لقاء قائد جيش باكستان بترامب يفتح آفاق تعاون في التجارة والتعدين
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
إسلام آباد – في لقاء تاريخي بين قائد الجيش الباكستاني المشير عاصم منير والرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، ناقش الطرفان التوتر الإيراني الإسرائيلي، والنزاع الباكستاني الهندي، حيث أعرب رئيس أركان الجيش الباكستاني عن تقدير حكومة وشعب باكستان العميق للدور الأميركي في تسهيل وقف إطلاق النار بين باكستان والهند في الأزمة الإقليمية الأخيرة، التي نشبت مطلع الشهر الماضي.
ووفقا لبيان صادر عن الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني، فقد ناقش المشير منير مع ترامب سُبل توسيع التعاون الثنائي في مجالات متعددة، بما في ذلك التجارة والتنمية الاقتصادية والتعدين والمعادن والذكاء الاصطناعي والطاقة والعملات المشفرة والتقنيات الناشئة.
وقد أبدى ترامب اهتماما كبيرا بتشكيل شراكة تجارية متبادلة المنفعة مع باكستان، تقوم على التقارب الإستراتيجي والمصالح المشتركة طويلة الأجل.
ويمثل هذا اللقاء رمزية كبيرة لدى الباكستانيين، ورمزية عامة كون المشير منير هو أول رئيس أركان جيش في الخدمة يلتقي وجها لوجه مع رئيس أميركي في السلطة، وأول مرة يُستقبل فيها قائد عسكري باكستاني في الخدمة رسميا على هذا المستوى، دون أن يكون قد شغل منصبا سياسيا.
وتبرز أهمية الزيارة أيضا في المجالات التي تمت مناقشتها بين الطرفين، إذ تم التركيز على الجانب الاقتصادي أيضا، وفقا لبيان الجيش، ووفقا لتصريحات ترامب أيضا، الذي قال إن بلاده تعمل على اتفاقية تجارة مع باكستان.
حجم التجارة المتبادلةوفقا لمكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، فقد بلغ إجمالي تجارة السلع الأميركية مع باكستان بما يقدر بنحو 7.3 مليارات دولار في عام 2024.
ووفقا للمكتب فقد بلغت صادرات السلع الأميركية إلى باكستان في عام 2024 ما قيمته 2.1 مليار دولار، بزيادة قدرها 4.4% عن عام 2023، في حين بلغ إجمالي واردات السلع الأميركية من باكستان 5.1 مليارات دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 4.9% (238.7 مليون دولار) عن عام 2023.
إعلانبينما بلغ عجز تجارة السلع الأميركية مع باكستان 3 مليارات دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 5.2% عن عام 2023.
وفي أحدث الإحصائيات أكد السكرتير البرلماني لوزارة التجارة الباكستانية ذو الفقار علي بهاتي أن إجمالي حجم التجارة بين باكستان والولايات المتحدة قد بلغ 7.3 مليارات دولار.
وخلال جلسة الأسئلة في البرلمان، قال إنه من يوليو/تموز 2024 إلى مارس/آذار 2025، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 5.53 مليارات دولار.
وفقا لبهاتي، فقد بلغت صادرات باكستان خلال العام المالي الجاري إلى الولايات المتحدة 4.34 مليارات دولار، في حين سجلت الواردات من الولايات المتحدة 1.19 مليار دولار، ولوحظت زيادة كبيرة قدرها 3.15 مليارات دولار في صادرات باكستان إلى الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها.
وفي العام الماضي قال عاطف إكرام شيخ، رئيس غرفة تجارة وصناعة باكستان، إن الولايات المتحدة هي واحدة من الدول القليلة في العالم التي تتمتع باكستان معها بفائض تجاري ثنائي، وفقا لغرفة تجارة باكستان.
وفقا لوكالة الأنباء الباكستانية الحكومية في مايو/أيار الماضي، فإن المسؤولين الباكستانيين يعتقدون أنه إذا خفضت الولايات المتحدة التعريفات الجمركية، فهناك إمكانية قوية لزيادة كبيرة في الصادرات الباكستانية.
ويقول المستشار الاقتصادي في مركز دراسات الفضاء والأمن بإسلام آباد الدكتور عثمان شوهان، إن التجارة بين باكستان والولايات المتحدة شهدت استقرارا، مشيرا إلى إمكانية زيادتها لتشمل مجالات أخرى.
وأضاف شوهان، في حديث للجزيرة نت، أن باكستان تُحقق فائضا تجاريا يُقارب 3 مليارات دولار مع الولايات المتحدة، ولذلك فُرضت عليها رسوم جمركية مرتفعة نسبيا.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي أسامة رضوي إن التجارة بين باكستان والولايات المتحدة حافظت على استقرارها نسبيا، إلا أن الرسوم الجمركية الأخيرة والتي بلغت 29%، قد وضعت مسارها المستقبلي في خطر.
وقال رضوي، في حديث للجزيرة نت، إن اجتماع ترامب وعاصم منير، قد يؤدي، إلى زيادة التبادل التجاري بين باكستان والولايات المتحدة.
التعاون الاقتصاديرغم أن الجوانب السياسية والأمنية قد طغت على اللقاء الذي جمع عاصم منير بترامب، وأهمها التوتر الباكستاني الهندي، والتوتر الإيراني الإسرائيلي، وقضية كشمير، إلا أن الطرفين ناقشا بعض القضايا الاقتصادية، فيما يراه البعض ذا أهمية، ويراه آخرون غير مهم في سياق هذا الاجتماع.
ويقول عثمان شوهان إن الأمر المُشجع في زيارة الجنرال منير هو رغبة كلا الجانبين الواضحة في تغيير مسار العلاقات، والانتقال من التعاون الأمني في الغالب إلى المشاركة الاقتصادية الحقيقية.
ويضيف شوهان أنه مع وجود قطاعات إستراتيجية مثل الطاقة والمعادن والتكنولوجيا على طاولة النقاش، فإنه يرى فرصا قوية لنمو التجارة في المستقبل القريب.
بخلاف ذلك، يرى أسامة رضوي أن الناس يُبالغون في تفسير اللقاء، حيث يرى أن البعد الأكثر أهمية في هذا الاجتماع هو البعد الدبلوماسي والسياسي الخارجي أكثر من كونه اقتصاديا.
إعلان إمكانيات هائلةيقول شوهان إن المحادثات غطت نطاقا واسعا بما في ذلك المعادن والطاقة والذكاء الاصطناعي، وحتى العملات المشفرة.
وهذه إشارة واضحة إلى أن كلا من باكستان والولايات المتحدة تُفكران في المستقبل، وليس فقط بالوضع الحالي.
وأضاف "إنه لأمر مُنعش أن نرى هذه المجالات ذات الإمكانات العالية تحظى أخيرا باهتمام جدي في المحادثات الثنائية".
ويؤمن المستشار الاقتصادي بأن باكستان تمتلك بعض المجالات الواعدة للغاية، لا سيما في مجال المعادن الضرورية للتكنولوجيا النظيفة والإلكترونيات.
ويضيف أن باكستان -بفضل سكانها الأذكياء وبنيتها التحتية المحسنة- أصبحت في وضع جيد يسمح لها بالشراكة مع الولايات المتحدة، ويؤكد شوهان أن احتياطيات المعادن وحدها تجعل باكستان بديلا جذابا في حوار سلسلة التوريد العالمية.
من جهته، يقول أسامة رضوي إن الاجتماع ركّز على العملات المشفرة والتعدين، وفي هذا السياق، تمتلك باكستان احتياطيا كبيرا من المعادن، إلا أنها تُساهم بأقل من 3% من ناتجها المحلي الإجمالي، مما يُتيح إمكانات هائلة في هذا المجال.
ويضيف رضوي، يُقدّر إجمالي أصول باكستان المعدنية بنحو 6 تريليونات دولار، لكن التكنولوجيا المُتعلقة بعمليات الاستخراج والمعالجة لا تزال تُشكّل عائقا كبيرا. كما أن صادراتها المعدنية ضئيلة، حيث تُمثّل 0.1% من صادرات المعادن العالمية.
وفيما يتعلّق بالعملات المشفرة يقول رضوي إنها أصبحت مؤخرا مصطلحا شائعا في باكستان، ويعتقد أنها خطوة إيجابية، مشيرا إلى أن لها استخدامات أخرى مُتعددة مقارنةً بجني الأرباح فقط.
ويختم رضوي قائلا "لقد خصصت باكستان مؤخرا استثمارات لتعدين البيتكوين في البلاد، مما سيساعد على تحسين استهلاك الطاقة (الذي انخفض مؤخرا). لكن على كلا الجبهتين، لا يزال التقدم في مراحله الأولى، وعلينا الانتظار لنرى كيف ستتطور الأمور، خاصة البنية التحتية المؤسسية الداعمة".
وجدير بالذكر أن باكستان لديها مخزون موارد ورواسب طبيعية تُقدر قيمتها بتريليونات الدولارات، تقدر بأنها مجموعة من 17 عنصرا معدنيا مستخدمة في مجموعة كبيرة من التطبيقات عالية التقنية، مثل الهواتف الذكية والمركبات الكهربائية وتوربينات الرياح وأنظمة الدفاع.
ويُقدر موقع "إنيرجي أبديت" في أبريل/نيسان الماضي احتياطيات باكستان بنحو 8 تريليونات دولار، أي ما يقرب من 20 ضعف الناتج المحلي الإجمالي الحالي لباكستان.
بينما تقدر صحيفة "باكستان اليوم" الباكستانية قيمة مخزون المعادن في باكستان بنحو 50 تريليون دولار، تتركز بشكل رئيسي في أقاليم بلوشستان (جنوب غرب) وخيبر بختونخوا (شمال غرب) وجيلجيت بالتستان (شمال).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ملیارات دولار فی عام 2024 الولایات المتحدة السلع الأمیرکیة أن باکستان مع باکستان
إقرأ أيضاً:
حجم التجارة المتبادلة بين سوريا وتركيا يقترب من 2 مليار دولار منذ مطلع 2025
قال وزير التجارة التركي عمر بولات إن حجم التجارة بين تركيا وسوريا بلغ 1.9 مليار دولار في الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 , وهو ما يضعه على مسار يتجاوز إجمالي العام الماضي البالغ 2.6 مليار دولار 2025.
وكالة "بلومبرغ"، أوضحت إن تركيا تخطط لإنشاء مناطق صناعية في سوريا بهدف دعم الاقتصاد الذي أنهكته الحرب مع تعزيز التجارة عبر الحدود.
يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة رسمية لوزير الاقتصاد والصناعة السوري، نضال الشعار إلى العاصمة التركية أنقرة، التقى خلالها بوزير التجارة التركي، عمر بولات، لبحث سبل تعزيز الشراكات الاقتصادية، وتنسيق الجهود لدعم قطاعي الصناعة والتجارة بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين السوري والتركي , حيث اختمت بتوقيع بروتوكول إنشاء "اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة"، إلى جانب مذكرة تفاهم في مجال التنمية الإدارية والحوكمة.
كلمة وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار بعد توقيعه بروتوكول تأسيس مجلس التعاون الاقتصادي السوري التركي مع وزير التجارة التركي عمر بولاط.#سوريا#تركيا#اقتصاد pic.twitter.com/HxQZ1NFNU1 — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) August 5, 2025
وأشارت بلومبرغ إلى أن رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية رفعت حصار جيكلي أوغلو أكد إمكانية إنشاء مناطق صناعية متكاملة البنية التحتية وآمنة داخل سوريا خلال فترة وجيزة.
كما نقلت الوكالة عن وزير الاقتصاد والصناعة السوري نضال الشعار قوله إن البداية ستكون مع الشركات الصغيرة والمتوسطة قبل الانتقال إلى مشاريع كبرى، معبّراً عن أمله في أن تقوم تركيا بتأسيس مصانع في سوريا وتوزيع المنتجات الصناعية من خلالها.
وأضافت الوكالة أن رجال الأعمال الأتراك والسوريين المقيمين في تركيا ينظرون إلى التطورات بوصفها فرصة اقتصادية ، رغم ما يواجهونه من تحديات مالية نتيجة التضخم والمشكلات المصرفية في سوريا.
وخلال حفل توقيع بروتوكول تأسيس اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، قال الوزير التركي إن الاتفاق الجديد يمثل بديلاً أكثر شمولاً لاتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين سابقاً، والتي توقفت فعلياً بعد عام 2011
من إعادة الإعمار إلى بروتوكولات لوجستيات
الوزير التركي أشار إلى أن المباحثات الثنائية تناولت مجالات واسعة، شملت التبادل التجاري، والاستثمارات، ومشاريع إعادة إعمار سوريا، والبنى التحتية، والنقل واللوجستيات , كما كشف عن توقيع بروتوكولين مهمين: الأول لتأسيس اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، والثاني للتعاون في مجال التنمية الإدارية والحوكمة، بهدف دعم المؤسسات السورية في مجالات الاقتصاد والتجارة والجمارك.
ولفت الوزير التركي إلى أنه تم تدشين خط الغاز الطبيعي بين تركيا وسوريا بدعم من أذربيجان وقطر، حيث بدأت تركيا بالفعل بتصدير 6 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً إلى سوريا، وهو ما يعادل إنتاج كهرباء يغطي احتياجات 5 ملايين أسرة سورية لمدة تصل إلى 10 ساعات يومياً.
وتشعر الشركات التركية والسورية التي تتخذ من تركيا مقراً لها بالحماس إزاء ما تراه فرصة تجارية عبر الحدود، حتى وإن كانت غير متأكدة من الظروف المالية بعد سنوات من الحرب.