في مشهد يعكس حجم التوترات المتصاعدة في المنطقة، يبرز صوت القلق من الداخل الإيراني، حيث تتوالى التحذيرات من اختراقات إسرائيلية عميقة، لا تعتمد فقط على الضربات العسكرية بل تتسلل من خلال عناصر داخلية تعمل بهدوء في الظل. وبينما تطلق طهران نداءات اليقظة لشعبها، تتحرك قوى دولية كبرى في سباق مع الزمن لتفادي انفجار كبير في الشرق الأوسط.

تحذيرات إيرانية من "العدو المتخفي"

رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، أطلق تحذيراً صريحاً وصف فيه أن "جزءاً كبيراً من ضربات إسرائيل لا يأتي عبر الهجمات العسكرية، بل يتم عبر عناصر متغلغلة في الداخل"، مشيراً إلى ضرورة أن يبقى الشعب الإيراني في حالة وعي ويقظة دائمة، مطالباً المواطنين بالإبلاغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة قد تساهم في زعزعة الأمن الداخلي.

الخبير العسكري سمير فرج: إسرائيل اخترقت الداخل الإيراني

من جانبه، اعتبر اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن ما يحدث الآن هو "اختراق ممنهج" من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي داخل إيران. وأكد أن عملية اغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية بقنبلة داخل منزل تابع للحرس الثوري الإيراني هي أحد الأدلة الدامغة على هذا التغلغل الأمني الخطير.

وأضاف فرج أن الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت إيران لم تنطلق من المجال الجوي الإيراني بل نُفذت من خارج أراضيه، وتحديداً من فوق الأجواء العراقية، حيث عبرت الصواريخ مسافات طويلة لتصل إلى أهدافها في عمق إيران، مما يشير إلى دقة استخباراتية وخطة عسكرية محكمة.

جهود دولية لوقف التصعيد... وقلق روسي متزايد

وفي ظل هذا التصعيد، أشار فرج إلى أن روسيا تبذل جهوداً مكثفة لحلحلة الوضع، خشية من انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة. كما تشارك تركيا والدول الأوروبية في المساعي السياسية نفسها، كل من موقعه. وأكد أن الإدارة الأمريكية لا تقف مكتوفة الأيدي، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في تكرار تجربته الناجحة في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، لعلها تنجح بين إيران وإسرائيل.

 بين وعي الشعوب وحسابات الدول

وسط لعبة معقدة من التحركات الاستخباراتية والتدخلات العسكرية والوساطات السياسية، يبقى الوعي الشعبي عاملاً حاسماً في مواجهة الاختراقات وزعزعة الأمن الداخلي. وفي حين تتسابق الدول الكبرى لنزع فتيل الأزمة، فإن المنطقة بأسرها تقف على مفترق الطرق، إما نحو التصعيد والانفجار، أو نحو التهدئة والحلول السياسية التي تأخرت كثيراً.

طباعة شارك إسرائيل إيران الشرق الأوسط الضربات العسكرية الدول الأوروبية تركيا روسيا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل إيران الشرق الأوسط الضربات العسكرية الدول الأوروبية تركيا روسيا

إقرأ أيضاً:

«سمير فرج»: إيران نجحت في إرباك وتشتيت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية «فيديو»

أكد اللواء الدكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، أن إيران قد تلوّح بإغلاق مضيق هرمز كأداة تهديد، لكنها لن تقدم على هذه الخطوة، نظرًا لأن نحو ثلث طاقة العالم يمر من خلاله، مما يجعل الإغلاق مخاطرة دولية كبرى.

وأوضح «سمير فرج»، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الأيام الأربعة المقبلة ستشهد اتصالات دولية مكثفة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أن طهران تُعلن مسبقًا عن نيتها تنفيذ ضربات ضد إسرائيل لرفع الروح المعنوية داخليًا بين مواطنيها.

كما لفت إلى أن الدور الأمريكي الحالي يقتصر على دعم منظومة الدفاع الإسرائيلية دون الدخول في عمليات هجومية ضد إيران، مؤكدًا أن هذا الدعم لا يشمل تصعيدًا عسكريًا مباشراً من قبل الولايات المتحدة.

وعن رد إيران على إسرائيل، أكد اللواء سمير فرج أن الضربة الإيرانية الأخيرة على تل أبيب كانت شديدة القوة، مشيرًا إلى أن العالم لم يتخيل حدوث مثل هذا الهجوم منذ سنة 48.

وقال اللواء سمير فرج، إن إيران ردت على إسرائيل بخمس ضربات صاروخية، لكنها لم تقترب من مفاعل ديمونا النووي، لأنها تتعمد تأجيل استهدافه لاستخدامه لاحقًا كورقة ضغط.

وأضاف أن إيران حققت نجاحًا استراتيجيًا كبيرًا بعدما تمكنت من الوصول إلى تل أبيب، وهو ما لم يحدث من قبل، لافتًا إلى أن القبة الحديدية الإسرائيلية تغطي مدى من 4 إلى 70 كيلومترًا، بينما يمتد مدى «مقلاع داود» من 40 إلى 300 كيلومتر.

وأشار إلى أن الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية تنطلق من خارج الغلاف الجوي ثم تنحدر بسرعة كبيرة، ما يجعل اعتراضها أمرًا بالغ الصعوبة، مؤكدًا أن إيران نجحت في إرباك وتشتيت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

وأوضح أن هذه الصواريخ تتميز بدقة عالية، ما عزز من فاعلية الضربة الإيرانية وأثبت قدرات طهران العسكرية المتطورة.

وفي سياق السلاح النووي، أشار المفكر الاستراتيجي، إلى أن السلاح النووي يُعد تهديدًا حقيقيًا لكل دول منطقة الشرق الأوسط، مشددًا على ضرورة نزع السلاح النووي الذي تمتلكه إسرائيل.

وأكد أن إسرائيل نفذت خطة خداع محكمة لضرب إيران، وتمكنت من الإيقاع بطهران، مؤكدًا أن الأخيرة بلعت الطُعم.

وأوضح أن هناك فارقًا بين السياسة والعمل العسكري، مشددًا على أن إسرائيل أوهمت إيران بعدم وجود أي تحرك قبل يوم الأحد تزامنًا مع فترة المفاوضات.

وأشار إلى أن القيادة العسكرية الإيرانية ارتكبت خطأ كبيرًا بعدم بقائها في حالة تأهب، مؤكدًا أن طهران انخدعت بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولم تستعد لشن أي هجوم إسرائيلي.

وتابع أن عملية «قوة الأسد» الإسرائيلية امتدت على مدار عام ونصف، ومرت بخمس مراحل، تضمنت ضربة جوية، وعملية استخباراتية، وعملية نوعية خاصة بزرع عناصر داخل إيران، بالإضافة إلى عملية معاونة للضربة الجوية، وأخرى معنوية.

وشدد على أن إسرائيل تمكنت من زرع عناصرها داخل إيران لتنفيذ مهام عسكرية دقيقة، لافتًا إلى أن رئيس أركان الجيش الإيراني تم تصفيته داخل شقته بطريقة دقيقة ومحكمة نفذتها عناصر إسرائيلية.

https://www.youtube.com/watch?v=IXEOklXLJrY

اقرأ أيضاًسمير فرج: «إسرائيل قد تتعرض لضربة إيرانية جديدة اليوم»

اللواء سمير فرج: القبة الحديدية عاجزة أمام سرعة الصواريخ الإيرانية والضربة موجعة لـ «تل أبيب»

سمير فرج لـ «الأسبوع»: شهر العسل بين أمريكا وإسرائيل انتهى.. وترامب يضع خطة نهاية الحرب

مقالات مشابهة

  • المسيرات زُرعت إلى جانب المواقع العسكرية والاستراتيجية.. إسرائيل تنسخ «الخطة الأوكرانية» لضرب إيران
  • إغلاق الأجواء العراقية يحرم الزوراء والطلبة من محترفيهما
  • «سمير فرج»: إيران نجحت في إرباك وتشتيت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية «فيديو»
  • اللواء سمير فرج: إيران قد تهدد بإغلاق مضيق هرمز.. واتصالات دولية لوقف التصعيد
  • سمير فرج يقارن بين قدرات إيران وإسرائيل العسكرية
  • الضربة الإسرائيلية.. سمير فرج يكشف خطأ وقعت فيه إيران
  • الحكومة العراقية تهدد بالتصدي لخرق الأجواء من قبل إسرائيل خلال قصفها إيران
  • الاختراق الصامت: كيف ساهم الداخل الإيراني في نجاح الضربات الإسرائيلية؟
  • تشاؤم غربي حول وضع لبنان والضربة الإسرائيلية في الميزان الأميركي