«الضربة الأخيرة».. هل بدأت ساعة الصفر في فوردو؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
في فجر الأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تنفيذ "ضربة محدودة ودقيقة" استهدفت منشآت على صلة بالبرنامج النووي الإيراني، وبينما أكدت مصادر غربية استهداف محيط منشأة فوردو المحصّنة قرب "قم"، فإن مصير قلب المنشأة لا يزال غير واضح حتى اللحظة، مع تضارب الروايات حول حجم الضرر الفعلي، وسط صمت رسمي إيراني مطبق.
منشأة فوردو ليست موقعًا عاديًا، بل تعتبر "القلعة النووية الأخيرة" لإيران، وتقع داخل جبل صخري على عمق يتراوح بين 90 و120 مترًا. وهي تضم مئات أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-6 القادرة على التخصيب بنسبة تصل إلى 90%.
المنشأة تحظى بأهمية رمزية واستراتيجية، ليس فقط بسبب دورها التقني، بل لموقعها الديني والسياسي الحساس جنوب مدينة "قم" - العاصمة الروحية للشيعة في إيران.
الضربة الأمريكية.. .خطوة أولى أم جس نبض.. .؟بحسب البنتاجون، تم استخدام ذخائر دقيقة وموجهة، يُرجّح أن بينها قنابل خارقة للتحصينات (GBU-57)، إلا أن التقارير لم تؤكد حتى الآن إصابة مباشرة لقلب المنشأة.
الضربة تبدو أقرب إلى جس نبض ورد تحذيري، أكثر من كونها محاولة اجتثاث كاملة، في ظل تخوف واشنطن من الإنزلاق إلى حرب شاملة قد تشتعل على جبهات متعددة.
سيناريو الإنزال الإسرائيلي لا يزال قائمًا
وفي ظل الغموض المحيط بالضربة، تعود التقديرات إلى طرح السيناريو الإسرائيلي البديل.. عملية إنزال خاصة، تستهدف نقاط الضعف في فوردو، كأنظمة التهوية وشبكات الطاقة.
وحدات مثل "سييريت متكال" و"شاييطت 13" تظل جاهزة للتنفيذ، خاصة إذا رأت تل أبيب أن الضربة الأمريكية لم تحقق التأثير الرادع المطلوب، العملية قد تتطلب دعمًا استخباراتيًا داخليًا، وربما تغطية جوية أمريكية، في حال تطور الأمر إلى رد عسكري إيراني واسع.-- تحوّل خطير أم بداية
"يوم القيامة"؟رغم أن الضربة لم تُعلن كمحاولة لتدمير فوردو بشكل كامل، فإنها قد تفتح أبواب الرد الإيراني، الذي قد يشمل:
إطلاق صواريخ على إسرائيل.
استهداف المصالح الأمريكية في العراق وسوريا.
تهديد الملاحة في مضيق هرمز وربما قناة السويس.
وفي حال تحوّل الرد إلى تصعيد إقليمي، قد يجد العالم نفسه أمام سيناريو "يوم القيامة" الذي طالما حذرت منه العقيدة العسكرية الإسرائيلية.
ما بعد الضربة.. .هل يولد شرق أوسط جديد؟كتبت سابقًا - منذ بدايات كورونا، وحتى اندلاع حرب أوكرانيا - أن الشرق الأوسط يتجه نحو إعادة تشكيل جذرية. واليوم، مع أول ضربة تستهدف قلب البرنامج النووي الإيراني، تبدو ملامح هذا التغيير أوضح من أي وقت مضى.
في حال تم تحييد فوردو فعليًا، أو على الأقل تقويض قدراته، فإن التركيز سيتحوّل إلى ملفات أخرى أكثر احتقانًا: غزة، لبنان، سوريا، وقد تمتد التداعيات إلى مصر، التي تجد نفسها في مرمى ضغوط متزايدة بين أمنها القومي والملف الفلسطيني.
خلاصة المشهدالضربة الأمريكية الأخيرة، وإن كانت محدودة وغير مؤكدة النتائج حتى الآن، إلا أنها تشير بوضوح إلى أن المرحلة المقبلة لن تشبه ما سبقها.
فمن فوردو إلى غزة، ومن قم إلى رفح، هناك خرائط تُعاد رسمها، وقواعد اشتباك تُهندس من جديد.. .ليس على الطاولة السياسية، بل في ميادين النار.. !!
[email protected]
اقرأ أيضاًبعد قرار البرلماني الإيراني إغلاق مضيق هرمز.. باحث أمريكي: طهران تحارب ترامب باللغة التي يفهمها
مسؤول أمريكي: ترامب لا يسعى لمواصلة العمليات العسكرية ضد إيران
إيران تسقط 4 طائرات مسيّرة إسرائيلية في محافظة «فارس»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إيران فوردو منشأة فوردو النووية البرنامج الإيراني النووي
إقرأ أيضاً:
صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيوم من فوردو قبل الضربة الأمريكية بساعات
نقلت إيران معظم يورانيوم فوردو النووي قبل الضربة الأمريكية بساعات، في خطوة استباقية مفاجئة تكشف عن توقعات مسبقة بالعدوان، بينما تدعو الوكالة الذرية الدولية لاجتماع طارئ. اعلان
كشف مصدر إيراني رفيع المستوى أن إيران نقلت معظم مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة فوردو النووية إلى موقع غير معلن قبل ساعات من الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية في البلاد فجر اليوم الأحد.
وقال المصدر إن عدد العاملين في المنشأة خُفض إلى الحد الأدنى قبل تنفيذ الضربات، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تدبير احترازي مسبق.
ماذا كشفت صور الأقمار الاصطناعية؟وأظهرت صور أقمار صناعية نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" بتاريخ 19 يونيو/حزيران الجاري، نشاطاً غير اعتيادي في محيط منشأة فوردو النووية الإيرانية قبل يومين من تنفيذ الضربات الأميركية.
وأفادت الصحيفة بأن الصور سجلت حركة كثيفة للشاحنات والمركبات قرب الموقع، فيما ظهر في لقطات لاحقة أن معظم هذه الشاحنات تحركت شمال غرب المنشأة، بينما تمركزت أخرى بالقرب من مدخل الموقع.
وبحسب التحليل المرفق مع الصور، فقد تم رصد 16 شاحنة على الأقل على طول الطريق المؤدي إلى مجمع عسكري تحت الأرض يقع في الجوار، وهو ما قد يشير إلى عمليات إخلاء أو إعادة تموضع للمعدات أو المواد الحساسة.
Relatedغواصات متطورة وقواعد استراتيجية.. ماذا نعرف عن قدرات إيران البحرية؟تراجع أم هروب إلى الأمام؟ ما هي خيارات إيران للرد على الضربات الأمريكية؟بالصور.. هكذا تابع ترامب مجريات تنفيذ الضربات الجوية منشآت فوردو ونطنز وأصفهان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدعو إلى اجتماع طارئفي ظل التطورات الأخيرة، دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الوضع النووي في إيران بعد العدوان الأميركي. وطالبت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عبر رسالة رسمية إلى مدير الوكالة رافائيل غروسي، بفتح تحقيق مستقل في الحادثة.
وقال الباحث في الشؤون الاستراتيجية والسياسية، عباس أصلاني، إن الخطوات التي اتخذتها إيران تشير إلى توقعات مسبقة بحدوث ضربة أميركية، ما دفع السلطات الإيرانية إلى اتخاذ تدابير احترازية شاملة.
وأشار إلى أن إعادة نقل المواد النووية من المواقع المستهدفة كانت محاولة لتفادي أي تسرب إشعاعي قد يؤثر على السكان المجاورين، ولمنع تدمير هذه المواد من قبل القوى المعادية.
وأكد أن هذه الإجراءات تشكل أيضاً صعوبة كبيرة أمام أي جهة تسعى لتحديد مواقع هذه المواد في المستقبل.
طهران تهدد بالانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النوويةفي المقابل، أعلن رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، عباس جولرو، أن بلاده تحتفظ بحق الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بموجب المادة العاشرة منها، التي تتيح لأي دولة انسحاباً قانونياً إذا رأت أن مصالحها العليا مهددة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن الولايات المتحدة ستتحمل كامل المسؤولية عن العواقب المحتملة لعدوانها، محذراً من تصعيد قد يشمل إعادة النظر في التزامات طهران النووية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة