحساب والثواب والعقاب مرتبط بالإنسان -أي إنسان- وليس بفئة أو عرق أو مذهب. الجميع مخاطب، والجميع محاسب، والجميع مشمول برحمة الله وعدله.

القبول قبل الاختلاف

لذلك، على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد التفكير في موقعها بين الأمم، وألا تظن أنها مختلفة عن البشر اختلافًا جوهريًا. الاختلاف الحقيقي هو في مقدار العمل، في الإبداع، في الصدق، في الإخلاص، وفي إعمار الأرض.

علينا أن نقبل أنفسنا أولًا: ألواننا، أشكالنا، أعمارنا، تنوعنا، قبل أن نتحدث عن قبول الآخرين. فالبشرية ليست نسخًا متطابقة، وإنما لوحة ملونة عظيمة أرادها الله كذلك لحكمة.

كما أن كثرة الممنوعات والتحريمات الشكلية لن تصنع إنسانًا كاملًا، بل ستقوده إلى وهم الكمال دون جوهره. الكمال يتحقق بالعمل، بالصدق، بالعدل، وبالمشاركة الإنسانية لا بالانعزال أو بادعاء الأفضلية.

العودة إلى الجوهر الإنساني

إن إعادة القراءة التاريخية، وإعادة التفسير الإنساني للرسالات السماوية، ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. فالبشرية اليوم تواجه تحديات مشتركة: الفقر، الحروب، التغير المناخي، الظلم الاجتماعي، وكلها لا تفرق بين عربي وأعجمي، بين مسلم وغير مسلم.

 

إذا كان الإسلام قد جاء ليكون رحمة للعالمين، فإن أعظم خيانة لهذه الرسالة أن نحصرها في جماعة ضيقة أو مذهب أو جنسية. ولو أدرك المسلمون هذه الحقيقة، لما كانوا في عزلة فكرية، ولما ظلوا يتنازعون على الفروع وينسون الأصول.

وأخيرًا.. إن المطلوب اليوم أن نعيد ترتيب أولوياتنا: أن نفكر كجزء من البشرية، لا كأمة متفردة. أن نقرأ القرآن بعيون الإنسانية لا بعيون العصبية. أن نفهم أن "من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره" تعني كل إنسان، أيًا كان لونه أو لغته أو دينه.

حينها فقط يمكن أن ينهض العرب والمسلمون من مطبات التاريخ المتكررة، ويتحولوا من أمة شعارات إلى أمة عمل، ومن أمة ترفع الأصوات إلى أمة تصنع الأفعال. فالله سبحانه وتعالى لا يميز إلا بالعمل، ولا يكافئ إلا بما قدمت الأيدي، أما الأسماء والشعارات والقبائل فهي تفاصيل عابرة أمام عدل الخالق عز وجل.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فعالية ووقفة للهيئة النسائية في صنعاء بذكرى قدوم الإمام الهادي ونصرةً فلسطين
  • الحديدة تدشن فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف1447هـ
  • تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في الحديدة بلقاء موسع
  • فتاوى وأحكام| هل يجوز الاغتسال بالماء المقروء عليه قرآن في الحمام.. ماذا يفعل المصلي إذا أدرك الإمام وهو راكع في الصلاة..ما حكم أداء الصلاة فى ملابس الرياضة
  • فعاليات نسائية في صنعاء إحياءً لذكرى قدوم الإمام الهادي ونصرة لغزة
  • فعاليات ووقفات للهيئة النسائية في حجة بذكرى قدوم الإمام الهادي ونصرةً غزة
  • نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة
  • ندوة ثقافية في الحيمة الداخلية بذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • بذكرى "خراب الهيكل" غدًا.. اقتحامات غير مسبوقة ومحاولات إسرائيلية لفرض "السيادة" عليه
  • فعالية خطابية للهيئة النسائية في سنحان بقدوم الإمام الهادي