عربي21:
2025-06-21@21:48:53 GMT

وجهة نظر حول الصراع الإيراني الصهيوني

تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT

دخلت الحرب الصهيونية الإيرانية أسبوعها الثاني بعد ضربة بادر بتنفيذها الكيان الصهيوني ليلة الثالث عشر من حزيران / يونيو الجاري، وقد حصلت بدعوى الدفاع الاستباقي عن النفس ضد البرنامج النووي الإيراني والتي كان يراد منها إنهاء النظام الإيراني باستهداف قياداته وشل قدراته الدفاعية الصاروخية وتدمير برنامجه النووي بالاعتماد على الاختراق الداخلي وسلاح الطيران والمسيرات.

. إلا أن الهدف لم يتحقق إلا جزئيا.. وبعد أن تداركت إيران الوضع بسرعة وردت في الليلة الموالية ثم تواصل الصراع طيلة الأيام الماضية سجالا بين الطرفين وسط دعم أمريكي غير مباشر وتهديدات متكررة بالمشاركة الفعلية في الحرب ودعم من بقية الدول الغربية وإدانة من بقية المجتمع الدولي وتواطؤ من بعض مكونات المحيط الاقليمي العربي منه بالخصوص وانقسام واضح داخل الشعوب وخاصة في النخب بين دعم إيران أو التشفي فيها وفي الحد الأدنى الحياد تجاه ما يجرى وأحيانا الدعم الواضح للكيان.

إن  تقدير الموقف مما هو حاصل من حرب صهيونية على إيران يمكن أن ينطلق مما يلي :

ـ طبيعة الصراع الصهيوني الايراني الذي لا يمكن ادراجه إلا تحت عنوان الصراع الحضاري للأمة  الإسلامية مع الغرب الصهيومسيحي والذي يستهدف المنطقة وشعوبها ودينها وقيمها وثقافتها وأخلاقها منذ إسقاطه للخلافة العثمانية برمزيتها التاريخية رغم ما آلت إليه من ضعف وترهل وانهيار داخلي ولا تزال سياساته مبية على إحباط أي مشروع للنهوض مهما كان حجمه وفاعليته ومن أجل ذلك فعل الأفاعيل بالمنطقة بشكل مباشر أو غير مباشر  عبر ربيبه الكيان الصهيوني أو وكلائه من الأنظمة أو جماعات الإرهاب والتخريب لذلك فإن استهداف إيران نظاما ودولة وشعبا هو في صلب هذا التوجه كما حصل للعراق وافغانستان وغيرها.

ـ تحرير فلسطين الذي يعتبر ذروة سنام الصراع الحضاري ومركزه المحوري وأي تحول فيه ينعكس بالضرورة على جسم الأمة بكل مكوناتها وفي صلب ذلك خيار المقاومة  الذي حملت لواءه عدة جماعات فلسطينية وغير فلسطينية وعدة دول تحت عناوين مختلفة علمانية ويسارية ويمينية وقومية وغيرها من بينها إيران التي يختلط دعمها للقضية بين التوظيف السياسي الاستراتيجي وأحيانا الطائفي وبين المبدئية  خاصة بعد أن آل حمل لواء القضية للإسلاميين حماس والجهاد الإسلامي أصحاب المذهب السني والأصول الإخوانية بالنسبة  لحماس.

تحرير فلسطين الذي يعتبر ذروة سنام الصراع الحضاري ومركزه المحوري وأي تحول فيه ينعكس بالضرورة على جسم الأمة بكل مكوناتها وفي صلب ذلك خيار المقاومة الذي حملت لواءه عدة جماعات فلسطينية وغير فلسطينية وعدة دول تحت عناوين مختلفة علمانية ويسارية ويمينية وقومية وغيرها من بينها إيران التي يختلط دعمها للقضية بين التوظيف السياسي الاستراتيجي وأحيانا الطائفي وبين المبدئية خاصة بعد أن آل حمل لواء القضية للإسلاميين حماس والجهاد الإسلامي أصحاب المذهب السني والأصول الإخوانية بالنسبة لحماس. ـ معركة طوفان الاقصي  التي فجرتها المقاومة الفلسطينة باستقلالية تامة عن كل داعميها وشركائها والتي لم تجد دعما سياسيا وميدانيا سوى من إيران وامتداداتها في لبنان واليمن والعراق ولم تلق من الانظمة العربية سوى الخذلان والتآمر مع بعض  التعاطف الشعبي الذي  لا يسمن ولا يغني من جوع. والمؤسف أن تتعالى بعض الاصوات من  المعروفة  بالعقلانية والخبرة الاستراتجية ودعم المقاومة مثل الدكتور عبد الله النفيسي بتخطئة اطلاق معركة  طوفان الأقصى  وقادته تحت عنوان الانفراد بالقرار واستفزاز الكيان في وجوده والعبرة بالنتائج في السياسة وغيرها من المسوغات .

ـ تداعيات معركة طوفان الأقصى الاستراتجية والمرحلية والتي تظرب في العمق مبررات وجود الكيان استراتجيا والأكيد أن الهجوم على إيران يندرج ضمن هذا الإطار بسبب تضخم دورها الإقليمي ودعمها للمقاومة وبرنامجها النووي الذي يمكن أن يضمن أمنها وموقعها الإقليمي والدولي .


ـ سلوك النظام الإيراني الإقليمي والدولي الذي تم استهدافه من البداية لطبيعته المختلفة عن فلسفة الغرب ومنطلقاته  بالحرب العراقية الإيرانية التي تواصلت ثمانية سنوات كادت تنهيه قبل ولادته بدعم من الغرب والأنظمة العربية مثلما هو حاصل الآن مع الكيان الصهيوني.. وهذا لا يعني أن إيران لم تخطئ في سلوكها تجاه محيطها وفي تحالفاتها خاصة الإقليمية مع الهند ضد باكستان والصين ومع أرمينيا ضد أذربدجان وتركيا، وفي عقليتها التوسعية الطائفية والعرقية احيانا وفي خلطها بين الأنظمة والشعوب مثلما حصل في أفغانستان والعراق وسورية واليمن، وفي مساهمتها الفعالة في إجهاض تطلعات الشعوب العربية للتحرر بإنهاء ثورات الربيع العربي.. ورغم ذلك فإن إسقاط إيران الآن لا يعني سوى فرض هيمنة مطلقة على المنطقة في مستوى الأنظمة وهو حاصل وزيادة.. وفي مستوى الشعوب وفي  مزيد إضعاف روح المقاومة خاصة في فلسطين.

لا شك أن إيران قد ولغت كثيرا في دماء شعوب المنطقة خاصة من السنة لكن صمودها من الناحية الاستراتجية وبحسابات موازين القوى المصلحة فيه أكثر رجوح من المفسدة لأن البديل عنها هو الكيان الصهيوني.. ولنا في قوله تعالى هدي عظيم حول صراع الروم والفرس مع بداية البعثة النبوية وفرحة المؤمنين بانتصار الروم ولو بعد حين.. رغم أن كلا القوتين في عداء مع المسلمين فنحن اليوم أمام خيارين أو بالأحرى مذهبين كما عبر عن ذلك الأستاذ فهمي هويدي مذهب المقاومة ومذهب التصهين. والواضح أن ضمن خيار المقاومة هناك  تنافس وتجاذب وصراع بفعل التقديرات الخاطئة وعدم الاستفادة من دروس التاريخ وإذكاء الغرب ووكلائه لنار الفرقة داخل جسم الأمة.

ـ إن بناء الموقف مما يحصل من صراع صهيوني إيراني يتتطلب من الناحية المنهجية اعتماد مقاربة مركبة من حيث الأبعاد تعتمد تقديرا للظرفي والاستراتيجي فيما يعبر عنه بفقه اللحظة وحسن ترتيب للاولويات ودقة في الموازنة بين المصالح والمفاسد  بما يفضي الى ترجيح الوقوف في جانب إيران الشعب ثم الدولة ثم النظام باعتبارها تتعرض لاعتداء غاشم ظالم لا أصل له في الأديان والشرائع والقانون الدولي وكل ردود أفعالها هو دفاع عن النفس مشروع هذا الموقف لا يلغي ما مارسته من ظلم واعتداء وتجاوز في حق  شعوب المنطقة والدين فيه لا يسقط بالتقادم والحساب حوله مؤجل إلى حين لأنه ليس من أولويات المرحلة .

ـ بقية المواقف سواء الداعمة للكيان الغاصب والمحرضة على تدمير إيران أو الداعية للحياد باعتبار الطرفين وجهان لعملة واحدة فإن مآلات كل منهما هو مزيد من تفكيك الأمة وتقسيم المقسم وتجزئة المجزء وهو أساس العلو الإسرائيلي الثاني والتسلط على المنطقة ولا عبرة بما يطرح من ادعاءات بأن الموقف المقابل له عاطفي وغير واقعي وغير مقدر لميزان القوى ومستقبل المنطقة.. ولا بما يقدم من مبررات رغم وجاهتها حينما تكون مجزأة .

ـ بناء على ما تقدم فإن تبني موقف المساندة النقدية لإيران ودعمها وإسنادها من طرف العديد من الشخصيات والأطرف والدول هو الموقف المعقول. ومن ضمن هذه الأطراف ما راج صدوره عن الإخوان بإمضاء القائم بأعمال المرشد العام أو بعض الحركات والأحزاب  ذات التوجه الإسلامي  رغم ما هم عليه من استهداف وحصار ومطاردة وما انتهى إليه حالهم  من ضعف وترهل وتفكك وجمود فكري سياسي  وتنظيمي غير مسبوق  بفعل ما يعيشونه  من ارتهان للماضي بشخوصه وأفكاره ومقارباته وما حصل في داخلهم من تدمير ذاتي جعلهم في حالة عجز عن المراجعة والتقدير والتدبير والتأير.

*كاتب تونسي 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الحرب الإيرانية الإسرائيلي إيران إسرائيل رأي حرب قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

الصراع الإيراني الإسرائيلي بين مبادرات بوتين وسيناريوهات التصعيد .. هل تنجح الدبلوماسية في تفادي الحرب؟

في خضم التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، تتعالى التحذيرات من انزلاق المنطقة نحو مواجهة إقليمية شاملة قد تعصف باستقرار الشرق الأوسط بأكمله. لكن وسط هذه الأجواء المتوترة، يطل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليطرح بصيص أمل، معلنًا عن مبادرات روسية قد تساهم في نزع فتيل الأزمة، بالتوازي مع تحركات دبلوماسية أمريكية وبريطانية، وسيناريوهات متعددة يطرحها الخبراء بشأن المستقبل القريب.

بوتين: لسنا وسطاء لكننا نطرح حلولًا

في كلمة ألقاها خلال الجلسة العامة لـ"منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي"، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تطرح "أفكارًا" للمساعدة في حل الصراع القائم بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن موسكو ليست بصدد لعب دور الوسيط، لكنها تسعى لتقديم رؤى يمكن البناء عليها لتحقيق التهدئة.

وأضاف بوتين أن "روسيا على تواصل يومي مع الأصدقاء الإيرانيين"، معبرًا عن أمله في تنفيذ الأفكار المطروحة. كما علّق على تهديدات إسرائيلية سابقة باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكدًا أن بلاده لطالما نادت باحترام سيادة الدول والحفاظ على أمنها دون المساس بسلامة الآخرين.

واشنطن ولندن تبحثان التصعيد.. وتنسيق مشترك

على الجانب الغربي من المشهد، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره البريطاني ديفيد لامي في واشنطن، حيث ناقشا تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الصراع الإيراني الإسرائيلي. البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أشار إلى أن الجانبين تناولا سبل التهدئة، إلى جانب ملف الحرب في أوكرانيا وقمة الناتو المقبلة.

اللقاء أكد أهمية تعزيز التعاون الدفاعي، وزيادة الإنفاق العسكري ضمن إطار حلف شمال الأطلسي، في ظل التوترات المتصاعدة في أكثر من جبهة حول العالم.
 

سيناريو التفاوض.. الأمل لا يزال قائمًا

يرى الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد أن السيناريو الأول المتمثل في العودة إلى طاولة المفاوضات لا يزال قائمًا، رغم التصعيد. ويعزو ذلك إلى احتمال تدخل دولي قوي، سواء من الولايات المتحدة أو من قبل الاتحاد الأوروبي، للضغط على الطرفين. ويشير السيد إلى أن إسرائيل، رغم حدة خطابها العسكري، لا تسعى لحرب شاملة قد تفتح عليها جبهات في أكثر من مكان، خصوصًا في ظل التوازنات الدولية المعقدة.

ويرى أن هذا السيناريو مرهون بوجود وساطة دولية فعالة، وتقديم تنازلات متبادلة، مثل تعليق إيران لأنشطتها النووية الأكثر حساسية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية والحد من التصعيد على الجبهات.

سيناريو الضربات المحدودة.. الأكثر ترجيحًا

فيما يرى اللواء السيد أن السيناريو الأقرب إلى الواقع حاليًا هو استمرار الضربات الجوية والصاروخية المحدودة، سواء من قبل إسرائيل أو عبر أذرع إيران الإقليمية، وذلك بهدف تحقيق مكاسب ميدانية أو سياسية دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة. هذه الاستراتيجية، كما يصفها، تعتمد على التحرك تحت سقف الخطوط الحمراء المتعارف عليها.

سيناريو التدخلات الخارجية

ويضيف السيد أن السيناريو الثالث ينطوي على تدخلات خارجية أوسع، في حال تعذر احتواء التصعيد أو إذا قامت إسرائيل بتوجيه ضربة كبيرة إلى منشأة نووية إيرانية. في مثل هذه الحالة، من المرجح أن ترد إيران بشكل أوسع، مما قد يستدعي تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر، أو تفتح جبهات إقليمية عبر حزب الله في لبنان والميليشيات الموالية لإيران في العراق واليمن، مما يعقد المشهد ويجعله أقرب إلى مواجهة إقليمية شاملة.

السيناريو النووي.. الكارثة الكبرى

أما السيناريو الأخطر، بحسب اللواء السيد، فهو استخدام السلاح النووي أو التهديد به. ويؤكد أن هذا الاحتمال لا يزال بعيدًا نسبيًا، لكنه قد يصبح واقعًا إذا انهارت كل المسارات التفاوضية، أو في حال تأكد امتلاك إيران لسلاح نووي، أو قيام إسرائيل بمحاولة استهداف منشآت نووية مدفونة تحت الأرض بأسلحة خارقة أو نووية تكتيكية.

ويحذر من أن حدوث ضربة نووية، إن حصلت، سيكون بمثابة زلزال جيوسياسي، لن يقتصر أثره على المنطقة فحسب، بل سيدفع قوى كبرى كروسيا والصين للتدخل، ويعيد تشكيل خريطة التحالفات والنظام العالمي.
 

بين الحرب والسلام.. المنطقة على المحك

في ظل تشابك هذه السيناريوهات وتعقيداتها، تبقى المنطقة معلقة بين احتمالات التهدئة والتصعيد، فيما يراقب العالم بحذر تطورات قد تحمل معها تحولات تاريخية. وعلى الرغم من قتامة الموقف، إلا أن نافذة الحلول السلمية لا تزال مفتوحة، وإن كانت تحتاج إلى قرارات شجاعة وضغوط دولية فاعلة لتغليب صوت العقل على دوي السلاح.

طباعة شارك إيران إسرائيل الشرق الأوسط بوتين واشنطن

مقالات مشابهة

  • إيران تحذر: أي دولة تدعم الكيان الصهيوني عسكرياً ستكون هدفاً مشروعاً لقواتنا
  • الأحرار الفلسطينية تحذر من جر الكيان الصهيوني المنطقة إلى كارثة كبرى
  • هيئة رئاسة مجلس النواب تُبارك الرد الإيراني وتدعو لمحاسبة الكيان
  • هيئة رئاسة مجلس النواب تُبارك الرد الإيراني وتدعو لمحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه
  • الصراع الإيراني الإسرائيلي بين مبادرات بوتين وسيناريوهات التصعيد .. هل تنجح الدبلوماسية في تفادي الحرب؟
  • إيران تعلن إمهال المغرر بهم من الكيان الصهيوني للاستفادة من العفو
  • بن جامع: إعتداءات الكيان الصهيوني على إيران غير مبررة
  • مجلس الأمن يبحث التصعيد بين إيران والكيان الصهيوني
  • قبائل الشغادرة بحجة تعلن النفير نصرة لغزة وتأييداً للرد الإيراني على الكيان الصهيوني