يمانيون – متابعات
واصلت دولُ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي مساعيَها للالتفافِ على مطالِبِ واستحقاقاتِ الشعب اليمني، من خلال تضليلِ الرأي العام ومحاولات قلبِ الحقائق، حَيثُ عمدت وسائل إعلام تابعة لتحالف العدوان إلى بث تسريبات ركيكة جديدة تحمّل صنعاء مسؤولية عدم التوصل إلى اتّفاق على صرف المرتبات، وتزعم أن السعوديّة تلعب دور الوسيط في المفاوضات؛ الأمر الذي يؤكّـد أن دول العدوان لا زالت مُصرَّةً على إطالة معاناة الشعب اليمني، وتحاول استغلال حالة خفض التصعيد لفرض واقع بديل يمكّنها من التنصل عن الالتزامات والتهرب من تداعيات استمرار العدوان والحصار والاحتلال.

إصرارٌ على ترويج كذبة “الوساطة السعوديّة”:

التسريبات الجديدة أطلقتها دول العدوان عبر نشطاءَ وعدة وسائل إعلام تابعة لها، منها موقع “العربي الجديد” الذي نقل، الاثنين، عما أسماه “مصادرَ مطلعة” زَعْمَها بأن السعوديّةَ تلعبُ دورَ “الوسيط” بين صنعاء وحكومة المرتزِقة، بل إنها تتوسط أَيْـضاً بين صنعاء والممثل الأممي، هانز غروندبرغ، في المفاوضات على مِلف المرتبات، وأن صنعاءَ هي من تُعيقُ التوصُّلَ إلى اتّفاق لصرف المرتبات.

وتأتي هذه التسريباتُ التضليلية، بالتزامن مع حملات دعائية مُستمرّة يشنها إعلام العدوّ السعوديّ ونشطائه ومرتزِقته لتحميل صنعاء مسؤولية انقطاع المرتبات، ومحاولة خلق فوضى في المناطق الحرة وصدامات بين الموظفين وبين حكومة الإنقاذ.

وليست هذه المرة الأولى التي يسعى فيها النظام السعوديّ لترويج دعاية “الوساطة بين اليمنيين” وتحميل صنعاء مسؤولية الأزمة الإنسانية التي صنعها في اليمن والتي تعتبر الأسوأ على مستوى العالم، لكن العودة إلى هذه المحاولات في هذا التوقيت تشير بوضوحٍ إلى عدمِ وجود نوايا للتجاوب مع الفرصة التفاوضية الأخيرة التي أتاحتها صنعاء، بل تؤكّـد أن العدوَّ السعوديّ مصمِّمٌ على حرمان الشعب اليمني من حقه في الاستفادة من عائدات الثروة النفطية، لصالح المرتبات والخدمات.

هذا ما تؤكّـده أَيْـضاً تفاصيلُ التسريبات التي حاول العدوُّ أن يبدوَ من خلالها وكأنه “قدَّم تنازلاتٍ” لصنعاءَ، لكنه في الحقيقة أثبت عن غير قصد حقيقةَ أنه يحاول الالتفاف على الاستحقاقات الشعبيّة، حَيثُ قالت التسريباتُ: إن “السعوديّة عرضت على صنعاء أن تدفع المرتبات من ميزانية المملكة“، معتبرةً ذلك “تنازلاً”؛ وهو يمثل في الواقع خُدعةٌ مكشوفةٌ؛ لتحويل المرتبات من استحقاق شرعي وقانوني للموظفين إلى مساعدات سعوديّة، كما أن هذا “العرض” الالتفافي يتيح المجال لإبقاء إيرادات البلد تحت سيطرة دول العدوان ومرتزِقتها؛ وهو الأمر الذي يعتبر واحداً من أبرز أسباب الأزمة الإنسانية في اليمن.

والحقيقة أن صنعاء كانت قد كشفت في وقتٍ سابق وعلى لسان الرئيس المشاط، أن السعوديّة عرضت صرف المرتبات كمساعدات منها، مقابل أن تسمح صنعاء باستئناف تصدير النفط وإرسال عائداته إلى البنك الأهلي السعوديّ؛ وهو الأمر الذي لا تجد صنعاءُ حرجاً من رفضه بشكل معلَن؛ لأَنَّه يمثل تعنُّتاً سعوديّاً وليس “تنازلاً”، كما تصفه التسريبات.

إصرارٌ على ربط الاستحقاقات بالمرتزِقة:

وفيما تتهم التسريباتُ الركيكةُ صنعاءَ بأنها المعرقِل لمفاوضات صرف المرتبات، فَــإنَّها تقدم معلومات بعيدةً كُـلَّ البُعد عن هذا العنوان، حَيثُ تقول: إن “الخلاف” الحاصل -بحسب زعمها- يعود إلى أن حكومة المرتزِقة تُصِرُّ على أن يتم صرفُ المرتبات من إيرادات ميناء الحديدة وليس إيرادات النفط والغاز؛ وهو ما يعبر في الحقيقة عن تعنت العدوّ، وليس تعنت صنعاء؛ لأَنَّ موازنة مرتبات الموظفين تعتمد بشكل شبه كلي على إيرادات النفط والغاز منذ ما قبل العدوان.

كما أن إحالة التعثر في ملف المرتبات إلى “خلاف” بين صنعاء وحكومة المرتزِقة، هو محاولة مكشوفة وفاضحة لتزييف الواقع؛ لأَنَّ حكومة المرتزِقة لا وجود لها على طاولة التفاوض، ولا قرار لها بشأن المرتبات أَو غيرها، ومحاولة الدفع بها إلى الواجهة ليست سوى حيلة لتعزيز كذبة “الوساطة السعوديّة” وفتح المجال أمام الرياض للتنصل عن التزام دفع المرتبات من إيرادات الثروة الوطنية، تحت عنوان أن المسألة مسألة خلاف داخلي.

وبالتالي، فَــإنَّ ما تترجمُه هذه التسريباتُ وما يرافقُها من حملاتٍ دعائية الآن هو أن النظامَ السعوديَّ لا يزال يرفُضُ التعاطيَ مع واقع استحقاقات الشعب اليمني، ويصر على أن يخضعَها لاعتبارات وإملاءات سياسية تجنبه تداعيات استمرار معاناة اليمنيين، وتمكّنه من مواصلة استهداف البلد وزعزعة أمنه واستقراره خلف واجهة المرتزِقة.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: صرف المرتبات الشعب الیمنی المرتبات من السعودی ة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل توحشه في غزة وينذر بإخلاء 14 حيا شمال القطاع لاجتياحها

 

 

الثورة / متابعة/ محمد هاشم

 

استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون امس الخميس، إثر غارات صهيونية على مناطق متفرقة في قطاع غزة في اطار مواصلة جيش الكيان الصهيوني جريمة الإبادة الجماعية ، بينما وجّه جيش الاحتلال إنذارا بالإخلاء الفوري لـ 14 حيا في شمال غزة من بينها بيت لاهيا ومخيم جباليا وواصل ارتكاب جرائمه بحق المواطنين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة ، امس، إلى 53,762 شهيدا و 122,197 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية، في التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أنه ️وصل مستشفيات قطاع غزة 107 شهداء (منهم 3 شهداء انتشال)، و247 إصابة خلال 24 ساعة الماضية.

فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025م (3,613 شهيدا، 10,156 إصابة).

وأشارت إلى أنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

ودعا المتحدث باسم جيش العدو للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة إكس إلى إخلاء 14 حيا في شمال قطاع غزة.

في المقابل أكدت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين)، امس، أن مجاهديها استهدفت قوة تابعة للعدو الصهيوني بكمين محكم ومركب في قطاع غزة.

وقالت السرايا في بيان: “أكد مجاهدونا تمكنهم من استدراج قوة هندسية مؤللة إلى كمين محكم ومركب داخل مبنى شرق مدينة خان يونس تم تفخيخه باستخدام عبوات شديدة الانفجار وتفجير القوة بداخله”.

وأضافت: “وفور وصول قوات النجدة والإنقاذ استهدفها مجاهدونا بقذيفة مضادة للدروع وأكدوا هبوط طائرات مروحية لإجلاء القتلى والجرحى من المكان”.

وبعد ثلاثة أيام من إعلان حكومة التوحش والإجرام استئنافها بصورة محدودة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنّ “الأمم المتّحدة تسلّمت الأربعاء حمولة نحو 90 شاحنة في معبر كرم أبو سالم وأرسلتها إلى غزة” بينما اعتبرت فصائل المقاومة ومنظمات حقوقية ودول أوروبية المساعدات المسموح بدخولها لا تلبي احتياجات السكان وان ما سمح به الاحتلال نقطة في محيط.

ويواجه قطاع غزة أزمة إنسانية كارثية ونقصا في المواد الاساسية من غذاء وماء ومستلزمات صحية ووقود.

وقالت منظمات غير حكومية إن كمية المساعدات التي دخلت غير كافية بتاتا بينما تحدثت الأمم المتحدة عن صعوبات في توزيعها.

سياسيا، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن الاتحاد الأوروبي سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل في ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة.

وحضّت السويد الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على “بعض الوزراء الإسرائيليين” الداعمين “للاستيطان المخالف للقانون”، مندّدة بـ”مواصلة الحكومة الإسرائيلية مفاقمة الوضع”.

ومنذ بدء الحرب بلغ عدد الشهداء في غزة 53762، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة بغزة، بينهم 3613 شهيدا على الأقل منذ استئناف العدو جرائم الإبادة في 18 مارس بعد هدنة هشة استمرت شهرين.

وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، امس الخميس، أن”343 طفلًا وُلدوا ثم استُشهدوا” خلال الإبادة التي تشنها “إسرائيل” على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.

وقالت الوزارة، في بيان: “343 طفلا ولدوا واستُشهدوا خلال الحرب على غزة”.

وأشارت إلى أن بعضهم قضى تحت القصف، وآخرون بسبب انقطاع الكهرباء، أو نقص الحاضنات، أو تأخر العلاج.

وأضافت: “الأرواح أبصرت النور للحظات، ثم انطفأت، أطفال ولدوا في زمن الحرب، فكان ميلادهم شهادة على الجريمة، ووفاتهم صرخة في وجه الصمت”.

وشددت الوزارة، على أن هذه الأعداد “ليست أرقاما، بل أحضان أفرغت، وصرخات لم تسمع، وأمهات لم تُمنح حق الاحتضان الأول”.

وفي وقت سابق امس الخميس، قالت الوزارة، إن 16 ألفا و503 أطفال فلسطينيين قتلهم جيش الاحتلال خلال الإبادة الجماعية.

وفي الضفة الغربية، واصلت قوات العدو الإسرائيلي امس، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ116 على التوالي، ولليوم الـ103 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني وتعزيزات عسكرية مكثفة واعتقالات طالت عدد من المواطنين .

ويواصل العدو فرض حصار خانق على مخيمي طولكرم ونور شمس، مترافقا مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات، بين الفينة والأخرى.

كما  تواصل قوات العدو الصهيوني منع العائلات المهجرة قسرا من العودة إلى منازلها أو حتى تفقد ممتلكاتها في المخيمين، وتتعرض للملاحقة وإطلاق النار عند محاولتها الاقتراب.

وشهد مخيم نور شمس خلال الأيام الأخيرة حملة هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنيا في حاراته الرئيسية، وتضررت بفعلها مبانٍ مجاورة، وذلك في سياق تنفيذ مخطط الاحتلال لهدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، لفتح شوارع وطرقات وتغيير معالمهما الجغرافية.

وخلّف العدوان المستمر حتى الآن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملا في شهرها الثامن، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، إثر عمليات هدم وإحراق ونهب.

كما أدى العدوان إلى تهجير أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كلياً، و2573 منزلاً بشكل جزئي، فضلا عن إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، وتحويلهما إلى مناطق معزولة تكاد تخلو من مظاهر الحياة.

واعتقلت قوات العدو خلال الساعات الماضية  25 فلسطينيا، خلال اقتحامها عدة مناطق في الضفة الغربية، بينهم عدد من الأسرى المحررين.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • رغم العدوان وقيود الحصار.. أولى دفعات الحجاج تغادر صنعاء إلى بيت الله الحرام
  • ارتفاع جديد في أسعار الصرف بعدن.. والفارق مع صنعاء يواصل الاتساع
  • بـ 5 ملايين جنيه.. «المشروع x» يواصل الصدارة في إيرادات الأفلام
  • القلق الصهيوني يتصاعد: الإعلام العبري يقرّ بتفوق اليمنيين ويدعو لضربهم استباقيًا
  • الاحتلال يواصل توحشه في غزة وينذر بإخلاء 14 حيا شمال القطاع لاجتياحها
  • براءة من الخونة ونصرةً لغزة .. قبائل محافظة صنعاء تستمر في وقفات الغضب القبلي (تفاصيل)
  • الريال اليمني يواصل انهياره في عدن مع استقرار نسبي في صنعاء
  • بدء الترتيبات لتفويج الحجاج اليمنيين عبر مطار صنعاء الدولي
  • كيان العدو يواصل جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في غزة
  • بوتين: الجيش الأوكراني يواصل محاولات اختراقه للحدود